.... انما الأمم الأخلاق
30-08-2014, 08:13 PM
قصة حقيقية أحكيها لكم ...
اليوم و أنا جالس بمقر عملي مر بجانب طفل صغير لا يتجاوز الاثنا عشر ربيعا (13) في عمره، بادرني بالتحية (فاين نبيل) و كأنه صديقي !، التفت اليه لأجد ابن جاري قادم من المخبزة و يحمل بيده (حبة بيض) !، ثم توجه نحوي و أخد يسرد لي مذا فعل في الصباح بكل تلقائية مع شيء من الفخر و الاعجاب بما فعله، فأفصح قائلا: اليوم صباح فتحت الثلاجة فوجدت حبتين من البيض فتساءلت بيني و بين نفسي مذا تفعل أمي بحبتي بيض؟ لن ينفعا لشيء سيشتري أبي فيما بعد.. أخدت البيضتين و وضعتهما في جيبي و خرجت لأجلب الخبز لأمي و أنا في الطريق رميت سيارة بالبيضة الأولى فأصبت الزجاج و فررت ..ثم قهقه قهقهة "فايشن" سمعها القاصي و الداني و رفع صدره الى سماء و قال (يقبض العوين)...
اليوم و أنا جالس بمقر عملي مر بجانب طفل صغير لا يتجاوز الاثنا عشر ربيعا (13) في عمره، بادرني بالتحية (فاين نبيل) و كأنه صديقي !، التفت اليه لأجد ابن جاري قادم من المخبزة و يحمل بيده (حبة بيض) !، ثم توجه نحوي و أخد يسرد لي مذا فعل في الصباح بكل تلقائية مع شيء من الفخر و الاعجاب بما فعله، فأفصح قائلا: اليوم صباح فتحت الثلاجة فوجدت حبتين من البيض فتساءلت بيني و بين نفسي مذا تفعل أمي بحبتي بيض؟ لن ينفعا لشيء سيشتري أبي فيما بعد.. أخدت البيضتين و وضعتهما في جيبي و خرجت لأجلب الخبز لأمي و أنا في الطريق رميت سيارة بالبيضة الأولى فأصبت الزجاج و فررت ..ثم قهقه قهقهة "فايشن" سمعها القاصي و الداني و رفع صدره الى سماء و قال (يقبض العوين)...
نظرت اليه و سألته و مذا تنوي أن تفعل بالبيضة الثانية، فرد بكل عنفوانيه : (خصني نشقف بيها كاش واحد يكون مع صحبته و نهرب).. فمازحته سأخبر والدك بما تفعل (أعقل فيها) ... رد عليا ضاحكا ( ها قول ما علابالي حتى بواحد)، ثم ذهب و هو ينظر اليا نظرة ثاقبة، و أنا أرد اليه نظرته بابتسامة مصطنعة خوفا من أن يرسل عليا حبة البيض التي بين يديه...
أثناء هذه المحادثة بيني و بين ابن الجار كنت أحمل صحيفة الشروق اليومي بين يدي، فوقع نظري على مقال صحفي كنت قرأته حول سبب اصابة اللاعب الكاميروني "ايبوسي" بمقذوف أرداه قتيلا من يد مناصر فوق المدرجات، استذكرت الأسباب التي أسردها الكاتب الصحفي و قد تعددت بين اتهام الوزارة و الفاف و ادارة الملعب و الحكم و المسيرين و و و ، بيد أن هذا الكاتب نسي أن يشير الى السبب الحقيقي لظاهرة العنف في الملاعب الا و هي "سوء التربية"، و مسؤولية الوالدين و المدرسة، فهناك امكانية كبيرة أن من قام بقتل "ايبوسي" شاب قاصر، و من يدخل الملاعب في بلادنا يعرف جيدا من يقوم بالسب و الشتم و الشغب داخل الملاعب، فهم في كثير من الأحيان أطفال أو مراهقين،
فالى متى يستمر الأولياء في اهمال جانب التربية؟ و كيف يتم توعيتهم بهذا؟ و الى متى تستمر المدرسة في تغييب الجانب التربوي؟ و من هو المسؤول عن هذا العامل الحساس في ضل تقاذف التهم بين أولياء التلاميذ و بين المدرسة ؟ و هنا أحببت أن أختم بمقولة يحفظه الجميع لأحمد شوقي "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
بلوحة مفاتيح م/ن.”