رد: التفسير الحق لـ قوله تعالى " يد الله فوق أيديهم "
09-11-2009, 10:23 PM
اقتباس:
باختصار شديد .. !!
موقف الإمام الطبري نموذجا : يقول الإمام الحافظ ابن جرير الطبري [ ت :310هـ ] في كتاب " التبصير في معالم الدين " [ ص : 132-142 ] : ( القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا لا استدلالاً ... وذلك نحو إخباره عزوجل أنه : ( سميع بصير ) وأن له يدين بقوله : ( بل يداه مبسوطتان ) ، أن له يمينا لقوله : ( والسماوات مطويات بيمينه ) ، وأن له وجها بقوله : ( كل شي هالك إلاّ وجهه ) وقوله : ( ويبقى وجه ربك ) ، وأن له قدما بقول النبي : ( حتى يضع الرب فيها قدمه ) ، وأنه يضحك بقوله : ( لقي الله وهو يضحك إليه ) ، وأنه يهبط كل ليلة وينزل إلى سماء الدنيا لخبر رسول الله بذلك ، وأنه ليس بأعور لقول النبي إذ ذكر الدجال فقال : ( إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) ، وأن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون الشمس ليس دونها غياية ، وكما يرون القمر ليلة البدر ، لقول النبي ، وأن له أصابع لقول النبي : ( ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن ) ، فإن هذه المعاني الذي وصفته ونظائرها مما وصف الله به نفسه ورسوله ما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والرؤية لا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد إنتهائها ... – إلى أن قال – فإن قيل : فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت ، وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل و وحيه وجاء ببعضها رسول الله ، قيل : الصواب من هذا القول عندنا : أن نثبت حقائقها على ما نَعرف من جهة الإثبات ونفي الشبيه كما نفى ذلك عن نفسه جل ثناؤه فقال : ( ليس كمثله شي وهو السميع البصير ) اهـ .. 1 |
كانك تفعلها قصدا بوضع كلام الطبري, رغم أني قد جاوبتك حول كلامه.
ابن جرير لم يكن على اعتقاد التجسيم أو التشبيه بدليل أنه قال في كتاب " التاريخ " الثابت عنه ( 1\25 )
{ وكان ما لم يخل من الحَدَث لا شك أنه مُحْدَث بتأليف مؤلف له إن كان مجتمعاًَ وتفريق مفرق له إن كان مفترِقاً ، وكان معلوماً بذلك أن جامع ذلك - إن كان مجتمعاً - ، ومفرقه - إن كان مفترقاً- مَن لا يشبهه ولا يجوز عليه الإجتماع والإفتراق } انتهى كلامه.
وهذا فيه رد عليكم في أمرين :
- قولكم بالجهة على الله ،
أما الأولى : فكلامه رضي الله عنه واضح { 1- قولكم بقيام الحوادث بذات الله ويعبرون عنها بالصفات الفعلية من الإستواء والنزول والمجيء الحقيقي الذاتي . وكان ما لا يخل من الحَدَث لا شك أنه مُحدَث }، وهذا فيه إبطال لكلام زعيمكم ابن تيمية الذي زعم في أكثر من موضع من كتبه أن هذه القاعدة " ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث " هي قاعدة باطلة وأنها من تأصيل الفلاسفة والجهمية .
أما الثانية : فكلامه { ولا يجوز عليه الإجتماع والإفتراق } رد عليكم في قولكم بأن الله تعالى خلق العالم في جهة التحت منه والعياذ بالله فكان هو في جهة الفوق من العالم ، لأن في كلامكم هذا زعمُ أن الله مفترق عن العالم بالمسافة .
أما كتاب " التبصير في معالم الدين " فأنتم لا تملكون إثباتاً على أن هذه النسخة المخطوطة التي وجدها المحقق هي فعلاً للإمام الطبري رضي الله عنه وأنها لم يدخلها دس،
وكنت قد قرأت في النسخة المطبوعة منذ سنوات ، وهو عندي ، فوجدت المحقق الوهابي يعترف بذلك فيقول في مقدمة تحقيقه للكتاب في طرق إثبات نسبة الكتاب إليه { 1- نسبة الكتاب في المخطوط إلى ابن جرير رحمه الله ، كما تراه في أول صفحة منه } ثم يعلق هو نفسه على كلامه هذا في أسفل الصحيفة فيقول :{ والنسبة هذه بحد ذاتها لا تكفي في إثبات نسبة الكتاب لمن نُسِب إليه لأنه قد يقع في المخطوطات نسبة كتب لغير مؤلفيها عمداً أو جهلاً أو تصحيفاً } .
