يا وطني هات يدك وهيا نرحل
27-10-2007, 04:56 PM
مرفوعة
إلى شباب من جيلي التهمهم البحر والتهمتهم الغربة
إلى شباب من جيلي التهمهم البحر والتهمتهم الغربة
لم يكن الهم الجاثم على صدري والذي احتل كل ذرة جسدي وليد لحظة آنية عابرة لأنه استأصل بداخلي منذ صرت المعتقل – س- في هذا الوطن الذي أخذ مني كل أحلامي وجعلني أنظر إلى مستقبلي الذي خلفته ورائي نظرة المودع لسفينة انتظرها العمر كله ولمَ أقلعت خلفته على ميناء الانتظار مثل يتيم تسربت من يده الأماني ووئدت كل أحلامه أمام نظره , نعم كانت الشمس تبزغ كل يوم تطلق أشعتها الرعناء في تكاسل مثل كسل شعب لازال يطالب بالشغل والسكن , وكان القمر ينثر ضياءه كل ليلة, وكان الربيع يأتي مرة في كل عام مثله مثل باقي الفصول وتأتي معه أطياره مغردة راسمة صورة لا أقول جميلة فحينما تكون النفس معتمة بالأسى يختفي كل الجمال فيها, الظلم في هذه البلاد يجعلك ترى كل الجمال فيه بظلام الروح التي بداخلك لذا لم أكن أرى سوى العتمة ولو دللتني شمس الربيع بدفئها , حتى أسراب الطيور القادمة من مواطن الأحلام من هناك خلف المتوسط لم تكن تغري فالحزن هاهنا بصدري يسكن فأي الجمال يراه الأعمى الذي أطفئوا عنه حتى الظلام .
كنت وحيدا ولازلت في وطن لازال الحب فيه مجرد أرصدة بنكية وتسكع الأسياد في شوارع باريس ولوزان وجنيف , والفضيلة ليست سوى امرأة عاهر يعبدها الحكام الجدد ونواب الشعب ووزراء ليسوا سوى أذناب كلاب بجنسية أخرى غير جنسية الوطن الذي لونوه بما تخلفهم بطونهم في مزبلة واد السمار. فعلى ما البحث عن الفرح ..؟ والفرح حكاية يضحك منها الوزراء وخليلاتهم في منتجعات موريتي ومنتجعات أخرى خلف البحر لا يعرف طريقها سوى أصحابها , لازلت ها هنا في هذه الأرض أكفر بكل ما يقولون حتى بالتاريخ العظيم , أكفر بالاستقلال وبأن فرنسا خرجت .. لا لا أيها الناس لا تصدقوا الأفاكون فرنسا ما خرجت يوما وما ينبغي لها أن تخرج هي غيرت جلدها ذات فجر مثل أفعى وما فرنسا سوى أفعى ذات أنياب وذات أجراس , كفرت بيوم خرج فيه الشعب صاخبا مرفرفا بعلم أخضر وأحمر وابيض مهللا بالدور الجديد والاستعمار العصري , ذلك اليوم سكنت الفرحة كل الذين كان لهم يد في ما جرى وكل الذين كان لهم نصيب من الألم ونزف الجراح التي لازالت تئن وتنزف , فرنسا كانت سعيدة لأنها غيرت جلدها والشعب كان يرقص باستقلال ما كان وربما لن يكون وحكام جاؤوا على ظهر دبابة باسم الكفاح والكفاح ظل طريقه إليهم أيضا كانوا فرحين لأنهم سيمثلون فرنسا بمباركتها ودعواتها , وحده العلم المرفرف الحزين كان يقول أنزلوني من علياء الكذب فما حان دوري لا أريد أن أخون ولست سوى رمز المجد فلا تذلوني , كفرت بهم جميعا مثلما كفروا هم بالله وجعلوه مجرد مناضلا سياسيا في حزب اللحى المهذبة والبدلات الأنيقة , وحدها أرواح الشهداء كانت تصرخ في الوديان والشعاب تئن تحت وطأة الخيانة والفجيعة . تنتحب في الجنة نحيب الثكالى تريد الرجوع إلى الأجساد لتدوس على رقاب الأوغاد الذين عاشوا ليكون مجرد أذناب تريد الانتقام لشرف وطن بيع سلعة رخيصة في سوق النفط , هذا كله أنت يا وطني برميل نفط يرتفع كل يوم وتنزل أنت رخيصا في عيون تجارك كل لحظة . لم تعد تغري يا وطني فسماؤك صفراء وبحرك جثث للهاربين نحو المجهول وأرضك عرض مهتوك يمر عليها تجار في صورة وزراء ونواب وضباط ومسؤولين , لم تعد تغري يا وطني حين صار تاريخك وحضارتك وكل الجمال الذي فيك مجرد برميل نفط عائداته تفرغ على النهود وفروج الغواني في مراقص باريس وبيوت دعارتها .
