احذروا.. اللعب بالهوية سيحرّك غضب الشارع
18-07-2016, 04:53 PM
خبراء ونقابات وجمعيات الأولياء وأساتذة في ندوة "الشروق":
احذروا.. اللعب بالهوية سيحرّك غضب الشارع


÷ يريدون تخريج جيل ذي ملمح علمي خال من الروح والقيم.
÷ تخيير التلميذ بين مادة العلوم الإسلامية واللغة الأمازيغية سيوقظ فتنة.
÷ موضوع تقليص أيام البكالوريا يُـفترض أن يعالجه اقتصاديون لا سياسيون.

أدار الندوة: نادية سليماني / حكيمة بلحاج / آمال عيساوي

اعتبر خبراء ونقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ وأساتذة العلوم الإسلامية: أن إصلاح شهادة البكالوريا يجب أن يكون مقرونا بالتركيز على مواد الهوية الوطنية من علوم إسلامية وتاريخ، لزرع الهوية القيمية لدى التلميذ، لا أن تُلغى هذه المواد لإعطاء الأولوية للملمح العلمي على حساب الهوية الوطنية، محذرين من تخريج:" جيل إباحي خائن لوطنه وقيمه، ومطالبين بترك موضوع تقليص عدد أيام البكالوريا لمختصين واقتصاديين، لا سياسيين باحثين عن حلول سهلة لمواجهة أزمة التقشف، ومُندّدين باقتراح تخيير التلميذ بين دراسة العلوم الإسلامية واللغة الأمازيغة كمادة ثانوية، وهو: ما يُهدّد بزرع فتنة بين التلاميذ وحتى الأساتذة، فكل سيحاول الانتصار لطرفه!!؟.

المكلفة بالإعلام بالنقابة الوطنية لعمال التربية "الإسانتيو" نفيسة حموش:
طالبنا بالحفاظ على عناصر الهوية الوطنية.
أكدت نفيسة حموش أن نقابة " الأسانتيو" شاركت في جميع جلسات العمل والتشاور التي دعت إليها وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، لإصلاح شهادة البكالوريا منذ شهر أكتوبر 2015، معتبرة أن إصلاح هذه الشهادة بات أكثر من ضرورة في الفترة الحالية، رغم أن الحكومة هي من دعت إلى هذا الإصلاح، بسبب وجود إختلالات في نسبة النجاح في البكالوريا، كما وأن إصلاحات بن زاغو منذ 2003 لم تصلح حال القطاع. والكارثة تقول:" إن 4 تلاميذ فقط من أصل 100 تلميذ في الابتدائي يتحصّلون على الباك، حسب إحصائيات وزارة التربية!!؟".
وحسب المتحدثة فإن:"كل شريك اجتماعي اقترح رؤيته في موضوع إصلاح البكالوريا، وخرج التشاور بـ6 اقتراحات لحد الآن، أهمها تقليص أيام البكالوريا إلى 3 أيام، وإجراء الامتحانات في المواد الأساسية فقط لمختلف الشعب، والاختيار بين العلوم الإسلامية واللغة الأمازيغية، واختيار لغة أجنبية لشعبة اللغات..."، وعن اقتراحات نقابة "الأسانتيو" تقول حموش:" طالبنا بالحفاظ على عناصر الهوية الوطنية، عن طريق إرجاع شعبةالعلوم الشرعية، والتركيز على مادة التاريخ.. ويا حبّذا لو يتم تدريس تاريخ الجزائر منذ الفترة قبل 1830، وعدم التخلي عن مادة الفلسفة كمادة ثانوية لبعض الشعب، لأنها أم العلوم، وتعلم التلميذ المنطق والتحليل، والعودة للبطاقة التركيبية، وإعادة المفصولين لمقاعد الدراسة"، وأضافت المتحدثة:"طالبنا أيضا بإدخال إصلاحات على ديوان الامتحانات، وتزويده بالتكنولوجيات ليساير التطور الحاصل، ويواجه الأزمات"، وناشدت المتحدثة جميع الشركاء الاجتماعيين: عدم التخلف عن حضور جلسات العمل مع الوزارة لتجنب منحها فرصة التفرد بالقرار..".

أستاذ التربية الاسلامية شيهوب بوجمعة:
لا منظومة في العالم تطورت بالهوية العلمية دون القيميةماعدا فرنسا "الإباحية":
أكد بوجمعة شيهوب، إنه وصلتهم أصداء من مصادر موثوقة حضرت اجتماعات الوصاية مع الشركاء الاجتماعيين حول موضوع إصلاح البكالوريا:" أنه لم يكن هناك اعتراض كبير من النقابات على موضوع إلغاء العلوم الإسلامية من امتحان البكالوريا!!؟"، متأسفا كون الحكومة تسعى لإصلاح هذه الشهادة، لغرض مواجهة التقشف عن طريق تقليص أيام البكالوريا، وإبراز الهوية العلمية للتلميذ، وهما: هدفان اعتبرهما المتحدث "سيقضيان على الهوية الوطنية للتلميذ"، مؤكدا:" لا توجد منظومة في العالم تطورت بالهوية العلمية فقط على حساب الوطنية، ماعدا الدولةالفرنسية التي تقوم على الإباحية..."، واعتبر شيهوب: أن تطبيق المقترحات الحالية لإصلاح "الباك" سيُنتج جزائريا ذا كفاءة عالية فاقداللقيم، ننتظر منه أي شيء، ولو خيانة وطنه!!؟".
وتساءل المتحدث:" ألم يُحرر الشهداء والمجاهدون الجزائر بهوية وطنية فقط، ولم يمتلكوا هوية علمية...؟؟"، وتأسف الأستاذ لتركيز اجتماعات الوصاية مع الشركاء على موضوعي إلغاءالعلوم الإسلامية من الشعب العلمية وجعلها مادة اختيارية للشعب الأدبية، وهو ما وصفه بـ"الخطر" على المجتمع.
وأعتبر ضيف "الشروق": أن المرحلة الحالية من الإصلاح يقودها أناسذوو إيديولوجية متطرفة، مناشدا الحكومة عدم المصادقة على المقترحات في حال رُفعت اليها بهده الصيغة "التي نرفضها"، خاتما مداخلته:" ألغوا دروس تحريم الخمر والزنا وعقوق الوالدين وتعريف الجهاد، فتفشت الجريمة والآفات في المجتمع، واستعان الشباب بمواقع الكترونية متطرفة بحثا عن مفهوم الجهاد..."، ومضيفا:" مستشار الوزيرة فريد بن رمضان والذي يرأس لجنة إصلاح البكالوريا، وعدنا في ملتقى سابق بعدم المساس بالعلوم الإسلامية في اختبار البكالوريا."

الأستاذ بوقرة العمراوي:
مقترح تخيير التلميذ بين العلوم الإسلامية واللغة الأمازيغية سيوقظ فتنة نائمة
تأسف بوقرة العمراوي كون وزارة التربية لم تترك لهم متنفسا للدفاع عن العلوم الإسلامية، حيث برمجت الإصلاح المتسرع في فترة زمنية ضيقة تلاه إصلاح البكالوريا، قائلا:" الانقضاض على الشريعة الإسلاميةمقصود، ويتم في سرية..."، متسائلا بتعجب:" كيف يقترح المجتمعون تخيير التلميذ بين دراسة العلوم الإسلاميةواللغة الإمازيغية... !، وهو ما اعتبره حلا لمشكل بخلق مشكل أخر!!؟"، قائلا:" إلغاءالعلوم الإسلاميةتمهيد لانتشارالجريمة، فهل نحن نعمل ضد أنفسنا، وكأنه لا يوجد شخص يخطط أو الذي يخطط لا عقل له!!؟"، وبخصوص مصطلح:"الملمح العلمي للتلميذ" المتداول مؤخرا، فاعتبره العمراوي:"هذا الملمح معمول به في الدولالإباحية، وليس الإسلامية فقط"، قائلا:" يريدون تخريج إطار ضخم الجسمقزم الروح ".

