تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
" من الأولى:كلمة التوحيد أم توحيد الكلمة!!؟"
03-04-2013, 08:46 AM
" من الأولى:كلمة التوحيد أم توحيد الكلمة!!؟"
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أثناء تصفحي لمنتديات الشروق، صادفني عنوان جذاب هو:" السجن!.. لبعض العلماء!"،فأثار ذلك حفيظتي وتعجبي خاصة مع علامتي التعجب الواردتين معه!!، فقلت في نفسي:"لنلق نظرة على مضمون المقال حتى نعرف التهم التي استوجبت سجن هؤلاء العلماء؟"، فكانت هذه التعليقات على بعض ما ورد في مقال كاتبته وفقها الله، فنقول وبالله التوفيق:
قولك:{ السجن بمعية الأشغال الشاقة... للمتفقهين بالدين الذين ليست لهم لا فلسفة واضحة ولا عقيدة صحيحة، وكل ما عندهم هو شعوذة ودروشة وولاء للسلطة التي يدورون في فلكها... يفهمون الدين حسب أهوائهم ورغباتهم لا كما يريده الله لعباده.}
التعليق:"الجمع بين الفلسفة والعقيدة الصحيحة غير مقبول، لأن مسائل العقائد هي في مجملها مسائل غيبية يستحيل على العقل البشري إدراكها بمعزل عن الوحي،لأنها تتعلق في الغالب بالله تعالى وأسمائه وصفاته والملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر،وكل ذلك من عالم الغيب، وليس من عالم الشهادة المحسوس حتى يمكن للعقل تصوره و إصدار الأحكام عليه، والقاعدة تقول:"الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، لذلك انحرف من انحرف في العقيدة من علماء المسلمين: لما تكلم وألف في العقائد على طريقة أهل الكلام والفلسفة،وكثير من هؤلاء ندم في آخر حياته لما ترك الكتاب والسنة واشتغل بالفلسفة،و من أشهر هؤلاء: "الشهرستاني،أبو حامد الغزالي، الجويني،الرازي،ابن رشد"وغيرهم، وليس هذا محل بسط أقوالهم،ولا يفهم من كلامي السابق إلغاء العقل كلية،بل ينبغي احترامه بتوظيفه فيما خلق له،ومن ذلك:التفكير فيما يصلح الحياة من أمور المعاش،وكذا التفكر في آيات الله لا في ذات الله،قال أحد الحكماء: :"كل ما خطر ببالك، فالله خلاف ذلك".
أما قولك:{ وكل ما عندهم هو شعوذة ودروشة وولاء للسلطة التي يدورون في فلكها}.
التعليق:" نوافقك على طول الخط في نقدك لفقهاء الشعوذة والدروشة الدائرين في فلك السلطة، لكن هذا لا يمنع من وجود علماء بعيدين عن الدروشة والشعوذة ينصحون للحاكم بما يصلح شؤون الرعية،وليس مطلوبا منهم أن يستجيب الحاكم لكل توجيهاتهم، [وما على الرسول إلا البلاغ المبين]،[والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم].
قولك:{ يريدون أن يرسخوا فهمهم في أذهان البسطاء عن طريق المحافل والفضائيات.}.
التعليق:" إذا كان العلماء ممن يوثق في دينهم وأمانتهم،ويرجعون في استنباطاتهم إلى الكتاب والسنة وفهم الصحابة،فيجب على البسطاء إتباعهم لأن ذلك أمر الله تعالى إذ يقول:[فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون]،وأهل الذكر هم:العلماء العاملون،وقال تعالى أيضا:[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)].
قال أهل التفسير:"الذين يستنبطونه هم:"العلماء".
قولك:{ هؤلاء الإبتعاديون الهاربون يعرفون الخطر والأخطر ولا يعرفون المهم والأهم... يرفضون كل حركة ذاتية ليكرسوا الحركة الاتباعية والموت البطيء... يزرعون نزاع وطني جماعي وفئوي فردي في نفس الوقت... وكأن الفرد لا يمكن أن يكون صالحا دون بهتانهم؟ إن هؤلاء اختاروا التحجر و البقاء هناك... وتوقف الزمن عندهم، في فكر علماء أبدعوا وأسسوا وخدشوا وجه الزمن الرديء في عصورهم . ولأن هؤلاء الانهزاميين عجزوا عن الإضافة والإبداع، فقدوا الثقة بأنفسهم وبغيرهم.}.
التعليق:" كلامك هنا فيه كثير من الرمزية والتعميم وعدم تسمية الأشياء بمسمياتها، ومن الأسباب الموجبة للأخطاء في النقد والتحليل:"تعميم الأحكام وتعويمها!"،وكما يقال:"الشيطان يسكن في التفاصيل"، نوافقك في حكمك السابق إذا قصدت به:"علماء الشعوذة والدروشة"،أما إذا كان المراد:"العلماء الذين ينظرون إلى الواقع نظرة الفاحص المتأني الذي يقرأ الأمور جيدا،ويعلم عواقب كل قرار،ولا ينساق لرغبات الجماهير الهوجاء،ولا ينصح إلا بما يصلح شؤون الأمة ويحفظ أمنها ووحدتها،و يدعو الشعوب إلى الصبر وتحمل الأذى ،وعدم إثارة الفوضى بحجة التغيير وركوب موجة:"الربيع العربي!!؟" الذي أصبح:"خريفا بسحب داكنة، وشتاء برياح عاصفة!!؟"، فذلك الحكم خاطئ دون شك:إن كان المقصود بالنقد هذا الصنف من العلماء العقلاء، ف:"الفتنة إذا أقبلت أدركها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل!"،و"السعيد من وعظ بغيره!!؟". ولنا شواهد تاريخية،وأخرى حية تنبئ كل عاقل:"أن انظر أين تضع قدمك كي لا تساق إلى الهاوية!!؟".
قولك:{ ولعل في قصة سيدنا موسى وهارون لعبرة كبيرة، حيث أن هارون حرص على وحدة الأمة قبل التوحيد دون أن يخاف لومة أخيه موسى عليه السلام... لأنه رأى أن الوحدة فرض واجب مثل التوحيد... وهذا الموقف لا يعنى الفوضى. إنما يعنى سبق فقه الأولويات...}.
التعليق:":هل تستقيم وحدة أمة دون توحيد ربها!؟"،أعرف أن هذا المبدأ الخاطئ يتبناه كثير من منظري الفكر الإسلامي رغم أن الواقع قد أفهمهم مرارا وتكرار بأن: المسلمين لن توحدهم إلا راية التوحيد ،ولما أدرك العرب اليأس من توحدهم ذكروا مثلا سائرا يحفظه أكثرنا، وهو قولهم:"اتفق العرب على أن لا يتفقوا!!؟"، بل مر بهم زمن قالوا فيه: "اتفق العرب على أن لا يجتمعوا!!؟"، وتلك حقيقة ذكرها الرب جل وعلا في قوله:[ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ]، فالذي
يوحد القلوب هو التمسك بتوحيد علام الغيوب الذي يقول:[ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)]. ولو رجعت الكاتبة إلى تفسير العلماء المحققين لموقف سيدنا هارون مع موسى عليهما السلام و عباد العجل:لكان لها رأي مخالف لما أوردته هنا، وبيان ذلك كما يأتي:
من المعلوم أن"موسى"عليه السلام هو المرسل إلى بني إسرائيل ولفرعون وقومه لدعوة الجميع إلى التوحيد، قال تعالى:[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) ]،وهارون عليه السلام كان وزيرا وعضدا لموسى عليه السلام،وكان مشاركا له في الدعوة،قال تعالى:[وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا(35)]،وقال تعالى:[ وَاجْعَلْ
لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي(29) هَارُونَ أَخِي(30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) ]، فقد دعا الاثنان إلى التوحيد.
وقد أخطأ من زعم في آية:[ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي]:بأن هارون
عليه السلام قد:{ حرص على وحدة الأمة قبل التوحيد دون أن يخاف لومة أخيه موسى عليه السلام... لأنه رأى أن الوحدة فرض واجب مثل التوحيد}.
