معركة نزع الحجاب بدأت في الغرب: أحداث ووقائع مؤرخة
16-05-2015, 05:01 PM
معركة نزع الحجاب بدأت في الغرب: أحداث ووقائع مؤرخة


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


هذا مقال ماتع رائع كتبه أحد الأفاضل، وقد وجه فيه رسالة هامة جدا للمسلمين –عامة-، وللمرأة المسلمة – خاصة -، فإليكموها بتصرف يسير:

إليك أختي المسلمة:
كلمة في الحجاب:
اعلمي أختي المسلمة: أنَّ للحجاب قصة طويلة مع الغرب!!؟.
معارك عنيفة لنزعه عن وجهك الطاهر, ولم يحققوا نجاحاً مثلما حققوه بوسائل إعلامهم الحديثة.
خلعوا بها:" حجاب القلب" بعد:" حجاب البدن!!؟":"حجاب الباطن والاقتناع" بعد:" حجاب الظاهر والامتناع!!؟".
وسأحاول أن أركز في هذه الرسالة على بعض الجوانب المهمة:
1- الجانب الشرعي :
الحجاب من الواجبات الشرعية التي أوجبها الله على جنس النساء، فقال تعالى:[ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى].
وقال سبحانه:[ وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن].
وقال عزوجل:[ يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين].
وقالت عائشة رضي الله عنها:" رحم الله نساء الأنصار لما نزلت هذه الآية[وليضربن بخمرهن على جيوبهن]: أخذن أُزُرهن، فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها". رواه البخاري .
وهكذا تكون المرأة المسلمة الطائعة لربها المؤمنة بأن لها:" معاداً وحساباً":[ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين].
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم****** إن التشبه بالكرام فلاح

إن الحجاب أختي المسلمة:" عفة وطهارة, رفعة ومكانة، عقيدة وعبادة"، والسفور:" ذلة ومهانة، وابتذال ونذالة , وخسة وحقارة"، لذا: فقد كرمك الله بحفظك كريمة مصانة فلا تستبدلي رضا الرب بسخطه وعفوه بعقوبته .
واعلمي أختاه قول المصطفى المختار - صلى الله عليه وسلم –" ثلاثة لا تسأل عنهم"،فذكر منهم: "... وامرأة غاب عنها زوجها، وقد كفاها مؤونة الدنيا، فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم". ( رواه الطبراني في الكبير والبخاري في الأدب، والبيهقي في الشعب من حديث فضالة بن عبيد وهو في صحيح الجامع والصحيحة 542).

واعلمي أختاه قول الرسول الأمين – صلى الله عليه وسلم - في المتبرجات:" صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة: لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا كذا". (مسلم 2128).
ولا يحتاج أن أبين لك عظم الفساد الذي يسببه خلعك لحجابك, من:" ضياع الحياء، وازدياد الفاحشة، وقلة الأخلاق التي تفشو في المجتمع بين الشباب والشابات".

قل للمليحة ذات الخمار الأسود ** ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ** حتى عرضت عليه باب المسجد
ردي عليه صلاته و صيامه ** لا تفتنيه بحق رب محمد

لا تحتجِي أختاه بحجج واهيات، ولا تحتجي بالفاحشات اللاتي يتخذن الحجاب سترة!!؟،لأن الفاجرات اللاتي يفجرن بلا حجاب هن أكثر!!؟.
فهل تتشبهين بهؤلاء فراراً من أولئك!!؟.
ولو أن كل ما تُسُتِرَ بمطلوب لتحقيق ممنوع جرنا لمنع ومحاربة المطلوب, لحاربنا الأمن والشرطة لأن منهم من يستغل لباسه في السرقة واغتصاب أموال الناس!!؟.

أختاه أنت بين الأمرين إما:" التحجب أو التبرج!!؟".
فالأول:" طاعة": حاولوا تشويهها!!؟، والآخر:" معصية": حاولوا تلميعها!!؟.

