يا ملتقى التنوير والتدوير
16-08-2016, 04:28 PM
يا ملتقى التنوير والتدوير
عبد الستار النعيمي

يا مُلتقى التَّنويرِ وَالتَّدويرِ ÷ نارَتْ بُدورُكِ في دروبِ العِيرِ
ثوبُ النقاءِ بعارضَيكِ أعلَّني ÷ ما كلُّ ثوبٍ يُرتدى كحريرِ
فيكِ الملاحةُ أقسمتْ ألاَّ تُرى ÷ إلا بوجهكِ يا قرينَ النورِ
حمَلتْ تُمادي كلَّ صبٍّ لاهثٍ ÷ وعروشُها حُفظتْ على التغييرِ
عاشت بعمرِ الوردِ رغمَ سنينها ÷ كالشمسِ ما شاخت مِن التنويرِ
إنَّ الملاحةَ لا تشيخُ بنجمةٍ ÷ كشفتْ منائرُها دُنى الديجورِ
يا كلَّ حبي سالفاً ومقدَّماً ÷ ردِّي لقلبي بَردَهُ بسَعيري
علَّ الشباب يعودُ فيهِ بنفحةِ ال ÷ إنعاشِ تحت منافحِ التعطيرِ
أعِري لهُ جُنحَي ملائكةِ الهوى ÷ ليطيرَ فوق الريحِ مثلَ مُعيري
يا مكةَ الغرَّاءَ، قلبي مُغرمٌ ÷ ويدايَ قد قصُرتْ عنِ التدبيرِ
هلاَّ تُغيثي شَيبتي وتكهُّلي؟ ÷ فلقد أضاعَ الحزنُ وجهَ مَسيري
• • •
يا نفسُ عودي للبداوةِ والرُّبى ÷ وعلى ذَلولِ الأرض ليلاً سيري
للَّيلِ والصحراءِ للبدر الموشَّ ÷ ى فرشُهُ بالنجمِ والتزهيرِ
تقْفُو على أَثري القوافي رَيَّةً ÷ بيراعِ شِعرٍ نابضٍ نِحريرِ
حتى إذا سمعَ السحابُ تَزمزُمي ÷ زُمَّ الفؤادُ لبيشةٍ وعَسيرِ
رُحماك لا نهلٌ ولا عللٌ بلا ÷ رشْفِ المناهلِ من عيون ثَبيرِ
وعلى مشارف مكَّةَ القلبُ ارتوى ÷ من ماءِ زمزمَ شربةَ التيسيرِ
لا نهلَ بعد زلالهِ حتى وإن ÷ من فضَّةٍ كانت ضفافُ غديرِ
ومتى أطوفُ بكعبتي وعلَيهما ÷ سربالُ طهْرٍ؛ رايةُ التبشيرِ
وهناك ألقى في الأصولِ عروبتي ÷ ويصيبُ ناقتها غرامُ بعيري