فإن هارون عليه السلام قد دعا قومه إلى التوحيد في غياب موسى عليه السلام، لكن القوم استضعفوه وكادوا أن يقتلوه، قال تعالى:[ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)]،وقال تعالى:[ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)]،وقد جاء في تفسير البغوي(5/290):" فاعتزلهم هارون في اثني عشر ألفا من الذين لم يعبدوا العجل"،وهذا ينسف تلك القاعدة الخاطئة الجائرة:(وحدة الأمة قبل التوحيد)،فهارون عليه السلام لم يكتف بدعوة عباد العجل إلى توحيد الله،بل أضاف إلى ذلك اعتزالهم!!؟، والاعتزال: نوع من المفاصلة والفرقة عن الطرف الآخر!!؟،مما ينافي ويناقض الوحدة،والذي دعا هارون عليه السلام إلى ترك اللحاق بموسى عليه السلام يوضحه قوله تعالى:[ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)].
فبعد أن دعاهم هارون عليه السلام للتوحيد،ونهاهم عن عبادة العجل ،وبلغ في ذلك مبلغا عظيما من الإنكار عليهم،حاولوا قتله:"لكفرهم وعنادهم"،عند ذلك رأى هارون عليه السلام اعتزالهم بمن معه من الموحدين حتى يرجع إليهم موسى عليه السلام،فكان هذا الموقف منه بعد أن دعاهم إلى التوحيد، واستنفذ جهده ونصحه، ولما لم يجد ذلك معهم نفعا:كف عن دعوتهم للتوحيد ثم اعتزلهم، فتركه لدعوتهم لم يصدر منه ابتداء، وإنما كان نتيجة لتعنت عباد العجل وتهديدهم له بالقتل، قال أحد أهل العلم في شرح موقف هارون عليه السلام ما يأتي:"... إنَّ هارون عليه السلام:إنما كف عن منع بني إسرائيل من عبادة العجل بعد أن بلغ في ذلك مبلغا عظيما،وخشي على الدعوة، وهو خليفة موسى عليهما السلام ، فلو أنه قتل، وليس فيهم موسى عليه السلام: لكانت آثار ذلك جدَّ فادحة على الدعوة، فأيقن بنور النبوة وحكمتها :أن الصبر عليهم وترك التصدي لهم، حتى يعود موسى عليه السلام:"أنفع وأعلى للدعوة وللأمة من الإقدام على التصدي والاستشهاد في سبيل الله"، فإن في الاستشهاد خيره وحده ، وهو إنما يريد الخير للأمة والدعوة ".
فكيف تصح الوحدة قبل التوحيد!!؟أيتها الكاتبة، والله تعالى يقول عن وحدة غير الموحدين:[تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى]. إن الوحدة الحقيقية هي في الاتحاد على التوحيد، وقد حذرنا الله تعالى من الاجتماع على غيره،لأن مآله حتما التفرق، قال تعالى:[ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) ]،بل إنه أمرنا بترك ود من لم يجتمع معنا على التوحيد،ولو كان أقرب الناس إلينا فقال تعالى:[ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)].
وليتأمل العاقل في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام،وقد قال لنا بشأنه ربنا تبارك وتعالى:[ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)]،ونطرح هنا سؤالا: هل حرص عليه الصلاة والسلام في دعوته على:"وحدة الكلمة أم على كلمة التوحيد!!!؟؟"، ألم تجتمع قريش يوما ،وقالت عنه عليه الصلاة والسلام:"انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه."،وقد عرضوا عليه أمورا دنيوية عظيمة إغراء له وحفاظا على جماعتهم،فقد ورد في كتاب:"فقه للسيرة" بتعليق الشيخ الألباني رحمه الله،وقال عنه:"حسن":(قام عتبة حتى جلس إلى رسول الله فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم: فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها، لعلك تقبل منا بعضها،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد أسمع،قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر: مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا: سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه)، فرفض عليه الصلاة والسلام منهم ذلك،وكان بإمكانه أن يقبل منهم عرضهم،فيولى ملكا عليهم،ثم يبدأ التغيير من الأعلى بعد أن استولى على كرسي الرئاسة!!؟،هذا المسلك الذي يتبناه وينتهجه كثير من منظري الحركات الإسلامية اليوم،قد تركه عليه الصلاة والسلام،وقد أثبت الواقع فشله،وإن كان قد حصل به نصر مؤقت،فإنما هو:"فقاعات صابون!"،كما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله لبعض الإسلاميين المنتشين بفوزهم بانتخابات برلمانية،وصدق رحمه الله في حدسه،حيث انفض جمع هؤلاء،وكسرت شوكتهم،وأشد من ذلك أدخلوا وطنهم في فتنة عمياء صماء بكماء لعقد من الزمن،وكان قد حذرهم ابتداء من مغبة صنيعهم ومخالفتهم لهدي نبيهم عليه الصلاة والسلام،ولكنها المراهقة السياسية التي خالفت الأسس الشرعية، فقادت أمة إلى الهاوية، والله المستعان.
وأذكر موقفا آخر من هديه عليه الصلاة والسلام في تقديمه:"كلمة التوحيد على توحيد الكلمة"، وذلك في أحلك الظروف، وأصعب المواقف في أثناء المعركة التي يكون فيها القائد أحوج إلى وحدة صفوف مقاتليه
لأن منازعتهم ومخالفتهم قد تؤدي إلى انشقاق الصفوف،وسريان الفشل بينهم،كما قال تعالى:[وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)]،ومع صعوبة الموقف وشدته إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين حذر بعض أصحابه حديثي العهد بالإسلام من الشرك بالله تعالى،فعن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة حنين مر بشجرة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط . فقالوا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله هذا كما قال قوم موسى ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )
والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ". رواه الترمذي
قال الألباني رحمه الله في المشكاة:(2/174):"صحيح"
إن الاجتماع الحقيقي والوحدة الصحيحة هي:"التمسك بالتوحيد اعتقادا وقولا وعملا، وما عدا ذلك فهو تفرق، وإن زينه المزينون، وبهرجه المبهرجون، قال تعالى:[ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)].
لعل فيما ذكرته دليلا وافيا، وبرهانا كافيا:لإبطال شبهة من قال:( وحدة الأمة قبل التوحيد)، فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك:"أن وحدة الأمة الحقيقية،إنما تصح وتصدق وتدوم إذا اتحدت حول كلمة التوحيد".
قولك:{ إن الناطق الرسمي باسم الإله على الأرض هو الذي صنع الإرهاب الذي أصبح متربصا بحياتنا...}.
التعليق:لقد أخطأت في قولك:"الناطق الرسمي باسم الإله على الأرض".
فالله تعالى لم ينصب ناطقا رسميا باسمه على الأرض، وليس محتاجا لذلك، فقد أنزل علينا كلامه قرآنه الخالد الذي من اتبعه اهتدى، ومن أعرض عنه ضل وزاغ.
إن مجمل ما ذكرت عن الإرهاب صحيح، لكن كان من الأفضل لو فصل الأمر فقيل بأن:" الإرهاب فكر ضال منحرف، والإسلام منه بريء رغم محاولة الكفار إلصاقه به عنوة!"،ولم تخل أمة من الأمم من هذا السلوك المنحرف ،بل هو عند بعض الأمم عقيدة متأصلة،كما هو شأن الصهاينة وقد ذاق أجدادنا من الفرنسيين علقمه،وهو اليوم بامتياز صناعة غربية ،فلا يغب عن ذهننا أسماء منظمات أوربية،مثل:"الإيرا"الأيرلندية، و"إيتا"الباسكية الإسبانية،و"الكورسكيين الانفصاليين"الفرنسيين،فقد حفظ لنا التاريخ جرائمهم إلى وقت قريب جدا!!؟، وقلت: إن الإرهاب مجسدا في:"تخريب القاعدة": صناعة غربية، لأن الواقع المعاصر أثبت لنا بأن الغربيين إذا أرادوا تدمير بلد - مسلم طبعا – لم يرضخ لإملاءاتهم صنعوا فيه:" فزاعة القاعدة!!!!!؟؟؟؟؟؟".
