هل يتوقع البشر أن يبقى الاستعمار في القرن 21؟
22-12-2007, 07:37 PM
وإن تعجب فعجب من أن تبقى جذور الاستعمار القديم، في أرض يعلم أنها ليست له، وليست من خريطة جغرافيته، فهذه إسبانيا تتمسك بجذورها الاستعمارية الكريهة، وتقدم على تذكير الناس بها في هذا القرن الذي أصبح الناس على وعي بحقوق الإنسان، وحقوق الشعوب في أرضها، وإن تقادم استعمارها، ومرت القرون على احتلالها ظلما وعدوانا.
إن البحر يفصل بين أراضي إسبانيا وأراضي المغرب في سبتة ومليلية، فهي أرض عريقة في مغربيتها، منذ قرون وقرون، وادعاء إسبانيا أنها تابعة لها جنون وأي جنون، وخروج عن منطق الجغرافيا ومنطق التاريخ؛ وإذا كانت البرتغال هي التي تخلت عنها لإسبانيا، فكيف يهب أرضا من لا يملكها؟ وهل يصح في القانون البشري أن يُوهَب المغتصَب، أو أن يُملك ما أخذ اغتصابا وعدوانا؟
إنما زيارة ملك إسبانيا لسبتة ومليلية، تذكير ببشاعة الاستعمار، وإثارة لمشاعر المغاربة، واستفزاز لها، واعتداء على حق الجوار، وآذان بالحرب، ودق لطبولها.
لا يريد الغرب أن يتخلّى عن نزعته العدوانية الاستعمارية، واستكباره، وإقباله على الصراع، فهاهي أمريكا وحلفاؤها يستعمرون العراق، وأفغانستان، وهاهي إثيوبيا تحتل أرض الصومال، ومن قبل ذلك احتلال إسرائيل للأرض المقدسة، بمساعدة الغرب، وتأييده بالمال، والسلاح، إلى اليوم. إنه استعمار يتخذ لنفسه ألوانا، ويلبس لكل قرن لبوسا، ويضع مبررات لا قانون لها، إلا قانون القوة والغطرسة، وحب الغلبة، والاستيلاء على أراضي الأمم، وخيراتها، والتحكم في مصائرها، وإعاقتها عن التقدم والتطور.
ومن ألوان هذا الاستعمار، خطف أطفال المسلمين، الذي يشاهده الناس جميعا هذه الأيام وينكرونه لفظاعته، وبشاعته، خطف الأطفال، من التشاد والسودان، لبيعهم كالعبيد، وربما ذبحوهم واستعملوا أعضاءهم لعلاج المرضى في فرنسا، بغرسها في أجسامهم.
ويأتي الرئيس الفرنسي لأخذ هؤلاء المختطفين، والدفاع عنهم، وأنهم مهما فعلوا سيأتي بهم، إنها مهزلة، وأية مهزلة، أن يصرّح للناس أنه سيأخذهم ليحاكموا في فرنسا، مهما كانت جرائمهم، كأن دولة التشاد، ودولة السودان، لا وجود لهما في الجغرافيا الإفريقية، وكأنّ هؤلاء الأطفال حيوانات لا كرامة لهم، ولا ينتسبون إلى النوع البشري، فيبيحون لأنفسهم أن يجروا عليهم التجارب، وأبحاثهم في الخلايا، كما يجرونها على الفئران، والكلاب، والخنازير، لمداواة الكسيح منهم.
جمعية ترتكب المناكر
إن هذا المنكر الذي ترتكبه جمعية فرنسية، فتكذب على أهالي هؤلاء الأطفال، بأنها تأخذهم لتعليمهم القرآن، واللغة العربية، كما سمعنا من هؤلاء الأهالي في مقابلة لهم أجرتها قناة الجزيرة، وزعمت هذه الجمعية أنهم يتامى لا أولياء لهم، وأنهم ضائعون مشردون في الأرض، إنها لجمعية كذوب، تخدع هؤلاء الناس، وتحتال عليهم، وتسلك طرق تجار الرقيق.
جمعية انسلخ أعضاؤها من كل قيمة أخلاقية، وانتزع منهم كل ضمير إنساني، فأصبح الأطفال عندهم بضاعة، وخطف الأطفال تجارة، فيا لها من خسارة في هذه الحضارة، حضارة القرن الواحد والعشرين، وثقافته، انحطت قيمة الإنسان فيها، وسفلت كرامته، إنه الإنسان غير الغربي، إنسان السودان، والتشاد، والصومال، والعراق، وفلسطين، وليس إنسان أمريكا، وفرنسا، أو إسبانيا أو، أو...