أختاه يا أمة الإله تحشمي** لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
صوني جمالك إن أردت كرامة** كيلا يصول عليك أدنى ضيغمِ
لا تعرضي عن هدي ربك ساعة** عضي عليه مدى الحياة لتغنمي
ما كان ربك جائراً في شرعه** فاستمسكي بعراه حتى تسلمي
ودعي هراء القائلين سفاهة **إن التقدم في السفور الأعجمِ
إياك إياك الخداع بقولهم ** سمراء يا ذات الجمال تقدمي
إن الذين تبرؤوا من دينهم** فهم يبيعون العفاف بدرهمِ
حلل التبرج إن أردت رخيصة** أما العفاف فدونه سفك الدمِ
حسناء يا ذات الدلال فإنني** أخشى عليك من الخبيث المجرمِ
لا تعرضي هذا الجمال على الورى** إلا لزوج أو قريب محرمِ
لا ترسلي الشعر الحرير مرجلاً ** فالناس حولك كالذئاب الحومِ
لا تمنحي المستشرقين تبسماً ** إلا ابتسامة كاشرٍ متجهمِ
أنا لا أحبذ أن أراك طليقةً ** شرقاً وغرباً في الجنوب ومشأمِ
أنا لا أريد أن أراك جهولةً ** إن الجهالة مرةً كالعلقمِ
فتعلمي وتثقفي وتنوري ** والحق يا أختاه أن تتعلمي
لكنني أمسي وأصبح قائلاً ** أختاه يا أمة الإله تحشمي

وأما إذا سُئلنا عن الحكمة من وضع الحجاب!!؟.
فالجواب يكون بالنظر إلى أحوال أوربا وأمريكا وأشباهها، فإن المستوى المرعب المخيف لكل من:" الجريمة والطلاق والاغتصاب وأولاد الزنا وعمليات الإجهاض والانحلال الخلقي": دعا ذلك كله صحف الغرب إلى الدعوة لوضع حدود وقوانين تحد من هذه الأمور, وكم كاتب غربي كافر: يمتدح صفة حجاب المسلمات، ويأبى بعض المسلمين إلا أن يتذوقوا بأنفسهم التجربة،ولا حول ولا قوة إلا بالله .انظر:( ما كتبه الشيخ ابن باز رحمه الله في مجلة التوعية الإسلامية في الحج عدد 11 بتأريخ 16/12/1398ه ، ونقل كلاماً من أقوال الغرب عن:" كتاب المرأة بين الفقه والقانون" للسباعي).

لحد الركبتين تشمرين *****بربك أي نهرٍ تعبرينا
كأن الثوب ظل في صباحٍ **** يزيد تقلصاً حيناً فحينا
تظنين الرجال بلاشعورٍ ***** لأنك ربما لا تشعرينا


إنَّ الرجال الناظرين إلى النساء** مثل الكلاب تطعن في اللحمان
إنْ لم تصن تلك الأسود لحومها** أُكِلَتْ بلا عوض ولا أثمان

2- نزع الحجاب أمنية الغرب:-
اعلم أيها المسلم وأيتها المسلمة: أن قضية خلع الحجاب من وجه المسلمة هي قضية أعداء الإسلام منذ زمن بعيد، وهدفهم من وراء ذلك:" إبعاد المسلمة عن دينها"، و قد علموا بأن المرأة من أعظم الأسلحة التي يواجه بها الرجل , بل أعظمها على الإطلاق خاصة إن كان الرجل مسلماً .
تحارب الدول بعضها بعضاً، ولا تخلوا حربهم من العنصر النسائي، قال صلى الله عليه وسلم:"اتقوا النساء, فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ".رواه مسلم.
ولكن كان من الصعب عليهم: إدخال هذا السلاح من خارج المجتمع المحَُارَب ,فاهتدوا إلى حيلة تصنيعه بمصانع المجتمع المراد تدميره ,وذلك لأن إدخال نساء أجنبيات خطوة فعالة مُعِينَة، ووسيلة ناجحة، ولكنها ليست بخطوة أساسية حاسمة، ولا هي بالوسيلة الفعالة السريعة, فلن تنتشر الرذيلة بالمستوى المطلوب!!؟.
وعليه:فلن تستقيم حالة الشرق:" ما لم يُرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن!!؟"- كما صرح به أحد كبرائهم-.
وفعلاً: كانت النتيجة كبيرة حققوها: بإخراج المسلمة من خدرها وحيائها، و هي نصف المجتمع الذي إذا فسد أفسد الباقي، فهي:" الأم المربية، والزوجة المؤنسة، والخالة المعلمة، والبنت المدللة المهذبة .."، وإذا ما أفسدت: فستنتشر:" الرذيلة، الفساد، الفحشاء، الزنا وأبناء الزنا" في صفوف المسلمين.
وإن لم يكن ذلك بالصورة المطلوبة، فلا بأس عندهم بإشغال الشباب بالتلذذ بالنظر, التلذذ بالكلام بالعشق والحب والغزل!!؟.
وإن لم يكن ذلك فتركيز الاهتمام كل الاهتمام بالمظهر والمنظر للجذب ووقوع القبول.
أمور وأمور .. حتى يصبح هم المسلم كله في بطنه وفرجه, في شهوته فقط لا غير، لا دين ولا تدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وما أحسن هذه الأبيات التي تصف حال المسلمة التي وقعت في شباك:" شياطين التبرج والغواية والسفور!!؟":

إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة*** يقول هيا تعالي إلى الحياة الجميلة
قالت أخاف العار والإغراق في الرذيلة** والأهل والإخوان والجيران بل كل القبيلة
قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة** إنَّا إذا ما التقينا أمامنا ألف حيلة
لكل بنت صديق و للخليل خليلة ** للسوق والهاتف والملهى حكايات جميلة
أما ترين فلانة أما ترين الزميلة ** وإن أردت سبيلاً فالعرس خير وسيلة
فانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة****** ....... ........ .........
فيا لفحش أتته و يا أفعال وبيلة ** حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليله
قال اللئيم وداعاً ففي البنات بديلاً ** قالت ألما وقعنا أين الوعود الطويلة
قال الخبيث وقد كشر عن مكروحيلة: **كيف الوثوق بغرٍ وكيف أرضى سبيله
من خانت العرض يوماً عهودها مستحيلة **بكت عذاباً وقهراً على المخازي الوبيلة
عار ونار خزي كذا حياة ذليلة **من طاوع الذئب يوماً أورده الموت غيلة

3- قضية تحرير المرأة:
اعلم أخي المسلم، أختي المسلمة: أن هذه القضية هي قضية قديمة، وليست من القضايا الحديثة: قضية إفساد الأخلاق والقيم والمبادئ، قضية إفساد المرأة،قضية إفساد الدين.
نعم: إذا فسدت المرأة فسدت الحياة الإيمانية، أليست هي نصف المجتمع!!؟.
أليست هي: الأم والأخت والزوجة والخالة والعمة .. المعلمة المربية ؟
فإذا فسد راعي هذه الوظائف: فسد كل من يرعاه، وإذا فسدت الرعية، فسدت الأمة الإسلامية جمعاء.
واعلموا أن:" قضية تحرير المرأة": التي نادى بها بعض المنحلين خلقياً ودينياً هي: امتداد لنفس القضية، لكن في مجتمع آخر هو:" المجتمع الأوروبي!!؟".
لقد سارت خطوات هذه القضية في بلاد الإسلام على نفس الوتيرة التي سارت عليها في بلاد الكفر والإلحاد !!؟.
نعم، ولا تستغرب ذلك، فهي نفس الخطوات حرفياً!!؟، وإليك البيان:

4- تاريخ المعركة:
من المعلوم أن المرأة في أوروبا قديماً: كانت مضطهدة محتقرة، فكانت تُعَد:" أصل السيئة، ومصدر الآثام!!؟"، فهي عندهم: ليست إنسانة، بل رجس شيطان!!؟، ففي القرن الخامس الميلادي: اجتمع:" مجمع ماكون"، وقرر أن:" المرأة ليس لها الروح الناجية من عذاب جهنم عدا أم المسيح مريم!!؟".
وفي:(عام 586م): عقد الفرنسيون اجتماعاً للبحث في مسألة:" هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان!!؟، وقرروا في الختام: أنها إنسان لخدمة الرجل فحسب!!؟".
بل حتى:( عام 1805م): ظلت المرأة تعتبر:" قاصرة عن التصرف في أموالها!!؟"، بل، وللرجل حق بيعها!!؟: كما في القانون الإنجليزي.
وفي ظل:" الثورة الفرنسية": التي تدعو إلى تحرير الإنسان من العبودية جاء في قانونهم أن:" القاصرين هم الصبي والمجنون والمرأة"، وهذا حتى عام 1938م!!؟".(انظر منزلة المرأة في المجتمعات الجاهلية وتكريم الإسلام لها , كتاب معركة الحجاب وكتاب الثقافة الإسلامية ص193 عن المرأة بين الفقه والقانون للسباعي).
ولم يكن المجتمع الأوروبي في تلك الأزمان منحلاً أخلاقياً، بل كان محافظاً، نعم: ليس كالمجتمعات الإسلامية، ولكن لم يكن هناك بغاء أو دعارة وعهر إلا في وسط الطبقات الأرستقراطية، وكانت تُحَارب من قبل السلطات.
ولما أراد:" اليهود" كعادتهم:" نشر البغاء، وتدمير مجتمع النصارى": سعوا لذلك، وحاولوا وكانت:

5- بداية المعركة:-
من:" اضطهاد العمال" حيث يذهب الرجل للعمل في المصانع، فيُضطهدون من قبل أصحاب الأموال:" أجرٌ قليل لعمل كثير!!؟"، فأضرب العمال عن العمل، ووقعت مشاكل كبيرة.
وفي هذه الفترة: كانت وظيفة المرأة الريفية هي:" الاشتغال والعناية بالمنزل والأولاد وتربية الدواجن والنسيج وحلب المواشي وبعض أعمال المزارع"، وقد ذهب زوجها إلى المدينة: بحثاً عن المال، فانقطعت أخباره، وانشغل بحياة المدينة وزينتها.
فاضطرت الفقيرات أن تذهبن إلى المدينة بحثاً عن الدخل, وعن العمل، فاستغلها أصحاب المصانع، فوظفوها بنفس ساعات عمل الرجل: مقابل أجر أقل من أجر الرجل، فضربوا بهن حركة إضراب العمال!!؟.
وبعد زمن: بدأت النساء تتوافدن إلى المدينة، ويزداد اضطهادهن حتى قامت ثورتهن، وكانت في البداية:" المطالبة بالمساواة في الأجر مع الرجل"، لأنها تعمل كما يعمل،ثم تطورت القضية شيئاً فشيئاً، وزاد الصراع بين الجانبين، الرجل: ينكر ويرفض، والمرأة: تطالب وتسعى،وهكذا حتى حصلت على حقها بعد صراع مرير!!؟.
ولم ينته الأمر عند ذلك، بل استمرت حركتهن في التطور، فطالبن بحق:" التعليم والانتخاب والتوظيف"، وكانت المعارضة من الرجل والطبقة الأرستقراطية أشد، ومع مرور الزمن، والعمل النسوي:"خطوة خطوة": لانت المعارضة، وتحققت مطالبهن .
وهكذا صارت:" المدن": تعج بالاختلاط في شتى الميادين في:( الوظائف والمدارس والمصانع وغيرها من المواقع،وبدأ دور الإعلام و المجلات الخليعة , لأن المجتمع إلى الآن: كان لايزال مجتمعا محافظا في الإجمال,
فوجدت مجلات خاصة بالمرأة، وركن خاص بها في الصحف والمجلات العامة،وفي البداية: تجد العناوين:(كيف تحافظين على محبة زوجك؟)، (كيف تبدين أنيقة في نظر زوجك؟)، ثم قليلاً قليلاً:(كيف تحافظين على أناقتك؟)،(كيف تبدين جميلة؟)، وشيئاً فشيئاً:(كيف تجذين نظر الرجل؟): حتى وصلوا إلى:(هذا فستان يكشف جمال الساق . وآخر يكشف مفاتن الصدر).(علق مؤلف كتاب:" مذاهب فكرية معاصرة ص151 " بقوله: هذه العبارات وأمثالها واقعية ترد في المجلات التي تتحدث عن الموضة وعن أزياء النساء) أ.هـ
واستمرت:" شياطين الجن تمد شياطين الإنس": بالعون حتى طفح الشارع الغربي بالانحلال الخلقي: دعارة, وعهر، وأبناء زنا،فَحُورِبَتْ:" محترفات البغاء": لا من قبل الشرطة، ولكن من قبل الهاويات!!؟.
وانتشرت:" نظرية فرويد": القائلة:{ إن الإنسان كله: طاقة جنس متحركة تسعى لإثبات الذات عن طريق ممارسة الجنس!!؟، وإن أي حاجز يوضع أمام طاقة الجنس، فمعناه الكبت والعقد النفسية، والاضطرابات العصبية!!؟". أ.هـ(المصدر السابق ص160).
وهكذا طفح الجنس في:" الشارع والغابة والنادي والملعب والمجلة والسينما" حتى وصل الأمر إلى عرض الفاحشة على المسرح أمام الجماهير بل،ووجدت نوادي خاصة ب:" الساديين من الطبقات الراقية!!؟": يدخلون مقنعين، ليمارسوا عمليات جنس بقسوة وعنف، لأنه لا يتمتع إلا بالتعذيب لنفسه ولغيره!!؟.
ووصل بهم الأمر إلى وجود:" عصابات": تختطف لتغتصب وتقتل بوحشية بوسائل شنيعة: لا لشيء إلا للمتعة، ويصورون مغامراتهم وينشرونها!!؟.
وقد ذكر أحد علمائهم في كتاب له في الطب النفسي: أن هذه الحالات نشأت في أمريكا بسبب:" الملل من توفر الجنس!!؟"، فاخترعت أنفسهم وسائل متعة جديدة!!؟.
وذات الدور الذي لعبته:" نظرية فرويد": لعبته أيضا:" نظرية دارون": التي ألحقت الإنسان بعالم الحيوان!!؟, فلا حاجة إذاً إلى:" قيم أو أخلاق أو دين!!؟"، ثم أتى على الإنسان حين من الدهر: لم يعد حتى حيواناً، بل هبط عن ذلك دركات، فأصبح جزءً من عالم المادة الصماء!!؟".(المصدر السابق ص 462 ).
نعم: إن بعض أنواع الحيوانات: تأبى ممارسة الجنس في مكان مكشوف بينما يقع ذلك من أشباه الحيوانات، وصدق الله إذ يقول:[ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا].
إن الفتاة التي تبلغ الرابعة عشر في أمريكا، وليس لها صديق: تعتبر حالة مرضية: يجتمع مجلس العائلة للنظر فيها، ويستدعي الطبيب النفسي للعلاج!!؟".( المصدر السابق ص220 ). قلت:هذا دليل على ترسخ النظريتين الآنفتي الذكر في قلوبهم وعقولهم!!؟.

وكانت من بعض نتائج ذلك المراد تصديرها إلينا، وقد نجحوا في تحقيق كثير منها ما يأتي:
تفكك المجتمع وتفككت الأسر, وتحررت المرأة، فتحللت من القيود كلها، وفي مقدمتها قيود الدين وقيود الأخلاق,وطالبت بالمساواة الكاملة مع الرجل، فرفضت أن يكون قيماً عليها، لأن القوامة لا تصلح بين الأنداد,
واشتغلت فانشغلت عن مهمتها الأولى في تربية النشء، فتفككت الأسرة، وانحل البيت، وتشرد الأطفال، وتكونت منهم عصابات جانحة ترتكب الجرائم لمجرد سد الفراغ!!؟.
فالزوج له عمله ومغامراته، والزوجة لها عملها ومغامراتها, والأولاد يغادرون البيت في سن معينة، ولا يعودون بعد ذلك, ولا يربطهم بالأب والأم رابط إلا تلك الزيارات الخاطفة في مناسبات متباعدة في أحسن الأحوال، كما
ارتفع مستوى الجرائم بمختلف أنواعها: المخدرات , القتل, الاغتصابات , الشذوذ الجنسي .. تشرد الأطفال, الانتحار..وما خفي أعظم!!؟.
ولم تكن البداية إلا:" مجرد مطالبة وسعي للحصول على وظيفة!!؟"، ولكن النهاية كانت عظيمة وخيمة وبيلة!!؟
وإليك أختي بعض أقوالهم بأنفسهم في هذه القضية:" قضية تحرير المرأة!!؟".
قال فيلسوف أمريكي في كتابه:( مباهج الفلسفة ص126-127 ) من الترجمة العربية :
{...فحياة المدينة تفضي إلى كل مثبط عن الزواج, في الوقت الذي تقدم فيه إلى الناس كل باعث على الصلة الجنسية، وكل سبيل يسهل أداءها.
ولكن النمو الجنسي يتم مبكراً عما كان من قبل كما يتأخر النمو الاقتصادي , فإذا كان قمع الرغبة شيئاً عملياً ومعقولاً، فيظل النظام الاقتصادي الزراعي، فإنه الآن يبدو أمراً عسيراً وغير طبيعي في حضارة صناعية أجلت الزواج حتى بالنسبة للرجال حتى لقد يصل إلى سن الثلاثين، ولا مفر من أن يأخذ الجسم في الثورة، وأن تضعف القوة على ضبط النفس عما كان في الزمن القديم.
وتصبح:" العفة" التي كانت فضيلة موضعاً للسخرية, ويختفي الحياء الذي كان يضفي على الجمال جمالاً، ويفاخر الرجال بتعداد خطاياهم, وتطالب النساء بحقها في مغامرات غير محدودة على قدم المساواة مع الرجل، ويصبح الاتصال قبل الزواج أمراً مألوفاً, وتختفي البغايا من الشوارع بمنافسة الهاويات لا برقابة الشرطة.
لقد تمزقت أوصال القانون الأخلاقي الزراعي، ولم يعد العالم يحكم به}. أ.هـ
وقال ماركس:{ إن المرأة في المجتمع الصناعي تتحرر، لأنها تستقل اقتصادياً عن الرجل، فتتحرر من سلطانه، فَتُفْقَد قضية العفة وأهميتها}.( المصدر السابق ص 160 والذي قبله ص152 . وإن أردت أن تطلع على هذه القضية تفصيليا، فراجع الكتاب ص122-166}.

هذه هي:" قضية تحرير المرأة في الغرب": التي كانت أصلاً قضية:" قتل الحياء": الذي فرق الله جل جلاله به الإنسان عن الحيوان.
و عندما وقعوا فيما وقعوا فيه، ووجدوا ما وجدوا: اتجهت أبصارهم إلى:" الشرق المسلم!!؟"، وعلموا بأن القوة لا تجدي معهم، وأن السبيل هو:" زعزعة العقيدة، وإفساد الأخلاق"، فجاءتهم تلك الفكرة الجهنمية الخبيثة:" تحرير المرأة المسلمة من الاضطهاد!!؟"، وبدؤوا في التخطيط لها، ومن ثم التنفيذ.

6- قضية تحرير المرأة المسلمة :
استخدم الغرب كل الوسائل الممكنة واستفاد من استعمار البلاد الإسلامية كمستعمرات بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

مرحلة التهيؤ للمعركة:
واستخدموا فيها وسائل الإعلام والتعليم والفن....جهد .. وعمل ..جد وإخلاصليلاً نهاراً.. سراً جهاراًبلا كلل ولا ملل بل متعة وتدين ...
وهاك أقوالهم :
يقول الكاتب:" جان بول رو":{ إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات، ويقلب رأساً على عقب المجتمع الإسلامي: لا يبدو في جلاء أفضل مما يبدو في: تحرير المرأة!!؟}.
وقد شعروا بالنتيجة، فقال:" القس زويمر" لأصحابه:{ لا تقنطوا، إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين، وإلى تحرير نسائهم!!؟}.( النقلان عن معركة الحجاب ص96 ).