أستاذة العلوم الإسلامية للتعليم الثانوي، سهيلة ماضي:
الامتحان في المواد الأساسية فقط يؤدي إلى هروب التلاميذ من الأقسام؟.
اعتبرت سهيلة ماضي، أن مسألة التغيير والإصلاح مطلوبة في كل المجتمعات، ولكن المطلوب هو:" التغيير الفعال والإيجابي".
وأكدت المتحدثة، أن المدرسة الجزائرية قبل 1993 تم تجريب عملية الامتحان في المواد الأساسية فقط في البكالوريا، فاكتشفوا إهمال التلاميذ لكثير من المواد، رغم كفاءة أساتذة هذه المواد، فتم التخلي عن الطريقة وجعل امتحان البكالوريا في جميع المواد، وقائلة:"التربية الإسلامية تكسب التلميذ هوية وأخلاقا، والجزائر دولة كبيرة وقديمة وذات ارتباط تاريخي، ولا تحتاج لمقترحات تعيدها للخلف"، ودعت المتحدثة لتكاتف الجهود لمواجهة عملية الانسلاخ عن الهوية.

رئيس لجنة التربية على مستوى جمعية العلماء المسلمين:
نتابع بقلق ما يحدق في قطاع التربية.
أكد رئيس لجنة التربية بجمعية العلماء المسلمين، مختار، أنهم يتابعون وبقلق تطور عملية إصلاح المنظومة التربوية، قائلا:"إن كنا التزمنا الهدوء والتريث في بداية الأمر لغاية الحصول على الوثائق والمستندات، والتعقل في إبداء الآراء... قررنا مؤخرا عدم السكوت"، حيث أكد تنظيم الجمعية لملتقيات وطنية وجهوية بالاستعانة بخبراء في قطاع التربية، للتنبيه والتنديد من بعض جوانب إصلاح المنظومة التربوية، مؤكدا:"رغم أننا سلمنا الوزيرة منذ سنتين قائمة من الملاحظات، لم تطبق أيا منها على أرض الواقع".

الزبير روينة رئيس مجلس ثانويات الجزائر "الكلا":
عناصر الهوية الوطنية لا يمكن أن تكون محل تجاذبات؟.
قال الزبير روينة، رئيس مجلس ثانويات الجزائر "الكلا"، إن عناصر الهوية الوطنية يجب ألا تكون محل تجاذبات في المدرسة، مشيرا إلى أن الحديث عن الهوية العلمية والأدبية، ووجوب أن تكون لكل منهما بصمتها: لا يعني التخلي عن عناصر الهوية الوطنية، حيث إنه لا يوجد تناقض بين هذه الأخيرة وما يخدم المدرسة بل العكس تماما، مؤكدا أنه كأستاذ لا يمكن تخييره بين عناصر الهوية التي تتمثل في العلوم الإسلامية، واللغة العربية، والتاريخ.
وأوضح المتحدث ذاته في ندوة "الشروق" حول إصلاحات البكالوريا: أن هذه الأخيرة يجب أن تكون امتحاناتها تحفيزية، حيث تدفع التلميذ إلى العمل خلال الموسم الدراسي، كما توضح ممارسة السلطة البيداغوجية للأستاذ، وتثمن المجهودات.
واعتبر روينة: أن التسرع والغموض في هذه الإصلاحات: أمران لم يفهمها الشركاء بما في ذلك نقابتهم التي قال: إنها ليست ضد الإصلاحات، لكنه أكد أن إعادة النظر في أي أمر يجب أن تنطلق من تشخيص العيوب، ومناقشة الموضوع من خلال تقديم الاقتراحات بإقحام كل الفاعلين في وسط التربية وكل البيداغوجيين الذين يملكون الرأي، مشيرا إلى تغييبهم في بعض الجلسات، لذا طالبوا بمنحهم فرصة لمناقشة الموضوع على مستوى المجالس قبل الخروج بالاقتراحات التي تخدم الموضوع بشكل سليم، ومنها مناقشته أيضا في الجامعة الصيفية.
وأشار رئيس الكلا إلى توجه الوزارة في هذه الإصلاحات من خلال محاولتها أخذ تزكية النقابات فقط من دون الرجوع إلى القاعدة، قائلا إن محاولة إقناعهم لمجرد الإقناع هو خطأ في حد ذاته، كما اعتبر إقحام الأولياء في موضوع تربوي بيداغوجي مثل هذا: خلل كبير، لأن هنالك مختصين بيداغوجيين لهم كلمتهم حسبه.

