تسجيل الدخول

بن دريس أحمد باحث و إعلامي
ستكون الجزائر خلال الأيام المقبلة على موعد مع الإنتخابات التشريعية لتجديد الغرفة الأولى للبرلمان"المجلس الشعبي الوطني"،والأكيد أن التحضير لهذه الإستحقاقات بدأت على أعلى المستويات وهذا بتحديد التاريخ واستدعاء الهيئة الإنتخابية ،من جهتها الفعاليات السياسية من أحزاب وتنظيمات جماهيرية ومؤسسات وطنية بدأت في رص الصفوف قبل الآوان والبحث عن افضل السبل للحصول على اكبر قدر ممكن من المقاعد وبالتالي حصد الكثير من الأصوات .
وتلعب وسائل الإعلام بمختلف أنواعها مرئية سمعية مكتوبة في كل هذه العملية دورا أساسيا بارزا خاصة حينما تعتبر هذه الوسائل العين التي يرى بها الشعب مايحدث ،فدور وسائل الإعلام في هذه المرحلة هو دور الرقيب أو الحارس وكما يقول الدكتورعبد الله بوجلال "أن وسائل الإتصال تضطلع بدور الحارس وهي مهمة وضعها رجال الإجتماع بأنها استطلاع للبيئة فالوسائل هي عيوننا وآذاننا إنها تراقب عالمنا الذي تجاوز اليوم بكثير حدود الكرة الأرضية نفسها ،ومتى استبقت الأنباء والمعلومات أتت بها إلينا على عتبة الدار أو في غرفة المعيشة (1) .
لكن دور الحارس اليوم تم تجاوزه في الأدبيات الغربية والتي تعتمد على البناء الديمقراطي للمؤسسات وتعتمد حرية التعبير والصحافة ،فمنذ سنوات في الولايات المتحدة تم العمل على بحث الدور الذي بالإمكان أن تلعبه وسائل الإعلام على خلاف دور الحارس أو "كلب الحراسة" الذي يكتفي بنقل المعلومات والوقائع وتغطية الأحداث كما هي ،الدورالجديد الذي يتم العمل على تجسيده هو دور"حارس التوجيه" أو"الموجه "أوبمعنى بحث مدى إمكانية إيجاد صحافة لاتقتصرمهمتها على تزويد الناس بالأنباء والمعلومات فقط ،بل وأيضا تساعدهم على القيام بواجباتهم كمواطنين وتحرضهم على التفاعل والمشاركة وتحمل المسؤولية في معالجة المشاكل الوطنية أي أنها كما تقول الدكتورة فيرجينا وايتهاوس"لاتضع الناس في مقاعد المشاهدين بل في دور المشتركين".
فكيف بإمكان وسائل الإعلام الجزائرية من تلفزيون وإذاعة وصحف أن تشارك في الإستحقاقات المقبلة بإيجابية ؟ ماهي الإمكانيات المتاحة أمام وسائل الإعلام الجزائرية لأداء جيد خلال مرحلة التحضير لهذه الإنتخابات ؟ ماهي القيم والأخلاقيات التي يجب التحلي بها من قبل رجال الإعلام (المرسل) خلال تغطية الأحداث المرتبطة بالتشريعيات ؟...