7- المعركة:
باختصار شديد: أحاول تلخيص هذه المعركة التي أُلِّفَتْ فيها كتب ومجلدات.
البداية:
جماعة من المسلمين يُختارون للسفر إلى:" فرنسا" للدراسة، ثم يعودون بغسيل دماغ جيد متقن , كل تحركاتهم كانت محسوبة ومخططة بدقة حتى يقتنعوا من تلقاء أنفسهم بالقضية:" قضية تحرير المرأة!!؟".
ومن ثم عد إلى بلدك: تبوء مقعدك السامي في هذا المجال أو ذاك يا دكتور!!؟.
ويبدأ العمل في قضية تحرير المرأة: يوماً فيوم، و يكثر الدعاة والموافقون والمؤيدون .. مشروع طويل بدأ في القرن التاسع عشر في عهد الحكم العثماني، واستمر:" خطوة خطوة"، لكنه:" ذو فعالية أكيدة": عملاً بالمثل الإنجليزي:" Slow but sour بطيء لكنه أكيد المفعول".
وهكذا تنزل الصحف والكتب الدعوية , دعوة إلى الشيطان ,كتاب:" تحرير المرأة"، ويدعو لنبذ القيم الإسلامية، وإلى التعري والاختلاط لمواكبة الحياة الغربية.
ثم يلحقه كتاب:(المرأة)< الساخر من أحكام الإسلام وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، واستعباد الدين للمرأة.
وقد دعا إلى:" منع تعدد الزوجات، وحكر الطلاق على الرجل!!؟".
والعمل له خطوات كثيرة، وأكتفي بذكر أول هزة، وأول صاعقة، وهي الهجمة الأولى، والضربة المفاجئة:
في أثناء الثورة المصرية ضد الإنجليز: قامت مظاهرة نسائية بقيادة:" هدى شعراوي":( عام 1919م )ضد الإنجليز، وسارت وتجمعت في ميدان التحرير أمام الثكنات المسلحة التي كانت تطلق النار على المتظاهرين لا المتظاهرات!!؟حتى وصلن، فهتفن ضد الاحتلال، ثم وبدون سابق إنذار، ودون مقدمات ظاهرة: خلعن الحجاب، وألقينه على الأرض، وسكبن عليه البنزين، وأشعلن فيه النار!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وتحررت المرأة!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

أخبروني بالله عليكم:" ما علاقة الإنجليز، والاحتجاج على وجودهم بإحراق الحجاب!!!!؟؟؟؟.
هل هم الذين فرضوه تعسفاً وظلماً!!؟.
أم هم الذين منعوا المرأة من السفور!!؟.
وهل وهل... أسئلة تدور في البال عن هذه الحركة المدبرة التي بعدها صار رؤية المرأة في مصر سافرة ظاهرة عادية!!؟.
ثم تتابعت الخطوات إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه!!!؟؟؟.
وهذه المعركة التي ذكرنا مبدأها ببلاد النيل مصر: انتشرت في بلاد العالم الإسلامي عبر شياطين من محبي شيوع الفاحشة في الذين آمنوا، وقد استفادوا جميعهم من:" التجربة المصرية", ومن التوسع في هذه القضية، ومعرفة رؤوسها، وخطواتها الأولى، والدعم الذي تحصلت عليه من الرؤوس العربية و الغربية، وتأييدهم لها فعليه بكتاب:" عودة الحجاب":( د/محمد إسماعيل المقدم), وكتا:"ب الثقافة الإسلامية":(ص150 ):" د/علي باعباد".
ومن طرائفهن: أنهن في مؤتمرهن العربي عام 1944م بعد أن خرجن ب" وجوب الحد من الطلاق والمساواة و..و.. ": قُدِمَ اقتراح بتقديم طلب إلى المجمع اللغوي بالقاهرة والمجامع اللغوية، ومضمونه:" المطالبة بحذف نون النسوة من اللغة العربية!!؟".

أختاه لقد:{ حفظك الإسلام وكرمك، ومنحك حقوقاً وأمر بإكرامك زوجة وبنتا ًوأماً، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات, وأعطاك حق الإرث والتعليم والعمل،ونظم واجبات الزوجين، ورفع الظلم عنك، وجعل النفقة على الرجل وأعفاك منها،ونظم عملية الطلاق، وجعله أبغض الحلال، وبيد الرجل على ثلاث مرات فقط: تقديراً لمكانتك بعد أن كان أكثر في الجاهلية،وإن لم تستطيعي الحياة معه، ورفض الطلاق، فقد جعل لك حق الخلع، والخروج من سلطته}.
فأي سماحة بعد ذلك اللهم إلا فجور وفسوق...
فيا فتاة الإسلام : عليك بدينك عضي عليه بالنواجذ، فإن فيه:" الهداية في الدنيا، والنجاة في الآخرة".
حفظك الله ورعاك، وسدد خطاك، وألهمك رشدك، وجعل الجنة متقلبك ومثواك.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.