وأغرب من ذلك أن يسكت المسلمون على هذا الإجرام الذي يحل بإخوانهم، وهذا السّبي الذي كان يقع في القرون الأولى، سبي الأطفال، والنساء، وبيعهم في الأسواق.
ما هذا الصمت؟
كما سكتت منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، عن زيارة ملك إسبانيا للمدينتين المغربيتين، والمغرب عضو في هاتين المنظمتين! إن هذا لهوان وسوء تقدير، وتفريط في حق شعب من الشعوب الإسلامية العربية، وتركه وحيدا أمام غطرسة ملك إسبانيا، الذي يقف من خلفه الاتحاد الأوربي، كما أيده في حادثة جزيرة ليلى من قبل.
فأين الغيرة على الأوطان؟ وأين الغيرة على الأطفال؟ وأين المنظمات المدنية التي تحمي الأطفال والأمهات، شرقا وغربا، وأين جمعيات حقوق الإنسان؟
التنصير وجد ضحاياه
إن المنصّرين من البروتستانت والكاثوليك، وغيرهم قد أخذوا العُدة، وجمعوا الأموال، وحشدوا ما يمكن حشده من وسائل الإغراء، لتنصير أبناء المسلمين في أفغانستان، كما فعل اليابانيون وغيرهم، وفي العراق، وها نحن اليوم نراهم يسبون أطفال السودان وتشاد، أطفال إفريقيا، لا يجدون من يصدّهم عن هذا الظلم، ولا من يردعهم عن هذا العدوان، لا يجدون إلا من يساعدهم على تسريح هؤلاء المجرمين، وإعادتهم إلى بلدانهم بكل سهولة ويسر، فيا له من خذلان وهوان، للأهل والولدان، وتضييع للأوطان! إن هذا الضعف هو الذي أجرأهم علينا، وهذا الهوان هو الذي جعلهم يقدمون على هذه الجرائم ويستبيحون حرمة الإنسان، وكرامة الأوطان.
لقد ضاع تضامن الأمة، وغاب تآزرها، فسهل على الأعداء هضم حقوقها، والاستهانة بكرامتها.
إن البحر يفصل بين أراضي إسبانيا وأراضي المغرب في سبتة ومليلية، فهي أرض عريقة في مغربيتها، منذ قرون وقرون، وادعاء إسبانيا أنها تابعة لها جنون وأي جنون، وخروج عن منطق الجغرافيا ومنطق التاريخ؛ وإذا كانت البرتغال هي التي تخلت عنها لإسبانيا، فكيف يهب أرضا من لا يملكها؟ وهل يصح في القانون البشري أن يُوهَب المغتصَب، أو أن يُملك ما أخذ اغتصابا وعدوانا؟
إنما زيارة ملك إسبانيا لسبتة ومليلية، تذكير ببشاعة الاستعمار، وإثارة لمشاعر المغاربة، واستفزاز لها، واعتداء على حق الجوار، وآذان بالحرب، ودق لطبولها.
لا يريد الغرب أن يتخلّى عن نزعته العدوانية الاستعمارية، واستكباره، وإقباله على الصراع، فهاهي أمريكا وحلفاؤها يستعمرون العراق، وأفغانستان، وهاهي إثيوبيا تحتل أرض الصومال، ومن قبل ذلك احتلال إسرائيل للأرض المقدسة، بمساعدة الغرب، وتأييده بالمال، والسلاح، إلى اليوم. إنه استعمار يتخذ لنفسه ألوانا، ويلبس لكل قرن لبوسا، ويضع مبررات لا قانون لها، إلا قانون القوة والغطرسة، وحب الغلبة، والاستيلاء على أراضي الأمم، وخيراتها، والتحكم في مصائرها، وإعاقتها عن التقدم والتطور.
ومن ألوان هذا الاستعمار، خطف أطفال المسلمين، الذي يشاهده الناس جميعا هذه الأيام وينكرونه لفظاعته، وبشاعته، خطف الأطفال، من التشاد والسودان، لبيعهم كالعبيد، وربما ذبحوهم واستعملوا أعضاءهم لعلاج المرضى في فرنسا، بغرسها في أجسامهم.
ويأتي الرئيس الفرنسي لأخذ هؤلاء المختطفين، والدفاع عنهم، وأنهم مهما فعلوا سيأتي بهم، إنها مهزلة، وأية مهزلة، أن يصرّح للناس أنه سيأخذهم ليحاكموا في فرنسا، مهما كانت جرائمهم، كأن دولة التشاد، ودولة السودان، لا وجود لهما في الجغرافيا الإفريقية، وكأنّ هؤلاء الأطفال حيوانات لا كرامة لهم، ولا ينتسبون إلى النوع البشري، فيبيحون لأنفسهم أن يجروا عليهم التجارب، وأبحاثهم في الخلايا، كما يجرونها على الفئران، والكلاب، والخنازير، لمداواة الكسيح منهم.
جمعية ترتكب المناكر
إن هذا المنكر الذي ترتكبه جمعية فرنسية، فتكذب على أهالي هؤلاء الأطفال، بأنها تأخذهم لتعليمهم القرآن، واللغة العربية، كما سمعنا من هؤلاء الأهالي في مقابلة لهم أجرتها قناة الجزيرة، وزعمت هذه الجمعية أنهم يتامى لا أولياء لهم، وأنهم ضائعون مشردون في الأرض، إنها لجمعية كذوب، تخدع هؤلاء الناس، وتحتال عليهم، وتسلك طرق تجار الرقيق.
جمعية انسلخ أعضاؤها من كل قيمة أخلاقية، وانتزع منهم كل ضمير إنساني، فأصبح الأطفال عندهم بضاعة، وخطف الأطفال تجارة، فيا لها من خسارة في هذه الحضارة، حضارة القرن الواحد والعشرين، وثقافته، انحطت قيمة الإنسان فيها، وسفلت كرامته، إنه الإنسان غير الغربي، إنسان السودان، والتشاد، والصومال، والعراق، وفلسطين، وليس إنسان أمريكا، وفرنسا، أو إسبانيا أو، أو...
وأغرب من ذلك أن يسكت المسلمون على هذا الإجرام الذي يحل بإخوانهم، وهذا السّبي الذي كان يقع في القرون الأولى، سبي الأطفال، والنساء، وبيعهم في الأسواق.
ما هذا الصمت؟
كما سكتت منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، عن زيارة ملك إسبانيا للمدينتين المغربيتين، والمغرب عضو في هاتين المنظمتين! إن هذا لهوان وسوء تقدير، وتفريط في حق شعب من الشعوب الإسلامية العربية، وتركه وحيدا أمام غطرسة ملك إسبانيا، الذي يقف من خلفه الاتحاد الأوربي، كما أيده في حادثة جزيرة ليلى من قبل.
فأين الغيرة على الأوطان؟ وأين الغيرة على الأطفال؟ وأين المنظمات المدنية التي تحمي الأطفال والأمهات، شرقا وغربا، وأين جمعيات حقوق الإنسان؟
التنصير وجد ضحاياه
إن المنصّرين من البروتستانت والكاثوليك، وغيرهم قد أخذوا العُدة، وجمعوا الأموال، وحشدوا ما يمكن حشده من وسائل الإغراء، لتنصير أبناء المسلمين في أفغانستان، كما فعل اليابانيون وغيرهم، وفي العراق، وها نحن اليوم نراهم يسبون أطفال السودان وتشاد، أطفال إفريقيا، لا يجدون من يصدّهم عن هذا الظلم، ولا من يردعهم عن هذا العدوان، لا يجدون إلا من يساعدهم على تسريح هؤلاء المجرمين، وإعادتهم إلى بلدانهم بكل سهولة ويسر، فيا له من خذلان وهوان، للأهل والولدان، وتضييع للأوطان! إن هذا الضعف هو الذي أجرأهم علينا، وهذا الهوان هو الذي جعلهم يقدمون على هذه الجرائم ويستبيحون حرمة الإنسان، وكرامة الأوطان.
لقد ضاع تضامن الأمة، وغاب تآزرها، فسهل على الأعداء هضم حقوقها، والاستهانة بكرامتها.
من مواضيعي
0 دارفور سكيكدة وكاننا لاجئين من دارفور
0 اعلان
0 هل يتوقع البشر أن يبقى الاستعمار في القرن 21؟
0 11 ديسمبر: مآثر الجهاد ومناكر الإرهاب!
0 ما موقفكم من الجزيرة
0 قناة الجزيرة قناة مشبوهة بل اكثر من دالك
0 اعلان
0 هل يتوقع البشر أن يبقى الاستعمار في القرن 21؟
0 11 ديسمبر: مآثر الجهاد ومناكر الإرهاب!
0 ما موقفكم من الجزيرة
0 قناة الجزيرة قناة مشبوهة بل اكثر من دالك