الجرح و التعديل
17-09-2007, 11:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على رسول الله محمد و على آله و صحابته أجمعين و بعد:
يقول تعالى :{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب} وقال تعالى:{ لا يغتب بعضكم بعضاأيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}
و الغيبة من أكبر المعاصي عند الله تعالى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الربا ثلاثة و سبعون بابا أيسرها أن ينكح الرجل أمه , و إن أربى الربا عرض الرجل المسلم.
و لقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:"ذكرك أخاك بما يكره" قيل فإن كان فيه فقال"إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته و إن لم يكن فيه فقد بهته"
وفي القرن الثاني والثالث و الرابع الهجري جرى تدوين علم سمي بالجرح و التعديل , وهذا العلم كان يتناول الترجمة و التعريف بكل من ذكر في أسانيد الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا العلم كان من إختصاص عدد قليل من العلماء عرفت لهم (الأمة مجتمعة ) الفضل , ثم كان لهذا العلم أصول و قواعد تستهدف ضبطه و تقييده بأهدافه, و هي تتلخص في "بيان حال الرواة, وتصنيفهم بشكل يبين درجة الثقة الممنوحة في ما رووا من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , وهذه هي الغاية الوحيدة التي نشأ هذا العلم لأجلها.
وهذا العلم في حقيقته نوع من أنواع "الغيـــــبة", و لكن إجتمعت الأمة على جوازه لكونه ضروريا لحفظ أول الأولويات التي جاءت الشريعة بحفظها و هي الدين , لأن السنة هي البيان الموحى من الله لنبيه ليبين به كتاب الله للناس .
و لكون علم الجرح والتعديل غيبة و إستبيحت لضرورة, إقتصر إستعماله على الضرورة التي أبيح من أجلها فقط.
لذلك ترى أن الجرح تحديدا (وهو ما يكره المسلم أن يذكر به) إقتصر على رواة الحديث و لم يتعداه لغيرهم, ثم إن الحفاظ رحمهم الله لم يجرحوا أحدا (من الرواة) إلا بثلاث أساسيات :
-----------أولا سوء الحفظ و طريقة التلقي و التلقين .
ـــــــــــــــــ ثانيا: الكذب المتعمد.
ـــــــــــــــــثالثا: الغــــــــــــلاة من أهل الأهواء.
فلقد روى أئمة الحديث الكبار عن كثير من أهل الأهواء كأصحاب الكلام و الخوارج و الشيعة غير الغلاة.
وهذا العلم إستكمل تدوينه و فلم يتناول العلـــمــاء أحدا بجرح أو تعديل(بإسم هذا العلم) منذ ذلك الوقت الذي إنتهى فيه تدوين الحديث .
و مثلما بدأ هذا العلم بإجماع و إقرار من عموم الأمة أغلق و خفظت مدوناته للباحثين فقط , و أيضا بإجماع و إقرار عموم الأمة.
إلى أن جاءتنا أيام المحن و المصائب والفتن و التلاعب بدين الله , و ظهر ثلة من مدعي العلم و القوامة على الأمة و علمائها و دعاتها, و راحوا يخوضون في لحوم المسلمين و يشنون عليهم الحملات من السب والتشهير , والرمي بأنواع التهم القبيحة , و ضحكوا على من لا علم عنده- سوى قشور و مسميات لا دلالات لها- بإسم الجرح و التعديل .
فهذا قام على كل من تكلم عن الحكام أيا كانوا (ولو منتقدا فقط) فأعلن أنه مبتدع و أنه لا بد أن يحارب و يهجر و يحذر منه , و سعى في أعراض المسلمين يشهر بهم و يتهمهم بالخروج و البدعة و الفسق و الجهل إلخ
ونسي أنه ليس قاضيا و أنه لا سلطة له على أحد و أنه ليس و صيا على المسلمين , و أن المسلم عليه أن يعتبر المسلم أخاه في المقام الأول ,و أن عليه أن ينصحه إن رأى أنه قد وقع في ما يغضب الله من الذنوب ,فيسعى إليه ناصحا (متوددا) محسنا به الظن ,و يبدأه بالإستفهام عن علة مارأى مما أنكر فلعله قد فهم خطا, ثم إن سمع منه ما لايقبله الشرع نصح له نصيحة المشفق على أخيه الطالب له النجاة بصدق من مغبة الوقوع في سخط الله,وذلك بإلتزامه آداب النصيحة, من السرية و اللين في القول و البيان الصحيح و سواها من آداب النصيحة اللازمة,
و أن يبتغي في نفسه وجه الله و أن يدعو له في سره بالهداية و السداد!!!, لا أن يشهر به و أن يسبه (ولو كان صادقا في ما رماه به) لأن هذا غيبة فكيف إن بدأه به دون تبين, و لعله يكون قد فهم خطأ, فيكون ممن رمى أخاه بالبهتان.
