نصائح قيمة لكل زوجين
30-04-2018, 12:09 PM
نصائح قيمة لكل زوجين
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
هذه مجموعة من النصائح القيمة نهديها لكل زوجين، لتكون عونا لهما بإذن الله على حسن إدارة حياتهما الزوجية في كنف المودة والرحمة، وذلك بالابتعاد عما ينغص صفوها، ويكدر هدوءها بما قد يطرأ عليها من خلافات قد تؤثر سلبا عليها إن لم يحسنا التعامل معها.
وهذه النصائح عبارة عن خلاصة لتجربة:(27 سنة من الزواج)، وقد انتقيتها من درر الشيخ:" علي الطنطاوي" رحمه الله الذي أتحفنا بها مستخلصا لها من تجربته الزوجية.
نفع الله بهذه النصائح كل زوجين، وإلى المقصود بتوفيق الله المعبود:
1 - الزواج إذا بُني على الحبِّ وحده: كان كبيتٍ يُبنى على أساسٍ مِن المِلْحِ في مجرى السيل.
الحبُّ كالخمر، والمحبُّ في سَكرة، يرى القبيحَ مِن المحبوب جميلًا، والنقص فيه كمالًا، فإذا ذهبت سَكرةُ الرغبة، وجاءت صحوة العقل، انتبَه لعيوبِه، ورآه على حقيقتِه، فكرِهَه[9].
2 - لا يكون الحبُّ وحده أساسًا للزواج إلا عند الشبابِ المجانين، وفي القصص، وفي الأفلام.
3 - الأصلُ في الحياة الزوجية: أن تقومَ على المحبة والتسامح، وليست شركةً تجارية يؤدي كلٌّ مِن الشركاء ما يجب عليه، ويأخذ ما يحقُّ له ويمضي في سبيله!!؟.
4 - إن اللهَ جعَل بين الزوجين مودةً ورحمةً، وأقام الحياة الزوجية على المحبة، فإذا وُجدت المحبةُ صارت بها السيئاتُ حسناتٍ، والعاشق يرى العذاب مِن محبوبه عَذْبًا، والشقاءَ نعيمًا، وإذا فُقدت المحبة صارت الحسنات سيئاتٍ.
5- مِن حقِّ المرأة على الرجل: أن يُحسِن عِشرتها، وأن يمازحَها ويداعبَها، لا أن يقعد في بيته كأنه كِسْرَى على إيوانه، ولا يأمر كأنه الحَجَّاجُ في ديوانه، ولا يكون عابسًا باسرًا لا يُكلَّم إلا بعريضةٍ عليها الطوابع، فليست هذه سيرةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بيتِه.
6 - كلما كانت معاملةُ الزوج لزوجته أحسنَ: كان أقربَ إلى الخير، وأشبَهَ بفِعل رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
7 - الغَيرةُ منها ما هو حسَن، ومنها ما هو سيئٌ؛ فالغَيرة بمعنى: أنه لا يتركها تخرج كاشفةً عن عورة، ولا يسمح لها بالدخول بين الرجال وأمثالها: غَيرة مستحسَنة مطلوبة، أما التدقيقُ والمبالغة، ومنعُها مما لم يمنعها منه الشرعُ، فلا؛ لأن الشارعَ أعرفُ بمصالحنا منا.
والشرع جاء بمكارمِ الأخلاق؛ فلا إفراطَ في الغَيرة، ولا تفريطَ فيها.
8 - إذا وقَف كلٌّ مِن الزوجين عند حد الشرع، ونظَر إلى الآخَر نظرةَ حبٍّ: صلَحَتِ الحال، واستقام الأمر، وليس معنى هذا أنهما لا يختلفانِ؛ فليس في الدنيا زوجانِ لا يختلفان، ولكن المهم: ألا يدَعَا الخلافَ يَبِيتُ، وأن يصطلحا قبل المنام، وخيرُهما: الذي يسبق إلى الاعتذارِ والسلامِ والكلامِ.
9 - الأزواجُ العقلاء يكون بينهما مِن الخلاف والشِّقاق: ما لا مزيد عليه، فإذا جاءهما ضيفٌ، أو زارَا أحدًا، أظهَرَا المودةَ والمحبة، يجب أن تبقى الخلافاتُ الزوجية بين الزوجين فقط، ربما يغضَب الرجلُ، فيقول لزوجته ما لا يسُرُّها، ولكن ذلك يبقى بينه وبينها، فإذا جاء ذِكرها أمام الناس: أثنى عليها، والمرأة تصنَع مِثل ذلك، قد تقول له ما يكرَه، ولكن إذا ذُكر أمام الناس: تمدَحه وتُثني عليه.
ولماذا نُطلِع الناسَ على خلافاتنا؟، الناس منهم صديق واحد في المائة يتألم لنا (ولا يجوز أن نؤلم أصدقاءَنا)، وتسعة وتسعون ليسوا أصدقاء؛ فهم يشمَتون بنا، أو يسمعون ولا يبالون، فلماذا نعرِّض أنفسَنا للشماتة أو الإهمال!!؟.
10 - أنا اختصاصيٌّ في أمور الزواج والخلافات الزوجية، مارستُ النظرَ فيها سبعًا وعشرين سنة، وأنا أؤكد أن تدخُّلَ الأهلِ يعقِّدُ الأمور ويُفسدها، الله جعل بين الزوجين مودَّة ورحمة؛ فهما يختلفانِ ويصطلحانِ، ولهما طرائقُ خاصة للمصالحة، فإذا تدخَّل الأهلُ انسَدَّ طريقُ الصلح، أما في الحالات الخطيرة التي يترجَّح معها فَصْمُ عُرَى الزوجية وتعذُّرُ استمرارها، فلا بد مِن تدخُّل الأهل.
11 - إن الخلافاتِ الزوجية أمرٌ طبيعي، وكلما مرتِ المدة: زاد عددُ الخلافات، ثم كلما مرَّت سَنة أو زاد الأولاد ولدًا: تضاعَف العدد، ومتى صار الزوجانِ عجوزينِ، صار الخلافُ تسليةً لهما.
12- الخلافاتُ الزوجية الصغيرة لا يُخشى منها، لكن يجب أن تُزال قبل الليل؛ لا تجعلوها تبيت، إن الرجلَ بعد "الخناقة" يندَم، وينتظر أن تأتي هي فتصالحه، وهي تندم وترقب أن يجيءَ فيصالحها، كلُّ واحد ينتظر الآخر، فتطول المدة، وتشتد العُقدة، فليُسرِعْ أحدُهما إلى الصُّلح.
وإذا جاء يصالحها فلتبتسِمْ بسرعة، وإذا أقبلَتْ تصالحُه، فليُعجِّلْ بالصَّفْح، ولا يُقابِلْ أحدُهما الصلحَ بالإعراضِ، ثم إن الذي يجيء للصُّلح يُلقي الكلمةَ مخلِصًا بها مِن قلبه، لا يعتذِر بصوتٍ جافٍ، ووجهٍ مقلوب!!؟.
وفق الله كل زوجين لحسن العشرة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.