تبديد الغيوم عن مقال الدكتور قسوم
09-08-2018, 01:38 PM
تبديد الغيوم عن مقال الدكتور قسوم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اطلعت على ما سطره:( رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: الدكتور عبد الرزاق قسوم) في مقاله الموسوم ب:" الجزائر بين شهر الحصاد وشهر الإيجاد"، والمنشور على موقع:(الشروق أونلاين)، فاستغربت جدا من استدلاله الشعري بأبيات شاعرين عربيين: أولهما: مائل مناصر للإلحاد، والثاني: نصراني متشكك، بل هو: ملحد!!؟، وهما:( جميل صدقي الزهاوي/ إيليا أبو ماضي).
وما كان الدكتور:( قسوم) سدده الله: مضطرا لفعل ذلك، خاصة في زمن التقنية الذي انتشرت فيه الشبهات انتشار النار في الهشيم!!؟، ففي استدلاله بأبيات ذينك الشاعرين:" تغرير لعوام المسلمين بشعرهما الإلحادي، فإن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة!!؟"، خاصة مع قلة العلم الشرعي لدى أكثر المسلمين.
وههنا سؤال:
ألم يجد الدكتور:" قسوم" من أبيات شعرية يثري بها مقاله غير أبيات ذينك الشاعرين الملحدين!!؟.
أليس في تراث علماء الجزائر، وعلى رأسهم:( علماء الجمعية التي يترأسها): ما يغني ويكفي ويشفي، ليدبج الدكتور:( قسوم) بيراعه حلل مقاله!!؟.
نعلم بأن للدكتور:( قسوم) جهودا مشكورة في صد تيار العلمنة الجارف الذي ينشر الإلحاد بين المسلمين لتشكيكهم في دينهم، لذلك نعتبر ما بدر منه في مقاله المشار إليه:( زلة) نأمل منه تصحيحها، فزلة مثلها من فاضل مثله، وهو من هو في مقامه: قد تفتح باب شر يصعب صده!!؟، فعوام الناس يحسنون الظن بما يكتبه الدكتور، وقليل منهم من يتنبه لأثر استدلاله بذينك الشاعرين!!؟، خاصة مع مدحه لقصيدة:( إيليا أبي الماضي) المليئة بالكفريات والإلحاديات، والمسماة ب:( الطلاسم)، ومع ذلك وصفها الدكتور ب:" الرائعة!!؟"، كما سيأتي بيانه لاحقا بإذن الله.
لأجل هذا، وبعد صدور مقاله وانتشاره: رأينا بأن ننشر هذه النصيحة: عملا بقوله عليه الصلاة والسلام:
"الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟. قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم". رواه مسلم.
ومن النصيحة في هذا الباب: بيان حال الشاعرين للتحذير من إنتاجهما الأدبي الداعي إلى الإلحاد، فإلى البيان بتوفيق الكريم المنان:
1) جميل صدقي الزهاوي:(1863 - 1936 م).
شاعر عراقي كان عدوا للحجاب، نصيرا لحركة تحرير المرأة المشبوهة، وقد ملأ ديوانه بالأفكار الإلحادية التي لا تخرج في جملتها عن:( نظرية داروين) أو:( نظرية هيكل الأثيرية) التي هي في الواقع: امتداد للداروينية،
وقد لاحظنا مؤخرا: نشاطا حثيثا للملاحدة لنشر هذه النظرية المناقضة لنظرية الخلق، خاصة على المواقع والمنتديات المسلمة!!؟.
وإليكم الآن ما سطره الزهاوي منتصرا لهذه النظرية الإلحادية قوله:
إِني أفكر في الطبيعة فاحصًا ÷ فيعد تفكيري من الإِلحاد
ووجدت أن الكائنات سلالة ÷ لا فرق بين خفيها والبادي
أما الزمان فإِن في دورانه ÷ ما يربط الآزال بالآباد (1)
ما حياة قديمها غير باد ÷ لك إِلا تطور في جماد
إِنها تتبنى لها في نظام ÷ كل ما يقضي حاجتها من عتاد (2)
ومن رباعيته:
ما نحن إِلا أقرد÷ من نسل قرد هالك
فخر لنا ارتقاؤنا÷ في سلّم المدارك (3)
إن الذين عن الأقراد قد بعدوا ÷ لم يجحدوا أنهم منهن قد ولدوا
هزؤوا بالبنات والأمهات ÷ وأهانوا الزوجات والأخوات
هكذا المسلمون في كل صقع ÷حجبوا للجهالة المسلمات
سجنوهن في البيوت فشلُّوا ÷ نصف شعب يهم بالحركات
منعوهن أن يرين ضياء ÷ فتعودن عيشة الظلمات
إِن هذا الحجاب في كل أرض ÷ضرر للفتيان والفتيات (4)
تلك هي بعض حقيقة الشاعر:( جميل صدقي الزهاوي)، فليحذر المسلمون من شعره وأدبه، وللحديث بقية إن شاء الله عن حقيقة الشاعر:( إيليا أبو ماضي).
هوامش:
(1) "ديوان الزهاوي":(ص 525، 599).
(2) المصدر السابق:(ص 525، 599)، و:"البيت مكسور في الأصل".
(3) "ديوان الزهاوي":(ص 525، 599).
(4) "ديوان الزهاوي":(ص 319).