16 وسيلة عملية لحل الخلافات الزوجية
02-02-2016, 11:27 AM
16 وسيلة عملية لحل الخلافات الزوجية
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

أساليب عملية في حل الخلافات الزوجية:

ينبغي أن ينظر الزوجان نظرة واقعية إلى الخلافات الزوجية، إذ أنها من الممكن: أن تكون عاملاً من عوامل الحوار والتفاهم: إذا أحسنا التعامل معها.
والأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة الخلاف: إما أن يقضي عليه، وإما أن يضخمه ويوسع نطاقه.

ضوابط لابد منها:
لاشك أن
الكلمات الحادة, والعبارات العنيفة: لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف, علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم على النفوس.

ولزوم الصمت والسكوت على الخلاف: حل سلبي مؤقت للخلاف, إذ سرعان ما يثور البركان عند دواعيه, وعند أدنى اصطدام، فكبت المشكلة في الصدور: بداية للعقد النفسية، وضيق الصدر المتأزم بالمشكلة، فإما أن تتناسى وتترك, وإما تطرح للحل، ولا بد أن تكون التسوية شاملة لجميع ما يختلج في النفس، وأن تكون عن رضا وطيب خاطر.

ويجب البعد عن الأساليب التي قد تكسب الجولة فيها، وينتصر أحد الطرفين على الآخر، لأنها قد تعمق الخلاف وتجذره، مثل:"
أساليب التهكم والسخرية, أو الإنكار والرفض، أو التشبث بالكسب".
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال:" لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً, وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً ".
و روى البخاري عن عائشة رضي
الله عنها: أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم، قال: " مهلاً يا عائشة عليك بالرفق, وإياك والعنف والفحش "، قالت: أولم تسمع ما قالوا ؟، قال:" أو لم تسمعي ما قلت ؟، رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في".
و روى البخاري عن عائشة رضي
الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: من تركه الناس اتقاء شره ".
و روى الترمذي حدثنا محمد بن غيلان حدثنا ابن داود، قال أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا عبد
الله الجدلي يقول: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، فقالت :" لم يكن فاحشاً, ولا متفحشاً, ولا صخباً في الأسواق, ولا يجزي بالسيئة السيئة, ولكن يعفو ويصفح " .
وقول أنس رضي
الله عنه:" خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي يوماً لشيء فعلته: لم فعلته ؟، ولا لشيء تركته: لم تركته " .
لابد من الوعي بأثر الخلاف، وشدة وطأته على الطرفين، فلا شك أن اختلاف المرأة مع شخص تحبه وتقدره وتدلي عليه: يسبب لها كثيراً من الإرباك والقلق والانزعاج، وبخاصـة إذا كانت ذات طبيعة حساسة.

كما يجب البعد عن:"
التعالي بالنسب أو المال أو الجمال أو الثقافة!!؟", فإن هذا من أكبر أسباب فصم العلاقات بين الزوجين:" الكبر بطرد الحق، وغمط الناس".

وينبغي عدم اتخاذ القرار إلا بعد دراسته, فلا يصلح أن يقول الزوج في أمر من الأمور :" لا "، أو: " نعم "، ثم بعد الإلحاح يغير القرار، أو يعرف خطأ قراره، فيلجأ إلى اللجاج والمخاصمة.

خطوات لابد منها:

1-) تفهم الأمر: هل هو خلاف، أم أنه سوء فهم فقط؟ , فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما، وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر: يساعد على إزالة سوء الفهم, فلربما أنه لم يكن هناك خلاف حقيقي، وإنما هو: مجرد سوء في الفهم.

2-) الرجوع إلى النفس ومحاسبتها، ومعرفة تقصيرها مع ربها الذي هو أعظم وأجل، و بهذا: تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من صاحبك.

3-) معرفة أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، وأن من البلاء:" الخلاف مع من تحب"، وقد قال الإمام:" محمد بن سيرين" رحمه الله:" إني لأعرف معصيتي في خلق زوجتي ودابتي".

4-) تطويق الخلاف وحصره من أن ينتشر بين الناس، أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن، فإن ذلك قد يفاقم المشكلة.

5-) تحديد موضع النزاع والتركيز عليه, وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة, أو فتح ملفات قديمة، ففي هذا: توسيع لنطاق الخلاف!!؟.

6-) أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها, ولا يجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ، أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش, فإن هذا قاتل للحل في مهده.

7-) في بدء الحوار: يحسن ذكر نقاط الاتفاق، فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش: مما يرقق القلب، ويبعد الشيطان، ويقرب وجهات النظر، وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس.
قال تعالى:[ ولا تنسوا الفضل بينكم], فإذا قال أحدهما للآخر:" أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا, ولم يغب عن بالى تلك الإيجابيات عندك, ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا"، فإن هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور.

8- ) لا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمام العين, وأخطر من ذلك: تضخيم تلك الحقوق، أو جعلك حقوقاً ليست واجبة تتأصل في النفس، ويتم المطالبة بها!!؟.

9-) الاعتراف بالخطأ عند استبانته، وعدم اللجاجة فيه, وأن يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس: ما يحمله على ذلك, وينبغي للطرف الآخر: شكر ذلك وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ، فإن:" الاعتراف بالخطأ: خير من التمادي في الباطل، والاعتراف بالخطأ طريق الصواب".
فلا يستعمل هذا الاعتراف: أداة ضغط، بل يعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية يوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها.

10-) الصبر على الطبائع المتأصلة في المرأة مثل:" الغيرة"، كما قال صلى الله عليه وسلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها:" غارت أمكم"، وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوة حسنة في تقدير الظروف والأحوال، ومعرفة طبائع النفوس، وما لا يمكن التغلب عليه. روى النسائي وأبو داود و الترمذي عن عائشة قالت:" ما رأيت صانعة طعام مثل صفية: أهدت النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام، فما ملكت نفسي أن كسرته ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال:" إناء كإناء، وطعام كطعام".

11-) الرضا بما قسم الله تعالى، فإن رأت الزوجة خيراً حمدت, وإن رأت غير ذلك قالت:" كل الرجال هكذا", وأن يعلم الرجل: أنه ليس الوحيد في مثل هذه المشكلات، واختلاف وجهات النظر.

12-) لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب, وإنما يتريث فيه حتى تهدأ النفوس، وتبرد الأعصاب, فإن الحل في مثل هذه الحال:كثيراً ما يكون متشنجاً بعيداً عن الصواب.

13-) التنازل عن بعض الحقوق، فإنه من الصعب جداً: حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه!!؟.

14-) التكيف مع جميع الظروف والأحوال, فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين: هادئاً غير متهور ولا متعجل, ولا متأفف ولا متضجر, فالهدوء وعدم التعجل والتهور: من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة، والنظرة الصائبة للمشكلة.

15-) يجب أن يعلم الزوجان ويستيقنا: بأن المال ليس سبباً للسعادة، وليس النجاح في الدور والقصور، والسير أمام الخدم والحشم, وإنما النجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة عن الطمع .

16-) غض الطرف عن الهفوة والزلة، والخطأ غير المقصود:

من الذي مـا ساء قــط ÷ ومن لـه الحسنى فـقط


وفق الله كل زوجين للعشرة بالمعروف.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات