وقفات مع ما تفوّه به الكاتب محمد السحيمي حول الأذان
05-03-2018, 04:18 PM
وقفات مع ما تفوّه به الكاتب محمد السحيمي حول الأذان
الشيخ: صالح بن سعد السحيمي
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه وقفات مع ما تفوّه به الكاتب محمد السحيمي في لقاء قناة الـ:(أم بي سي): هدانا الله وإياه لسلوك المنهج الحق:
الوقفة الأولى:
وصف الكاتب الأذان بالمرعب!!؟، والجواب عن وصفه هذا من جهتين:
الجهة الأولى: أن رفع الصوت بالأذان واجب، بل لا يصح الأذان بدونه إذا كان المؤذن يؤذن لجماعة غير حاضرين معه، وهذا رأي لبعض الحنفية والصحيح عند الشافعية والحنابلة.
بل اعتبره بعض الشافعية ركناً، واحتجوا على ذلك بما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال لعبد الرحمن بن أبي صعصعة:" فإذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذنت بالصلاة؛ فارفع صوتك بالنداء. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
ففي هذا الحديث: الأمر برفع الصوت للأذان، وهذا في حق المنفرد في البادية، ففي حق الجماعة من باب أولى؛ ولأن المقصود بالأذان: الإعلام، ولا يحصل إلا برفع الصوت؛ ولأنه أبلغ في الإعلام وجمع الجماعة.
الجهة الثانية: وصفه للأذان بالمرعب: تحقير ومحرم واستهزاء بالدين، وهو من عمل المنافقين الذين قال الله تعالى في وصفهم:{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا}.
الوقفة الثانية:
زعم هذا الكاتب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هدم مسجد الضرار لقربه من مسجد قباء، وأنه ما من مسجد في كل حي إلا وهو مسجد ضرار!!؟، وهذا قول فاسد، فإن مسجد الضرار بناه المنافقون لقصد الضرر بالمسلمين، فلذلك نهى الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي فيه، فهدمه النبي -صلى الله عليه وسلم- عقابًا لهم، ومساجد المسلمين: لم تؤسس لمقاصد فاسدة، فدعوى: أن كل حي فيه مسجد ضرار فيه جرأة عجيبة!!!، واتهام للمسلمين بالتشبه بالمنافقين.
ولا شك أن تعدد المساجد في الحي الواحد في هذا الزمان قد يُعَد من الحاجيات، وربما يصل للضروريات؛ لكثرة الناس ووجود أصحاب الأعذار، فإن الإسلام دين يسر، ودين رفع الحرج والمشقة، وجمع المصلين بمكان واحد مع كثرتهم وضيق الأمكنة؛ فيه مشقة شديدة عليهم، والذي منع منه أهل العلم التقارب الشديد بين المساجد مع عدم وجود الحاجة.
الوقفة الثالثة:
في حثه السحب على سيارات الهيئة: تشجيعًا لمن يحضر صلاة الفجر، في هذا القول: استهزاء بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستهزاء بالدين وشعائره: أمر خطير، وهو: من علامات المنافقين، قال الله تعالى في المنافقين:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}.
الوقفة الرابعة:
كأن هذا الكاتب المفتون على موعد مع قول امرأة مفتونة في إحدى البلدان المجاورة، وقبله بمدة قليلة حيث سمت:" الأذان: جعيراً!!؟"، وقالت بلهجتها الخاصة:"هم بيجعّروا ليه!!؟"، والجعير: صوت الكلاب والضباع.
أيها الكاتب المفتون:
قد هيّؤوك لأمر لو فطنتَ له ÷ فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أذكّرك وأذكّر من سلك هذا التوجه الخطير بقول الله تعالى:{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}.
وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)}.
فاتقوا الله وتوبوا إليه توبةً نصوحاً، وتذكّروا قول الله تعالى:{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وقوله تعالى:{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إن العبد ليَتكلّم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم».
الوقفة الخامسة:
نصيحة للقنوات الفضائية:
يجب على القائمين على وسائل الإعلام: أن يتقوا الله، وأن يعلموا أنهم سيحاسبون على كل كلمة مخالفة للشريعة تقال في قنواتهم، وعن كل باطل دوفع عنه فيها، وليَتذكروا أنهم مسلمون، وأن واجبهم: الذود والدفاع عن هذا الدين، وأنهم على ثغر من ثغوره، فويل لهم أن يُؤتى الإسلام من قبلهم، وعليهم أن لا يسمحوا للجهلة: أن يخوضوا في المسائل الشرعية؛ لأنهم ليسوا من أهل هذا الشأن.
وبالله التوفيق.