الوسواس القهري التعريف، الأعراض، العلاج
17-12-2016, 08:52 AM
الوسواس القهري
التعريف، الأعراض، العلاج
سلس نجيب ياسين


تعريفه: هو مرض نفسي مُزْمن يصاحب إنسانًا ذا نفسية حساسة، يمتاز صاحبه بكثرة التفكير وذكاءٍ حادٍّ، مما يسبب له ضغطًا مِن بعض الأفكار التي تتسلط عليه وتسبب له إزعاجًا نفسيًّا، خصوصًا عند التفكير المفرط.

الأعراض:
تتنوع وتتعدَّد الأعراض المصاحبة للشخص الحسَّاس، أو صاحب النفسية الحساسة، أو مريض الوسواس القهري؛ حيث نجده أحيانًا يُعاني من صعوبة التخلُّص من الفكرة أو الأفكار التي تتسلط عليه وعلى فكره، مما يُسبِّب له قلقًا ينعكس ويؤثر على نفسيته، ومما يزيد من حجم ودرجة تفكيره؛ ولهذا فإن مريض الوسواس القهري مُعرَّض أكثر من باقي الناس إلى التعب النفسي.
وكذا من بين أهم الأعراض التي تتناوب على مريض الوسواس القهري فترةُ اكتئاب عابرة (في حدود 30 ثانية)، تكون في شكل اغتراب نفسي، أو حسرة وتأمل لمحيطه.
أيضًا تمر عليه بعض الصور الذهنية المخيفة، وهي عبارة عن أفكار عابرة مخيفة لبضع ثوانٍ، والمؤكد أن مريض الوسواس القهري ليس مريضًا عضويًّا، فوظائفه العضوية جد عادية كغيره من باقي الناس الآخرين، فقط ومن الجانب أو الناحية النفسية فهو جد حساس؛ مما يولِّد لديه تفكيرًا زائدًا يُؤثِّر على أعصابه، التي من الطبيعي أن تُتعِب وتولد له الأعراض المذكورة سابقًا، والتي من شأنها أن تَحدُث مع مريض الوسواس القهري أكثر من غيره من الناس.
كانت هذه أبرز الأعراض النفسية.

وقد تترافق بعض الأعراض السلوكية؛ نذكر منها:
الشك المفرط، الذي يولد تكرار التأكد من الأشياء؛ على غرار التأكد من غلق باب السيارة أو مكتب العمل، أو غلق أنابيب الغاز في المنزل.
القراءة الخاطئة، أو الوسوسة الزائدة لبعض المحطات الاجتماعية مع الآخرين؛ كأن يظن عند مروره على مجموعة من الناس أنهم يستهزئون به أو يضحكون عليه.
أيضًا يمكن أن نرى مريض الوسواس القهري يسرح ويشرد كثيرًا في التفكير.

وعلى العموم فالأعراض لا تكون جميعها دفعة واحدة، ولكنها تتكرر وتتداول على المريض عبر محطات حياته، ويمكن أن نقول: إن بداية الشعور والإحساس بها بشكل واضح لدى المريض تبدأ في سن 11 أو 12 سنة، وتبدأ بتفكير فلسفي يأتي للمريض ويسبب له نوعًا من الهلع البسيط، يذهب كلما قطع التفكير فيه.
وتتَّضِح الأعراض أكثر عند نضج المريض عقليًّا (من الناحية الفيزيولوجية) في سن 18 أو 19 سنة، فيشعر الشخص الحساس المصاب بأفكار الوسواس القهري بصعوبة التأقلم مع نضجه نفسيًّا، خاصة مَن يكون اعتاد التفكير الزائد مند صغره مما يؤثر عليه عند نضجه، فإدمانه التفكير الزائد والسلبي يؤثر على نفسيته بشكل أكبر؛ مما يسبب له قلقًا، ويجعله يحس بصعوبة التعاطي مع تعبه النفسي الجديد.

مضاعفات الوسواس القهري وعلاقته بالانهيار العصبي:
قد يؤدي إلى حالات أو نوبات هلع وفزع، في حالة عدم ضبط التفكير الزائد، والاستمرار في التفكير السلبي، يتعرض العديد من مرضى الوسواس القهري (أصحاب نفسية حساسة) إلى انهيار عصبي حاد، ولعل هذه الجزئية جديرة بالدراسة.
ويشار أيضًا إلى أن مرضى الوسواس القهري يمتازون بذكاءٍ حادٍّ، وتفكير بعيد المدى، ومعظمهم ناجحون في العديد من المجالات؛ (تسيير إدارة، تجارة، حِرف، مشاهير علماء وشعراء، أدباء)، خصوصًا مَن تعلموا وتأقلموا مع نفسيتهم الحساسة، ومع مختلف الأفكار القهرية الضاغطة عليهم، بمعنى ضبطوها جيدًا (ولعل هذه الجزئية جديرة بالدراسة أيضًا)

العلاج:
أحسن علاج لمرض الوسواس القهري المرافِق لصاحب النفسية الحساسة، هو التوجيه منذ الصغر (أو كما يسمى العلاج المعرفي السلوكي)؛ ذلك أن تمييز الآباء لأبنائهم من خلال ملاحظة الأعراض المذكورة يمكن أن يساعدهم كثيرًا إما في توجيهِه لعلاج نفسي سلوكي، أو ممكن أيضًا أن يكونوا هم مَن يوجهون ويرشدون ابنهم المصاب (لمن لديه معرفة)، وفي سن مبكرة 12 و13 سنة، وذلك بأن يشرحوا له طريقة تفكير أي إنسان، وآلية عمل العقل، ومختلف مراحل حياة الإنسان (شرط أن يكون لديهم معرفة)، وأن يؤكِّدوا له أن الأفكار والحالات التي تُخيفه مجرَّد حالات نفسية عابرة، يعاني منها كل مرضى الوسواس القهري أصحاب نفسية حساسة وذكاء حاد، وبالتالي لزم أن يؤكدوا له ضرورة الابتعاد عن التفكير فيها، أو تحليلها، أو محاولة إيجاد أجوبة مقنعة لها، أو تصديقها، وأن يوضحوا له أنه إنسان جد عادي وطبيعي، كغيره من الناس، فقط إنه شخص حساس، يفكر بدرجة زائدة في الأمور، ويخاف بشكل أكثر من غيره من باقي الناس؛ مما يحدث ما ذكرنا.