الضياع الرسمي بترسيم الغش
01-04-2017, 04:25 PM
الضياع الرسمي بترسيم الغش!!؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
ومرة أخرى:
تستمر مهازل الغبارطة لإنجاح إسلاخاتهم التغبوية كذبا وزورا جهارا نهارا، فقد وجهت:( وزارة التربية) مؤخرا: تعليمات إلى مديريها بالولايات، تطالبهم فيها برفع نسبة الانتقال في الطورين الابتدائي والمتوسط، وجعلها عند حدود 97 بالمائة وطنيا، بحيث لا تتجاوز نسبة الرسوب 3 بالمائة: لإنجاح الإصلاحات التربوية ميدانيا!!؟.
ولكل عاقل أن يطرح سؤالا منطقيا مفاده:
ما هو الدافع الحقيقي الكامن وراء إصدار:( وزارة التربية) لتلك التعليمات؟.
الجواب يسير واضح لكل ذي بصر وبصيرة:
إنها النتائج الكارثية التي سجلها التلاميذ في الفصل الأول في كل الأطوار – خاصة أقسام الإسلاخ: الثانية ابتدائي والأولى متوسط!!؟-، وحتى لا تكتمل فصول وتنكشف بجلاء:" فضيحة الإسلاخ" بنتائج كارثية في نهاية السنة: سارعت:( وزارة التربية) لإصدار تلك التعليمات في هذه الفترة: تحسبا للأسوأ بعد ظهور السيئ، ومن أبرز تلك التعليما وأهمها: ضرورة رفع نسبة الانتقال وسط تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، بالتركيز على تلاميذ "الإصلاح" السنة ثانية ابتدائي، على اعتبار أن الانتقال في السنة أولى ابتدائي آلي!!؟.
وفي الموضوع، أوضح:( رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ: علي بنزينة)، لـ"الشروق": أن بعض المؤسسات التربوية، قامت بتضخيم علاماتالتلاميذ في مختلف المستويات باستثناء أقسام الامتحانات، وذلك: بغية رفع نسبة الانتقال، لتعويض المستوى الكارثي الذي ظهر به التلاميذ خلال الفصل الأول!!؟.
وههنا نقطة أخرى هامة جدا:
من الواضح أن النتائج الفصلية المسجلة مؤخرا في المؤسسات التربوية على مستوى الوطن: عمقّت قلق المتحمسين لفرنسة التعليم في الجزائر، حيث أظهرت النّتائج تقدما كبيرا في اللّغة الإنجليزية عكس نتائج اللغة الفرنسية التي سجلت معدلات مقلقة!!؟، وهذا ما دعا:( وزارة التربية) إلى مسابقة الزمن لترجمة المصطلحات العلمية إلى الفرنسية لأجل فرضها مستقبلا ضمن المنهاج التربوي!!؟.
وعطفا على ما سبق بيانه، حق لكل عاقل غيور على وطنه وأمته أن يقول:
وهكذا تستمر مهازل الغبارطة، وتضيع أجيالنا البريئة، ويدمر مستقبل الأمة بإصرار الغبارطة على إنجاح إسلاخاتهم بالقوة بتزييف الأرقام، ورفع نسب النجاح بأية وسيلة كانت!!؟، فمن مبادئ هؤلاء:[ الغاية تبرر الوسيلة!!؟].
فبعد أن ثبت فشل هؤلاء ميدانيا فشلا ذريعا: لم يجدوا من:(مخرج نجدة، ومنفذ طوارئ سوى: التزييف والتزوير!!؟)، وبعبارة أخرى:( الغش الرسمي العلني!!؟).
حقا وصدقا:
إنه لغريب مريب عجيب: أن ترتكب تلك الجريمة الفضيحة جهارا نهاراعن سبق إصرار وترصد دون حشمة أو حياء: لا من العباد، ولا من رب العباد!!؟.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت". (رواه البخاري:2 / 489).
وقبل الختام:
إليكم رسالة معبرة تلخص:( عواقب قرار وزارة التربية) على مصير أمتنا!!؟:
{ كتب أحد الأساتذة الجامعيين لطلابه:" رسالة معبرة": وضعها على مدخل الكلية في الجامعة، وهذا نصها:
" إن تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى، ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم، والسماح للطلبة بالغشّ!!؟:
_ يموت المريض على يد طبيب نجح بالغش.
_ وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش.
_ ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش.
_ ويحرف الدين على يد شيخ نجح بالغش.
_ ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش.
ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش}.
ونزيد على رسالة الأستاذ الجامعي قائلين:
كيف ستكون العواقب: إذا كان الغش رسميا من قبل الوزارة المسؤولة، وابتداء من المراحل الأولى للتعليم!!!؟؟؟.
وختاما:
أليس في أمتنا:" طائفة راشدة توقف هؤلاء عن سفههم، وتصحح المسار التربوي – بصفة خاصة -، وذلك قبل غرق سفينة الأمة بمن فيها!!؟".
إن العواقب الكارثية ستمس الجميع، ولن تستثني أحدا!!؟، ولنتأمل قول:" الخبير العليم في القرآن الكريم":
[وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ].
قال ابن عباس رضي الله عنهما:" أمر الله عز وجل المؤمنين: أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم، فيعمهم الله بعذاب يصيب الظالم وغيرالظالم".
طبعا: إنكار المنكر يكون بحكمة وعلم وفق ضوابط الشرع، وليس بالتهور والطيش والتخريب، فيحصل الفساد من حيث قصد الإصلاح!!؟.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يصلح أحوال أمتنا.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.