اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن باديس
[right][right][font="][size=5] فالرجل انتقد بحرية مطلفة وعبر
الفاضل أمازيغي 52
لعلك توافقني في أن محاولة فصل إنتقاد الشخص عن إنتقاد الإسلام ليس بالضرورة منفصلين كما أنهم ليس بالضرورة متلازمين ، فمن ينتقد شخصا بثوب قصير ولحية لأن اللحية والثوب القصير لم يلائمه ( أي ما خرجش عليه ) هذا ذنبه الإستهزاء بالآخرين وغاية ما في أمر إصلاحه أن يعتذر منه ، أما من ينتقد اللحية والثوب القصير في الشخص لذاتهما فيستهزء بهما أو بأي شعيرة دينية إسلامية فهذه ردة صريحة ولا ينفع معها إعتذار للشخص بل سيف يقطع الرقبة إن كان مسلما (طبعا تقوم بها الدولة الإسلامية عن طريق جهاتها القضائية والتنفيذية) و هو مرتد لا يصلى عليه ولا يرث ولا يورث !؟
ومثال آخر لعله أقرب لذهنك هم الإرهابيين التكفريين فهم يشوهون الإسلام فقتلوا بإسم الدين وسبوا نساء المسلمين بإسم الدين فنحن ننتقد فعلهم هذا الخاطىء وأن فعلهم لا يمت للدين بصلة بل هو تطرف ممقوت في الدين لكن أن ننتقد حكم القصاص مثلا أو حكم السبي مثلا في الإسلام فهذا لا يليق .
لذلك أتمنى أن نعي جيدا أن إنتقاد الأشخاص في أمور دينيه يجب أن يكون على حذر لأنهما ليس بالضرورة منفصلين ! فتأمل وفقني الله وإياك
|
لباس المرأة والرجل في تاريخ الإسلام خضعا لتقلبات وتطورات ، فلباس المرأة في صدر الإسلام ، ليس نفسه في عهد الإنفتاح على عوالم جديدة بعد الفتوحات ، فتتغير النسوج والأشكال تبعا لحالات الناس ومقدرتهم وميولهم وأشكالهم، واللباس في الداخل مع المحارم مطلق ، غير أنه مقيد في الخارج بآية صريحة ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب : 59]
(في هذه الآية أمر للمسلمات المؤمنات أن يدنين عليهن جلابيبهن )
وحسب الفهم الظاهر للآية دون الخوض في تفاسيرها عند أهل الفقه ، هو أن المسلمة مأمورة بستر جسمها بإرخاء لباسها ، حتى لا يكون لباسها أذى للمسلمين كما هو الشأن في حالة تبرجها وكشفها لما يجب ستره .
فالجلباب الوارد في النص القرآني لا أثر لمواصفاته ( باستثناء الإرخاء ) ، فالمواصفات الدقيقة أداها الفقيه باجتهاده ، وهل حجب الوجه واليدان مثلا نص عليهما القرآن .
الأمر خاضع للتفسير والتأويل وإعطاء الآية أكثر ما تريد ( الإفراط) .
فالباحث عن مواصفات الحجاب الأمثل للمرأة المسلمة مثار خلاف ، المواصفة المتفق عنها هي الحجاب الفضفاض الساتر لبدن المرأة ، دون ربطه بصيحة ما دون الأخرى ، فلهذا نجد توليفات عديدة للحجاب منها النوع الذي حدده ( أيوب في رسمه )، فالحجاب فيه تقييد ( الستر ) وفيه حريه في اختيار النموذج الساتر ، لهذا تتفق المسلمات في الغاية غير أنهن يختلفن في التبدع ، لأنهن منهومات بالتميز ، فنحن كمسلمين لا تهمنا الجزئيات بقدر ما يهمنا اللباس الواسع الذي يخفي مفاتن المرأة خاصة التي تثير انتباه الرجل .
فأيوب انتقد حسب فهمي المتواضع ليس الحجاب الساتر المحتشم وفق تقاليدنا المحلية ، وإنما انتقد الإختيار المستورد من طبيعة الفكر النجدي الوهابي الذي يريد حجب المرأة بجعلها متاعا خاصا به دون اشراكها في بناء المجتمع على قدم وساق مع أخيها الرجل .فاللحية والحجاب ليسا مخصوصان بالمسلمين ، فالنصارى واليهود يتوشحان بنفس الزي ، فلا يمكن فهم الرسم بعبقرية انتقادية مقصودة بخلفيات سابقة .
الأمر الثاني :
أمر الردة يا حبيبي ( باديس ) لستَ مسؤولا ، عنها ، فأنت لست مخولا الدفاع عن دين الله وهو القائل ( من شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ..) ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ [يونس : 99] ، وغيرها من الآيات الدالة عن حرية الناس في معتقدهم الديني . فأنت أبنت الوجه الترهيبي بما قلته ، وأشحت على وجه لا يخدم الإسلام الوسطي الصالح لكل زمان ومكان ، فلو طبقنا منطقكم لقطعنا رقاب عموم الناس في مجتمعنا فكثيرهم مقترف لمخالفات تفوق ما اقترفه أيوب ، فما دام الناس متقيدون باركان الإسلام والإيمان فهم مسلمون ، وما يقترفه المسلم المؤمن في يومه حسابه عند الله وليس حسابه عندنا نحن ضعاف البشر ، ، بالتوبة والإستغفار تمحى الذنوب ،،، والله غفور رحيم .
مثل كلامكم هذا هو الذي ينفر من المسلمين والإسلام ، اتق الله يا رجل . عندما يصل المتاسلمون للحكم ستبقى حليمة على عادتها القديمة ، فكيف لا والخمر كان يشرب في عهد عمر بن الخطاب في المدينة ، فهم سيسكتون عن كثير من الأحكام كما سكتوا سابقا عن الرجم وقطع اليد ، لأننا في زمن ليس خير القرون قرني .
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي .