الأسوة الحسنة برسول الله
16-03-2009, 01:52 PM
الأسوة الحسنة برسول الله


محمد المهدي محمود علي


الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول الخير والبر، من اصطفاه الله رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}.
جاء المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هذا العالم داعيا إلى الله. راسما الطريق إلى رضوان الله ومحبته، رافعا علم التوحيد. موضحا معالم العبودية لذي الجلال والإكرام.
عاش الهادي الأمين صلوات الله وسلامه عليه حياته الطيبة المباركة. مجاهدا. زاهدا. عابدا. مجاهدا أعظم ما يكون الجهاد.
زاهدا أسمى وأصفى ما يكون الزهد.
عابدا أجمل وأحلى ما تكون العبادة والإنابة والخشوع، والخوف من الله ذي الجلال والإكرام. عاش صلوات الله وسلامه عليه. يبلغ في رحمته، ويرسم الطريق إلى الله في رفق وحكمة وتؤدة، داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فكان المثل الأعلى في الأدب والكمال. المثل الأعلى في عظمة الأخلاق في كل ناحية من النواحي وفي كل ميدان من الميادين.
أدبه ربنا تبارك وتعالى فأحسن تأديبه وأثنى عليه سبحانه بقوله:
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
ومن أجل هذا الاصطفاء الإلهي، والأدب الرباني.
من أجل هذا السمو وهذه العظمة. عظمة الأخلاق العالية. كان صلوات الله وسلامه عليه. أسوة كريمة وقدوة حسنة، مثلا أعلى للمؤمنين الذين صفت أرواحهم، وزكت نفوسهم، وطهرت قلوبهم، واطمأنت أفئدتهم، واستنارت ألبابهم، فعاشوا في دنياهم العابرة الفانية. يريدون الله والدار الآخرة، يجمعون الزاد لدار البقاء في جنة الفردوس مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
اتخذوا السبيل إلى الله، وجعلوا الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، والقدوة المباركة، للوصول إلى هذه الغاية المنشودة، والسعادة العظمى. سعادة الفوز برضى الحق جل جلاله. قال تبارك وتعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
عاش صلوات الله وسلامه عليه حياته المباركة، فملأ الدنيا نورا وخيرا، ورحمة وعدلا، ثم ودعها راحلا إلى الله، يلقى وجه الله الكريم، وما عند الله خير وأبقى. لقد انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة. ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد. بلغ الرسالة أعظم ما يكون التبليغ.
وأدى الأمانة أكمل ما يكون الأداء، وترك الدنيا وفيها نور التوحيد الصادق، وعبير الإيمان، وكمال الأخلاق، وعطر المحبة، والأخوة في الله ولله، والرحمة الشاملة المباركة في كل ناحية من نواحي الحياة، والعدالة في أسمى صورها ومحاسنها، وأكمل معانيها، وأجمل ثمارها وفوائدها، وبذلك تمت نعمة الله تبارك وتعالى على العوالم كلها.
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}.
فارق الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذه الدنيا. بعد أن بيّن للمسلمين طريق العظمة والسيادة، والمجد والعزة. بيّن لهم أن القرآن هو نور الله، هو النور الهادي إلى سعادة البشرية في الدنيا والآخرة. السعادة في أتم معانيها، وأكمل صورها.
إن القرآن هو كتاب الله تبارك وتعالى. هو المصباح السماوي الخالد. هو الكتاب المعجز ببلاغته وتشريعاته، وأخبراه، وما كشف من حقائق كونية. إنه هداية الباري جل وعلا. قال سبحانه وتعالى:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.
وكلما تقدم العلم. سجد العلم والكشف والاختراع والابتكار أمام الآيات البينات. أمام آيات الحق جل وعلا.
{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً}.
فما بالنا نرى المسلمين اليوم وقد تخلفوا عن ركب الحضارة. تخلفوا عن قيادة توجيه الإنسانية.
ما بالنا نرى المسلمين وقد تفشت فيهم الأمراض الاجتماعية الفتاكة !!! تركوا الحكم بكتاب الله، فحرموا نعمة الهدوء والعيش الآمن الوارف الظلال الطيب الثمار، واحتكموا لغير ما أنزل، واستبدلوا بتشريع الله القوانين الوضعية. التي هي من صنع البشر، فحرموا نعمة العدل السماوي، وعاشوا في شقاء وفوضى واضطراب!!!
خرجت المرأة عن مبادئ العز والشرف والحياء والفضيلة فاضطربت الحياة المنزلية، واهتزت السعادة الزوجية، وأصيبت حياة الأسرة بالفشل والشقاق والنزاع، وحل الخصام محل الوئام وضاع الأطفال الأبرياء !!!
استباحوا الكثير مما حرّم الله! فتعاملوا بالربا فزاد فقرهم، وكثر شقاؤهم، وانتزعت البركة من أموالهم، وأصبحوا يتسللون عن طريق القروض الأجنبية .. وهيهات أن يكون فيها خير أو أن يكون فيها بركة بعد أن أعلن الله الحرب على المتعاملين بالربا، وبعد أن لعنهم الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الله سبحانه وتعالى:
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. . .}!!
وقال صلى الله عليه وسلم:
"لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهده".
إن المال الحلال الطيب الطاهر. تستجاب به الدعوات، وتنال بطريقه البركات، والخيرات والحسنات، ويتنزل النصر من السموات.
ما بالنا نرى المسلمين اليوم عميت بصائرهم فضلوا سواء السبيل.
1_ حددوا النسل تارة.
2_ وحددوا الملكية تارة أخرى. وكانت ثالثة الأثافي أن حددوا عدد الحجاج إلى بيت الله الحرام!!!
إن تحديد النسل افتراء على الله، وسوء ظن بالرزاق القادر على كل شيء، وليتهم حافظوا على أموال الدولة ولم يبعثروها على أوجه الفساد، تارة في الاعتمادات الضخمة لإعانة الملاهي، وأخرى في استيراد الدخان والخمور، وثالثة في أوجه الكماليات للنساء، فأخرجوهن عن الفطرة السليمة للمرأة الفاضلة العاقلة !!!
وإن تحديد ملكية الأفراد. أكل لأموال الناس بالباطل، وظلم شنيع للأسر الكريمة الفاضلة، واعتداء شنيع على الحرمات !! لقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم تحريم ذلك وأكده في خطبته المبراكة في حجة الوداع، تلك الخطبة العظيمة التي هي دستور السعادة الحقة، فقال صلوات الله وسلامه عليه: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. . ." أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد الله.
إن أكل أموال الناس بالباطل ظلما وعدوانا جزاؤه نار جهنم وبئس المصير!
وأما تحديد عدد الحجاج فهو صد عن سبيل الله. . إنه عمل الكفار. قال الله تبارك وتعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
إن الحج مصدر الخير والبركة ومغفرة الذنوب وزيادة الرزق، يلجأ فيه الإنسان إلى مولاه ويتعرض لنفحات ربه سبحانه. قال تبارك وتعالى:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
سبحانه هو الغني ونحن الفقراء إلى الله جل شأنه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" وقال صلوات الله وسلامه عليه: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب".
وكان مما عظمت مصيبته أن خدع بعض المسلمين بالمذاهب الضالة، خدعوا بالشيوعية، وبالاشتراكية وبالوجودية والماسونية الخ. . .
إن الاشتراكية ضلال وإلحاد وكفر وزندقة ومروق إن أصولها خبيثة. إن نباتها سام. إنها شجرة الزقوم. إنها لا تعترف بدين ولا بخلق، ولا بحساب وبعث. إن الاشتراكية سراب خادع. يحسبه الظمآن ماء. إنها بيت العنكبوت. إنها ظلمات بعضها فوق بعض هكذا أثبتت التجارب، وهكذا أثبت الواقع الواضح، وإن الإسلام دين الرحمة والأخوة، والسماحة والوفاء. إن الإسلام دين الإيثار، والمحبة لله ومن أجل الله رجاء رضوان الحق تبارك وتعالى. والمسلم الحق يتحلى بالأخلاق الكريمة، ينفق في سخاء، ويتصدق عن رضاء ومحبة يعمل ويكدح. يبتغي من رزق الله ولا يرضى لنفسه الخسة والدناءة. همته عالية، وإيمانه قوي، فهو رجل الحياة بحق _ أما الشيوعيون وأذنابهم الاشتراكيون فهم حيوانات سائمة فقدوا إنسانيتهم وفقدوا كرامتهم. فهم عبيد مسخرون لعبادة أشخاص أصحاب مبادئ ضالة أردتهم في أسوأ نهاية ثم لهم جهنم وبئس المصير!!!
ثم ما كان من أمر أجهزة الإعلام، لقد انحرفت عن رسالتها وأصبحت أداء لنشر الأغاني الخليعة. الفاجرة الماجنة. التي تحطم أقدس معاني الشرف والحياء والفضيلة ومكارم الأخلاق. إن أذناب المدرسة الاستعمارية الإلحادية لا زالت لهم بقايا تشرف على توجيه الإذاعة و ((التلفزيون)) والصحافة. توجهها نحو مظاهر الانحلال الخلقي الجامح العنيف. لا زالت جادة في المسير نحو التغني بالمرأة ومحاسنها ومفاتنها وإشاعة الفساد الخلقي, فانحرف الشباب وضلت المرأة وانحط المستوى الخلقي للشعوب والجماعات !!!
كل هذه مظاهر واضحة لترك المسلمين مصادر النور والخير، والسعادة والهداية والفضيلة والشرف، مصادر النور التي تتمثل في كتاب الله، وكتاب الله نور من الله {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} تتمثل في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والمصطفى هو السراج المنير.
{وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}.
تتمثل فيما كان عليه صحابة المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، وهم الغر الميامين، النجوم الزاهرة. المثل العليا، والنماذج الصادقة للعمل بنور الله تبارك وتعالى، وهدي السراج المنير صلى الله عليه وسلم.
إن العلاج لتخلف المسلمين وضعفهم وتشتتهم وتفرق كلمتهم وهزائمهم الفادحة وتهافتهم على تقليد الأجانب في الجانب الخلقي الهدام.
إن العلاج واضح إنه يتمثل في العودة الكريمة لمصادر النور والخير والنصر والهداية.
وفي هذه الأيام بزغ نجم جديد في سماء المعرفة الإسلامية. نجم قوي لامع. نجم الجامعة الإسلامية فقد قامت الجامعة الإسلامية تؤدي دورها العلمي في أمانة وقوة.
تؤدي دورها الإيجابي البنّاء. في إعادة مجد الإسلام، وعزة المسلمين.
تؤدي الجامعة رسالتها. بتوجيه شيخ مبارك، وعالم جليل ورع زاهد، وهب حياته للعلم، ونصح المسلمين. لا يخشى في الله لومة لائم. ضرب مُثُلا عالية في الكرم، والسماحة، والنبل، وعلو الهمة. هدفه في الحياة. عودة المسلمين إلى كتاب الله تبارك وتعالى، وسنة المصطفى الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم. . .
تؤدي الجامعة الإسلامية رسالتها. بمساعدة الملك المحبوب فيصل بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وكتب على يديه إعادة مجد الإسلام والعروبة تنبعث هاتك الرسالة. رسالة الجامعة الإسلامية. رسالة العلم والنور والهداية، وتسير شرقا وغربا. على يد طلاب علم بررة صلحاء، جاءوا ينهلون العلم من مشارق الأرض ومغاربها، وبذلك أصبحت الجامعة الإسلامية. مركز إشعاع لنور الإسلام، وتعاليم القرآن، وهدى الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
فيا أبناء الجامعة الإسلامية هذا قبس من نور رسالة الجامعة فتقدموا في إيمان وقوة وعزم وكفاح. لحمل راية الجهاد المبارك في نشر رسالة الإسلام. بلغوا أمانة العلم التي تحملتموها، وكان لكم شرف الانتساب إليها.
تزودوا من العلم إلى أبعد الحدود، وجدوا ليلا ونهارا في الارتشاف من رحيق العلم، واحرصوا على إجادة كتاب الله. إجادة تامة، واستذكروا كلام الله سبحانه، فهو الخير والهدى والفلاح، واقرءوا دائما في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه المباركة. تنالوا شرف الأسوة الطيبة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وإن تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم، واضح مشرق. عظيم السنا والسناء. ينزل على القلوب، فيهديها إلى شرف القدوة بالرسول صلى الله عليه وسلم.
يا أبناء الجامعة _ إنكم ستجدون في كثير من البلاد تركة مثقلة خلفها الاستعمار، والكفار، وأعداء الله. في عصور ضعف المسلمين.
لقد عمل المستعمرون على الحيلولة بين المسلمين وبين التفقه في دينهم، فحاربوا كتاب الله، وحاربوا اللغة العربية. لغة القرآن والإسلام، واضطهدوا العلماء الأجلاء، ونشروا الفسق والفجور والخمور، وجردوا المرأة من ثياب الحياء والشرف، وفتحوا مدراس التبشير والكنائس، وجعلوا المستشفيات أوكارا خبيثة للتبشير والصليبية، ونشروا الإلحاد والكفر والزندقة!!! ودنسوا المعاملات المالية بالربا وحكموا بالقوانين الوضعية ومولوا أجهزة الإعلام لنشر الفساد الخلقي!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فيا أبناء الجامعة. . أنتم حملة المشاعل المقدسة فتقدموا لشرف الجهاد، واعتصموا بحبل الله المتين وجاهدوا كما جاهد العلماء الأبرار، واسلكوا طريق الهداة المرشدين. في العناية بكتاب الله، والدعوة إلى هداية السماء، والتهجد بالقرآن، ونشر العلم في المساجد ولا سيما في شهر رمضان المبارك.
لقد كان العلماء في عصورهم الزاهية _ ولا زالوا _ ينتشرون في أنحاء البلاد ينيرون للناس السبيل إلى الله، ويبصرونهم بكتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتاريخ السلف الصالح. في أخلاقهم وخوفهم من الله. في بطولتهم، وشجاعتهم. في حبهم لما عند الله، وإنابتهم إلى الله، ومجافاتهم لدار الغرور. كان العلماء يبلغون الرسالة في أمانة وخوف وخشية من الله.
تراهم. فترى فيهم نور القرآن، وجمال العلم، وأدب الإسلام، وشعار الفضيلة. ترى حسن الصلة بالله وبالناس، فسعد بهم العالم، وعرف عن طريقهم هداية القرآن، وما جاء به المبعوث رحمة للعالمين.
عرفت المجتمعات الإسلامية. المبادئ الإنسانية السامية، وَوَضَح لها الحلال الطيب من الحرام الخبيث، فكان هناك الأمن الشامل، والسعادة الوارفة الظلال، فساد الهدوء والإخاء، والمحبة والتعاون، والورع والعفة، والفضيلة والحياء ، وحب الخير والإيثار، والتعاون على البر والتقوى. تنبعث كل هاتيك الصفات من صدور مشرقة بنور الإيمان وصفاء اليقين. الله أكبر لقد عرفت الأمة عن طريق ورثة الأنبياء. السبيل إلى الله والدار الآخرة والصراط المستقيم. الموصل إلى الفوز بجنة الفردوس في دار الخلود.





الشيخ: محمد المهدي محمود علي المدرس في دار الحديث بالمدينة التابعة للجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة .


نقلا عن شبكة المنهاج
http://almenhaj.net
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 16-03-2009 الساعة 01:54 PM