من يستهدف المنهج والقيادات والرموز في حركة مجتمع السلم؟ ولماذا ؟
05-11-2009, 03:44 PM
هو سؤال يتكرر مع كل حملة من حملات القصف الإعلامي الذي يستهدف الحركة في منهجها وقيادتها ورموزها وسياساتها واستراتيجياتها ،سواء استخدم القاصف الإعلام المكتوب أو الإعلام الالكتروني ،ويبرز السؤال دائما عند القاعدة النضالية ،لماذا يستهدفون حركة مجتمع السلم ؟وهل في ضرب سمعتها التنظيمية او السياسية او الدعوية من احد يقتات منه ؟ثم لماذا تركز هذه الدعاية على القيادات والرموز ؟ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟وفي المقابل كيف تستطيع الحركة مواجهة هذا القصف الإعلامي عليها؟وماهو دور القيادة والقاعدة على السواء في خطة المواجهة؟
من نافلة القول التذكير بان حركة مجتمع السلم تعيش بعد وفاة مؤسسها الشيخ الرئيس محفوظ نحناح ،وبعد مؤتمريها الثالث والرابع حملات تستهدف وحدتها وتشويه سمعتها عند الرأي العام الداخلي والخارجي ،وتحاول هذه الأوساط التي لا تعرف الصيد إلا في المياه العكرة والمزابل أكرمكم الله ،بالضبط كالذباب لا يحط إلا على الجراح أو الأماكن النتنة،قلت تحاول أن تواصل الحملة ولكن هذه المرة طورت من أدواتها الإعلامية ،وأخذت تبحث في العورات علها تجد ماتقتات به لمدة قد لا تطول ،لان حبل الكذب دائما قصير.
حركة مجتمع السلم تستهدف لعدة أسباب نذكر منها :
* لأنها تمثل ما تبقى من الحركة الإسلامية في الجزائر كتنظيم قوي ومنتشر في كل أرجاء القطر الجزائري .
* لأنها تحمل مشروعا سياسيا استعصى على الخصوم توريطه في الدماء او في الفساد ،ومازال يقدم البديل والمبادرات وهو قوة مقترح في كل المجالات .
* لأنها حركة تستهدف المستقبل من خلال برامجها ومشاريعها الإستراتيجية التي تقوم على ترقية الفرد ،على اعتباره دينامو أي عملية تغيير .
* لأنها استطاعت أن توفق بتوليفة متوازنة بين التعامل مع السلطة من خلال المشاركة في بعض دواليبها ،والمجتمع من خلال تحسس قضاياه ومساعدته على حلها ،من خلال برامج متنوعة .
* لأنها استطاعت خلال عشريتين تكوين رأي عام ثابت لا يتغير بل يتماسك كلما أقبلت حملات القصف ،وإرادات الانشطار عن الحركة ،والتنظيم الذي يمتلك رأيا عاما ثابتا يتطور من مرحلة إلى أخرى هو تنظيم لا تقهره لا السلط الحاكمة التي تستهدف احتواءه ، ولا الحملات الإعلامية التي تستهدف تشويهه.
* لأنها درجت على هذا النوع من الحملات وصارت اليوم مطعمة ضدها .
* لأنها استطاعت أن تحوز ثقة السلطة والمعارضة في آن واحد ،وتستطيع القيام بأدوار ريادية هنا وهناك ،دونما تضييع لمشروعها وسياسياتها .
* لأنها الحركة الوحيدة التي تستطيع معالجة خلافاتها الداخلية رغم ماحدث في المؤتمر الرابع بحكمة واستشراف رغم وجود أراء متباينة بين قيادتها .
* إن ماحدث في الحركة من انشقاق تنظيمي ،جعلها تكتسب المناعة ضد أي انشطار آخر ،في الوقت الذي فوت المنشقون عن الحركة فرصة ذهبية لتأكيد مفردة إدارة الخلاف بطرق ديمقراطية داخل المدرسة الواحدة ،كان يمكن أن تؤسس الحركة لمسار جديد تعرفه جيدا بعض الأحزاب الأوروبية من خلال وجود التيارات داخل المدرسة الواحدة ،لكن مع وجود لوائح دقيقة تضبط سياسات التولية والتنحية والحملات الانتخابية ،لكننا لم تصل الى ذلك بسبب قصر النظر والاستعجال في عملية التغيير ،وإرادة حب البقاء في القيادة .
