هام جدا: القرآن والسنة بيننا
09-07-2015, 02:50 PM
هام جدا: القرآن والسنة بيننا
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
اطلعت على متصفح بعنوان:" القرآن بيننا!!؟"، فرابني أمره بسبب عدم ذكره للسنة النبوية الشريفة!!؟ - رغم أنها:" وحي من الله تعالى" مثل القرآن الكريم، وكنت قد رددت على ما جاء في ذلك المتصفح بمشاركتين مختصرتين، ولكن للأسف: لم نجد جوابا للمخالف، ورأينا تهربا من نقاش مسألة:" تعقل القلب" التي ينكرها هؤلاء – مع أننا أثبتناه لهم- بأدلة القرآن الذي طالبونا بجعله:" بيننا!!؟".
فكتبنا ردا على تهرب مخالفنا، لنلحقه بمتصفحه، وبعد إتمامه: تبين له طوله نسبيا، فرأينا:" تعميما للفائدة": نشره مستقلا، فإليكموه:
نتفهم عجز مخالفنا عن التعليق على تفصيلنا لمسألة:" تعقل القلب" التي ينكرونها، وقد أثبتناها له بأدلة قاطعة من:" القرآن الكريم" الذي دعانا بعنوان متصفحه لجعله:" بيننا!!؟"، فلما جعلناه بيننا، وقد خالف ما أتيناه به: ما أراد أن يثبته هو بمتصفحه ذاك!!؟: لم يجد حيلة سوى القفز على جوابنا بالهروب إلى الأمام: تحدثا عن افتراضات لا تزال إلى الآن في:" حيز الوهم المأمول!!؟".
عند قراءتي لأول مرة لعنوان متصفح مخالفنا:" القرآن بيننا!!؟": تذكرت مباشرة حديثا فيه برهان على:" إعجاز نبوته عليه الصلاة والسلام"، وقد تكلم فيه عن:" فرقة تأتي بعده: تدعو إلى التمسك بالقرآنفقط!!؟"، فتجعله:" بيننا بزعمها!!؟"، وتلغي السنة إجمالا، أو على الأقل: تلغي كل الأحاديث التي تزعم – حسب عقولها القاصرة- أنها تخالف القرآن!!؟، ليخلو لها المجال بعد ذلك، فتفهمه وتشرحه: وفقا لما تمليه عليها أفهامها المحدودة!!؟.
وقد سبق لنا: الرد على تلك الفرقة المسماة ب:" القرآنيين!!؟"، ومذهبها هنا جزء من منهج:" العقلانيين!!؟"، وذلك من خلال رد مؤصل على أحدهم، وقد رأينا بأنه من المناسب للمقام، وتعميما للفائدة: التذكير بتأصيلنا لمن قرأه ونسيه، وهي أيضا فرصة مناسبة، ليطلع عليه من لم يقرأه سابقا من الأعضاء الجدد وغيرهم، فإليكموه مع زيادات نافعة:
قولك:{ الأحاديث التي لا تتطابق مع النص القرآني لا يعتد بها}.
التعليق: هذه غريبة عجيبة منك؟؟؟، إن هذا:( التأصيل العقلي المجرد عن الأدلة الشرعية) يشكل:" تدميرا ممنهجا لأصول الشريعة!!؟"، لأنه يفتح باب شر مستطير أمام:" أهل الأهواء"، ليردوا ما ثبت من صحيح السنة: بحجة أنها لا تتطابق – حسب أهوائهم – مع النص القرآني؟؟؟، وصدق الله تعالى إذ يقول:[ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ].
إن تأصيلك: يفتح الباب مشرعا للطعن في السنة النبوية الشريفة، إذ أنه يتيح لكل من لم يوافق:" هوى معقوله":" صحيح الأحاديث": أن يطعن فيها، ويردها بتلك الحجة الواهية الواهنة؟؟؟.
إن من يتبنى هذا المذهب: يجهل أو يتجاهل بأن:" السنة وحي كالقرآن"، فالأحاديث الصحيحة هي:" الذكر المنزل للبيان": الذي قال عنه الله تعالى:
[ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ].
لقد استقر في عقل وقلب كل:" سليم الفطرة": أن ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أحاديث:" حق لا ريب فيه"، لأن قائله وصفه ربه جل وعلا بقوله:[ وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى].
إن علماءنا الأفاضل قد أصلوا:" قاعدة عظيمة": يشهد لصحتها:( النقل والعقل والفطرة والحس)، والمقصود هنا هو قولهم:" إن صريح المعقول: لا يخالف صحيح المنقول".
