اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة scorpion2010
لقد آلمني كثيرا التقرير الدوري الذي تعده جامعة شنغهاي الصينية حول أفضل 500 جامعة وأكثر ما آلمني هو عدم ورود إلا جامعة عربية واحدة (جامعة القاهرة في المرتبة 402 :confused:)، وورود 7 جامعات إسرائلية ياللعجب. قد يقول قائل بتحيز التقرير، فأقول مهما كانت المقاييس التي يقوم عليها أي تقرير، ومهما لوينا الحقائق والأرقام لن تجد اسم جامعة عربية واحدة ولا أقول جزائرية... أما عن المقاييس التي تعتمدها الجامعة الصينية في إعداد هذا التقرير منذ 2003 فهي:
1- عدد خريجي الجامعة الحاصلين على مؤهلات علمية.
2- حصول أعضاء هيئة التدريس العاملين بالجامعة علي جوائز نوبل وميداليات التخصصات العالمية المختلفة.
3- عدد الباحثين والعلماء والاكاديمين ذوي الشهرة العالمية بكل جامعة.
4- عدد المقالات العلمية المنشورة في الدوريات الأكثر شهرة على مستوى العالم ومنها دوريةNature وكذلك دورية Science العالميتين.
5- عدد المقالات والبحوث المذكورة لكل جامعة في الأدلة العالمية للبحوث الأساسية.
6- مستوى الأداء الأكاديمي للجامعة.
وللاطلاع على قائمة أفضل 500 جامعة حمل الملف التالي من موقع جامعة شنغهاي:
http://ed.sjtu.edu.cn/rank/2006/ARWU...NK%20(PDF).pdf
أرجو من خلال منبر الشروق مناقشة أسباب تدني مستويات الجامعات العربية وخاصة الجامعات الجزائرية...
|
-السلام عليكم.
-فعلا ، أمر مؤلم ...ولكن شئ طبيعي جدا، ان لا تدرج جامعاتنا ، في القائمة لأنه اصلا لا توجد لدينا جامعات، بل هياكل أو مدارس ما بعد البكالوريا وهي بمثابة ثانويات أخرى،...أو على أفصى تقدير معاهد تكوينية،لتخريج المعلمين وكل هذا ليس بجامعات،...الجامعة بالمفهوم الأكاديمي للكلمة، هي صرح،علمي قائم على مفهومين أساسيين
حرية التعلم أي ان الطالب له الحرية في الاختيار للمجال الذي يبتغي التكوين والتخصص فيه حسب استحقاقه وجدارته والتي ترتبط اساسا بمستوى قدراته العلمية.... ،
وحرية التعليم،الأستاذ حر في اختيار ما يريد تعليمه،أي يعود اليه هو من خلال عضويته في مجلس الجامعة او هيئة الوصاية العلمية المشرفة على الجامعة، بدون تدخل من خارج الجامعة في اختيار المادة العلمية التي يراها هي الأفضل لتعلم وبالمنهجية التي يراها الأمثل للتعليم....، وهذا المبد أ ينطبق على الجامعات الحرة،بينما جامعات النخبة،..هي جامعات تعتمد على نظام وفلسفة تعليمية، خاصة بها والانتساب اليها يقتضي مقاييس،علمية واكاديمية، دقيقة، ومحددة،...وتتخصص هذه الجامعات اساسا في البحث العلمي بصفة عامة او تكوين اطارات، ومختصين، وفق مقاييس تحددها الحاجة المجتمعية،...وغالبا تكون التكوين فيها مكلفا، وتكون الدول هي الممول لهذه الجامعات،...وروادها من النابغين،...؟
-المعاهد الخاصة؟ هذا النوع من الجامعات يرتبط ، بحلقات اخرى من المجتمع مثل الميدان الصناعي اساسا، او الزراعي، او الصيدلاني،...البحوث العلمية ذات الهدف التجاري...وهذا النوع من الجامعات يتولى تمويلها..... ، الشركات التجارية الكبرى المختصة في الأدوية، في صناعة السيارات، الصناعات الغذائية..المعلوماتية..الخ
- لكن السؤال؟هل استطاعت الجزائر ان "تكسب"، جامعات؟؟؟
-ان الجامعة الجزائرية لم تصل بعد الى تحقيق هذا المفهوم وهذا راجع لعدة اسباب:
01-الحاجة الماسة، للاطارات،....لتحمل عبء الفراغ ،الرهيب الذي خلفة "رحيل الاستعمار"، فعند استقلال الجزائر وجد القائمين على الدولة انفسهم في ورطة كبيرة جدا، فاضطروا الى انتهاج سياسة خاصة،فرضتها الضرورة، ..وتقتضي "التكوين الكمي" في الأساس دون الاهتما م بالتكوين النوعي،....وذلك لتفادي "خطر الانهيار"،الذي كان سينتج عن عملية انقطاع وفقدان حلقات من السلسلة التعليمية، الموروثة عن العهد الاستعماري، ....ولقد اتت هذه السياسة ثمارها ونجحت الجزائر في رهانها.....ولكن الأن تجد الجزائر صعوبة كبيرة في رسكلة هذا النظام، وتحويل ما كان متوفر تحت مسمى الجامعة الى "جامعات"، حقيقية، وهذا منذ سنة1986 بافتتاحها لجامعتين كبيرتين (USTO و USTHB ) بكل من وهران والجزائر العاصمة كنموذج،..ولكن لم يتم التأكد من نجاحها تماما وذلك لوجود عوامل أخرى.....
