تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
ماذا وراء كل ملحد عظيم؟؟؟
31-05-2014, 04:42 PM
ماذا وراء كل ملحد عظيم؟؟؟


ظل صاحبنا يجر رجليه على أرض تعاسته, ويفقد مع مرّ الأيام حماسته, لم يبق في حياته الباهتة شيء ذو بال, إلا عمله الممل الذي ينجزه في شرود مستمر, أما ساحات:" الجرب والجذام الإلكترونية": فقد خبا بريقها في عينيه.
تخيل نفسه:" ركاما مرميا": على قارعة طريق الحياة, والناس يمرون به، فلا يناله منهم إلا بعض نظرات الشفقة, تخيل أحدهم يسأل صاحبه:" المسكين, ماله؟"، فيجيبه:" لا شيء, لقد دهسه الإلحاد". جلس في بيته يقلب فهرس نكساته المتتالية, ويتأمل تفاصيل فشله وإخفاقه, ويتساءل عن السبيل إلى افتتاح فصل جديد؟؟؟.
وجد مقالا في مجلة تنويرية عنوانه:" كيف ترمم حياتك في خمسة أيام؟؟؟", قرأه مرارا، وأعجب بأفكاره المدهشة, فعزم على تطبيقها في حياته لقهر الرتابة التي تخنقه، لكن حالته مستعصية؟؟؟، فماذا عساه يصنع؟؟؟، فليبدأ ببعث الحياة في مسكنه، لا بد أن يضفي شيئا من الجمال على هذه الجدران الباهتة, نظر إلى صورة العم:" دارون": التي تزين الجدار, تأمل لحيته التي تضفي عليه الوقار, اقترب منه ونظر في عينيه، ونفخ بفمه، ليزيل عن صفحة وجهه الغبار, ثم قرر أن يحيطه بصور تذكره بأصوله البعيدة وبأسلافه الأولين, بحث عن عدد قديم لمجلة:" ناشيونال جيوجرافيك"، فاقتطع منه صور أسلافه الأقدمين ك:" الأسترالوبيثيكس" و:"الهومو إيريكتس"، و:" الهومو هابيليس"، وجعلهم يحيطون بأبي التطور:" دارون".
نظر إلى:" ظهورهم المقوسة"، و:" وجوهم البشعة"، فشعر بشيء من الارتياح, عليه ألا يبالغ في تشاؤمه، فهو يملك على الأقل أن يمشي منتصب القامة، مرفوع الهامة, لكنه يدين لأولئك الرواد بالفضل, إنهم من وهبه كل ما يملكه الآن من:" ميزات بيولوجية رائعة".
تذكر مثله الأعلى البروفيسور:" دونكي" في حوار له مع رجل إفريقي, تذكر كيف قال له في تواضع دارويني جم:" إني قرد إفريقي, وأنا فخور بذلك".
لكن:" أبا الإلحاد": لا يقنع بهذا النسب المقتضب, إنه يحب أن يعرف شجرة نسبه كاملة بجذورها وفروعها وأغصانها, الإلحاد يوشك أن يفسر كل شيء, فما المانع من وجود علم أنساب إلحادي يستند إلى شجرة التطور؟؟؟.
جلس إلى مكتبه يتفكر في هذه المسألة العظيمة, أغمض عينيه مجتهدا أن يمسك بخيوط فكرته الجديدة, لا بد أنها ستقربه من فهم لغز تحول الأنواع, فإن عقله لم يتخلص قط من شكوكه في صحة نسبه الدارويني. إن:" نظرية التطور": صحيحة، لأن الإلحاد صحيح, لقد أصبحت أسّه وركنه الأعظم, لذا يسعى الخصم جاهدا لنقضها وإبطالها.
كيف استطاع أجداده الأوائل أن يحفزوا مواهبهم التطورية؟.
هل كانت مسيرتهم الداروينية جهدا بيولوجيا واعيا؟.
هل كانوا يفهمون معنى الانتخاب الطبيعي؟.