* لأنها حركة فتحت أبوابها لكل أبنائها من اجل العودة إلى حضنها بكرامة ولياقة .
إن حركة بهذا الشكل وبهذه الصفة هي حركة معشوقة ومحسودة في نفس الوقت ،معشوقة من أبنائها ومجتمعها الذي نمت فيه حاسة الشم عن بعد لكل قصف إعلامي يستهدف القيادة او المنهج او الرموز،ويعرف جيدا ،الايجابة على سؤال لماذا تستهدف الحركة اليوم ممن لايملك لا المصداقية ولا السمعة التي تجعل منه عرابا للتأثير في المجتمع .
ومحسودة من غيرها ممن لم يستطيع التكيف مع الواقع والوصول الى ما وصلت إليه الحركة من حالات نجاح ،وانحبس في لحظات تاريخية أسرته عن رؤية الضوء والمستقبل وقراءة الواقع قراءة صحيحة .
إن استهداف المنهج ،هو في الحقيقة استهداف لمشروع متجذر في ذهن القيادة والقاعدة والمجتمع ،يخطئ من يظن انه عندما يتحدث بمفردة الانحراف عن المنهج ،انه يصيب الحركة في المقتل ،سواء من الخارجين من الحركة ابتغاء حلية سياسية او جمعوية يلبسونها،أو من الذين يناقشون بعض فقرات منهج الحركة بلغة الحالمين بالمدينة القاضلة لافلاطون ،ممن اصبحت تغريهم العلمانية وهي تعرف السقوط الحر، كلا إن هذا الادعاء يعطى فرصة سانحة لتجديد مفردات وأدبيات المنهج وتأكيد القناعة به ،ونفض الغبار عن ما اغفل في المنهج ذاته ،وهو فعلا ماحدث داخل حركة مجتمع السلم عندما ضربت في المنهج والمرجعية وإن غدا لناظره لقريب .
أما ضرب القيادة في سمعتها او في قدراتها او في أسرتها او في علاقاتها ،فهو مسار قديم يستخدمه الخصوم لإرباك المناضلين والقيادات الوسطى ،وتعميق حيرة القيادة ،واستهلاك أوقاتها في قيل وقال والرد على الشبهات التي يركبها أصحاب الشهوات ،والقيادة الحكيمة الراشدة هي القيادة التي يتوفر فيها شرطا الصبر واليقين اللذان ذكرهما الله في القرآن الكريم (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ).
واخطر مايمكن أن تنجح فيه الدعاية والإشاعة والقصف هو ضرب القيادة بالقيادة ،وتدشين مسلسل الردود وكشف الأستار والتراشق بالتهم ،وهو درس يجب أن تستوعبه القيادة والقاعدة لأنها عايشته في المرحلة السابقة ويجب أن تأخذ منه العبر والعظات ،وتوفر للقاعدة النضالية لحظات استقرار من أجل الاستمرار في تحقيق البرامج والمشاريع .
ومن جهة أخرى ،لايجب أن يغيب عن الذهن أن الاستحقاقات القادمة السياسي منها والاجتماعي ،يدخل في صلب أجندة الخصوم ،ولعل خدش سمعة الرموز القيادية ،سواء كانت تمثل نائبا في البرلمان أو رئيسا لبلدية او وزيرا في الحكومة ،يقف في أعلى سلم أولويات الأطراف التي تريد تحقيق هدفين على الأقل ،الأول تشويه سمعة هؤلاء وتدمير صورة النجاح التي تحققت في ذهن المجتمع ،وبالتالي تسهل بعد ذلك صياغة خطاب الحملات القادمة ،والثاني توفير أوراق ضغط على الحركة من اجل تحديد سقف تعاطيها السياسي في المستقبل ،سيما أّذا أخذنا بعين الاعتبار الفوبيا التي قد تصيب البعض عندما تعلن الحركة أنها ستصل إلى السلطة في سنة 2012 أو تؤسس لمنظمة شبابية شمس ،وتنشا جيلا للترجيح ،وهي مشاريع هامة وإستراتيجية ،ولا تشكل خطرا على أحد ولكن مهما كانت هذه المشاريع عادية وضرورية لأي حزب سياسي يحترم طبيعته السياسية الإصلاحية ،الا أنها بالنسبة للآخر سيما الذين لا يعملون الا لضمان نصاب بقائهم في السلطة ،يمثل قلقا مستقبليا لتحقيق طموحاتهم ،وستظل أي حركة جادة وفعالة تؤرق هؤلاء ،فتثيرهم وتجعلهم في أتم الاستعداد لمقاومة أي رغبة في التغيير او الإصلاح .