يا وطن لونوا صفحاته بالآثام وقتلوا فيه الحياء وصار لقمة سائغة تلوكها ألسن قذرة ويعيش فيه الناس تحت حراب الأسياد وأرباب المال ألازالت فرنسا ترهبك ..؟
يا وطني بربك وربي تمرد ..
يا وطني بربك وربي انتفض ..
فالخوف زال وما الذي تراه سوى خيالات جوفاء , يا وطني الموت حق فإن متنا فيك فنحن كنا أموات فبربي وربك تمرد ..
ما بالك تصد عني ولا تسمعني .. أأضناك الشقاء مثلي .. أم صرت أنت أيضا يا وطني تبحث عن وطن .؟
تعودنا على الخيبات حتى صرنا نفتخر بأي خيبة هي اقل وطأة , أخيبة فيها تزوير انتخاب أم خيبة على ناصيتها مات الشباب أي خيبة نرضى لنفصل منها نصرا على مقاس الوهم ’ وكل الخيبات متشابهات .
آه يا وطن البطالة والكسالى والسفالة وانتظار المستقبل الذي ودعناه , أطلق عقالنا وعقالك لنعيش لاجئين في البراري والصحاري , أطلق صراحنا واتركنا نموت في عرض البحر دون قبر عسى البحر يرحمنا ويطعم جثثنا وحوشه وحيتانه لتتكرر فينا حكاية يونس النبي لكن يونس عليه السلام بعث من بطن الحوت وحمد الله ونجا أما نحن فلسنا أنبياء فما نحن سوى متسولين يتسولون وطن , وطن لله يا محسنين, حتى القبور ضاقت علينا وما عاد لنا فيها نصيب , فمدينة المقابر استولى عليها الأسياد وشيدوا عليها مصانع وأنشئوا فوقها الضياع والمزارع , لم يعد لنا وطن يا وطني فكل شيء فيك مات ثم مات ثم مات حتى الأحلام .. حتى المستقبل .. حتى الحب لم نعد نحلم ولم نعد نحب ولم نعد نأمل بمستقبل خلفناه خلفنا نشيدا وأغاني طفولية لم نعد نبحث سوى عن ملجأ لا يهم شكله ولا لونه ولا حتى جنسه , حكايتنا حكاية موت في عرض البحر أو خلفه لا يهم كيف يكون المهم أن لا نموت في أرض لازالت فرنسا تشرف عليها عن بعد .. لازالت سوقا كبيرة لخردتها , لازلت يا وطني ناكسا رأسك ورأسي إلى حضيض الأرض .. ارفع -راسك يا با- رفعته ثم رفعته لكن لا أعرف لمَ ينحني على صدري ويتدلى وحده – ارفع راسك - ارفع راسك - رفعته والله عاليا لكنه وحده ينحني ويتدلى ذليلا كسيرا مثل نخلة ولدت منحنية تضحك منها الرياح إذ هبت وتزاور عنها الشمس ذات اليمين وذات الشمال بسخرية ولكننا لا نرفع لنا هامة ولا قامة ظهورنا اقواس تتسكع في شوارع ديدوش وحسيبة**** والميناء الذي نتفرج على سفنه المحملة بخردة يتهافت عليها الناس في الأسواق وقمح صار أغلى من الإنسان وعلب سردين صارت أكبر من وطن , ليس الوقت وقت رفع الرؤوس فالرؤوس المرفوعة تقطف على حين غفلة وتصير رقما مجهولا للضياع والجنون والإدمان على ميناء الانتظار .. الرؤوس المرفوعة مشاريع للثورة والثورة قتلوها في مهدها وسلموها سبية عارية لفرنسا وسلمتهم فرنسا أوسمة من عار وجنسية فرنسية وأرصدة بنكية ونساء فرنسيات وعطور باريسية وطواقم وأربطة عنق ملونة بالأزرق والأبيض ..
قالوا غدا تشرق الشمس وفات هذا الغد المرتقب وما أشرقت الشمس وما بزغت سوى ظلما وذلا وهوانا وهروبا .. غدا تشرق الشمس لقد أشرقت على باريس وقصور الأسياد وسالت بترولا على بنات الهوى في قصور الكلاب , الشمس أشرقت يا وطني أرصدة وأبار نفط وضياع طويلة عريضة ومزارع وحقول لبشر لازالوا يتنفسون الهواء حقدا ويزفرونه سياطا من نار تحرق ظهور اللاجئين في وطن والمنفيون داخل الوطن .
كل الأوطان يا وطني ترفضنا وترفضك فأي فضاء إليه نرحل ..؟
صرنا عار العالم يا وطني ووبائه فأي ذل نحمل ..؟
يا وطنا صرت حقيبة سفر حقيرة تنتظر ألواح من خشب ومحرك قديم نتسرب به تحت جنح العتمة إلى المجهول بحثا عن وطن لنا ولك , يا وطني كلما أشرقت علينا الشمس تجدك في حقيبة يدي أنتظر الرحيل إلى الموت أو إلى العدم فلم يعد الأمر يهم فالموت صار متعة في أرض أفقدها الفجار كل متعة , فما عدنا نملك في أرضنا وطيننا وماءنا وقمحنا وخبزنا وزيتوننا وتمرنا سوى ذلنا , يا وطني هات يدك وهيا نرحل فلم يعد لنا في الوطن وطن .
كنت وحيدا ولازلت في وطن لازال الحب فيه مجرد أرصدة بنكية وتسكع الأسياد في شوارع باريس ولوزان وجنيف , والفضيلة ليست سوى امرأة عاهر يعبدها الحكام الجدد ونواب الشعب ووزراء ليسوا سوى أذناب كلاب بجنسية أخرى غير جنسية الوطن الذي لونوه بما تخلفهم بطونهم في مزبلة واد السمار. فعلى ما البحث عن الفرح ..؟ والفرح حكاية يضحك منها الوزراء وخليلاتهم في منتجعات موريتي ومنتجعات أخرى خلف البحر لا يعرف طريقها سوى أصحابها , لازلت ها هنا في هذه الأرض أكفر بكل ما يقولون حتى بالتاريخ العظيم , أكفر بالاستقلال وبأن فرنسا خرجت .. لا لا أيها الناس لا تصدقوا الأفاكون فرنسا ما خرجت يوما وما ينبغي لها أن تخرج هي غيرت جلدها ذات فجر مثل أفعى وما فرنسا سوى أفعى ذات أنياب وذات أجراس , كفرت بيوم خرج فيه الشعب صاخبا مرفرفا بعلم أخضر وأحمر وابيض مهللا بالدور الجديد والاستعمار العصري , ذلك اليوم سكنت الفرحة كل الذين كان لهم يد في ما جرى وكل الذين كان لهم نصيب من الألم ونزف الجراح التي لازالت تئن وتنزف , فرنسا كانت سعيدة لأنها غيرت جلدها والشعب كان يرقص باستقلال ما كان وربما لن يكون وحكام جاؤوا على ظهر دبابة باسم الكفاح والكفاح ظل طريقه إليهم أيضا كانوا فرحين لأنهم سيمثلون فرنسا بمباركتها ودعواتها , وحده العلم المرفرف الحزين كان يقول أنزلوني من علياء الكذب فما حان دوري لا أريد أن أخون ولست سوى رمز المجد فلا تذلوني , كفرت بهم جميعا مثلما كفروا هم بالله وجعلوه مجرد مناضلا سياسيا في حزب اللحى المهذبة والبدلات الأنيقة , وحدها أرواح الشهداء كانت تصرخ في الوديان والشعاب تئن تحت وطأة الخيانة والفجيعة . تنتحب في الجنة نحيب الثكالى تريد الرجوع إلى الأجساد لتدوس على رقاب الأوغاد الذين عاشوا ليكون مجرد أذناب تريد الانتقام لشرف وطن بيع سلعة رخيصة في سوق النفط , هذا كله أنت يا وطني برميل نفط يرتفع كل يوم وتنزل أنت رخيصا في عيون تجارك كل لحظة . لم تعد تغري يا وطني فسماؤك صفراء وبحرك جثث للهاربين نحو المجهول وأرضك عرض مهتوك يمر عليها تجار في صورة وزراء ونواب وضباط ومسؤولين , لم تعد تغري يا وطني حين صار تاريخك وحضارتك وكل الجمال الذي فيك مجرد برميل نفط عائداته تفرغ على النهود وفروج الغواني في مراقص باريس وبيوت دعارتها .
يا وطن لونوا صفحاته بالآثام وقتلوا فيه الحياء وصار لقمة سائغة تلوكها ألسن قذرة ويعيش فيه الناس تحت حراب الأسياد وأرباب المال ألازالت فرنسا ترهبك ..؟
يا وطني بربك وربي تمرد ..
يا وطني بربك وربي انتفض ..
فالخوف زال وما الذي تراه سوى خيالات جوفاء , يا وطني الموت حق فإن متنا فيك فنحن كنا أموات فبربي وربك تمرد ..
ما بالك تصد عني ولا تسمعني .. أأضناك الشقاء مثلي .. أم صرت أنت أيضا يا وطني تبحث عن وطن .؟
تعودنا على الخيبات حتى صرنا نفتخر بأي خيبة هي اقل وطأة , أخيبة فيها تزوير انتخاب أم خيبة على ناصيتها مات الشباب أي خيبة نرضى لنفصل منها نصرا على مقاس الوهم ’ وكل الخيبات متشابهات .
آه يا وطن البطالة والكسالى والسفالة وانتظار المستقبل الذي ودعناه , أطلق عقالنا وعقالك لنعيش لاجئين في البراري والصحاري , أطلق صراحنا واتركنا نموت في عرض البحر دون قبر عسى البحر يرحمنا ويطعم جثثنا وحوشه وحيتانه لتتكرر فينا حكاية يونس النبي لكن يونس عليه السلام بعث من بطن الحوت وحمد الله ونجا أما نحن فلسنا أنبياء فما نحن سوى متسولين يتسولون وطن , وطن لله يا محسنين, حتى القبور ضاقت علينا وما عاد لنا فيها نصيب , فمدينة المقابر استولى عليها الأسياد وشيدوا عليها مصانع وأنشئوا فوقها الضياع والمزارع , لم يعد لنا وطن يا وطني فكل شيء فيك مات ثم مات ثم مات حتى الأحلام .. حتى المستقبل .. حتى الحب لم نعد نحلم ولم نعد نحب ولم نعد نأمل بمستقبل خلفناه خلفنا نشيدا وأغاني طفولية لم نعد نبحث سوى عن ملجأ لا يهم شكله ولا لونه ولا حتى جنسه , حكايتنا حكاية موت في عرض البحر أو خلفه لا يهم كيف يكون المهم أن لا نموت في أرض لازالت فرنسا تشرف عليها عن بعد .. لازالت سوقا كبيرة لخردتها , لازلت يا وطني ناكسا رأسك ورأسي إلى حضيض الأرض .. ارفع -راسك يا با- رفعته ثم رفعته لكن لا أعرف لمَ ينحني على صدري ويتدلى وحده – ارفع راسك - ارفع راسك - رفعته والله عاليا لكنه وحده ينحني ويتدلى ذليلا كسيرا مثل نخلة ولدت منحنية تضحك منها الرياح إذ هبت وتزاور عنها الشمس ذات اليمين وذات الشمال بسخرية ولكننا لا نرفع لنا هامة ولا قامة ظهورنا اقواس تتسكع في شوارع ديدوش وحسيبة**** والميناء الذي نتفرج على سفنه المحملة بخردة يتهافت عليها الناس في الأسواق وقمح صار أغلى من الإنسان وعلب سردين صارت أكبر من وطن , ليس الوقت وقت رفع الرؤوس فالرؤوس المرفوعة تقطف على حين غفلة وتصير رقما مجهولا للضياع والجنون والإدمان على ميناء الانتظار .. الرؤوس المرفوعة مشاريع للثورة والثورة قتلوها في مهدها وسلموها سبية عارية لفرنسا وسلمتهم فرنسا أوسمة من عار وجنسية فرنسية وأرصدة بنكية ونساء فرنسيات وعطور باريسية وطواقم وأربطة عنق ملونة بالأزرق والأبيض ..
قالوا غدا تشرق الشمس وفات هذا الغد المرتقب وما أشرقت الشمس وما بزغت سوى ظلما وذلا وهوانا وهروبا .. غدا تشرق الشمس لقد أشرقت على باريس وقصور الأسياد وسالت بترولا على بنات الهوى في قصور الكلاب , الشمس أشرقت يا وطني أرصدة وأبار نفط وضياع طويلة عريضة ومزارع وحقول لبشر لازالوا يتنفسون الهواء حقدا ويزفرونه سياطا من نار تحرق ظهور اللاجئين في وطن والمنفيون داخل الوطن .
كل الأوطان يا وطني ترفضنا وترفضك فأي فضاء إليه نرحل ..؟
صرنا عار العالم يا وطني ووبائه فأي ذل نحمل ..؟
يا وطنا صرت حقيبة سفر حقيرة تنتظر ألواح من خشب ومحرك قديم نتسرب به تحت جنح العتمة إلى المجهول بحثا عن وطن لنا ولك , يا وطني كلما أشرقت علينا الشمس تجدك في حقيبة يدي أنتظر الرحيل إلى الموت أو إلى العدم فلم يعد الأمر يهم فالموت صار متعة في أرض أفقدها الفجار كل متعة , فما عدنا نملك في أرضنا وطيننا وماءنا وقمحنا وخبزنا وزيتوننا وتمرنا سوى ذلنا , يا وطني هات يدك وهيا نرحل فلم يعد لنا في الوطن وطن .
