تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
بأخلاقي أرتقي
01-12-2015, 12:25 PM
بأخلاقي أرتقي





الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



ابنتي زهرة..
تتباين اتجاهات الفتيات الأخلاقية بحسب فهمهن للمعيار الحقيقي للخلق الحسن، وبحسب ما درجت عليه الفتاة في بيئتها، ورأته في أسرتها، ولا تسعد الفتاة بشيء بمقدار سعادتها: إذا أنعم الله تعالى عليها بالخلق الحسن، حتى لو أوتيت مالاً وجمالاً وحسباً وتفوقاً دراسياً..كل ذلك ليس له قيمة إذا كان حظها من الخلق الحسن قليلاً..
والأخلاق رزق من عند الله تعالى يقسمها بين عباده بحكمته وعدله جلّ وعلا، وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله قسم بينكم أخلاقكم: كما قسم بينكم أرزاقكم".
فهنيئاً للفتاة المسلمة: إذا جعلت تحسين أخلاقها وتهذيبها:" هدفاً" تضعه نصب عينيها، وسلوكاً راشداً تداوم عليه، وتستنصح المخلصين ممن حولها لأجل المداومة عليه، حتى يصير لها عنواناً تعرف به بين زميلاتها، وتفوح به أخبارها الزكية: كما تفوح الزهرة اليانعة بأزكى العطور وأبهاها.

ابنتي زهرة..
إنّ لكِ أن تفخري بانتمائك لدين الإسلام العظيم، والذي من أهم ما تتميز به دعوته أنها:" دعوة أخلاقية": تشتمل على المبادئ الأخلاقية السامية، والقيم السلوكية الرفيعة، حتى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حصر مقصد بعثته في الأخلاق، في قوله: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"، كما تضافرت نصوص الكتاب والسنة على الحث على الأخلاق الحسنة، والترغيب في فضائل الأخلاق، هذا من جانب، ومن جانب آخر: النهي والتحذير من رذائل الأخلاق، قال تعالى:[ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ] ، وجاء في وصف نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم - أنه :" لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً"، وأنه كان يقول: "خياركم أحاسنكم أخلاقًا": مما يؤكد عناية الإسلام بحسن الخلق، الأمر الذي جعل موضوعات الأخلاق تحتل مساحة كبيرة، ومكانة بارزة من بين موضوعات الدعوة في كل مراحلها.

ولكن ماذا تعني كلمة "الأخلاق!!؟":
الأخلاق لغة: جمع خُلُق، وهو ما خُلق عليه الإنسان من الطبع، ومنه قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:" فإن خلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن"، أي: كان متمسكا به وبآدابه، وأوامره ونواهيه، وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والألطاف.
كما يجيء الخلق بمعنى:" الدين والطبع والسجية"، وهو وصف لصورة الإنسان الباطنية، ويقال: فلان حسن الخَلق والخُلُق: أي حسن الباطن والظاهر، فيراد بالخَلق: الصورة الظاهرة، ويراد بالخُلُق: الصورة الباطنة".

وفي الاصطلاح:
"عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر ورويّة، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلا وشرعا بسهولة، سميت الهيئة: خلقا حسنا، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة التي هي المصدر: خلقاً سيئًا".
والمفهوم العام للأخلاق في التصور الإسلامي هو :
إتباع المرء كل ما يحبه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عن قناعة ومحبة ورضا، كما يؤكد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بقوله:
" وأما الخلق العظيم الذي وصف الله به محمدا - صلى الله عليه وسلم -، فهو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقا، وحقيقته: المبادرة إلى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر":( مجموع الفتاوى: 10/658).
فالأخلاق إذن هي:" مجموع الخصال والصفات السلوكية التي حسَّنها الشرع، وتقبلتها الفطرة السليمة النقية، واتفق الناس على حسن التحلي بها"، فالنفس البشرية: مجبولة ومفطورة على التحلي بالأخلاق الحميدة، وعلى الالتزام بالقواعد والقيم الأخلاقية العالية، ويتمايز الناس في قدرتهم على الالتزام بها تحت ضابط الضمير الأخلاقي، والوازع الديني فقط، دون الحاجة إلى الرقيب الخارجي.
كما يتميز الإنسان بالقدرة على اكتساب الخلق بتنمية الميول الفطرية السليمة وتقويتها، وإزالة الميول المنحرفة ومعالجتها، ويوضح ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها".

ارتباط النمو الخُلُقي بالنمو الاجتماعي للمراهقين:
يرتبط النمو الخلقي بالنمو الاجتماعي لدى المراهق، فعند اندماجه مع المجتمع، فإنه يتصرف علي القيم السائدة، والمعايير الصحيحة للسلوك والأعراف, كما يرتبط من ناحية أخرى بنمو الاتجاهات الدينية لدي المراهق, ومن القيم التي تبدأ في الارتقاء لدي المراهق هي:
(تحقيق الذات، الولاء للجماعة ، الشجاعة الأدبية، الضمير، الشجاعة، تقدير الذات، الإنجاز، والاستقلال).