فحاشا الشريعة الغراء: أن تتناقض أدلتها، لأن الكل من عند:" الحكيم العليم الخبير"، ومن رأى أن فيها تناقضا؟؟؟، فإنما مرد ذلك إما:" لسوء فهمه، أو سوء قصده، أو لهما معا!!؟"، ومن وجد شيئا من ذلك، فليرجع على عقله بالاتهام، وليذكر قلبه بقول:" الرحيم الرحمن في محكم القرآن":
[ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً].
إن ما أصلته بكلامك هو مذهب:" العقلانيين!!؟" الذين:" حاكموا النقل والوحي إلى عقولهم القاصرة!!؟"حتى قال أحد الحنفية، وهو:" أبو الحسن الكرخي" – عفا الله عنه -:" كل آيةٍ وحديثٍ يخالف ما عليه أصحابنا، فهو مؤول أو منسوخ"!!؟.
وقد غلت طائفة من هؤلاء:" العقلانيين!!؟"، فألغوا الاحتجاج بالأحاديث مكتفين بالنص القرآني؟؟؟، لذلك سموا ب:" القرآنيين!!؟"، والمنطلق واحد بين هذه الطائفة، والطائفة الأخرى التي ذكرت تأصيلها في قولك:
{ الأحاديث التي لا تتطابق مع النص القرآني لا يعتد بها}؟؟؟.
لقد جاءت:" أحاديث صحيحة صريحة" تدحض مذهب:" القرآنيين" أصالة،
ومذهب:" العقلانيين!!؟" تبعا ، وإليكم بعض تلك الأحاديث:
جاء في:" صحيح الجامع":(1/518) قوله عليه الصلاة والسلام:
" ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني، وهو متكئ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله". (صحيح) عن المقدام بن معد يكرب، وانظر:( المشكاة: 163).
فتأملوا دليل إعجاز نبوته عليه الصلاة والسلام حين تنبأ بمعتقد فرقة:" القرآنيين" القائلين:{ فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله... }، وعنوان ذلك المتصفح:( القرآن بيننا)!!!؟؟؟.
وجاء في:" صحيح الجامع" أيضا: قوله عليه الصلاة والسلام تحت رقم:
(7172 – 2454):
" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".
(صحيح) [حم د ت هـ حب ك] عن أبي رافع، وانظر:( المشكاة: 162).
قال الشيخ المحدث العلامة:" الألباني" رحمه الله في رسالة:" منزلة السنة من الإسلام":(1/13) ما يأتي:
{ وجد في الوقت الحاضر طائفة يتسمون ب: (القرآنيين): يفسرون القرآن بأهوائهم وعقولهم دون الاستعانة على ذلك بالسنة الصحيحة، بل السنة عندهم تبع لأهوائهم!!؟، فما وافقهم منها تشبثوا به، وما لم يوافقهم منها نبذوه وراءهم ظهريا!!؟، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم: قد أشار إلى هؤلاء بقوله في الحديث الصحيح: " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " [رواه الترمذي]. وفي رواية لغيره: " ما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا وإني أتيت القرآن ومثله معه ". وفي أخرى: " ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ".
بل إن من المؤسف: أن بعض الكتاب الأفاضل ألف كتابا في شريعة الإسلام وعقيدته، وذكر في مقدمته أنه ألفه، وليس لديه من المراجع إلا القرآن!؟؟.
فهذا الحديث الصحيح: يدل دلالة قاطعة على أن الشريعة الإسلامية: ليست قرآنا فقط، وإنما هي:" قرآن وسنة"، فمن تمسك بأحدهما دون الآخر، لم يتمسك بأحدهما، لأن كل واحد منهما يأمر بالتمسك بالآخر كما قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }، وقال:{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} ، وقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }.
وبمناسبة هذه الآية: يعجبني ما ثبت عن:" ابن مسعود" رضي الله عنه، وهو: أن امرأة جاءت إليه فقالت له: أنت الذي تقول:" لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات": الحديث؟. قال: نعم قالت: فإني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أجد فيه ما تقول فقال لها: إن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. قالت: بلى. قال: فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لعن الله النامصات". [متفق عليه].
وجاء في:" موسوعة الألباني في العقيدة":(1/295):
{ في حقيقة الأمر: إن ادعاء أن القرآن هو: فقط المرجع الوحيد، وليس للسنة دخل في بيان القرآن!!؟، فهو كفر بالقرآن، الذي يقول بأني لا أؤمن إلا بالقرآن: هو يكفر بالقرآن؛ ذلك لأن القرآن مما قال فيه رب الأنام: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ}، ها نحن ذكرنا آنفاً الصلوات الخمس، وكيف أنها تنقسم إلى أقسام، من أين أخذت هذه الأقسام!!?، لا شيء منها بهذا التوضيح في القرآن الكريم، لكن هو بيان الرسول عليه السلام الذي أشار الله إليه في الآية السابقة:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، أي: إن هذه الآية تعني أن بيان الرسول عليه السلام ينقسم إلى قسمين:
بيان لفظي: وهو تبليغ القرآن إلى الأمة، والبيان الآخر هو: بيان بمعنى التفصيل، ولذلك جاء حديث الرسول عليه السلام في الصحيح.