02-اعتماد الجزائر على النمط "الشعبوي" في السياسة الجامعية، واهمالها للبعد النخبوي،...الأكاديمي بمعنى الكلمة،..فكان الانتساب للجامعات يتم وفق النجلح في شهادة البكالوريا، والتكوين والتخريج دون اخضاع ريثم تدفق المتخرجين للحاجيات ومستلزمات المجتمع الجزائري بطريقة علمية اعتمادا على الدراسات والتوقعات العلمية المعتمد على الاحصاءات،والأفاق ،...وضبط المناصب المخصصة في التكوين حسب الحاجة، الضرورية لادارة وضمان كفايو الصيرورة الطبيعية للمجتمع
03- التسييس "الايديولوجي" للجامعات،..وهذا اكبر عامل ساهم في افراغ الجامعة من هويتها العلمية، لان جامعة بدون حرية،ليست جامعة، اي ان الأسرة الجامعية تحتفظ بحرية اختياراتها بما فيها الحرية السياسية لأعضائها .. بينما الذي حدث ان مرجعيات سياسية ايديولوجية حاولت وبعضهم قام بفرض اجندته وايديولوجيته السياسية على الجامعة مما فتح الباب للصراعات، والنزاعات تسببت في شل الجامعة في حد ذاتها واحيانا، تغيير وجهتها كلية....واصبحت في حد ذاتها اداة سياسية في ايدي مرجعيات ايديولوجية وسياسية.....وان كان النظام هو البادئ في هذه الآفة منذ السبعينات والثمانينات،....فانه لم يكتفي، بذلك بل فتح المجال لايديولوجيات،...... بالعمل والنشاط داخل اسوار الحرم الجامعي....والتي كانت بمثابة "تسونامي"، الذي اتى على الأخضر واليابس في الجامعةالجزائرية...واصبحت بفضله، الجامعة ، تنقلب من منارة للتنوير....... الى قلعة من قلاع "الرجعية" والايديولوجية اللاهوتية،.....
04-عدم جدية سياسة "التعريب" الذي ادى الى فشلها الحتمي(وهذا الفشل له اسباب عديدة ، وليس هناك مجال للتطرق اليها..)، وهذا الفشل دفع ثمنه غاليا،الطلبة الجزائريين والجامعةالجزائرية، ...فاهم خيانة يشعر بها الطالب، الذي تلقى تعليمه الأساسي باللغة العربية،...ويتقدم متحمسا ومليئا بالأمل ، والاحلام بالمستقبل وعندما يتقدم الى الجامعة ومنذ الأيام الأولى يشعر بخيبة أمل شديدة أشبه بالخيانة،خاصة المتفوقين والنابغين من الحائزين على شهادة البكالوريا....فما كان يظنه،"تعريبا"، يجد امامه "سرابا"، ويتفاجأ بالجامعةالجزائرية كأنها جامعة اعدت لغيره من الطلبة، فلا وجود بالمعنى الفعلي للغةالعربية في أغلب التخصصات وخاصة العلمية، فلا تعليم ولا تكوين ولا مراجع، ....باللغةالعربية....وهنا يبدأ "الشعور"،المر بالضياع، وانهيار الأمال وتبخر الأحلام،....فيصارع ويكافح ..ويقوم برسكلة ذاتية، للقفز على العائق اللغوي، وقد ينجح في ذلك ، واحيانا كثيرة يعجز ، ويحاول قدر المستطاع ،...فقط انتزاع الشهادة بأي طريقةكانت.......وبهذا يتلاشى ويختفي أي دافع او روح او فضول علمي في نفس الطالب...... أي غياب اهم مبد أ تقوم عليه كل الجامعات......
.................................يتبع............. .................