حديث الصّباح..التوسّل بين القَبُولِ و الرَّفْضِ
09-10-2017, 05:18 AM
يستمر الجدل حول قضية "التوسّل" عند المفكرين الإسلاميين و المفتين، منذ ظهور الفتوى التي أطلقها الشيخ ابن تيمية الذي نظّر للعديد من الفتاوى و تبعه الوهابيّون، و أجمعوا على أن الأحاديث التي وردت عن التوسل ضعيفة ، و هم بذلك يعكسون بعض الفرق الإسلامية مثل الإباضية الذين قالوا بإجازتها، و التوسل بالنبي يعني الاستغاثة به، و النبيّ هو المغيث، حتى و هو ميت، لأن الأنبياء في قبورهم أحياء، و يسمعون مناجاة عباد الله، و قبور الأنبياء روضات الجَنَّاتِ، و التوسل إليه هو استغاثة، هذه العلاقة بين النبي و عباد الله هي علاقة روحية، و يقف بعض المفكرين الإسلاميين على الاختلاف الجوهري بين المدرسة الوهابية و مدرسة أهل السنة و الجماعة، و انتقد ابن تيمية عامة المسلمين الذين يقولون بالتوسل و بخاصة أهل السنة و الجماعة، الذين اتهموا ابن تيمية و الألباني بالتدليس و تكفير الناس بخصوص هذه المسألة، وقالوا بأنهم وراء فتاوى الدّم، في إشارة منه إلى تنظيم "داعش" الذي قالوا أنه خرج من رحم الوهابية.
إن أخطر فتوى عند المفكرين الذين قالوا بجواز التوسل هي الفتاوى الإستراتيجية في التكفير، فالتوسل عندهم هو ثقافة و قضية تعليمية نبوية، لأن النبيّ علم الصحابة التوسل و الاستغاثة و هو الذي أسّس لهذه المدرسة، يُذْكَر أنه في زمان عمر بن الخطاب أصاب الناس قحطا، فجاء رجل إلى النبي (ص) و قال له: استسق لأمتك يا رسول الله فإنهم هلكوا، فجاءه النبيّ في المنام و قال: اذهب إلى عمر و اقرأه السلام و أخبره أنكم مسقيون، ثم قال : عليك بالكيّس، فلما سمع عمر هذه الكلمات بكى ، لأنه شعر أنه قصّر في حقوق الرعية، فذهب إلى علي بن أبي طالب من أجل الاستسقاء بأهل البيت، و قيل أن الرسول (ص) أشار بالكَيِّسِ إلى الإمام العبّاس عليه السلام و الإمام علي بن أبي طالب و ولداه الحسن و الحسين، و هو ما يستوجب التراجع عن هذه الفتاوى.
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..