تسجيل الدخول

الحديقة الشّروقية ..

هي واحة للرّاحة والاسترخاء ..
هي مكان للاختباء بين الأشجار ...
هي منفى للأقلام المتمرّدة ......
هي مرسى للهاربين من بحور الشّعر.....


ولتكن كذلك بكم وبجديدكم

فلزرعها ولنعتني بها ......حتّى تشرق مع شروق شمسها أعمارنا

وتزدهر بزهورها أوطاننا ..وتثمر بثمارها أرواحنا

..........


جلست وجلست معي أحزاني ، جلسنا طويلا وحلّ الغروب محملا بنور ه الدافئ

هممت بالرّحيل فليس علي المبيت ها هنا قلتها في نفسي ...

لكن شيئا ما شدّني وعبيرا أنعسني فنمت تحت أغصان شجرة عظيمة

أفترش الربيع الزاهي وألتحف وروده النّدية

نمت يومها نومة هنية وكأنني رضيعة وطلفة وديعة

تاهت خطاها ولمّا أحسّت منهم الغدر وعانقها الخوف ...

بكت وطال نحيبها ...اقترب منها عصفور صغير يلتقط الحبّ الذّي نثرته هناك ...طأطأ رأسه مراّت

ورفعه أخرى نظر اليها بزاوية عينه العسلية ...وكانت نظرة عتاب وكانت نظرة حزن ......وكانت نظرة تساؤل؟؟؟

قالت له :أهلا بك صغيري ...أوتدري لقد مات أبي ......تركني وحيدة وسافر بغير وداع ترك عصاه ....

ترك سبحته وترك لي الكثير من الحزن والألم والنّدم ......أتراه مات راض عنّي ؟؟أتراه سامحني ؟؟

التقط العصفور بقايا قش بمنقاره وطار بعيدا........

أنت كذلك أب حنون يا عصفوري تبني عشّا دافئا لصغار سيرحلون مثلما رحلنا عن عشّنا الدّافئ

طرنا بغير أجنحة ..ولا حنين للعودة ولا كلمة شكر ولا قبلة عطف .......

قلبه كان معلّقا ...لا هو بكى واستراح ولاشتكى وأراح تساؤلاتنا عن نظرة الحزن الأبدية ......

أجل مات أبي وورثت عنه تلك النّظرة وورّثني تلك الحسرة .......

عد الي يا عصفوري سأبني لك عشاّ في حديقتي الخلفية وعندما يغادر صغارك وتبقى وحيدا

عد ستجدني ...هنا في نفس المكان مع بقايا الذّكريات ....عد لأحكي لك ولتسمعني في صمت ...

فكم أهوى الصّمت الذّي يولّد بركانا من الدّموع .....عد فمازلت أنتظرك في حديقتي الخلفية .

شكرا لك على الحديقة الجميلة

فكم أهوى الصّمت الذّي يولّد بركانا من الدّموع .....عد فمازلت أنتظرك في حديقتي الخلفية .

عاشقة البحر


أحبّه ويأسرني موجه ....لا ليسا صيفا فهو أصلا يكره الصّيف ففي حرّه يدنّس طهره ...وينجّس ماؤه
وتتعفّن رماله .....

أعشقه حين يكون الموج عاليا والريّح عاتية .....

جلست على شاطئي الحزين أقلّب صفحات الرّمال وأبحث بين حباّتها عن همس ودموع ...راقني المنظر وأنعشني هواء محملا بنفس البحر وتنهيداته الطّويلة

كانت رمال مبلّلة بزبد موج البحر ودموع الحيارى ...دغدغت قدمي بعض من زخّاتها فابتسمت بداخلي طفلة حبيسة عشقت البحر ولم يلامس ماؤه المالح عذوبتها ...كتبت بعضا من كلمات على رمالي المبلّلة ورسمت خطوطا متقاطعة ومتقابلة لم أفهم طلاسيمها لكنّها تريحني برسمها

أتت موجة عاتية وابتلعت ماكتبت ..وصرخت الأخرى بي أحذرك من الكتابة على شاطئنا الجميل ...نحن الأمواج نطهر أعماق البحر من كل شيئ مشين
وحتّى الشاطئ لن يسلم من مدّنا ...قلت لما ؟؟؟لما الكتابة على الرّمال ضرب من الخيال ؟؟؟

همست موجة رقيقة بمسمعي لقد كتب علينا أن نظل نبلع ونلفظ ...حتّى خطى الزّمن هنا نمحوها ،اذا أردت الكتابة وتخليد اسمك فأكتبي هناك على تلك الصّخرة واحفري اسمك على قمّتها ،فالصّخر مرآت التّاريخ وقاموس القرون الغابرة ...

آه ..تلك الصّخرة في الوسط صخرة الموت أعرفها جيّدا فقد مات ابن عمّي من فوقها ،وأعاد على سفحها جزر البحر ومدّه بقايا ابن قريتنا الّذي ذهب مهاجرا وترك وطنه مغاضبا ...

أقول لك أيّها البحر بموجك وشاطئك ورماله انّي راحلة من أرضك........ولن أكتب لا هنا ولا هناك ..وداعا

هممت بالرّحيل فشممت عطرا نسرينيا ورأيت بياضا من بعيد يتلألأ .....
نادت أيا أمل تعالي هنا معنا أكتبي وخلّدي اسمك فكلنا شوق للرّبيع

موضوع رائع بارك الله فيك

بكت لبكائي ورودي الذّابلة ...وانحنت أغصان أشجاري خجلا من دمعي

أيا أبي كلّ شيئ يذكّرني بك ..

التّربة البنّية كانت صديقك يديك وطهورا لك ..
أيا أبي ..عاتبة عليك لماذا سفرك كان بغيروداع ..

أيا أبي أبك على صمتك الأزلي ..

عاتبة على حضور بلا وجود وعلى حياة بلانبض

لست أسامح نفسي ..أعذّبها وأعذّبهم فيني

أهملت حديقتي فنادتني زهور الخوخ والمشمش :

كان والدك يحبّنا يعتني بنا ...تعالي الى أحضاننا

كان الرّبيع أملي وزهوره رحيقي ...صارخريفا بدونك ...

عاتبة على كلّ شيئ ..شاكية من كلّ شيئ ..

أيا أبي حياتي جحيم أصلاه في صمت ..

خالتي أمل الربيع اشتقناك و بوحكـ كثيرا

وانسيابكـ بين الزهور في هذه الواحة الغناء

مودتي

ما أروع حديقتك الخلفيّة!
و ما أبهى جمالها!
ساحرة هي سحرت ألبابنا و نبضت لرؤيتها أفئدتنا
نبضات شوق و حبّ و حنين
يا زهرة فاح عطرها و عبّق المكان
متابعة بإعجاب
قبلاتي

خمس من الشّهور عدّها أبي عدّا ..

كان ينظر الى عتبة الباب يرقب خطواتي
وجاءت متأخرّة ..مع جحافل المعزّين ..

لا نفعني من أخّرني عن زيارتك ولاشفع لي عذري ...

أياابي ماذا جال بخاطرك لحظة الاحتضار هل ناديتني ...؟؟

هل نطقتها محرّرتنا ...؟؟

قالوا لي مات لوحده ولم نشعر به ...؟؟؟

لا يا أبي أنا شعرت بك بكيت ليلتها وأرادت روحي أن ترفرف اليك

يا أبي أحسست بطعم الموت ليلتها ..؟؟

غاضب منّي ..أستاهل أكثر ؟؟ادرت وجهك حين الموت لجدار أصمّ ..

حتّى في موتك غضب وعتاب ...أستاهل أكثر ...