الفروق الدلالية بين مفردات مترادفة في القرآن الكريم - متجدد-
20-08-2014, 09:27 PM
باسم الله الرحمان الرحيم
استعمل القرآن الكريم كثيراً من الكلمات يوحي ظاهرها بالترادف، لكن السياق القرآني يكشف عن فروق دلالية دقيقة بينها تؤكد عدم ترادفها.
1 - الفرق بين الرياح والريح :
يستعمل القرآن الكريم كلمة (الرياح) في الخير يقول: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً) الفرقان / 48. (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) الحجر / 22 .
أما الريح فقد وردت للخير والشر معاً: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) ابراهيم / 18.
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ) يونس / 22 .
2- الفرق بين سقى وأسقى:
تعني كلمة (سقى) ما لا كلفة معه في السقيا، ولهذا أوردها الله تعالى في شراب أهل الجنة فقال : (وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا) الإنسان/ 21 .
أما (أسقى) فتعني ما فيه كلفة ولهذا أوردها في شراب الدنيا فقال (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) المرسلات / 27 .
" فكلمة "أسقى" تعني إنزال الماء أو إطلاق الماء للناس سواء شربوا أو لم يشربوا، فهو مبذول لهم في كل حين، وحين تقول : "سَقَيتك الماء" فإن المراد أنك سقيته بيدك وجعلته يشرب، فليس مجرد إطلاق أو تمكين بل تقريب وتحقيق، فالمسقي قد شرب من يد الساقي أو من كأسه بصورة مباشرة، فقربت إليه الماء باهتمام ومبادرة وهو استجاب وأقبل على الشرب "
يتبــــــــــع
.