المسيحية هي الاستعمار
29-02-2016, 11:51 AM
المسيحية هي الاستعمار
محمد الهادي الحسني

جريدة الشروق اليومي





الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

كان الإمام:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله يردد:{ إن المسيحية هي: الاستعمار}، لأن هذه "المسيحية" - التي ليس لها من سيدنا المسيح عليه السلام إلا الاسم - انحرفت عن روحه، وهي:"المحبة"، ووضعت نفسها في خدمة مخطط قذر هو:" المخطط الفرنسي": الذي أهان الكرامة البشرية التي خلق الله الإنسان عليها، فالجزائري عند فرنسا هو:"بيكو" و:"صال راس"، بل إن جزائريا قال لمستوطن فرنسي كان يعمل عنده: " يا مسيو، حبّيت نتورز بغل": لما رأى من تفضيل الحيوان عليه!!؟.
لقد كانت الغاية التي سعت إليها فرنسا هي: أن يصبح الجزائريون فرنسيين وتصير الجزائر فرنسية، ولكنها أدركت: أن ذلك لن يتم إلا إذا تحول الجزائريون إلى مسيحيين!!؟، وقد نذر جزء من الفرنسيين نفسه لإنجاز هذه المهمة القذرة، هذا الجزء هو: الذي سماه أستاذنا:" أبو القاسم سعد الله" – رحمه الله – "الجيش الأبيض" – لغلبة اللون الأبيض على ثيابهم – وهو جيش ذو ثلاث شُعب، شعبة تسمى:"الآباء البيض"، وشعبة تسمى:"الأخوات البيض"، وشعبة تسمى:"الإخوة البيض المسلحين"، وهذه الشعبة كان عملها في صحرائنا الطاهرة، وكانت:" فرنسا ومازالت – على جمهوريتها ولائكيتها – تعد "المبشرين من أكبر الوطنيين!!؟". (آثار الإبراهيمي: ج3. ص 161).
من أبرز العاملين في هذا الميدان:" شيطان مريد تمثل بشرا يسمى: شارل دوفوكو": الذي تحل في هذه السنة الذكرى المئوية لقتله في شهر ديسمبر من عام 1916 من طرف مجاهدينا من أتباع الحركة السنوسية، وقد يقول الذين يعملون على تبييض وجه فرنسا وعملائها: " أي جهاد هذا الذي يقتل راهبا منعزلا في بُرجه!!؟".
ليعلم هؤلاء المجادلون عن فرنسا وعن عملائها: أن دوفوكو كان ضابطا جاسوسا زوّد صديقه الجنرال لابيرين في الفترة ما بين 1915 و1916 بواحد وأربعين تقريرا: لكي يخبره بأحداث الصحراء. (انظر علي مراد: شارل دوفوكو في نظر الإسلام: ص 93).
ستنطلق في هذه السنة "الآلة" الفرنسية – مسموعة، ومكتوبة، ومرئية، وما أضخمها وأكثرها – للحديث عن هذا الجاسوس "النبيل" لإحياء "مآثره"، والإشادة بـ "فضائله"، والتنويه بـ "مكارمه"، وكل ذلك من باب "تلبيس إبليس": الذي يعجز أحيانا، فيستعين بـ "إخوانه" و"جنوده" و"أوليائه" كما يستعين المؤمنون برب العالمين.
إن أصدق صديقين لهذا "الراهب": الذي توقّح " على مراد"، فسماه "المرابط!!؟"، وافتتح كتابه عنه:" شارل دوفوكو في نظر الإسلام " بالآية الكريمة:[ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسن أولئك رفيقا].
أصدق صديقين له هما المجرمان:( الجنرال ليوتي: محتل المغرب الأقصى): الذي أقام له تمثالا ضخما في الدار البيضاء بالمغرب: اعترافا بخدماته الكبيرة للاستعمار، و:( الجنرال لابيرين: الذي دفن إلى جانبه)، والذي تذكر بعض المراجع: أنه قتل نصف ثروة الجزائر من الإبل.
وأصدق أصدقائه من غير العسكريين هو:( أمكر الماكرين بالإسلام، وأحقد الحاقدين عليه: لويس ماسينيون): الذي قضى سواده وبياضه: كيدا للإسلام وإخبالا لأمور المسلمين، وتنويما لهم بـ:"التصوف البدعي الخرافي!!؟"، وإلهاءا لهم بما سماه:" لجنة فرانس إسلام"، وقد جرى التفكير في هذا "اللويس ليخلف دوفوكو في مهمته القذرة ".
اعترف دوفوكو في آخر تقرير كتبه قبل أن يقتله مجاهدونا في تمنراست، اعترف أنه بعد عشر سنوات من العمل: لم يستطع تنصير جزائري واحد، وقد أورد هذا التقرير:( الصليبي الكبير: إميل فيلكس جوتي في كتابه "ثلاثة أبطال، وهم: لابيرين، ودفوكو، ومن سماه: princ de la!!؟)، وهذا الكتاب طبع بمناسبة الذكرى المئوية للاحتلال الفرنسي للجزائر.
بعد استيقان دوفوكو من فشله في تضليل الجزائريين، وإبدالهم:"الفادي" بـ "الهادي":(الباء تدخل على المتروك): حاول أن يستغل براءة الأطفال، فأوحى إليه "قرينه": أن يقدم لهم ما يستهويهم، ولكنه فشل، ولم تنطل حيله على أولئك الأطفال في بني عباس وتمنراست، وأنطقه الله، فشهد على نفسه قائلا: " لم أسجل نجاحا في هذه المساعي!!؟"، بل اعترف بأن أولئك "الأطفال – الكبار": كان مرآي عندهم أشبه شيء بمرآى الشيطان نفسه". (إسماعيل العربي: الصحراء الكبرى وشواطئها ص 114).

فليحذر الجزائريونذكرانا وإناثا – مما سيقرؤونه وسيسمعونه وسيرونه من:" أضاليل هذا الرهبان وأمثاله": بهذه المناسبة، وليعلم الجزائريون: أن هذا الجاسوس لم يتمكن أن ينال درجة:"القديسية" في الميدان الديني عندهم، ولكنه نال عن جدارة لقب:"قديس الاستعمار!!؟". (سالم حميش: الاستشراق في أفق انسداده. ص30)، ولم أعلم غيره نال هذه الدرجة!!؟.

فيا أيها الجزائريون ذكرانا وإناثا –: لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، ولا تغرّنكم الكلمات المعسولة، والأثواب البيضاء، والابتسامات الماكرة، والأعمال الإنسانية البريئة!!؟، واذكروا – قياما وقعودا وعلى جنوبكم إلى جانب ذكر الله عز وجل – أن:" المسيحية هي: الاستعمار": كما أوصاكم إمامكم:" الإبراهيمي" رحمه الله، وهو لكم:" ناصح أمين"، وأنتم – إن شاء الله – تحبون الناصحين.
وآخر دعوانا أن: الحمد لله رب العالمين.

جزى الله خيرا الأستاذ الفاضل:" محمد الهادي الحسني".