الكذب ديانة أم خيانة!!
17-06-2008, 06:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكذب ديانة أم خيانة !!
الكذب الإخبار بخلاف الواقع وهو في ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء كبيرة من كبائر الذنوب.
لا يوجد في ديننا كذب مباح حتى ما يطلق عليه كذبة بيضاء أو حمراء أو صفراء فالكذب كله محرم وممقوت وفي المجتمع الجاهلي كان العار يلاحق الكذاب فكانوا مع شركهم وضلالهم العقدي لا يكذبون وقصة أبي سفيان في حواره مع هرقل وصدقه في الحديث في شأن النبي عليه السلام وهو عدو له ومحارب له شاهدة على ذلك والكذب المباح فقط كذب أحد الزوجين على صاحبه للمصلحة والكذب للإصلاح بين الناس.
نبي الرحمة عليه السلام استحق لقب " الصادق الأمين " قبل وبعد بعثته صلى الله عليه وسلم وقد اعترف خصومه من صناديد الكفر بهذا اللقب وهو عليه السلام القدوة لجميع حملة العلم قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا وهذا الصنف من الدعاة لما نالوا من مكانة اجتماعية وشهرة عالمية هم القدوة في عصرنا الحاضر للكثير من المجتمعات الإسلامية بأخلاقهم وصفاتهم وسلوكياتهم ومع ذلك يعتقدون وجوب التحلي بصفة الكذب الصراح في الدعوة إلى الله لا على هدى من الكتاب والسنة بل على هدى من سيرة الإمام الشهيد والقائد الأعظم !!!!.
ظاهرة كذب هذا الصنف من الدعاة مصيبة عظمي وطامة كبرى ابتليت بها أمة الإسلام حيث ابتليت كذلك بكثرة الفرق والجماعات والأحزاب المذمومة والتي سبب افتراق المسلمين واختلاف كلمتهم وتشتت شملهم مخالفين قوله جل وعلا " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "فصدق فيهم قول الله تعالى " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "ومن هذه الجماعات الإسلامية والفرق من انتشرت في العالم الإسلامي انتشار النار في الهشيم وأصبح دعاتها عدد حبات رمل عالج ومن المؤسف أن مثل هذه الجماعة محسوبة على الإسلام وبعض دعاتها من أبعد البشر عن التحلي بصفات المسلم فضلا عن صفات الداعية فتجد بعضهم يتخذ من الكذب دينا يدين الله تعالى به " .
هذا الصنف من الدعاة استطاعوا بالكذب المصحوب بأيمان مغلظة أن يختطفوا كما لا بأس به من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13ـ 19. وممن هم على الفطرة ولا زالت عقولهم وأفكارهم بعيدة من التسمم الفكري ليوهموهم بأن الحور العين بانتظارهم في مواقع النزال والعمليات الانتحارية وسوف يخلد التاريخ ذكراهم لأنهم شهداء أمة الإسلام ورافعي راية عزها ومجدها وسؤددها. بل إن من المؤسف أن نجد هذا الصنف المحترف للكذب يؤصل هذا الخلق الرديء لدى من يقومون بتربيتهم وتوجيههم فتجده بعد أن يفتي الشاب بوجوب الجهاد المقدس لتحرير الأرض من ظلم الطغاة والمرتدين – زعموا – يؤصل لهذا المريد المسكين مبدأ الكذب ويعلمه إياه كما يعلمه السورة من القرآن يعلمه الكذب حتى على والديه وأقرب الناس إليه وأعظهم حقا وبرا عليه ومن الأمثلة الكثيرة جدا أن بعضا من هؤلاء المغرر بهم يوهم والديه أنه في رحلة عمرة مع شيخه وزملائه أو إمام مسجده أو في رحلة نزهة إلى إحدى مصايف بلادنا الحبيبة ليكتشف أبواه فيما بعد أنه في ساحة الوغى في إحدى ميادين الجهاد المقدس وقد تم اكتتابه شهيدا في عملية تفجيرية انتحارية عاجلة عفوا " استشهادية " مهرا لحورية حسناء تنظره بشوق شديد .
لست هنا بمبالغ في إلصاق صفة الكذب بهذا الصنف من الدعاة الذين درسوا مقرر " الكذب الإسلامي " كأهم مقرر في مدرستهم الفكرية النموذجية وتلقنوا مبادئه لخدمة الدعوة على أيدي مشايخهم ومربيهم ورموز فكرهم المنحرف ولعل ما نشاهده في بعض القنوات فضائية وبعض المحاضرات العلمية والدعوية من تناقض واضح وتخلي صريح عن تأصيل فكري مضى في سنوات التلقين الفكري الجهادي والانتحاري دليل حق وشاهد صدق ولا أدري هل هذا التناقض وتكذيب الذات من الكذب أم مما تقتضيه مصلحة الدعوة الإسلامية ؟!!.
الكذب كما بينت النصوص والأدلة الشرعية من صفات المنافقين " إذا حدث كذب "وصدق صلى الله عليه وسلم فقد ثبت نفاق أمثال هؤلاء وكذبهم في تناقض بعضهم بنسبة عالية جدا في بعض وسائل الإعلام فبالأمس كان يلقن الناشئة الفكر التكفيري ويحثهم على العمليات الانتحارية ليفوزوا بالحور العين واليوم وقد امتلأت المعتقلات السياسية العالمية من ضحايا فكرهم يتقمص قميصا جديدا ليناقض نفسه بنفسه ويكذب نفسه ويعيب على هؤلاء الضحايا بعضا من تصرفاتهم " رمتني بدائها وانسلت " والمؤمن كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لا يكذب البتة فتحت أي دليل أو نص شرعي يمكن أن يدرج كذب هؤلاء الدعاة والذين ملئوا الأرض كذبا وافتراء وتحايلا ومكرا والدليل ما أفتى به بعض كبار فكرهم وجماعتهم لمصلحة الدعوة والتنظيم وهل كذب الرسول عليه الصلاة والسلام أو أحدا من خلفائه الراشدين لمصلحة الدين أو الدعوة فمن أين جاء دليل هذه الفتوى ؟!!.
بل إن مما يزيد الطين بلة والأمر أسا وأسفا وألما وحزنا أن ترى بعضا ممن حصل على لقب "معالي" وحاز بل شرف بثقة ولاة الأمر حفظهم الله وممن هو مصنف من طلبة العلم والدعاة قد شرب من كأس هذا الفكر المقيت وارتمى في أحضان بعضا من تلكم الجماعات الدخيلة الوافدة والتي بنت أساس دعوتها وفكرها على مخالفة النصوص واتخذت من الكذب وسيلة هامة لتحقيق أهدافها والوصول لغاياتها فاستمرأ معاليه الكذب في كثير من أحاديثه ومواقفه ومعالجته لبعض قضايا الأمة ونسي أنه أقسم قسما عظيما على كتاب عظيم وبين يدي رجل عظيم بأن يكون مخلصا لدينه ثم مليكه ووطنه فهل الكذب هنا من الدين ويأتي في باب الإخلاص للدين والملك والوطن أم أنه يمكن إدراجه تحت باب" ما جاء في إباحة الكذب لنصرة التنظيم والمنهج السري للجماعة "؟!!.
ويعتبر خيانة عظمي للدين والمليك والوطن يجب محاسبته وفق نصوص الشريعة التي عاهدنا الله تعالى على العمل بها والدعوة إليها؟!!.
إن الحزم في تعزير من يشتهر بالكذب ويدان به وإن كان ممن لبسوا لباس الدين سوف يحد كثيرا من انتشار هذه الظاهرة المنافية لأخلاقيات مجتمعنا والتي تعد سمة ذميمة وصفة مقيتة وخلقا دنيئا.
قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " وقال صلى الله عليه وسلم " إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " .
والله تعالى من وراء القصد ،،،
د. إبراهيم بن عبد الله المطلق
من مواضيعي
0 سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات
0 هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
0 جمع كتب وصوتيات في بيان المنهج السلفي ورد التهم حوله
0 الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
0 صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
0 خبر عاجل: استشهاد الأخ الجزائري اسماعيل من مدينة واد سوف في دماج
0 هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
0 جمع كتب وصوتيات في بيان المنهج السلفي ورد التهم حوله
0 الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
0 صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
0 خبر عاجل: استشهاد الأخ الجزائري اسماعيل من مدينة واد سوف في دماج