كمال بن دايخة منسق الثانويات التقنية والمتاقن:
نطالب بالتخصّص وإعادة الشعب حسب حاجيات الأمة.
طالب كمال بن دايخة، منسق الثانويات التقنية والمتاقن، في ندوة "الشروق" حول إصلاحات البكالوريا بضرورة التخصص حسب حاجيات المجتمع، مستشهدا بما حدث في شهر رمضان في العديد من المساجد حين أصبح المصلون يبحثون عن قارئ جيد خلال صلاة التراويح، مؤكدا على وجوب الإكثار من الشعب الدراسية حسب حاجيات أفراد الأمة، خاصة أنه تم تغييب الجانبين المادي والروحي في هذه الإصلاحات، ضاربا مثال الدول المتقدمة التي تدمج التلميذ في التخصص بعد سن 16 سنة، معتبرا أن عناصر الهوية الوطنية كانت سببا في تحرير الجزائر، لذا لا يجوز المساس بها خلال جملة الإصلاحات التي تعمل الوزارة على القيام بها، بل يجب غرسها في التلميذ منذ دخوله السنة الأولى ابتدائي إلى الثانوية.
وقال بن دايخة إن إصلاحات 2005 التي حذفت التعليم التقني كانت بداية للخطر المحدق بقطاع التربية بعد إصلاحات الموسم الحالي، منتقدا صمت الجهات المعنية بالأمر، التي لم تندد بالتخلي عن هذه الشعبة، ما ساهم في تشريد العديد من الأساتذة، مؤكدا أن هيكلة التعليم المهني: أولى من هذه الإصلاحات التي ستذهب الكثير من المكاسب في قطاع التربية.

نعيمة فرحوم أستاذة العلوم الإسلامية:
عملية التغريب مجسّدة في محاولة الإجهاز على العلوم الإسلامية.
أبدت نعيمة فرحوم، أستاذة العلوم الإسلامية: أسفها الشديد من محاولات التغريب التي تظهر جليا من خلال محاولة الإجهاز على مادة العلوم الإسلامية وبقية عناصر الهوية الوطنية الممثلة في مادتي اللغة العربية والتاريخ، معتبرة أن مثل هذه العمليات كانت تقوم بها فرنسا أيام استعمارهاالجزائر، بغرض القضاء على هوية الشعب الجزائري وسلخه من مبادئه وقيمه، قائلة: "كنا نعتقد أن أهل التغريب ذهبوا مع استقلال الجزائر!!؟".
وانتقدت المتحدثة ذاتها: أن تكون العلوم الإسلامية في كل مرة كبش فداء، وكذا التحجج بغياب الملمح، الذي قالت إنه مشكل مطروح منذ المتوسطة، وهذا راجع إلى غياب مقاييس التوجيه والتقييم، داعية الوصاية إلى إعادة النظر في هذا الأخير، الذي يجب أن يبدأ من مرحلة الابتدائي إلى الثانوي.
وطالبت فرحوم بالعودة إلى النتائج التي كانت تحصدها شعبة العلومالشرعية: للتأكد من أنها كانت دائما من أولى الشعب في نتائج البكالوريا، لذا وجب المحافظة عليها وليس التخلي عنها.