- تنمية الضمير لدي المراهق – المراهِقة -:
تبدأ عملية تنمية الضمير في سن الثالثة تقريبا عندما يحرم الأم والأب على الأبناء القيام بأشياء معينة خاطئة، ومع تقدم السن يشمل الضمير معايير أكثر تقيما مثل:(لا تكذب), و:(لا تسرق)، واحترام حقوق الآخرين وغيرها, ولابد أن يتأكد الوالدان منذ صغر الابن أو الابنة من ضرورة الالتزام بالمعايير الخلقية, وكذلك التأكد من أن أبناءهم يشعرون بالذنب عند مخالفة هذه المعايير, والأبناء الذين يتمتعون بعلاقة عاطفية دافئة مع أسرهم وذويهم هم: أكثر التزاما بالمعايير الأخلاقية.
ومن العوامل التي تساعد علي نمو الضمير الأخلاقي لدى الفتاة:
1ـ) أن يتمتع الوالدان أنفسهما بمعايير خلقية ناضجة ومعقولة، وليست قاسية أو جامدة.
2ـ) التأكد من أن التزام الأبناء بالمعايير الأخلاقية بسبب حبهم لآبائهم وأمهاتهم، وليس خوفا منهم.
3ـ) أن يكون تقويم السلوك علي مبدأ الثواب والعقاب الذي يؤثر علي التنشئة الاجتماعية، فيكتسب الطفل العادات والعقائد والمعايير التي تكون " بوصلة " للسلوك: تتيح له الاستهداء بصورة فعالة في الحياة الأخلاقية فيضبط سلوكه.

الممارسة والتعود هي الطريق إلى الخلق الحسن:
ابنتي..
لعلك تتساءلين: وكيف لي أن أهذب أخلاقي، وأصعد بها في مراقي الكمال الخلقي!!؟.
فنجيبك بقوله عليه الصلاة والسلام:
" إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير: يعطه، ومن يتوق الشر: يوقه".
إن الأخلاق الحسنة يكتسبها المرء بالتعود، وتعهد النفس، ومراقبة السلوك، وليس بالطرح المعرفي المجرد.
يقول الشاعر أبو تمام:
فلم أجد الأخلاق إلا تخلقاً÷ ولم أجد الأفضال إلا تفضلاً

فإذا صحَّ للفتاة: حسن المقصد، وإرادة الخير، وميل النفس الصادق نحو السلوك الخلقي الفاضل، فإن أعظم وسيلة تتعاطاها لترسيخ المبدأ الخلقي في نفسها وسلوكها هو:( الممارسة المتكررة، والتعاطي المستمر دون انقطاع)، فإن النية الصادقة: لا تكفي وحدها لترسيخ الخلق، حتى وإن كان الخلق فطرياً، فإن كلَّ شيء في الكيان الإنساني: يتقوَّى بالتربية والتدريب، ويضعف بالإهمال والانقطاع.
ويكاد يُجمع رجال التربية على أن الملكات الخلقية – مهما كانت قناعة الإنسان بها –، فلا تحصل له إلا من خلال اعتياد ممارستها، والمواظبة عليها، وفي هذا المعنى يقول الإمام:" الماورديِّ":(الأدب مكتسب بالتجربة، أو مستحسن بالعادة، وكل ذلك لا يُنال بتوفيق العقل، ولا بالانقياد للطبع، حتى يُكتسب بالتجربة والمعاناة، ويُستفاد بالدربة والمعاطاة)، بمعنى أن الخلق – حتى وإن كان فطرياً – لا بد له من التدريب والتعويد حتى يرسخ، وتتشربه النفس، وفي هذا المعنى أيضاً يؤكِّد:" الراغب الأصفهانيِّ"، فيقول: (كل متعاط لفعل من الأفعال النفسية، فإنه يتقوى فيه بالازدياد منه، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، فباحتمال صغار الأمور: يمكن احتمال كبارها، وباحتمال كبارها: يستحق الحمد)، ومصداق هذا الفهم كوسيلة لترسيخ الخلق في النفس: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"… من يستعفف يُعفه الله، ومن يستغن يُغْنِه الله، ومن يصبر يصبره الله …", يعني أن من تكلَّف هذه الفضائل، وحَرَص عليها، وتعاطاها: حصل له مقصوده من التخلق بها، حتى تصبح جزءاً طبيعياً راسخاً في كيانه وشخصيته.

ابنتي زهرة:
اجعلي تهذيب أخلاقك من أهدافك الكبيرة اليومية، التي لا تنقطعين عن مواصلة المجاهدة والترقي فيها ليل نهار، فهي أثمن ما يزينك، وعليكِ بالدعاء الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر يقال عند النظر على المرآة، وكأنه يوجهنا إلى أن جمال الشكل والمظهر لا يغني عن كمال الخلق والجوهر، فكان صلى الله عليه وسلم يقول:" اللهم حسنت خلقي، فأحسن خلقي".


وختاما:
لكل زهرة نقول:
حفظك الله يا بنتي ورعاك، وألهمك رشدك وسدد خطاك، وزين الإيمان في قلبك وللتقوى هداك، وجعل الجنة متقلبك ومثواك.
وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: بأخلاقي أرتقي
19-04-2016, 09:51 AM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

تقبل الله دعاءك أخانا الفاضل:" محمد".
سرني أن تكون إحدى مشاركاتك الأولى على متصفحي، فمرحبا بك مفيدا ومستفيدا.


مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:31 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى