هام جدا: وقفات إيمانية تربوية للمرأة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
11-02-2016, 11:11 AM
هام جدا: وقفات إيمانية تربوية للمرأة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه:( وقفات إيمانية تربوية ماتعة رائعة نافعة): خطها يراع الشيخ الفاضل:" جمال عبد الرحمن" – جزاه الله خيرا-، ويجدر بكل مؤمنة: أن تقرأها وتفهمها وتطبقها - قدر المستطاع- بنية خالصة، وعزم صادق، مستعينة بخالقها ليوفقها فيما ترومه من صادق الأقوال، وصالح الأعمال، لتهتدي في الدنيا، وتسعد يوم القيامة:
[ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ].
وقبل الشروع في المقصود: يحسن بنا أن نخاطب قلب وعقل كل مؤمن، لنوصيه بأن يكون:" خير معين للمؤمنة في سعيها لطاعة ربها"، لأن الله عزوجل يقول:
[وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ].
ويقول عليه الصلاة والسلام:" النساء شقائق الرجال".
ويقول أيضا:" استوصوا بالنساء خيرا".
و:" المؤمن كأخته المؤمنة: معني بكثير من الوقفات الإيمانية التربوية":التي ستذكر على هذا المتصفح، فليتعاونا إذا على تحقيقها بإخلاص وصدق: طاعة لخالقهما الرحمن القائل في محكم القرآن:
[وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ].
وإلى:" الوقفات الإيمانية التربوية":
1- العاقلة ومراقبة ربها
طالهذا الليل وازورَّ جانبه ÷ وليس إلى جنبي خليل ألاعبه
فواللهلولا الله أني أراقبه ÷ لحرك من هذا السرير جوانبه
مخافةربي والحياء يصدني ÷ وأُكرمُ بعلي أن تُناَلَمَراكِبُه
فمراقبة تلك المرأة ربها، وخشيتها إياه: كانت حائلا بينها وبين دخول أجنبي عليها.فواللهلولا الله أني أراقبه ÷ لحرك من هذا السرير جوانبه
مخافةربي والحياء يصدني ÷ وأُكرمُ بعلي أن تُناَلَمَراكِبُه
2- العاقلة والثقة فيما عند الله
فهل ضيعها الله؟. كلا؛ لقد أكرمها إكراما تتحدث به الدهور والأيام والخلق والأنام؟!، فالله لا يضيع أجر المحسنين، ولا إيمان المؤمنين.
وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: سألها مسكين وهي صائمة، وليس في بيتها إلا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه إياه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه، فقالت: أعطيه إياه، ففعلت، قالت: فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يهدى لنا:" شاة وكفنها"، فدعتني عائشة فقالت: كلي من هذا، فهذا خير من قرصك.
قال العلماء: هذا من المال الرابح، والفعل الزاكي عند الله تعالى، يعجل منه ما يشاء ولا ينقص ذلك مما يدخر عنده، ومن ترك شيئا لله: لم يجده فقده، وعائشة رضي الله عنها في فعلها هذا من الذين أثنى الله عليهم بأنهم يؤثرون على أنفسهم مع ما هم فيه من الخصاصة، وأن من فعل ذلك، فقد وقي شح نفسه، وأفلح فلاحاً لا خسارة بعده، ومعنى:" شاة وكفنها"؛ فإن العرب أو بعض العرب أو بعض وجوههم: كان هذا من طعامهم، يأتون إلى الشاة أو الخروف إذا سلخوه: غطوه كله بعجين البر، وكفنوه به، ثم علقوه في التنور، فلا يخرج من ودكه شيء إلا في ذلك الكفن، وذلك من طيب الطعام عندهم [3].
3- العاقلة وثمرة حفظها لربها
انظري يا أختاه لما صنعته:" أم شريك" من المعروف.
عن ابن عباس قال: وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة، وهي إحدى نساء قريش، ثم إحدى بني عامر بن لؤي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سراً، فتدعوهن وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك: لفعلنا بك وفعلنا، ولكنا سنردك إليهم، قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثاً: لا يطعمونني ولا يسقونني، قالت: فما أتت علي ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنـزلوا منـزلاً، وكانوا إذا نـزلوا: أوثقوني في الشمس واستظلوا، وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء علي برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو: دلو ماء، فشربت منه قليلاً، ثم نـزع مني، ثم عاد فتناولته، فشربت منه قليلاً، ثم رفع، ثم عاد أيضاً، ثم رفع، فصنع ذلك مراراً، حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا، فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه؟، فقالت: لا الله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنت صادقة، فدينك خير من ديننا"، فنظروا إلى الأسقية، فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك[5].
4- العاقلة والحرص على طلب العلم والسؤال عن الدين
وهذه بعض أسئلة نسائية:
• عن أسماء بنت أبي بكر قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمرق شعرها - تقصف وسقط - وإني زوجتها، أفَأَصِلُ فيه؟، فقال صلى الله عليه وسلم:" لعن الله الواصلة والموصولة"[7]، يعني: صاحبة الشعر والتي تصل لها.
• امرأة أخرى تسأل عن كيفية غسل الشعر عند الاغتسال، فتقول: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي - أجعله ضفائر - أفأنقضه للجنابة؟، يعني أأفُكُّهُ؟، قال:" إنما يكفيك أن تحثي عليه ثلاث حثيات من ماء، ثم تفيضي على سائر جسدك، فإذا أنت قد طهرت"[8].
وسألتني إحدى النساء؛ ماذا تفعل لكي تمسح برأسها أثناء الوضوء، لأنها لو مسحت برأسها مدبرة مقبلة بيدها: يتفرق شعرها، ويسبب لها مشقة؟.
فأجبتها بما ذكره الشوكاني في {نيل الأوطار}: عن الربيع بنت معوذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ عندها، ومسح برأسه فمسح الرأس كله من فوق الشعر، كل ناحية لمنصب الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته[9]، وفي هذا بلا شك تيسير عظيم.
• وها هي أم سليم رضي الله عنها تسأل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟. قال:" نعم، إذا رأت الماء". متفق عليه.
ومن عظيم الأسئلة التي وجهت للنبي صلى الله عليه وسلم، وتحمل الدلالة على الفقه والحس الديني، هذا السؤال:
وفيه أن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها: أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات:{في الخدر وهو الستر}:قواعد بيوت، وإن الرجال فضلوا بالجمعات، وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال:" هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟"، فقالوا: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" انصرفي يا أسماء، وأعلمي من رواءك من النساء أن حُسن تَبَعُّل - أي معاشرة - إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت"، فانصرفت أسماء، وهي تهلل وتكبر: استبشاراً بما قال لها رسول الله عليه الصلاة والسلام.[10].
لماذا فرحت أسماء رضي الله عنها!!؟:
لأنها رأت فضل الله عز وجل، وهو القائل: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾.
فالأجر الذي تناله المرأة في:( ترتيب مسكنها وتربية أولادها، ورعاية بيت زوجها وما له): يعدل أجر المجاهد في جهاده، ويعدل شهود الرجل الجمع والجماعات، كما تبين من الحديث.
وأخرى من العاقلات تطلب العلم وتستفسر عن حقوق الزوج وعدم غشه:
فعن سلمى بنت قيس - وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين، وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار - قالت: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعته في نسوة من الأنصار، فلما شرط علينا: أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصي في معروف، قال:" ولا تغشنن أزواجكن"، قالت: فبايعناه، ثم انصرفنا، فقلت لامرأة منهن: ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غش أزواجنا؟. قال:" تأخذ ماله فتحابي به غيره".[11].
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر - وهو أحد رواة الحديث - أن عدد شيوخه وأساتذته من النساء، كان بضعاً وثمانين أستاذة.
5- العاقلة ومعالجة مشاكل الحيض والاستحاضة
سبحان الله!، لا تملك غير ثوب واحد تحيض فيه، وتصلي فيه!!، ونساء كثيرات في هذا الزمن: امتلأت بيوتهن بالثياب، بل لا تقبل الواحدة منهن أن تكرر لبس الثوب في مناسبتين، ولا بد من ثوب جديد، والنبي صلى الله عليه وسلم: دعا بالتعسة والنكسة على عباد الثياب، عباد الموضة، واللاهثات خلف كل جديد، فقال صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة[13]، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش".[14]، أي: إذا أصيب بشوكة فلا برأ منها.
والحديث يعم الرجال والنساء، ولا نحرم زينة الله التي أخرج لعباده، ولكن نقول فقط: هل من تعظم الدنيا إلى هذا الحد: تعظم دينها وتقف عند حدوده!!؟.