وأنا بهذه المناسبة أقول: ينبغي انتقاء هذه الأحاديث، وتقديمها لطلابكم هناك حتى تستقيم العقيدة الصحيحة، ويعرفون قدر السنة، وأهمية الرجوع إليها مع القرآن الكريم، ذكرت حديثاً وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
" لا يقعدن أحدكم متكئاً على أريكته يقول هذا كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالاً حللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه .. ألا إنما حرم رسول الله مثلما حرم الله"؛ ذلك لأن الله يقول في القرآن الكريم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
وجاء في نفس الموسوعة:(5/524):
باب حكم منكري السنة!!؟:
السائل: سؤال فضيلة الشيخ: بما يُرَدُّ على من لم يحتج بالحديث الصحيح: نتيجة أنه لا يُصَرَّح في القرآن على هذا الأمر، أو يتأول الحديث على ما يوافق هواه!!؟.
الشيخ: كيف ... طبعاً هذا لا يكون مسلماً؛ لأن الله عز وجل قد أمر حينما يختلف الناس، ويتنازعون في شيء ما من الأحكام: أن يرجعوا إلى أمرين اثنين: إلى:( كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -)، كما قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، وقد اتفق علماء التفسير على أن الرد في هذه الآية إلى الله: إنما هو الرد إلى كتابه، وهذا من البداهة والظهور بمكان؛ لأن الرد إلى الله: لا يعني كما لو رد الأمر إلى حاكم أو قاضي، فيذهب المتخاصمان إليه، فربنا عز وجل: لا يمكن للبشر أن يرتدوا إليه لذاته تبارك وتعالى؛ ولذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى الله لتقدير مضاف محذوف أي: إلى كتابه.
كذلك بالنسبة للرد إلى رسوله: لا يمكن الرد إلى شخصه، وبخاصة لمن كان بعيداً عنه في حياته، وبصورة أخص بالنسبة للذين جاءوا بعد وفاته عليه السلام، فلا يمكنهم الرد إلى شخصه، فأيضاً: الأمر المقصود بالرد إلى الرسول: الرد إلى سنته.
فمن زعم بأنه يستكفي بالقرآن دون السنة، فقد كفر بالله ورسوله لهذه الآية، وبأمثالها من آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا}، وقوله تبارك وتعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، فمن لم يؤمن ببيانه عليه الصلاة والسلام الذي هو كما يضاف إليه هذا البيان للقرآن ... ، والآية الأشهر في هذا المجال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
فالذي يزعم بأنه لا يتحاكم إلى سنته عليه السلام، وإنما إلى القرآن!!؟، فهو ليس مؤمناً بالقرآن، وإنما يصدق عليه ما قاله تعالى في بعض أهل الكتاب: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} ، ولذلك جاء التحذير الشديد من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الاعتماد على القرآن فقط دون السنة!!؟، فقال عليه الصلاة والسلام:" لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يقول: هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حراماً حرمناه، وما وجدنا فيه حلالاً حللناه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله"؛ لأنه كما جاء في القرآن: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
وختاماً:
قد جمع المصدرين الأساسين للمسلمين:( كتابًا وسنةً) في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -:" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
فمن صرح من المسلمين، ولو كان يصلي ويصوم، بأنه لا يعتمد في دينه إلا على القرآن الكريم، فهو كافر، وأول ما يدل على كفره وتناقضه: أنه يصلي صلاة إن كان مخلصاً في هذه الصلاة، هذه الصلاة لم تأت في القرآن، فمن أين جاءته هذه الصفة!!؟: من ركوع .. سجود .. وأذكار وتشهد، هذه التفاصيل كلها إنما جاءتنا من طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمن زعم أنه لا يعتمد إلا على القرآن، فلا يصح إسلامه، بل لو كان هناك حاكم ينفذ الشرع بجميع أحكامه: يستتاب، فإن أصر على أنه لا يعتمد في دينه على القرآن: قتل كفراً، وليس حداً، وإن تاب: تاب الله عليه}.
انتهى كلامه، وانظر:"رحلة النور": (10ب/00:29:25).
وبذلك: يتضح جليا لكل:" عاقل منصف": حقيقة دعوى:( القرآنيين والعقلانيين) بجعل:" القرآن وحده بيننا!!؟"، وذلك: بإهمال السنة النبوية الشريفة!!؟، أو: إلغاء الأحاديث التي تخالف عقول هؤلاء!؟ – وإن كانت تلك الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم!!؟-.
فالحمد لله على:" نعمة السنة المتممة المكملة الموضحة للقرآن الكريم".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.