ونقطة اسقاط الشعاع هنا كما يقول اهل الهندسة،هو عدم غفلة القيادة في المستويات المذكورة على نفسها من خلال الاستخفاف ببعض القضايا التي لايلق لها بال وهي صغيرة عندك كبيرة عندهم ،فالقدوة يحب ان يحافظ على هوامش العفو عنده لنفسه ،ولا يجب أن يغفل عن الموقع الذي يحتله ويمثله ،فأنت أيها القيادي مهما كانت مرتبتك في القيادة تحت مجهر المجتمع والخصوم ،وضريبة القيادة والموقع السياسي والاجتماعي يقتضيان سمت وسلوك معروف ،أنت أدرى الناس به ،وإذا غفل الناس عنك فان الله اقرب إليك من حبل الوريد .
هي إذن الضريبة التي يجب ان يدفعها القيادي في حركة مجتمع السلم ،وهي ايضا طبيعة الحياة السياسية في البلاد السائرة في طريق النمو ،مما يستوجب على الحركات الجادة أن تعد عدتها ،وتستنفر طاقاتها ،وتدقق رؤيتها ،وتعيد صياغة منظومة العلاقات بين قيادتها ومناضليها والرأي العام الداخلي والخارجي ،بما يخدم سياساتها،ويسوق صورة النجاح مهما كان صانعها لأنها في النهاية جزء من الصورة العامة للحركة ،التي إذا خدشت في أي جزء منها خاصة في تركيبة القيادة المنسجمة ،فإنها تؤثر سلبا على انجاز البرامج وتحقيق الأهداف ،وتثير الإرباك والشك في الرأي العام .
ومن هنا تزداد مسؤولية القيادة وواجباتها ،على اعتبارها تمثل الصورة المثلى للحركة ،والدليل العملي (القدوة )لتحقيق الأهداف وتماسك الصف ،والاستمرار في مقاومة ومواجهة حملات الإرجاف والتشكيك ،وكلما كانت القيادة بهذه الصورة كلما استطاع كل أفرادها تحقيق الطموحات المشروعة لها ،وكلما ضربت هذه الصورة ،كلما حدث اللا توازن وبالتالي ذهاب الريح لا قدر الله .
وفي سياق المسؤوليات المشتركة بين القيادة والقاعدة ،تثار بين الحين والآخر تصريحات هما وهناك تضرب القيادة بعضها ببعض ،سواء تعلق الأمر بإثارة قضية حضور الحركة في منظمة فريدم هاوس ،او قصف رئيس الحركة بالثقيل فيماسمي اعلاميا قضية سويسرا،حيث تطورت الدعاية منذ المؤتمر الرابع من داخلية إلى خارجية وكأنها تستهدف الحصار الدولي والعزلة عن القيام بادوار الريادية للحركة في المحافل والتجمعات الاسلامية والقومية والعالمية ،وهي ليست جديدة على الحركة فقد رمي بها الشيخ الرئيس محفوظ نحناح ،عندما اتهمته صحيفة جزائرية بأنه جند المئات من الجزائريين إلى أفغانستان واختارت التوقيت المناسب سنة 2001 أي بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ،وسوق آنذاك أن رئيس الحركة لا يمكنه أن يواصل جهوده الدبلوماسية التي اعترفت له بها الدولة الجزائرية أيام الأزمة ،على انه كان سفيرا فوق العادة للجزائر بدون تكليف من احد للمنافحة عن الجزائر والإسلام ،وسوقت آنذاك دعاية المنع في المطارت الدولية ،ووصل الأمر في تشريعيات 2002 الى اقتراح تقدم به بعض الإخوان للشيخ محفوظ نحناح حرصا عليه ،بأن يترشح للبرلمان من اجل اكتساب الحصانة البرلمانية ،وبالتالي الخروج من مأزق الدعاية التي سوقت في الصحف العلمانية آنذاك بقوة .
يبقى أن نشير في ختام مقال لم يكتمل إلى أن المرحلة التي تمر بها الحركة ،هي مرحلة جد حساسة ،ودقيقة تحتاج من القيادة والقاعدة حس ووعي كبيرين يفوت الفرصة على خصوم الحركة الذين يحاولون جاهدين ضرب استقرارها ووحدتها ،وتحويل أنظار المناضلين والمتعاطفين مع الحركة من الاستمرار في العمل والتركيز على الأولويات الى العودة الى مربعات الشك والقيل والقال وكثرة السؤال وهي مقتل ومهلكة ما دونها مهلكة .
إن الرهان الأساسي بالنسبة لحركة مجتمع السلم والذي يجب أن تتميز فيه ، هو رهان تحقيق الأهداف وتنفيذ البرامج وإعادة صياغة الخريطة الذهنية للقيادات البلدية والولائية والوطنية ،من خلال الإعلان عن مشروع تأهيلي استدراكي لجميع القيادات وعلى كل المستويات ،بغرض تحقيق هدف استراتيجي لأي حركة تغييرية وهو هدف وحدة التصور والفكرة والأهداف الذي بدوره يحقق بلا شك وحدة المصالح والمصير ،وهي أبجدبات أي عمل جماعي جاد ومسؤول .
ذلك انه ليس القصف الإعلامي والحملات الدعائية هو الذي يشكل الخطر على حاضر الحركة ومستقبلها ،ولكن مصدر القلق والخطر أن يتحول القصف من خارجي إلى داخلي ،وان ينتشر الهماز المشاء بنميم بين أفراد الحركة ،وأن تسمح القيادات لبعض الأراجيف والأقاويل هنا وهناك أن تتمكن من صدقية الأخوة الإسلامية ،فيتنازل البعض عن بعض شروطها وواجباتها ،وتبقى الدعوة للإخوان بظهر الغيب هي البلسم الذي يمسح الإغارة والغيظ في الصدر ،والاحتساب عن الله خلق نادر تحتاج إليه القيادة أثناء الأزمات وتلجأ إليه عند الخطوب .
لعلك أخي القارئ وأنت تتابع معي فقرات هذا المقال تبحث عن سؤال من وماذا ؟ولعلك تنكب الطريق إذا اعتقدت إنني سأتحدث عن أشخاص ومؤسسات بعينها تمتهن استهداف المنهج والقيادات والرموز ،فأكون بذلك قد قدمت خدمة مجانية (لمن ؟)حتى يقتات منها،ولكنها إشارات ضوئية تدل على المسير نحو الهدف بمرحلية وموضوعية وواقعية .
كتب فاروق أبو سراج الذهب
من نافلة القول التذكير بان حركة مجتمع السلم تعيش بعد وفاة مؤسسها الشيخ الرئيس محفوظ نحناح ،وبعد مؤتمريها الثالث والرابع حملات تستهدف وحدتها وتشويه سمعتها عند الرأي العام الداخلي والخارجي ،وتحاول هذه الأوساط التي لا تعرف الصيد إلا في المياه العكرة والمزابل أكرمكم الله ،بالضبط كالذباب لا يحط إلا على الجراح أو الأماكن النتنة،قلت تحاول أن تواصل الحملة ولكن هذه المرة طورت من أدواتها الإعلامية ،وأخذت تبحث في العورات علها تجد ماتقتات به لمدة قد لا تطول ،لان حبل الكذب دائما قصير.
حركة مجتمع السلم تستهدف لعدة أسباب نذكر منها :
* لأنها تمثل ما تبقى من الحركة الإسلامية في الجزائر كتنظيم قوي ومنتشر في كل أرجاء القطر الجزائري .
* لأنها تحمل مشروعا سياسيا استعصى على الخصوم توريطه في الدماء او في الفساد ،ومازال يقدم البديل والمبادرات وهو قوة مقترح في كل المجالات .
* لأنها حركة تستهدف المستقبل من خلال برامجها ومشاريعها الإستراتيجية التي تقوم على ترقية الفرد ،على اعتباره دينامو أي عملية تغيير .
* لأنها استطاعت أن توفق بتوليفة متوازنة بين التعامل مع السلطة من خلال المشاركة في بعض دواليبها ،والمجتمع من خلال تحسس قضاياه ومساعدته على حلها ،من خلال برامج متنوعة .
