إنه خروجٌ، ترى ماذا يتبعه؟
04-08-2014, 06:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اِتّفق أهل العلمِ والفكرِ على أن تقييمَ وتقسيمَ قدرات دول العالم يتِمّ حسب جملة من المقاييس، منها:
الثروة، أو طبيعة النظام السياسي، أو القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية.
فمثلاً يُمكن للمرء أن يُقسّم دول العالم بين أقوياءٍ وضعفاء، أو بين فقراء وأغنياء، أو دوّلٍ ديمقراطية، ودوّلٍ أخرى تعيش تحت نظامٍ مستبدٍّ.
وقد تكون تلك التقييمات أو التقسيمات متداخلة، فيكون الغنيُّ قويّـــًا عسكريّــًا وسياسيّــًا، بينما يكون المستبد فقيرًا.
كما أنّ التجربةَ أكدّت وأثبتت كذلك أن تلك التقسيمات ليست ثابتةً بصفةٍ مطلقةٍ، بل أنّ مجموعةً كبيرةً من دوّل العالم استطاعت أن تتحول من فئةٍ إلى أخرى في العشرية الأخيرة من القرن الماضي، ويُلاحظ ذلك ــــ مثلاً ــــ أنّ دوّلَ أوروبا الشرقية سابقًا تحولت بصفة شبه كاملة من أنظمةٍ مستبدّة إلى أنظمةٍ حرة، ومن بلدان جامدة اقتصاديًّا إلى دول تعرف ازدهارًا اقتصاديًّا واضحًا بفضل ركوبها القطار "الحضاري الأوروبي".
ولا يفوت المقال دون الإشارة إلى الصين والهند ـــــ وهما نصف عدد الإنسانية ـــــ فقد استطاعتا وتمكّنتا من الخروجِ من الجمود ليقوما اليوم بأكبر حركة نموٍّ عرفها العالم العصري.
ناهيك أنّ بعضَ دول أمريكا الجنوبية قد قضت على أنظمةٍ ديكتاتورية مستبدّةٍ ودخلت الحرية، مما فتح الباب أمام بلد كالبرازيل ليصبحَ إحدى القوى الاقتصادية الواعدة في المستقبل.
كل هذه المقاييس مقبولة، وهي تعطي صورة جزئية عن هذا البلد أو ذاك، فكل قياس يسمح بتحديد الجانب الذي يمكن أن نعرفَ من خلاله وضعية بلد ما.
كما يمكن أن نقولَ مثلاً أنّ السويدَ بلدٌ ديمقراطيٌّ ضَمِن لمجتمعه الرفاهية والحرية، ويمكن أن نقولَ أنّ الجزائرَ ــــ وكل بلدان بني يعرب ــــ بلدٌ عجز حتى عن تحويل أمواله إلى ثروةٍ استثماريةٍ بسبب نظامٍ مستبدٍّ وغير ديمقراطي.
... يتبع