فمن صنع "القاعدة": هو من بعثها إلى الصومال ليشتتها، ثم أرسلها إلى أفغانستان ليدمرها،ثم"فاكساها" إلى العراق ليقسمها،وهو قطعا دون شك الذي:"فليكساها!" إلى جارتنا مالي: ليهدد الجزائر ووحدتها واستقرارها وسيادتها، نسأل الله تعالى أن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم ويحفظنا من شرورهم، وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم، آمين يا رب العالمين. هذا ولست ناسيا للدور المساعد الذي يلعبه التكفيريون السذج المغفلون الضالون المستعلمون من قبل أعداء المسلمين لتخريب بيوتهم بأيديهم ،ولكن يلزم التنبه والتنبيه إلى: "وجوب عدم الخلط بين التكفيريين والسلفيين الحقيقيين" بحجة أنهم كلهم:"إسلاميون!!؟"، فالسلفيون بحمد الله من أحرص الناس على وحدة وطنهم واستقراره، ولا يفهم من وراء ذلك مزايدتهم في الوطنية على غيرهم، بل هو واجب شرعي يمليه عليهم دينهم، والغريب أن البعض يتهمهم بأنهم أعوان للسلطة!!؟، لا لشيء سوى أنهم رفضوا مغامرة التغيير الفوضوي بنسخة الربيع العربي المشوهة، ولله في خلقه شؤون!!!!.
ولعلي أختم بنقطة أراها هامة،لأن الكثير يدندن حولها،ويطنطن حواليها!
وأقصد هنا:"قضية الحرية!!؟"،التي جعلت مطية لأغراض أخرى.
ودفعا لأي التباس أو سوء فهم أقول:"لست ممن يعارض أصل مبدأ الحرية"، فديننا الحنيف هو من حرر الناس من عبادة العبيد إلى توحيد رب العبيد، وقد أرسى بذلك قواعد العدل في تعامل الناس فيما بينهم،
وقصة عمر رضي الله عنه مع والد الشاب القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص بالعصا شهيرة،وكلمته التي قالها لعمرو حفظها التاريخ:"يا عمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً!!!؟"
وأريد من خلال هذه الكلمات المختصرة:التحذير من الخروج عن المعنى
الأصيل الثابت للحرية المضبوط في الشريعة إلى المعنى العبثي الهلامي الذي يريده البعض دون ضابط أو قيد، لذلك أعتب على الكاتبة قولها:
:{ وهذا يعني القدرة والتحرر من كل قيد وحدٍّ...}،وذلك بعد أن قالت عن"حي بن يقظان":{ إن حي بن يقظان - قصة فلسفية - جهد في معرفة كوامن نفسه ليعرف حقيقة الوجود،... ولم يعرف إلا حين انتبه إلى أعماقه وخاطب بذرة الخير الكامنة فيها فنماها وحرر روحها، واكتشف الحقيقة التي كان يطمح، وتطوَّر من كائن تابع، إلى إنسان عارف...}.
التعليق:يبدو أن الكاتبة متأثرة بأدبيات:"الفلسفة الإشراقية"،ومن مفرداتها: "الدعوة إلى الوصول للمعرفة عن طريق الذوق والكشف الروحاني بمعزل عن نور الوحي!!؟"،فقد يقبل هذا التوجه إذا صدر عن غير المسلم، فالنصرانية مثلا: صادرت في وقت سابق العقل الأوربي، وأجبرته على التبني بإكراه للفكر الكهنوتي الكنسي المنغلق المتحجر الذي يلغي الفكر الآخر إلى حد إعدامه، كما حصل مع كثير من العلماء الأوروبيين في قرونهم الوسطى المظلمة،فغلب على مفكريهم العزلة عن الدنيا،مع الإغراق في الروحانيات هروبا من الجحيم الكنسي،بينما قروننا الوسطى كانت زاهرة بالعلوم: يعطى فيها من يترجم كتابا إلى العربية وزنه ذهبا،كما كان يفعله الخليفة العباسي:"المأمون"،وهي حقيقة تاريخية لا ينكرها حتى منصفوا مؤرخي الغرب،وقد ذكرت هذه الحقيقة فضحا لمغالطة التغريبيين عندنا بوصف المستقيمين على الدين:"أنهم يريدون إرجاعنا إلى عصر القرون الوسطى"،فلنتنبه لهذه المغالطة.