إبراهيم شابو أستاذ العلوم الإسلامية:
فرنسا تعزز وحدتها، ونحن نتخلى عن هويتنا!!؟.
قال إبراهيم شابو، أستاذ العلوم الإسلامية: إن هذه الأخيرة أصبحت بمثابة المشجب الذي تعلق عليه المآسي، متسائلا: إذا ما كانت الوزارة تعلم بما يحاك لضرب الجزائريين في وحدتهم الوطنية، قائلا: " فيما تعزز فرنساوحدتها من خلال إقحام تعليم القرآن الكريم واللغة العربية في مناهجها التربوية نتخلى نحن عن هويتنا!!؟".
وطالب شابو بضرورة التروي، وأخذ الوقت الكافي في مسألة مناقشة هذا الموضوع قبل اتخاذ القرارات، بقوله: " كيف تطرح فكرة الإصلاح أمس، وتناقش اليوم، ثم تطبق غدا!!؟"، مضيفا:" أنه من غير المعقول أن تبدأ الإصلاحات من الأعلى إلى الأسفل، أي من البكالوريا إلى الابتدائي، بل يجب أن يحدث العكس، مؤكدا أن المزاجية التي تحكم قطاع التعليم هي التي تتحكم في كل هذه الأمور".
وأوضح الأستاذ شابو: أن أصحاب الشأن هم الأولى بالحديث عن هذه الإصلاحات، إلا أنه رغم الاختلافات الإيديولوجية يتفق الجميع على أن المبادئ التي كرسها الدستور ومحاور أول نوفمبر، لا يمكن التخلي عنها أو المساس بها بأي حال من الأحوال، قائلا: إن عدم الامتحان في مادة من مواد عناصر الهوية سيضر أيضا بالمنصب المالي، لأنها: إن لم تؤخذ بعين الاعتبار في الامتحان، فستلغى من البرنامج الدراسي نهائيا.

عبد القادر فضيل مفتش سابق بوزارة التربية:
العهد الحالي يعتبر أسوأ عهد في قطاع التربية
شدد عبد القادر فضيل، مفتش سابق بوزارة التربية الوطنية، على ضرورة إعادة النظر في طريقة الامتحان ونوع الأسئلة والمواد التي تشملها الامتحانات، حيث يجب أن يمتحن التلميذ في الدروس التي أخذها طيلة 12 سنة من الدراسة على حد قوله، حتى لا يكون موضوع الامتحان بمثابة صدفة أو محاولة تسريب.
وتحدث عبد القادر فضيل عن محاولة الإجهاز على مادة العلوم الإسلامية وبقية الإصلاحات التي تعتبر محور ندوة "الشروق"، حيث إنه عارض الوزير السابق أبوبكر بن بوزيد حين قام بإلغاءشعبة العلوم الشرعية، الذي قال إنه رد عليه آنذاك عبر وسائل الإعلام بقوله:" إنه يناقض نفسه"، وردا على اتهاماته إلى السلطة بالعمالة والانحراف: بررت تصرفها بأنها استفتت الشيخ القرضاوي وأجاز لهم ذلك!!؟، وتساءل محدثنا:" متى كنا نستفتي علماء المشرق في أمورنا الداخلية!!؟".
واعتبر المفتش السابق بوزارة التربية: أن قطاع التربية لم يعرف عهدا أسوأ من العهد الحالي، قائلا:" إن الوزارة ليس فوقها هيئة عليا يمكن أن تضبط الأمور، مؤكدا أنه مادامت الجزائر لا تملك هيئة تهتم بالتربية، فسيبقى الوضع متدهورا، خاصة في ظل التكالب على العلوم الإسلامية والعربية، باعتبار أنهم يطمحون إلى تغييبها، وتدريس جميع المواد العلمية باللغة الفرنسية!!؟".
وأوضح عبد القادر فضيل: أن التخيير بين المواد يجب أن يكون من جنس الاختيار ذاته، أي بين التاريخ والجغرافيا، وبين الفرنسية والإنجليزية، قائلا:" إن المواد التي تعتبر عناصر الهوية يجب الاعتناء بها، ويجب عدم فصلها، لأنها تكمل الهوية، مطالبا بضرورة دراسة الموضوع بجدية، ومن ثم تصور: كيف يمكن أن تتم عملية الإصلاح!!؟".

