حديث الصباح.. الصّحفي جنديّ إن عشق مهنته
03-05-2018, 06:24 AM
في اليوم العالمي لحرية التعبير و الصحافة

السلطة الرابعة أتخيلها امرأة تجلس على عرشها، حولها خدم و حشم، امرأة تمارس سلطتها في الدفاع عن قضايا أمتها.. السلطة أنثى و المرأة أنثى، و قد شغلت هذه الأنثى مهاما عديدة تنتهي كلها بتاء التأنيث، و لا يسع المقام لذكرها كلها، و لكن سأتكلم اليوم و بشيء من الأنانية المؤقتة في اليوم العالمي لحرية الصحافة عن الإعلامية و علاقتها بالسلطة الرابعة، و لماذا اختار الجنس اللطيف مهنة المتاعب..
المسألة طبعا لا تتعلق بتأنيث المهنة أو تذكيرها، طالما العمل الصحفي يشترك فيها المرأة و الرجل معا، و الاثنان يؤديان واجبهما المهني و بنفس المنطق في كشف الحقيقة و تنوير الرأي العام، و نقل هموم المواطن إلى السلطات العمومية، حتى و لو كان هناك اختلاف في وجهة نظر كل منهما، فهو لا يشكل عقبة أمامهما، لأن الرسالة واحدة
و لهذا يمكن القول أن الصحفي جُنْدِيٌّ، سواء أكان رجل أو امرأة ، سلاحهما القلم ، و كما قال مولود فرعون لكل جماعة "تاجماعتها"، فللسلطة الرابعة تاجماعتها أيضا و ليُسَمِّهَا الآخرون كما يشاءون، و الخلاصة أن اختيار المرأة مهنة المتاعب غالبا ما يكون عن حب و عشق لهذا المجال ، و ربما يرجع السبب في كونها تتمتع بخيال خصب ، كما أن المرأة الإعلامية تعيش الواقع كما يعيشه الرجل أو أكثر، و تنقل ما تسمعه و ما تراه، و لا يهم لون الحبر الذي تستعمله، طالما هي تتفاعل مع الحدث، و لو اطّلعنا على الأرقام لوجدنا أن أكثر العاملين في حقل الإعلام من النساء.
تبقى المشكلة مرتبطة بخصوم الصحافة حتى لا نقول أعداؤها الذين يعتقدون أن السلطة الرابعة نشأت لحصار السلطات الأخرى، بحيث نجد البعض لا يتعاملون مع الصحافيين، و بخاصة الملتزمين و الذين لهم جرأة في الإنتقاد البناء ، و ذلك خشية من أن يكشفون عيوبهم و سوء تسيير المال العام ، حيث ينظرون إليهم و كأنهم العدو اللدود و الأبدي، و لا يعلمون أن المسألة هي مسألة مبدأ و للسلطة الرابعة أشياء هامة لابد أن نقولها في مناسبة أو في غير مناسبة، هي رسالة للذين يرون أن الصحافة هواية أو عمل ثانوي يقوم به الإنسان للتسلية و قضاءً للوقت، فالصحفي جنديٌّ إن عشق مهنته و أداها بأمانة، بعيدا عن كل المغريات و المصالح الآنية.

علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 03-05-2018 الساعة 06:58 AM