وبما أن الكاتبة مسلمة: ما كان ينبغي لها أن تتبنى فكرة كهذه، فإن عندها الكتاب الخالد الذي من اتبعه سعد، ومن خالفه شقي، قال الله تعالى:[فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)]،وقال تعالى:[ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) ]،وقال تعالى:[ من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97)]،فالحياة الطيبة والسعادة الحقيقية لا تحصل إلا لمن عرف الله تعالى حق المعرفة الشرعية،لا معرفة الذوق المجردة عن نور الوحي ،ولا يكتفي العبد بمجرد المعرفة، بل يجب عليه دوام ذكر ربه،والعمل الصالح له،وتلك هي حقيقة الإيمان:"اعتقاد بالجنان،وقول باللسان وعمل بالأركان،يزيد بطاعة الرحمن،وينقص بطاعة الشيطان"،ولا يستقيم إيمان الإنسان وقوله وعمله:إلا إلا باتباع شرعه تعالى والاهتداء بهدي رسوله عليه الصلاة والسلام، فبطاعة الله وطاعة الرسول تحصل الهداية التامة الكاملة للإنسان،فماذا يريد العبد بعدها!!؟،قال تعالى:[ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54)]،ويحصل نتيجة لذلك إذا قرأنا تمام الآية:[ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)]،فماذا يريد الإنسان أكثر من أن:"يستخلفه الله تعالى في الأرض، ويعزه ويمكن له دينه الإسلام،ويبدله بعد خوفه أمنا،كل ذلك ممكن بشرط وحيد:[ يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا]،إنه شرط:"تحقيق توحيد الله تعالى بعبادته وحده لا شريك له"،فمرة أخرى:"كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة"،لأن في تحقيق كلمة التوحيد: حصولا على جائزة التمكين للأمة الموحدة على الأرض إنه:" وعد من الله":[والله لا يخلف الميعاد].
وهذا نداء رباني للذين يريدون الرخاء الاقتصادي،والأمن الاستراتيجي: [فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف].
أكتفي بهذا القدر وأرجئ الكلام عن قضية:"الحرية"،وما تعلق بها للمقال القادم بإذنه تعالى.
بارك الله في الجميع،ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه،اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه،وآخر دعائنا أن الحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: أعتذر عن تأخر تعقيباتي على تعليقات إخواننا الأفاضل التي تتعلق بما أكتبه على المنتدى، والسبب أنني لا أبحر على الانترنيت إلا مرة واحدة أسبوعيا تقريبا، وشكرا لتفهمكم.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
" من الأولى:كلمة التوحيد أم توحيد الكلمة!!؟"
03-04-2013, 08:47 AM
" من الأولى:كلمة التوحيد أم توحيد الكلمة!!؟"
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أثناء تصفحي لمنتديات الشروق، صادفني عنوان جذاب هو:" السجن!.. لبعض العلماء!"،فأثار ذلك حفيظتي وتعجبي خاصة مع علامتي التعجب الواردتين معه!!، فقلت في نفسي:"لنلق نظرة على مضمون المقال حتى نعرف التهم التي استوجبت سجن هؤلاء العلماء؟"، فكانت هذه التعليقات على بعض ما ورد في مقال كاتبته وفقها الله، فنقول وبالله التوفيق:
قولك:{ السجن بمعية الأشغال الشاقة... للمتفقهين بالدين الذين ليست لهم لا فلسفة واضحة ولا عقيدة صحيحة، وكل ما عندهم هو شعوذة ودروشة وولاء للسلطة التي يدورون في فلكها... يفهمون الدين حسب أهوائهم ورغباتهم لا كما يريده الله لعباده.}
التعليق:"الجمع بين الفلسفة والعقيدة الصحيحة غير مقبول، لأن مسائل العقائد هي في مجملها مسائل غيبية يستحيل على العقل البشري إدراكها بمعزل عن الوحي،لأنها تتعلق في الغالب بالله تعالى وأسمائه وصفاته والملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر،وكل ذلك من عالم الغيب، وليس من عالم الشهادة المحسوس حتى يمكن للعقل تصوره و إصدار الأحكام عليه، والقاعدة تقول:"الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، لذلك انحرف من انحرف في العقيدة من علماء المسلمين: لما تكلم وألف في العقائد على طريقة أهل الكلام والفلسفة،وكثير من هؤلاء ندم في آخر حياته لما ترك الكتاب والسنة واشتغل بالفلسفة،و من أشهر هؤلاء: "الشهرستاني،أبو حامد الغزالي، الجويني،الرازي،ابن رشد"وغيرهم، وليس هذا محل بسط أقوالهم،ولا يفهم من كلامي السابق إلغاء العقل كلية،بل ينبغي احترامه بتوظيفه فيما خلق له،ومن ذلك:التفكير فيما يصلح الحياة من أمور المعاش،وكذا التفكر في آيات الله لا في ذات الله،قال أحد الحكماء: :"كل ما خطر ببالك، فالله خلاف ذلك".