محمد بن حوة رئيس تنسيقية التعليم الثانوي:
يجب شن حركات احتجاجية للتصدي للمخطط.
أبدى رئيس تنسيقية التعليم الثانوي، محمد بن حوّة، مدى تخوفه منالإصلاحات، حيث صرح بأن الأمر يتدهور سنة تلو أخرى، والتحصيل العلمي يتراجع عاما بعد عام، والسبب الرئيس هو: القرارات التي تتخذهاالوزارة الوصية في السرية والكتمان، ومن دون استشارة الشركاء الفاعلين الذين هم على صلة مباشرة مع التلاميذ وأوليائهم.
كما شدّد المتحدث على أنّ أمر إسقاط مادة العلوم الإسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا يوحي بأن الإصلاح غير بريء!!؟، ورجع محمد بن حوة، في مجمل حديثه إلى سنة 2005 حينما تم تبرير أمر إخراج العلومالإسلامية من المقرر الدراسي بسوق العمل!!؟، وقال: إن الحجج الواهيةوغير العقلانية التي تأتي بها الوزارة في كل مرة ليست مقنعة، حيث أكد على أنهم كأساتذة: فقدوا ثقتهم في الإصلاحات التي تقوم بها وزارة التربيةالوطنية في الخفاء!!؟.
وفيما يتعلق بتقليص فترة اجتياز امتحانات البكالوريا من 5 أيام إلى 3 أيام، ذكر المتحدث أن الهدف من هذا التقليص هو: تجنب المصاريف الخاصة بالبكالوريا لا أكثر ولا أقل، مشددا على أن الأمر مؤامرة خطيرة تقوم بهاوزارة التربية الوطنية، ويجب عدم السكوت عنها، خاصة أن التلاميذ، كما ذكر المتحدث، إذا لم يجدوا من يعلمهم أصول الشريعة الإسلامية في المؤسسات التعليمية، سيلجؤون إلى تعلمها بطرقهم الخاصة من إنترنت وغير ذلك.. وهنا لا يمكن ضمان أن تكون تلك الأصول صحيحة، وهذا الأمر قد ينجم عنه وقوع فتنة كبيرة وسط المجتمع.
وطالب رئيس تنسيقية التعليم الثانوي، محمد بن حوة، بشن حركاتاحتجاجيةللتصدي لهذه المؤامرةالتي خططت لها وزارة التربية الوطنيةلتغريبالمجتمع الجزائري.
كما دعا إلى ضرورة وضع اليد في اليد، وطلب مقابلة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لأنه أقرّ في نهاية سنة 2006، بأن العلوم الإسلامية ستكون مادة رسمية ضمن البرنامج الدراسي، لهذا الأمر يجب على المجتمع أن يعمل جاهدا للتصدي لأمر التلاعب والتهاون بمادة العلوم الإسلامية، مؤكدا: أن الوزارة لها أهداف خفية تسعى لها، وتبحث عن صراعات إيديولوجية من وراء جعل مادة العلوم الإسلامية مادة ثانوية.

فاتح بوزكريا أستاذ في العلوم الإسلامية:
إسقاط مادة العلوم الإسلامية أمر في منتهى الخطورة.
شدد الأستاذ فاتح بوزكريا، على أن الوزارة تتعمد التغريبفي المنظومالإصلاحي الذي حذفت فيه مادة العلوم الإسلامية، وجعلتها مادة ثانوية في جميع الشعب، إذ إنها لن تكون حاضرة في جميع الشعب، على عكس بقية المواد التي ادعت الوزارة أنها أسقطتها شأنها شأن مادة العلوم الإسلامية.
وأكد المتحدث أنها تنتهج نفس الطريقة التي انتهجت خلال سنة 2008، في حق شعبة العلوم الإسلامية ككل، وتم استئصالها من المنظوم الإصلاحي، وحذفها من امتحانات شهادة البكالوريا بصفة كلية، والأمر يعاد نفسه بالنسبة إلى المادة التي تعتبر من بين المواد الأساسية التي يجب اجتيازها في امتحانات شهادة البكالوريا، حسب ما ذكره فاتح بوزكريا، باعتبارها تنقص حصص أصول الشريعة الإسلامية والدين الحنيف، وجعلها مادة ثانوية في امتحان رسمي كالبكالوريا، وذلك لا يعني إلاّ أمرا واحدا، وهو:" المساسبالدين الإسلامي، والتغريب واتباع نفس الخطة التي حاولالاستعمار الفرنسي غرسها وسط المجتمع الجزائري بالقضاء على الشريعةالإسلامية، وإثارة فتنة إيديولوجية، خاصة بعدما وضعت الوزارة العلوم الإسلامية في نفس الترتيب مع اللغة الأمازيغية"، وجعلت تلاميذ البكالوريا يختارون بين المادتين في البكالوريا، حيث صرح المتحدث بأن هذا الأمر في منتهى الخطورة، خاصة أنها قدمت أمام العلميين فرصة الاختيار بين اجتياز مادة الفرنسية أو الإنجليزية، على الرغم من أن الفرنسية مادة أساسية بالنسبة إلى الشعب الأدبية، وليس في الشعب العلمية، وطالب بوزكريا في هذا الشأن المسؤولين بالتدخل لردع ومنعتطبيق هذا القرار الذي يمسّبشرف الدين الإسلامي.

