الإعجاز العددي في القرآن .
02-09-2012, 12:22 PM
جميل أن نجد بحاثة إسلامية يعمل جاهدا على ترسيخ المعتقد ، ومخاطبة المؤمنين بما يزيد من تقواهم تفكيرا وفطنة في خوالق الله ومنجزاته العظمى ، فبعضهم بحث في إعجازات القرآن بشمولها ، ومنهم من اختص بالمعجز العددي في القرآن ك رشاد خليفة [1] الذي صاغ نظرية المعجزة العددية بنواتجها المثيرة التي مفادها :
°°كلمة [ الشهر ] تكررت في القرآن الكريم 12 مرة ، أي بقدر عدد شهور السنة .
°°كلمة [اليوم ] تكررت 365 مرة ، أي بقدر عدد أيام السنة .
°°كلمة [ الرحمن ] تكررت 57 مرة , و تكرر لفظ (( الرحيم )) 114 مرة ، أي بمقدار الضعف, و هو عدد سور القرآن .
°°ذُكرت [ المغفرة ] 234 مرة ، بينما ذكر [ الجزاء ] 117 مرة فقط , لأن المغفرة ضعف الجزاء .
°°حروف البسملة تساوي 19 حرفا , و هو الرقم الذي ورد في قوله تعالى [ عليها تسعة عشر ] (سورة المدثر) .
°°الرقم 19 له هوية سرية في القرآن . فهو يساوي عدد كلمات سورة العلق،أول ما نزل من القرآن . و يساوي أيضا عدد كلمات آخر آية .
°°كما أن عددالحروف في قوله : [ إياك نعبد و إياك نستعين ] يساوي 19 حرفا . و كذلك فيقوله : [ اهدنا الصراط المستقيم] .
°°كما أن عددالحروف في قوله : [ إياك نعبد و إياك نستعين ] يساوي 19 حرفا . و كذلك فيقوله : [ اهدنا الصراط المستقيم] .
°°°هذه النواتج التي توصل إليها الباحث (رشاد خليفة) قيمية ومحفزة للمتلقي الذي سيقف لا شك مشدوها ومشدودا لهذه الحقائق العلمية ، فمنهم الساذج الذي يؤمن بها جزافا باعتبارها مسلمات يعمل بها ويفعلها في حياته العملية من باب أنها حقيقة علمية ، ومنهم من يخضعها للشك والتعليل ، فلا يؤمن بها إلا بعد ثبوت صحتها العلمية بعيدا عن التهويل والإنخداع ، وهذا الشك ممدوحة لأنه موصل لليقين حسب نظرية حجة الإسلام وزين الدين [2] الذي عاش في القرن الخامس الهجري ،على دأب الشك الموصل لليقين أخضع صادق النيهوم [3] تلك المعجزة العددية السالفة الذكر للوزن التقدير والإختبار فتوصل إلى نتائج مذهلة مثالا عنها :
°°كلمة [ الشهر] لم ترد بهذه الصيغة 12 مرة ، بل 6 مرات فقط . لكن الباحث أضاف إليها كلمة [ شهر ]من دون أداة التعريف , و أهمل بقية الصيغ الأخرىمثل ( أشهر , و شهور , و شهرين ) متعمدا أن يحصل على الرقم 12 ، بغضالنظر عن الإلتواء الواضح في منهجه الانتقائي ، و هو منهج لا يخلو من روح العلم فحسب ، بل يخلو أساسا من روح الأمانة .
°° كلمة [اليوم ] لم ترد 365 مرة , بل وردت 480 مرة على الأقل فيصيغ منها [ يوم , و يومكم و يومهم و يومين و أيام و أياما و يومئذ]،لكن السيد الباحث اختار منها صيغة ( اليوم ) فقط , و عندما اكتشف أنالعدد المتوافر من هذه الصيغة , لا يفي بالمطلوب , أضاف إليها كلمة [ يوم]من دون أداة التعريف , متعمدا أن يهمل كلمة ( يومئذ ) التي تتكون فيالواقع من كلمتي ( يوم ذاك ) .
و الطريف في الأمر أن الباحث نسي في غمرةحماسه أن السنة ذات الثلاثمائة و خمسة و ستين يوما ،هي سنة التقويم الشمسي الذي لا يستخدمه القرآن أساسا .
°° لفظ [ الرحيم ] لم يتكرر بعدد سور القرآن , كما يزعم الباحث ، أي 114 مرة , بل تكرر 115 مرة . لكن السيد الباحث رأى أن يحذف الرقم الزائد , لمجرد أنه أفسد عليه لعبته الحسابية , و هي فكرة مريبة لا يقبلها علم الحساب بالذات , حتى من باب الهزل .
°°أماالزعم بأن الرقم 19 له هوية سرية في القرآن , منها أن البسملة تتكون من 19حرفا , و كذلك قوله [ إهدنا الصراط المستقيم ] . ..إلخ ، فهو خطأ تورط فيه الباحث بسبب جهله بتاريخ الخطوط السامية . فالخط العربي المستمد من الخط النبطي , لم يستخدم الألف لكتابة الصا ئت الطويل في وسط الكلمة إلا في مرحلة متأخرةنسبيا , مما نجم عنه اختلاف ظاهر في رسم كثير من كلمات القرآن بالذات , مثل كتابة كلمة [السموات ] بدل[ السماوات]و [ الله ]بدل و [ اللاه]و [الرحمن ] بدل [ الرحمان ] و [ الشيطن ] بدل [ الشيطان ] .
ولو عاد الباحث إلى أي مصحف , لوجد أن جملة [ إهدنا الصراط المستقيم]مثلا تضم 18 حرفا و ليس 19 ، بسبب حذف الألف من وسط كلمة [ الصراط].
°°° و الثابت ( حسب الصادق النيهوم )أن نتائج البحث بأسره , هي مجرد أحكام ملفقة ، نجمت عن منهج انتقائي موجه لشد انتباه القارئ إلى الزاوية الخاطئة،بوسائل الخداع البصري وحده . فالباحث لا يملك [ حقائق علمية ] و لا يلتزم بمناهج العلم ، لأن مهمته سحرية بحتة , و قائمة أساسا على تطويع السحر في خدمة الدين.
°°°فما أكثر السحر والسحرة الذين طوعوا ديننا الإسلامي لأغراضهم الشخصية والجمعوية، وهم بفعلهم أساءوا مرتين مرة بتشويهه ، ومرة أخرى أن استبعدوه على نهجه الصحيح الذي جاء من أجله دون تزويق ولا تنميق بشري يُسحره ويُغيب عقل المؤمنين في اجتهادات سرعان ما يعلنُ التنقيب والتفتيش عن بطلانها .
الهوامش------------------------------------------------------
[1] رشاد خليفة ، أمريكي من أصل مصري ، له نظرية الإعجاز العددي في القرآن ، ادعى بأنه رسول ، مات مقتولا بطعنة داخل بيته في توسان بولاية اريزونا الأمريكية آوائل 1990.
[2] هو أبو حامد الغزالي ،الفقيه الصوفي الشافعي الأشعري، صاحب نظرية الشك مبدأ اليقين ، ونظريته أسبق من جدلية الشك عند ديكارت [ أنا أفكر ، فإذن أنا موجود ].
من مواضيعي
0 دواعش كرة القدم ؟!
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 02-09-2012 الساعة 12:29 PM