و الآخر أعجبه على ما يبدو ما بدأه الأول لما بدا فيه من سرعة و قوة في إستمالة الدهماء (التي تحب الخوض في القيل و القال) فدعا جماعته لتأسيس مجمع للجرح و التعديل فكل من لم يرى رأيه ( الأعوج) صنفه تصنيفا مناسبا , مرجيء, (ويا سبحان الله,موظف حكومة), شبه معمم جاهل,سعودي؟؟؟, أرأيتي, إخواني , وغيرها .
ومما لا يخفى على كل ذي نظر خطورة هذه الأساليب , فهي تفتح باب البغضاء و السب والغيبة في حق العلماء خاصة, فما بالك بالعامة؟,ثم هي تلحق أكبر الضرر بضحايا هذه التصنيفات وتو قعهم في حفر اللمز و التنابز , فكما هو معلوم أن العامة تذكر الألقاب أكثر من الأسماء .
و ترى هذين الساعيين في الأرض فسادا يقفان على طرفي نقيض في ترتيب خبيث خبيث يهدف :لشطر الأمة و دعاة هذه الصحوة المباركةـ التي أقضت مضجع الطغاة أسياد الأول ,و مضاجع الصلييبين الذين يؤوون الثاني ـ إلى فريقين متناحرين, متعاديين ,منشغلين ببعضهما(يقتلون أهل الإيمان و يذرون أهل الأوثان), و يهدف هذا الأسلوب إلىأن يقطع كل سبيل بين الفريقين للتفاهم و التحاور ,بتقديم السباب و الشتائم بين يدي كل فريق لتيئيس الآخر من كل ود.
ولله نشكوا هذا البلاء و نسأله تعالى الهداية و الثبات لناو لجميع المسلمين و أستغفره لي و لكم ولكل المؤمنين.
و الحمدلله رب العلمين .
منقولة.
الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على رسول الله محمد و على آله و صحابته أجمعين و بعد:
يقول تعالى :{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب} وقال تعالى:{ لا يغتب بعضكم بعضاأيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}
و الغيبة من أكبر المعاصي عند الله تعالى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الربا ثلاثة و سبعون بابا أيسرها أن ينكح الرجل أمه , و إن أربى الربا عرض الرجل المسلم.
و لقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:"ذكرك أخاك بما يكره" قيل فإن كان فيه فقال"إن كان فيه ما تقول فقد إغتبته و إن لم يكن فيه فقد بهته"
وفي القرن الثاني والثالث و الرابع الهجري جرى تدوين علم سمي بالجرح و التعديل , وهذا العلم كان يتناول الترجمة و التعريف بكل من ذكر في أسانيد الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا العلم كان من إختصاص عدد قليل من العلماء عرفت لهم (الأمة مجتمعة ) الفضل , ثم كان لهذا العلم أصول و قواعد تستهدف ضبطه و تقييده بأهدافه, و هي تتلخص في "بيان حال الرواة, وتصنيفهم بشكل يبين درجة الثقة الممنوحة في ما رووا من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , وهذه هي الغاية الوحيدة التي نشأ هذا العلم لأجلها.
وهذا العلم في حقيقته نوع من أنواع "الغيـــــبة", و لكن إجتمعت الأمة على جوازه لكونه ضروريا لحفظ أول الأولويات التي جاءت الشريعة بحفظها و هي الدين , لأن السنة هي البيان الموحى من الله لنبيه ليبين به كتاب الله للناس .
و لكون علم الجرح والتعديل غيبة و إستبيحت لضرورة, إقتصر إستعماله على الضرورة التي أبيح من أجلها فقط.
لذلك ترى أن الجرح تحديدا (وهو ما يكره المسلم أن يذكر به) إقتصر على رواة الحديث و لم يتعداه لغيرهم, ثم إن الحفاظ رحمهم الله لم يجرحوا أحدا (من الرواة) إلا بثلاث أساسيات :
-----------أولا سوء الحفظ و طريقة التلقي و التلقين .
ـــــــــــــــــ ثانيا: الكذب المتعمد.
ـــــــــــــــــثالثا: الغــــــــــــلاة من أهل الأهواء.
فلقد روى أئمة الحديث الكبار عن كثير من أهل الأهواء كأصحاب الكلام و الخوارج و الشيعة غير الغلاة.
وهذا العلم إستكمل تدوينه و فلم يتناول العلـــمــاء أحدا بجرح أو تعديل(بإسم هذا العلم) منذ ذلك الوقت الذي إنتهى فيه تدوين الحديث .