عزّ الدين زروق رئيس جمعية أولياء التلاميذ:
وزارة التربية تحاول القضاء على مبادئ الهوية الوطنية
من جهته ذكر عزّ الدين زروق رئيس جمعية أولياء التلاميذ: أن الوزارة بقرارها هذا المتعلق بجعل مادة العلوم الإسلامية مادة ثانوية واختيارية في جميع الشعب، وجعل مادة اللغة العربية مادة ثانوية واختيارية أيضا بالنسبة للشعب العلمية، تحاول إبعاد التلاميذ عن القيم الدينية والأخلاقية، وعن الهوية الجزائرية التي تؤكد أن العربية لغتنا والإسلام ديننا والجزائر وطننا، حيث طالب جميع الشركاء الاجتماعيين على مستوى الوطن بالتصدي للوزارة، ومنعها من تطبيق هذا القرار الذي يمسبأعراف ومبادئ الهويةالجزائرية، وقال عز الدين زروق:إن هذا القرار سيحول المجتمع الجزائري إلى مجتمع غربي، وصرح انه ليس ضد الأمازيغية، وإنما ضد التلاعب بمادة العلوم الإسلامية، وصرح أن أهم مقترحاته هي: الدفاع عن مواد الهوية الجزائرية، وعدم التنازل عنها مهما كلف الثمن، حيث قال المتحدث: إن وزارة التربية الوطنية ملزمة بالعدول عن قرارها ومراجعته، لأنها صارت تقايض وتتلاعببمبادئ الهوية الجزائرية والمدرسة الإسلامية، مؤكدا على أنه ليس ضد الإصلاح، وإنما ضد التغريب، وأي إصلاح يشمل المساسبمبادئ الهوية الوطنية، لن يكون إصلاحا نزيها، وسيكونفاشلا بدون شك، وهذا ما يوحي انه سيدفع بالتلاميذ إلى الخلف، ويبعدهم عن مبادئ وطنهم.

فضيل شياب أستاذ علوم إسلامية:
الإصلاحات لها توجه تغريبي.
أما الأستاذ فضيل شياب فأكد: أن المنبع الأصلي والصبغة الأساسية من وراء هذه الإصلاحات هي صبغة فرنسية بامتياز، بدليل أن الخبراء الذين استعانت بهم الوزارة هم خبراء أجانب، وغالبيتهم من البلد المستعمر، مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات ذات انتماء غربي مئة بالمئة، والوزارة تسعى إلى غرس بذرة شرّ بحتة وسط المجتمع الجزائري، مشددا على أن هذه الأفكار أفكار فرنسية بامتياز، والوزارة تطبق في الوقت الراهن نفس ما كانت تسعى إليه فرنسا في فترة استعمارها للجزائر، وكان هدفها الأساسي هو: تقسيم وتشتيتالمجتمع الجزائري ومبادئ الجزائر، وطالب الأستاذ شياب من الوزارة بالرجوع عن قرار جعل مادة العلوم الإسلامية مادة ثانوية واختيارية فقط، كما طالب بإرجاع شعبة العلوم الإسلامية ضمن المنظوم الدراسي.