هل تكفي غريزة حب البقاء لتفسير هذا التحول الباهر من قرد لإنسان؟.
لماذا عجزت القرود الأخرى عن تحقيق هذه المعجزة الداروينية؟.
لماذا أخفقت جهود الزملاء في تحفيز القدرات اللغوية لقريبهم الشمبانزي؟.
من هم أولئك القرود الرواد الذين نجحوا في تطوير أنفسهم إلى هذه الصورة الإنسانية الفريدة؟.

انثال عليه سيل من الأسئلة، وهو يتأمل ألبوم الصور العائلية، فخطر له أن القرود التي استوعبت آليات التطور، والانتخاب الطبيعي:" قرود فريدة": بلا شك، وأنه لو عاد بعجلة الزمان إلى الخلف, لتشرف بلقاء سلفه الأول, أغمض عينيه كأنه يتمنى أن يرى ذلك القرد المثابر الذي يدين له بهذه النقلة النوعية العظيمة, من:" كائن يكسوه الشعر، ويتبعه ذيل", إلى:" إنسان وسيم ذي جلد حسن، وصورة طيبة".
تخيل جده الأكبر: يتسلق شجرة باسقة قبيل الغروب، ويتأمل قرص الشمس وهو يختفي في الأفق شيئا فشيئا.
ترى هل أدى به انعزاله عن بني جنسه للتأمل: إلى تحفيز خلاياه العصبية ليتطور دماغه, وليكتسب رويدا رويدا خاصية:" التفكير التجريدي؟".
هل استطاع القرد اللبيب أن يخترع التفكير؟.
هل خطر بباله أن يطمح لحياة غير حياته, وأن يتفكر في مستقبل أحفاده؟.
هل بدأت بعض الخلايا العصبية المتطورة بتهيئة بقية أجزاء الآلة الداروينية لرحلتها التطورية؟.
هل تعرضت بعض القرود:" المؤنسنة" إلى نكسات داروينية مفاجئة؟.
هل المسخ الذي يذكره المتدينون: دليل على أن بعض القرود تطورت من الإنسان؟.
أحس:" أبو الإلحاد" برأسه تدور, ولم يفض به التفكير المضني إلى شيء يذكر, لكنه شعر بالفخر يملأ صدره بعدما ذكر مناقب أبائه الأقدمين, وتحسر لأن أباه عاش مسلما، ولم يتح له أن يطلع على جذوره الداروينية، لكن الابن يملك أن يتدارك بعض ما فات, إن له في القرود رحماً سيبلها ببلالها, إنه يستطيع أن يرد بعض الجميل لأبناء عمومته من الفصائل القردية, تعجّب كيف يهتم البشر بالكلاب والقطط, أوَليس:" أولو القربى أولى بالمعروف؟؟؟".
وجد صاحبنا على الشبكة كتابا لطيفا اسمه:" الرائق في تربية القرود", بدأ يتصفحه فقرأ:" عزيزي المتنور: إذا كنت تقرأ هذه المقدمة, فهذا يعني أنك تشاركنا رغبتنا في رد الاعتبار إلى أقاربنا الداروينيين, وتسعى لتربية قرد منزلي, نحن قطعا لا نملك أن نربي:" الغوريلا" أو: " الأورانجوتان" في عصر التكدس في المدن، وأزمة الإسكان, تخيل نفسك في الحافلة أو المصعد مع غوريلا ضخم مفتول العضلات, لكن لحسن الحظ، فإن هناك قرودا لطيفة المنظر خفيفة المحمل".
شرد صاحبنا بعيدا، وهو يتخيل مزايا القرود إذا قيست بالكلاب, إنها بارعة في استعمال أيديها، وتستطيع أن تقوم لك ببعض الأعمال, بل إنك تقدر أن تعلمها أن تغسل أسنانها بالفرشاة، وأن تنام في السرير.
حقا إن القرود زينة الحياة الإلحادية.
تقبلوا تحيتي.ثنميرت.
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:15 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى