التغييـر ...ومعـوقاته
19-03-2011, 06:37 PM
لاشك أن الشعوب العربية ، تمر هذه الأيام بمرحلة إنتقالية عسيرة ، قد تضفي إلى إحداث تغييرات جذرية في التركيبة المجتمعية لهذه الشعوب وعلى رأسها التغييرات السياسية ، مما أن التغييرقد أصبح ضرورة حتمية ، مهما كانت المعوقات والتضحيات
إن أي محاولة تغيير في التركيبة النمطية لنظام الحياة المجتمعية ، لايكتب لها النجاح إلا إذا تهيأت لها جملة من العوامل الضرورية كأسباب حتمية لإحداث حركة التغييرالمطلوبة ، من أهم هذه العوامل :
1 ـ العامل المادي :إن الضروف المعيشية والأقتصادية في أي مجتمع قد تلعب الدور الأساسي والحاسم في إستقرارالمجتمع أو إنفجاره ، وخاصة إذا بلغت الفوارق الإجتماعية مستوى متوحشا ، يظهرالأقلية المتنفذة في المجتمع في أعلى مستويات الترف والبذخ ، ويظهر الأغلبية في أدنى مستويات الفقر والعوز والحاجة .
2 ـ العامل الثقافي: إنه وبقدرإرتفاع المستوى الفكري والثقافي وانتشاره في أوساط الطبقات الإجتماعية ، تزداد حركة التجاذب التنافر بين أفراد المجتمع ، مما يؤدي إلى تبلور توجهات فكرية وثقافية متعددة ، تخلق في المجتمع دينامية وحركية تفاعلية ، تؤدي في النهاية إلى نوع من التنافس الثقافي البناء والإيجابي داخل المجتمع .
3 ـ العامل السياسي : إن نمط الحكم السياسي السائد في المجتمع ، إما إن يكون عامل إستقرار، إذا كان منبثقا من إرادة الشعب واختياره ، أو عامل إنفجارإذا كان مستبدا بالحكم ومتسلطا على الشعب .
4 ـ العامل الوطني : إن الشعور بالمواطنة من أهم العوامل الدافعة إلى التغيير ، وذلك لما لهذا الحس الوطني من أثر دافع إلى التذمرمن كل ما يمس بقدسية الوطن ومصلحة المواطن والإستجابة إلى أي نداء من أجل إحداث التغيير الذي يحقق أمن الوطن والمواطن ن وما ثورات الشعوب إلا دليل غلىذلك .
لكن ما الذي يعيق التغيير في المجتمعات ؟
إن أهم عائق يقف في وجه أي تغيير يسعى إليه المجتمع هو العائق السياسي ، الذي تمثل فيه الرغبة في المحافظة على الإمتيازات ، التي يوفرها البقاء في الحكم والإستمرار فيه ، وهذا ما يدفع بأي نظام سياسي حاكم إلى إستخدام كل الوسائل التي يتيحها له وجوده في الحكم ،من أجل البقاء والإستمرار في الحكم ، مهما كان الثمن ، حتى ولو أدى ذلك إلى دمارشامل للبلاد والعباد ، ولعل ما نراه يحدث اليوم في عالمنا العربي يغني عن أي برهنة أو تدليل .