] على أن في هذا الكتاب المطبوع كثيراً مما يرد على عقيدتكم وذكر ذلك كله يطول.]
أما بالنسبة لما نقلته لي منه فسأقوم بكتابة ما هو موجود في المطبوع بعد كلامك المنقول هذا مباشرة يقول :
{ فقال ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير )
فيقال : الله سميع بصير ، له سمع وبصر ، إذ لا يعقل مسمى سميعاً بصيراً في لغة ولا عقل في النشوء والعادة والمتعارف إلا من له سمع وبصر .
كما قلنا ءانفاً : إنه لا يُعرف مقول فيه " إنه " إلا مثبَت موجود ، فقلنا ومخالفونا فيه : " إنه " معناه الإثبات على ما يعقل من معنى الإثبات لا على النفي ، وكذلك سائر الأسماء والمعاني التي ذكرنا .
وبعد ُ، فإن سميعاً اسمٌ مبني مِن سمِعَ ، وبصير مِن أبصرَ ، فإن يكن جائزاً أن يقال : سمِعَ وأبصرَ من لا سمع له ولا بصر ، إنه لجائز أن يقال : تكلم من لا كلام له ، ورَحِم من لا رحمة له ، وعاقب من عقاب له .
وفي إحالة جميع الموافقين والمخالفين أن يقال : يتكلم من لا كلام له ، أو يرحم من لا رحمة له ، أو يعاقب من لا عقاب له ، أدل دليل على خطأ قول القائل : يسمع من لا سمع له ، ويبصر من لا بصر له.
فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الإثبات وننفي عنه التشبيه ، فنقول :
يسمع - جل ثناؤه - الأصوات لا بخرق في أذن ، ولا جارحة كجوارح بني ءادم ، وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه أبصار بني ءادم التي هي جوارح لهم.
وله يدان ويمين وأصابع ، وليست جارحة ، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق لا مقبوضتان عن الخير .
ووجه لا كجوارح الخلق التي من لحم ودم .
ونقول : يضحك إلى من شاء من خلقه ولا نقول : إن ذلك كَشَرٌ عن أسنان ... إلخ }
فأنت تلاحظ أن المراد من هذا الكلام بالإجمال هو
وواضح أنه رضي الله عنه يثبت الألفاظ وينفي ما يتوهم من الظواهر الذي أسماه بالتشبيه وهو عكس ما عليه الوهابية المجسمة .
1- الرد على المعتزلة الذين نفوا الصفات فقالوا بصير بلا بصر وسميع بلا سمع
2- وكذلك فيه الرد على المجسمة الذين اعتقدوا الظواهر المتعارفة بيننا ، فقوله " ليست بجارحة " فيه رد لما فهموه هم ،
ابن جرير لم يكن على اعتقاد التجسيم أو التشبيه بدليل أنه قال في كتاب " التاريخ " الثابت عنه ( 1\25 )
{ وكان ما لم يخل من الحَدَث لا شك أنه مُحْدَث بتأليف مؤلف له إن كان مجتمعاًَ وتفريق مفرق له إن كان مفترِقاً ، وكان معلوماً بذلك أن جامع ذلك - إن كان مجتمعاً - ، ومفرقه - إن كان مفترقاً- مَن لا يشبهه ولا يجوز عليه الإجتماع والإفتراق } انتهى كلامه.
وهذا فيه رد عليكم في أمرين :
- قولكم بالجهة على الله ،
أما الأولى : فكلامه رضي الله عنه واضح { 1- قولكم بقيام الحوادث بذات الله ويعبرون عنها بالصفات الفعلية من الإستواء والنزول والمجيء الحقيقي الذاتي . وكان ما لا يخل من الحَدَث لا شك أنه مُحدَث }، وهذا فيه إبطال لكلام زعيمكم ابن تيمية الذي زعم في أكثر من موضع من كتبه أن هذه القاعدة " ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث " هي قاعدة باطلة وأنها من تأصيل الفلاسفة والجهمية .
أما الثانية : فكلامه { ولا يجوز عليه الإجتماع والإفتراق } رد عليكم في قولكم بأن الله تعالى خلق العالم في جهة التحت منه والعياذ بالله فكان هو في جهة الفوق من العالم ، لأن في كلامكم هذا زعمُ أن الله مفترق عن العالم بالمسافة .
أما كتاب " التبصير في معالم الدين " فأنتم لا تملكون إثباتاً على أن هذه النسخة المخطوطة التي وجدها المحقق هي فعلاً للإمام الطبري رضي الله عنه وأنها لم يدخلها دس،
وكنت قد قرأت في النسخة المطبوعة منذ سنوات ، وهو عندي ، فوجدت المحقق الوهابي يعترف بذلك فيقول في مقدمة تحقيقه للكتاب في طرق إثبات نسبة الكتاب إليه { 1- نسبة الكتاب في المخطوط إلى ابن جرير رحمه الله ، كما تراه في أول صفحة منه } ثم يعلق هو نفسه على كلامه هذا في أسفل الصحيفة فيقول :{ والنسبة هذه بحد ذاتها لا تكفي في إثبات نسبة الكتاب لمن نُسِب إليه لأنه قد يقع في المخطوطات نسبة كتب لغير مؤلفيها عمداً أو جهلاً أو تصحيفاً } .
] على أن في هذا الكتاب المطبوع كثيراً مما يرد على عقيدتكم وذكر ذلك كله يطول.]
أما بالنسبة لما نقلته لي منه فسأقوم بكتابة ما هو موجود في المطبوع بعد كلامك المنقول هذا مباشرة يقول :
{ فقال ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير )
فيقال : الله سميع بصير ، له سمع وبصر ، إذ لا يعقل مسمى سميعاً بصيراً في لغة ولا عقل في النشوء والعادة والمتعارف إلا من له سمع وبصر .
كما قلنا ءانفاً : إنه لا يُعرف مقول فيه " إنه " إلا مثبَت موجود ، فقلنا ومخالفونا فيه : " إنه " معناه الإثبات على ما يعقل من معنى الإثبات لا على النفي ، وكذلك سائر الأسماء والمعاني التي ذكرنا .
وبعد ُ، فإن سميعاً اسمٌ مبني مِن سمِعَ ، وبصير مِن أبصرَ ، فإن يكن جائزاً أن يقال : سمِعَ وأبصرَ من لا سمع له ولا بصر ، إنه لجائز أن يقال : تكلم من لا كلام له ، ورَحِم من لا رحمة له ، وعاقب من عقاب له .
وفي إحالة جميع الموافقين والمخالفين أن يقال : يتكلم من لا كلام له ، أو يرحم من لا رحمة له ، أو يعاقب من لا عقاب له ، أدل دليل على خطأ قول القائل : يسمع من لا سمع له ، ويبصر من لا بصر له.
فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الإثبات وننفي عنه التشبيه ، فنقول :
يسمع - جل ثناؤه - الأصوات لا بخرق في أذن ، ولا جارحة كجوارح بني ءادم ، وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه أبصار بني ءادم التي هي جوارح لهم.
وله يدان ويمين وأصابع ، وليست جارحة ، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق لا مقبوضتان عن الخير .
ووجه لا كجوارح الخلق التي من لحم ودم .
ونقول : يضحك إلى من شاء من خلقه ولا نقول : إن ذلك كَشَرٌ عن أسنان ... إلخ }
فأنت تلاحظ أن المراد من هذا الكلام بالإجمال هو
وواضح أنه رضي الله عنه يثبت الألفاظ وينفي ما يتوهم من الظواهر الذي أسماه بالتشبيه وهو عكس ما عليه الوهابية المجسمة .
1- الرد على المعتزلة الذين نفوا الصفات فقالوا بصير بلا بصر وسميع بلا سمع
2- وكذلك فيه الرد على المجسمة الذين اعتقدوا الظواهر المتعارفة بيننا ، فقوله " ليست بجارحة " فيه رد لما فهموه هم ،
قال الإمام شيخ أهل السنة و الجماعة بلا منازع الحافظ أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه في كتابه النوادر:" من اعتقد أن الله جسمٌ فهو غير عارفٍ بربه وإنه كافر به".
من مواضيعي
0 من أشد ضربات ابن تيمية للوهابية
0 وهابي يقترح هدم المسجد الحرام لأنه يدعي أن الاختلاط في الطواف والسعي حرام
0 كتاب الوهابية في العراء
0 ابن تيمية في الميزان
0 تفسير قوله تعالى: وقالتِ اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا..
0 التحذير من شتم سيدنا عزرائيل عليه السلام (ملك الموت)
0 وهابي يقترح هدم المسجد الحرام لأنه يدعي أن الاختلاط في الطواف والسعي حرام
0 كتاب الوهابية في العراء
0 ابن تيمية في الميزان
0 تفسير قوله تعالى: وقالتِ اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا..
0 التحذير من شتم سيدنا عزرائيل عليه السلام (ملك الموت)
التعديل الأخير تم بواسطة محمديون ; 09-11-2009 الساعة 10:31 PM