المدارس القرآنية.. مرحلة التّفكيك بدأت!
17-03-2017, 04:38 AM
كريمة خلاّص
صحافية بقسم المجتمع في جريدة الشروق اليومي
تعرضت 3 مدارس قرآنية تابعة لجمعية العلماء المسلمين في الأيام الأخيرة إلى الغلق بحجة عدم حصولها على الاعتماد وأن اعتماد الجمعية وحده لا يكفي وفق ما أكّده رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم في اتصال مع "الشروق"، الخميس.
وأضاف قسّوم أن مسؤولي بعض الولايات أغلقوا مدارس تابعة للجمعيات على مستوى ولاية سيدي بلعباس وبجاية لأن اعتماد الجمعية لا يكفي لوحده.
ADVERTISEMENT
وعطف المتحدث بالقول: "نتعرض من حين إلى آخر إلى الرقابة ومطالبتنا بتقارير وإحصاءات ونحن لا نضيق أبدا بهذا ولكننا نضيق بقرارات الغلق خاصة أننا ننتقي المعلمين الحافظين لكتاب الله.. لن نقتنع بأي شيء يلغي الكتّاب".قسوم وردا على تصريحات وزيرة التربية ووزير الشؤون الدينية بخصوص الجدل الدائر حول المدارس القرآنية أوضح أن تصريحات الوزارة مطمئنة نفسيا لكنها تحتاج إلى تدعيمها بقرارات رسمية وقانونية تحدد الصلاحيات والمسؤوليات.
وقال قسوم: "اتصل بي رئيس ديوان وزارة التربية وطمأنني بأنه لا مساس بهذه المدارس وفي اعتقادي كلام الوزير عيسى والوزيرة بن غبريط مطمئن نفسيا لكنه لا يكفينا للاطمئنان قانونا يجب إصدار بيان أو وثيقة تحدد المواقف وتزيل الغموض بعبارات موزونة ومحددة".
ودافع قسوم بشدة عن الكتاتيب مؤكدا أنه لا يحق لأحد المساس بها أو إلغاؤها لأنها ملك للأمة.
قسوم وإن اعتبر أن هذه المدارس في حاجة فعلا إلى بعض الإصلاحات المعقولة إلا أنها تبقى ملكا للأمة ولا يجب أبدا التخلي عنها أو وضع قيود عليها، مستنكرا انتهاج سياسة تجفيف المنابع كما تفعله العديد من الدول الغربية التي تعتقد أن أصل الإرهاب هو الكتاتيب القرآنية وهذا لا يقوم على سند".
وعن الموضوع ذاته، أكّدت مليكة بودالية قريفو أنّ المشكل راجع إلى تربية الطفل قبل السابعة من عمره، حيث سلب حقه في التمتع بطفولة عادية وأصبح يعيش حياة الموظف أو الكادح، وهو ما اعتبرته اقتلاعا للطفل من حضن أمّه، فهذا التعليم المبكر الذي يُفرض قبل الحين هدفه تفكيك النسيج الاجتماعي.
وأكدت المتحدثة أن مشكلة العائلات في بلادنا مع المراهقين والمتمدرسين ومختلف الآفات التي يتخبطون فيها وكذا تراجع التحصيل الدراسي لديهم، أمّا الطفل قبل السابعة من العمر فلا يعتبر أصلا مشكلا يحتاج إلى نظر وكل هذه البلبلة.
وكشفت المتحدثة وجود وثائق إدارية تفرض بداية التعليم في سن الرابعة، وهو ما يسعى هؤلاء إلى تكريسه بشكل غير علني.
واوضحت قريفو أن الالتباس الحاصل يكمن في عدم فهم الدور الأساسي للمسجد الذي لم يكن يوما مدرسة حيث قالت: "الكتاب ليس له جو المدارس ولا برنامجها لأن المهام مختلفة فالكتاب يضمن استمرارية حضارتنا، لأنّ الحضارة ليست فطرية أو عفوية، بل هي تُبْنى وتُنقل من جيل إلى جيل، فتحوّل الكتاب إلى مدرسة هو إعلان رسمي للقطيعة مع جذورنا، وماضينا".
واستطردت قائلة: "الناس الذين يحملون هذا المشروع لا يفرقون بين الحضارة والتعليم"
وطالبت قريفو بالاحتفاظ بالقرآن الكريم وحده كتابا مرجعيا في الكتاب والتخلي عن بقية الكتب شبه المدرسية، وكذا احترام البيولوجية الزمنية. فالطفل يركز على الأقل لمدة 12 ديققة وما دون ذلك فلا حاجة إليه".
وحسب قريفو، فإن نظام الكتّاب لا يعتمد على emploi du temps وبرامج وبرمجة، بل يكتفي بأن يقدم لكل طفل نصيبه اليومي، نصيبه الثقافي، الحضاري، ووجود الطفل بالكتاب لا يجب أن يتجاوز نصف ساعة، متأسفة لعدم احترام حرية الطفل، والعمل بالواجب أي تقديم وإعطاء حصته من الإرث الحضاري.