* لأنها استطاعت خلال عشريتين تكوين رأي عام ثابت لا يتغير بل يتماسك كلما أقبلت حملات القصف ،وإرادات الانشطار عن الحركة ،والتنظيم الذي يمتلك رأيا عاما ثابتا يتطور من مرحلة إلى أخرى هو تنظيم لا تقهره لا السلط الحاكمة التي تستهدف احتواءه ، ولا الحملات الإعلامية التي تستهدف تشويهه.
* لأنها درجت على هذا النوع من الحملات وصارت اليوم مطعمة ضدها .
* لأنها استطاعت أن تحوز ثقة السلطة والمعارضة في آن واحد ،وتستطيع القيام بأدوار ريادية هنا وهناك ،دونما تضييع لمشروعها وسياسياتها .
* لأنها الحركة الوحيدة التي تستطيع معالجة خلافاتها الداخلية رغم ماحدث في المؤتمر الرابع بحكمة واستشراف رغم وجود أراء متباينة بين قيادتها .
* إن ماحدث في الحركة من انشقاق تنظيمي ،جعلها تكتسب المناعة ضد أي انشطار آخر ،في الوقت الذي فوت المنشقون عن الحركة فرصة ذهبية لتأكيد مفردة إدارة الخلاف بطرق ديمقراطية داخل المدرسة الواحدة ،كان يمكن أن تؤسس الحركة لمسار جديد تعرفه جيدا بعض الأحزاب الأوروبية من خلال وجود التيارات داخل المدرسة الواحدة ،لكن مع وجود لوائح دقيقة تضبط سياسات التولية والتنحية والحملات الانتخابية ،لكننا لم تصل الى ذلك بسبب قصر النظر والاستعجال في عملية التغيير ،وإرادة حب البقاء في القيادة .
* لأنها حركة فتحت أبوابها لكل أبنائها من اجل العودة إلى حضنها بكرامة ولياقة .
إن حركة بهذا الشكل وبهذه الصفة هي حركة معشوقة ومحسودة في نفس الوقت ،معشوقة من أبنائها ومجتمعها الذي نمت فيه حاسة الشم عن بعد لكل قصف إعلامي يستهدف القيادة او المنهج او الرموز،ويعرف جيدا ،الايجابة على سؤال لماذا تستهدف الحركة اليوم ممن لايملك لا المصداقية ولا السمعة التي تجعل منه عرابا للتأثير في المجتمع .
ومحسودة من غيرها ممن لم يستطيع التكيف مع الواقع والوصول الى ما وصلت إليه الحركة من حالات نجاح ،وانحبس في لحظات تاريخية أسرته عن رؤية الضوء والمستقبل وقراءة الواقع قراءة صحيحة .
إن استهداف المنهج ،هو في الحقيقة استهداف لمشروع متجذر في ذهن القيادة والقاعدة والمجتمع ،يخطئ من يظن انه عندما يتحدث بمفردة الانحراف عن المنهج ،انه يصيب الحركة في المقتل ،سواء من الخارجين من الحركة ابتغاء حلية سياسية او جمعوية يلبسونها،أو من الذين يناقشون بعض فقرات منهج الحركة بلغة الحالمين بالمدينة القاضلة لافلاطون ،ممن اصبحت تغريهم العلمانية وهي تعرف السقوط الحر، كلا إن هذا الادعاء يعطى فرصة سانحة لتجديد مفردات وأدبيات المنهج وتأكيد القناعة به ،ونفض الغبار عن ما اغفل في المنهج ذاته ،وهو فعلا ماحدث داخل حركة مجتمع السلم عندما ضربت في المنهج والمرجعية وإن غدا لناظره لقريب .
أما ضرب القيادة في سمعتها او في قدراتها او في أسرتها او في علاقاتها ،فهو مسار قديم يستخدمه الخصوم لإرباك المناضلين والقيادات الوسطى ،وتعميق حيرة القيادة ،واستهلاك أوقاتها في قيل وقال والرد على الشبهات التي يركبها أصحاب الشهوات ،والقيادة الحكيمة الراشدة هي القيادة التي يتوفر فيها شرطا الصبر واليقين اللذان ذكرهما الله في القرآن الكريم (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ).