و مثلما بدأ هذا العلم بإجماع و إقرار من عموم الأمة أغلق و خفظت مدوناته للباحثين فقط , و أيضا بإجماع و إقرار عموم الأمة.
إلى أن جاءتنا أيام المحن و المصائب والفتن و التلاعب بدين الله , و ظهر ثلة من مدعي العلم و القوامة على الأمة و علمائها و دعاتها, و راحوا يخوضون في لحوم المسلمين و يشنون عليهم الحملات من السب والتشهير , والرمي بأنواع التهم القبيحة , و ضحكوا على من لا علم عنده- سوى قشور و مسميات لا دلالات لها- بإسم الجرح و التعديل .
فهذا قام على كل من تكلم عن الحكام أيا كانوا (ولو منتقدا فقط) فأعلن أنه مبتدع و أنه لا بد أن يحارب و يهجر و يحذر منه , و سعى في أعراض المسلمين يشهر بهم و يتهمهم بالخروج و البدعة و الفسق و الجهل إلخ
ونسي أنه ليس قاضيا و أنه لا سلطة له على أحد و أنه ليس و صيا على المسلمين , و أن المسلم عليه أن يعتبر المسلم أخاه في المقام الأول ,و أن عليه أن ينصحه إن رأى أنه قد وقع في ما يغضب الله من الذنوب ,فيسعى إليه ناصحا (متوددا) محسنا به الظن ,و يبدأه بالإستفهام عن علة مارأى مما أنكر فلعله قد فهم خطا, ثم إن سمع منه ما لايقبله الشرع نصح له نصيحة المشفق على أخيه الطالب له النجاة بصدق من مغبة الوقوع في سخط الله,وذلك بإلتزامه آداب النصيحة, من السرية و اللين في القول و البيان الصحيح و سواها من آداب النصيحة اللازمة,
و أن يبتغي في نفسه وجه الله و أن يدعو له في سره بالهداية و السداد!!!, لا أن يشهر به و أن يسبه (ولو كان صادقا في ما رماه به) لأن هذا غيبة فكيف إن بدأه به دون تبين, و لعله يكون قد فهم خطأ, فيكون ممن رمى أخاه بالبهتان.
و الآخر أعجبه على ما يبدو ما بدأه الأول لما بدا فيه من سرعة و قوة في إستمالة الدهماء (التي تحب الخوض في القيل و القال) فدعا جماعته لتأسيس مجمع للجرح و التعديل فكل من لم يرى رأيه ( الأعوج) صنفه تصنيفا مناسبا , مرجيء, (ويا سبحان الله,موظف حكومة), شبه معمم جاهل,سعودي؟؟؟, أرأيتي, إخواني , وغيرها .
ومما لا يخفى على كل ذي نظر خطورة هذه الأساليب , فهي تفتح باب البغضاء و السب والغيبة في حق العلماء خاصة, فما بالك بالعامة؟,ثم هي تلحق أكبر الضرر بضحايا هذه التصنيفات وتو قعهم في حفر اللمز و التنابز , فكما هو معلوم أن العامة تذكر الألقاب أكثر من الأسماء .
و ترى هذين الساعيين في الأرض فسادا يقفان على طرفي نقيض في ترتيب خبيث خبيث يهدف :لشطر الأمة و دعاة هذه الصحوة المباركةـ التي أقضت مضجع الطغاة أسياد الأول ,و مضاجع الصلييبين الذين يؤوون الثاني ـ إلى فريقين متناحرين, متعاديين ,منشغلين ببعضهما(يقتلون أهل الإيمان و يذرون أهل الأوثان), و يهدف هذا الأسلوب إلىأن يقطع كل سبيل بين الفريقين للتفاهم و التحاور ,بتقديم السباب و الشتائم بين يدي كل فريق لتيئيس الآخر من كل ود.
ولله نشكوا هذا البلاء و نسأله تعالى الهداية و الثبات لناو لجميع المسلمين و أستغفره لي و لكم ولكل المؤمنين.
و الحمدلله رب العلمين .
منقولة.
من مواضيعي
0 ما هو الشيء الذي لا يعلمه اله
0 النفس النفس النفس الأمارة بالسوء
0 قواعد ذهبية في الخلاف
0 الجرح و التعديل
0 أقوال العلماء في الاختلاف :-
0 إذا لم يكن لك صدقة جاريه بعد موتك .. فأحرص أن لا يكون لك ذنب جاري !!
0 النفس النفس النفس الأمارة بالسوء
0 قواعد ذهبية في الخلاف
0 الجرح و التعديل
0 أقوال العلماء في الاختلاف :-
0 إذا لم يكن لك صدقة جاريه بعد موتك .. فأحرص أن لا يكون لك ذنب جاري !!