وفي شأن الاستحاضة – وهي:" استمرار نـزول الدم على المرأة وجريانه في غير أوانه" -، فقد قالت حمنة بنت جحش[15]:كنت أُستحاض في حيضة كثيرة شديدة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش، فقلت: يا رسول الله، إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟، قد منعتني الصلاة والصوم، فقال:" أنعت لك الكرسف، فإنه يذهب الدم"، قالت: هو أكثر من ذلك، قال:" فاتخذي ثوبا"، فقالت: هو أكثر من ذلك، إنما أثج ثجاً، قال صلى الله عليه وسلم:" سآمرك بأمرين، أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر، وإن قويت عليهما، فأنت أعلم"، قال لها:" إنما هذه ركضه من ركضات الشيطان، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت، فصلي ثلاثا وعشرين ليلة، أو أربعا وعشرين ليلة وأيامها وصومي، فإن ذلك يجزيك، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء، وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن، وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر، فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك". قال صلى الله عليه وسلم:" وهذا أعجب الأمرين إلي".
قال:" الخطابي" تعليقا على الحديث:" إنما هي امرأة مبتدأة - يعني من يوم بلغت المحيض، وهي على هذه الحال، فلم تجرب أيام الحيض بعددها - لم يتقدم لها أيام، ولا هي مميزة لدمها - يعني لون دم الحيض من دم الاستحاضة، وقد استمر بها الدم حتى غلبها، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها إلى العرف الظاهر، والأمر الغالب من أحوال النساء... ". [16].
6- العاقلة وحب التنزيل
وفي رواية [18]:{ولكني أبكي على الوحي..}، وأم أيمن هي: مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكانت مولاة لأبيه عبد الله، وهي: أم أسامة بن زيد رضي الله عن الجميع.
فأم أيمن رضي الله عنها حين تبكي: يظهر من بكائها هموم المرأة المؤمنة العاقلة وأحزانها، تبكي لأنها تابعت القرآن، وهو ينـزل آية آية، ولم تعد ترى من التنـزيل المزيد.
وقد بكت أيضاً: لما قتل عمر؛ لعلمها أن عمر كان حصناً للإسلام ونصراً، ولذلك قيل لها في بكائها على عمر، فقالت: اليوم وهَى الإسلام، أي: ضعف[19]، فما هي آلامك وأحزانك أيتها المسلمة!!؟.
لأي شيء تذهب دموعك وتسح عبراتك!!؟.
نريدك باكية على الخطيئة، نادمة على المعصية، نريدك باكية من قراءة القرآن، فإن لم تقدري فمتباكية.
أيتها المسلمة:هل تقرئين من القرآن شيئاً في اليوم والليلة!!؟.
هل أبكتك بعض آياته، ومواقفه الجليلة!!؟.
هل تعلمين بأحكامه، وتهذبين نفسك، وتطهرين سلوكك وقلبك بتوجيهاته وأوامره ونواهيه!!؟.
هذا ما نريده منك: أيتها العاقلة.
7- العاقلة وفداؤها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسها وأهلها
ولوكان النساء كمن ذكرنا÷ لفضلت النساء على الرجال
ولكن أيتها المسلمة، هل تعرفين: لماذا هذا الحب والفداء كله لرسول الله صلى الله عليه وسلم!!؟، اقرئي الفقرة التالية:8- العاقلة ومنـزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- عندها
سبحان الله!!؟: تلك المرأة من بني دينار: يقتل زوجها وأخوها وأبوها ولا تبالي!!؟، وكل همها: الاطمئنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأته بعينها سالماً معافى: سكن روعها، وهدأت نفسها.
لقد كان أصحاب رسول الله رضي الله عنهم: يعرفون حق قدره ومنـزلته عند الله وعندهم، ففدوه بأنفسهم وأزواجهم وآبائهم وإخوانهم، لكن لما ضعف الإيمان، وقلت الهمة، وخارت العزيمة: تجرأ البعض على أمره ونهيه وعلى سنته، بل على شخصه الجليل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
9- العاقلة مستجيبة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-
قال الراوي عبد الله بن سويد: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى.
إن بيت المرأة هو: المكان الذي تبيت فيه، وهو: أستر مكان في المنـزل كله، فهل تستجيب أخواتنا لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخص الخروج إلى المساجد وآداب ذلك، في الوقت الذي كثر فيه الاختلاط والسفور والفتن، وغابت الضوابط الشرعية التي تضبط خروج المرأة، وكثر مرضى القلوب والمتعرضون!!؟.
إن العاقلة لتختار بيتها لتصلي فيه إذا عرفت أن زمننا أشد وأفظع من زمن أم حميد.
ولما خطب النبي صلى الله عليه وسلم في النساء يوم عيد قائلاً:" يا معشر النساء، تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم".[23]، تأثرت النساء جداً بهذا الخبر، فكانت الاستجابة سريعة جداً أيضاً، وفي نفس الموقف، فجعلن يتصدقن من حليهن ويلقين في ثوب بلال رضي الله عنه من أقراطهن وخواتيمهن - والقرط هو: الحلق، وفعل النساء هذا الشيء يوم عيد وفرحة وزينة وتباهي بالحلي: يدل على سرعة الاستجابة لله ورسوله، والخوف من جهنم، ولو طلب النبي صلى الله عليه وسلم أرواحهن، لقدمنها رخيصة: افتداء من عذاب النار.
إنها القلوب الحية التي تستجيب لله ورسوله، وتختار ما عند الله.
والحديث كما أسلفنا كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلى النساء في يوم عيد، حيث قام صلى الله عليه وسلم يعظهن، ويذكرهن بالله، وها هو بتمامه:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار"، فقالت امرأة منهن جزلة[24]: وما لنا يا رسول الله؟، قال" تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين: أغلب لذي لب ٍمنكن"، قالت: يا رسول الله، وما نقصان عقلها؟، قال:" أما نقصان العقل؛ فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل[25]، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي؛ وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين".[26].
10- العاقلة والتعبد بالليل
ها هي: حفصة بنت سيرين الأنصارية العالمة الزاهدة العابدة: تحفظ القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة، وعاشت سبعين سنة، عمرت كلها بالعبادة والقرآن، مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة - الراحة وقت القيلولة - أو قضاء حاجة كما قال عنها: مهدي بن ميمون، ويقول عنها إياس بن معاوية: ما أدركت أحداً أفضله عليها.
وليس معنى هذا دعوة النساء إلى الرهبنة، {فلا رهبانية في الإسلام}[27]، فالإسلام لا يدعو إلى التبتل والانقطاع وترك الأعمال والتربية والخدمة وغير ذلك من الأمور الاجتماعية والحياتية، لكن لا يبغي أحدها على الآخر.
ونموذج آخر هو: امرأة رياح بن عمرو القيسي، وهو: رجل صالح أراد أن يختبر عزيمة امرأته على قيام الليل، فتناوم، فقامت هي تصلي وأيقظته، فادعى التثاقل وأنه سيقوم، فكررت إيقاظه بعد ما مضى ربع الليل، وهكذا إلى أن مضى الليل ولم يقم، فقالت: مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم!!؟، ليت شعري من غرني بك يا رياح، من غرني بك[28]؟.
إن هذا المرأة ما هي إلا نموذج عملي لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى: نضحت في وجهه الماء".[29]، أي: رشت عليه من الماء.
وامرأة رياح تأسف على زواجها منه لما رأته لا يقيم الليل، فعلى أي شيء تأسفين في زوجك أيتها المسلمة!!؟، ألأنه: فقير، أم لأنه: لا يمتلك سيارة، أم لأنه: ليس من أسرة عريقة مرموقة، أم: لأنه ضعيف في دينه!!؟، هذه الأخيرة التي نريد أن تكون مصدر قلق وانـزعاج المسلمة العاقلة.
ملاحظة هامة جدا:
نظرا لكون بعض الهمم قد تعجز عن قراءة هذه الوقفات لطولها نوعا ما – ونحن في زمن السرعة!!؟-: ارتأينا حذف كل الهوامش، وترك أصل الوقفات فقط: تشجيعا وتيسيرا للقراء الأفاضل، ومن أراد التوسع، فعليه بالأصل، ولأهمية الموضوع جرى التنويه.
شكرا لتفهمكم.
نظرا لكون بعض الهمم قد تعجز عن قراءة هذه الوقفات لطولها نوعا ما – ونحن في زمن السرعة!!؟-: ارتأينا حذف كل الهوامش، وترك أصل الوقفات فقط: تشجيعا وتيسيرا للقراء الأفاضل، ومن أراد التوسع، فعليه بالأصل، ولأهمية الموضوع جرى التنويه.
شكرا لتفهمكم.
من مواضيعي
0 مهما.. ومهما!
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
التعديل الأخير تم بواسطة أمازيغي مسلم ; 18-02-2016 الساعة 11:08 AM