واخطر مايمكن أن تنجح فيه الدعاية والإشاعة والقصف هو ضرب القيادة بالقيادة ،وتدشين مسلسل الردود وكشف الأستار والتراشق بالتهم ،وهو درس يجب أن تستوعبه القيادة والقاعدة لأنها عايشته في المرحلة السابقة ويجب أن تأخذ منه العبر والعظات ،وتوفر للقاعدة النضالية لحظات استقرار من أجل الاستمرار في تحقيق البرامج والمشاريع .
ومن جهة أخرى ،لايجب أن يغيب عن الذهن أن الاستحقاقات القادمة السياسي منها والاجتماعي ،يدخل في صلب أجندة الخصوم ،ولعل خدش سمعة الرموز القيادية ،سواء كانت تمثل نائبا في البرلمان أو رئيسا لبلدية او وزيرا في الحكومة ،يقف في أعلى سلم أولويات الأطراف التي تريد تحقيق هدفين على الأقل ،الأول تشويه سمعة هؤلاء وتدمير صورة النجاح التي تحققت في ذهن المجتمع ،وبالتالي تسهل بعد ذلك صياغة خطاب الحملات القادمة ،والثاني توفير أوراق ضغط على الحركة من اجل تحديد سقف تعاطيها السياسي في المستقبل ،سيما أّذا أخذنا بعين الاعتبار الفوبيا التي قد تصيب البعض عندما تعلن الحركة أنها ستصل إلى السلطة في سنة 2012 أو تؤسس لمنظمة شبابية شمس ،وتنشا جيلا للترجيح ،وهي مشاريع هامة وإستراتيجية ،ولا تشكل خطرا على أحد ولكن مهما كانت هذه المشاريع عادية وضرورية لأي حزب سياسي يحترم طبيعته السياسية الإصلاحية ،الا أنها بالنسبة للآخر سيما الذين لا يعملون الا لضمان نصاب بقائهم في السلطة ،يمثل قلقا مستقبليا لتحقيق طموحاتهم ،وستظل أي حركة جادة وفعالة تؤرق هؤلاء ،فتثيرهم وتجعلهم في أتم الاستعداد لمقاومة أي رغبة في التغيير او الإصلاح .
ونقطة اسقاط الشعاع هنا كما يقول اهل الهندسة،هو عدم غفلة القيادة في المستويات المذكورة على نفسها من خلال الاستخفاف ببعض القضايا التي لايلق لها بال وهي صغيرة عندك كبيرة عندهم ،فالقدوة يحب ان يحافظ على هوامش العفو عنده لنفسه ،ولا يجب أن يغفل عن الموقع الذي يحتله ويمثله ،فأنت أيها القيادي مهما كانت مرتبتك في القيادة تحت مجهر المجتمع والخصوم ،وضريبة القيادة والموقع السياسي والاجتماعي يقتضيان سمت وسلوك معروف ،أنت أدرى الناس به ،وإذا غفل الناس عنك فان الله اقرب إليك من حبل الوريد .
هي إذن الضريبة التي يجب ان يدفعها القيادي في حركة مجتمع السلم ،وهي ايضا طبيعة الحياة السياسية في البلاد السائرة في طريق النمو ،مما يستوجب على الحركات الجادة أن تعد عدتها ،وتستنفر طاقاتها ،وتدقق رؤيتها ،وتعيد صياغة منظومة العلاقات بين قيادتها ومناضليها والرأي العام الداخلي والخارجي ،بما يخدم سياساتها،ويسوق صورة النجاح مهما كان صانعها لأنها في النهاية جزء من الصورة العامة للحركة ،التي إذا خدشت في أي جزء منها خاصة في تركيبة القيادة المنسجمة ،فإنها تؤثر سلبا على انجاز البرامج وتحقيق الأهداف ،وتثير الإرباك والشك في الرأي العام .
ومن هنا تزداد مسؤولية القيادة وواجباتها ،على اعتبارها تمثل الصورة المثلى للحركة ،والدليل العملي (القدوة )لتحقيق الأهداف وتماسك الصف ،والاستمرار في مقاومة ومواجهة حملات الإرجاف والتشكيك ،وكلما كانت القيادة بهذه الصورة كلما استطاع كل أفرادها تحقيق الطموحات المشروعة لها ،وكلما ضربت هذه الصورة ،كلما حدث اللا توازن وبالتالي ذهاب الريح لا قدر الله .
وفي سياق المسؤوليات المشتركة بين القيادة والقاعدة ،تثار بين الحين والآخر تصريحات هما وهناك تضرب القيادة بعضها ببعض ،سواء تعلق الأمر بإثارة قضية حضور الحركة في منظمة فريدم هاوس ،او قصف رئيس الحركة بالثقيل فيماسمي اعلاميا قضية سويسرا،حيث تطورت الدعاية منذ المؤتمر الرابع من داخلية إلى خارجية وكأنها تستهدف الحصار الدولي والعزلة عن القيام بادوار الريادية للحركة في المحافل والتجمعات الاسلامية والقومية والعالمية ،وهي ليست جديدة على الحركة فقد رمي بها الشيخ الرئيس محفوظ نحناح ،عندما اتهمته صحيفة جزائرية بأنه جند المئات من الجزائريين إلى أفغانستان واختارت التوقيت المناسب سنة 2001 أي بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ،وسوق آنذاك أن رئيس الحركة لا يمكنه أن يواصل جهوده الدبلوماسية التي اعترفت له بها الدولة الجزائرية أيام الأزمة ،على انه كان سفيرا فوق العادة للجزائر بدون تكليف من احد للمنافحة عن الجزائر والإسلام ،وسوقت آنذاك دعاية المنع في المطارت الدولية ،ووصل الأمر في تشريعيات 2002 الى اقتراح تقدم به بعض الإخوان للشيخ محفوظ نحناح حرصا عليه ،بأن يترشح للبرلمان من اجل اكتساب الحصانة البرلمانية ،وبالتالي الخروج من مأزق الدعاية التي سوقت في الصحف العلمانية آنذاك بقوة .
يبقى أن نشير في ختام مقال لم يكتمل إلى أن المرحلة التي تمر بها الحركة ،هي مرحلة جد حساسة ،ودقيقة تحتاج من القيادة والقاعدة حس ووعي كبيرين يفوت الفرصة على خصوم الحركة الذين يحاولون جاهدين ضرب استقرارها ووحدتها ،وتحويل أنظار المناضلين والمتعاطفين مع الحركة من الاستمرار في العمل والتركيز على الأولويات الى العودة الى مربعات الشك والقيل والقال وكثرة السؤال وهي مقتل ومهلكة ما دونها مهلكة .
إن الرهان الأساسي بالنسبة لحركة مجتمع السلم والذي يجب أن تتميز فيه ، هو رهان تحقيق الأهداف وتنفيذ البرامج وإعادة صياغة الخريطة الذهنية للقيادات البلدية والولائية والوطنية ،من خلال الإعلان عن مشروع تأهيلي استدراكي لجميع القيادات وعلى كل المستويات ،بغرض تحقيق هدف استراتيجي لأي حركة تغييرية وهو هدف وحدة التصور والفكرة والأهداف الذي بدوره يحقق بلا شك وحدة المصالح والمصير ،وهي أبجدبات أي عمل جماعي جاد ومسؤول .
ذلك انه ليس القصف الإعلامي والحملات الدعائية هو الذي يشكل الخطر على حاضر الحركة ومستقبلها ،ولكن مصدر القلق والخطر أن يتحول القصف من خارجي إلى داخلي ،وان ينتشر الهماز المشاء بنميم بين أفراد الحركة ،وأن تسمح القيادات لبعض الأراجيف والأقاويل هنا وهناك أن تتمكن من صدقية الأخوة الإسلامية ،فيتنازل البعض عن بعض شروطها وواجباتها ،وتبقى الدعوة للإخوان بظهر الغيب هي البلسم الذي يمسح الإغارة والغيظ في الصدر ،والاحتساب عن الله خلق نادر تحتاج إليه القيادة أثناء الأزمات وتلجأ إليه عند الخطوب .
لعلك أخي القارئ وأنت تتابع معي فقرات هذا المقال تبحث عن سؤال من وماذا ؟ولعلك تنكب الطريق إذا اعتقدت إنني سأتحدث عن أشخاص ومؤسسات بعينها تمتهن استهداف المنهج والقيادات والرموز ،فأكون بذلك قد قدمت خدمة مجانية (لمن ؟)حتى يقتات منها،ولكنها إشارات ضوئية تدل على المسير نحو الهدف بمرحلية وموضوعية وواقعية .
كتب فاروق أبو سراج الذهب
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