أما قولك:{ وكل ما عندهم هو شعوذة ودروشة وولاء للسلطة التي يدورون في فلكها}.
التعليق:" نوافقك على طول الخط في نقدك لفقهاء الشعوذة والدروشة الدائرين في فلك السلطة، لكن هذا لا يمنع من وجود علماء بعيدين عن الدروشة والشعوذة ينصحون للحاكم بما يصلح شؤون الرعية،وليس مطلوبا منهم أن يستجيب الحاكم لكل توجيهاتهم، [وما على الرسول إلا البلاغ المبين]،[والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم].
قولك:{ يريدون أن يرسخوا فهمهم في أذهان البسطاء عن طريق المحافل والفضائيات.}.
التعليق:" إذا كان العلماء ممن يوثق في دينهم وأمانتهم،ويرجعون في استنباطاتهم إلى الكتاب والسنة وفهم الصحابة،فيجب على البسطاء إتباعهم لأن ذلك أمر الله تعالى إذ يقول:[فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون]،وأهل الذكر هم:العلماء العاملون،وقال تعالى أيضا:[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)].
قال أهل التفسير:"الذين يستنبطونه هم:"العلماء".
قولك:{ هؤلاء الإبتعاديون الهاربون يعرفون الخطر والأخطر ولا يعرفون المهم والأهم... يرفضون كل حركة ذاتية ليكرسوا الحركة الاتباعية والموت البطيء... يزرعون نزاع وطني جماعي وفئوي فردي في نفس الوقت... وكأن الفرد لا يمكن أن يكون صالحا دون بهتانهم؟ إن هؤلاء اختاروا التحجر و البقاء هناك... وتوقف الزمن عندهم، في فكر علماء أبدعوا وأسسوا وخدشوا وجه الزمن الرديء في عصورهم . ولأن هؤلاء الانهزاميين عجزوا عن الإضافة والإبداع، فقدوا الثقة بأنفسهم وبغيرهم.}.
التعليق:" كلامك هنا فيه كثير من الرمزية والتعميم وعدم تسمية الأشياء بمسمياتها، ومن الأسباب الموجبة للأخطاء في النقد والتحليل:"تعميم الأحكام وتعويمها!"،وكما يقال:"الشيطان يسكن في التفاصيل"، نوافقك في حكمك السابق إذا قصدت به:"علماء الشعوذة والدروشة"،أما إذا كان المراد:"العلماء الذين ينظرون إلى الواقع نظرة الفاحص المتأني الذي يقرأ الأمور جيدا،ويعلم عواقب كل قرار،ولا ينساق لرغبات الجماهير الهوجاء،ولا ينصح إلا بما يصلح شؤون الأمة ويحفظ أمنها ووحدتها،و يدعو الشعوب إلى الصبر وتحمل الأذى ،وعدم إثارة الفوضى بحجة التغيير وركوب موجة:"الربيع العربي!!؟" الذي أصبح:"خريفا بسحب داكنة، وشتاء برياح عاصفة!!؟"، فذلك الحكم خاطئ دون شك:إن كان المقصود بالنقد هذا الصنف من العلماء العقلاء، ف:"الفتنة إذا أقبلت أدركها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل!"،و"السعيد من وعظ بغيره!!؟". ولنا شواهد تاريخية،وأخرى حية تنبئ كل عاقل:"أن انظر أين تضع قدمك كي لا تساق إلى الهاوية!!؟".
قولك:{ ولعل في قصة سيدنا موسى وهارون لعبرة كبيرة، حيث أن هارون حرص على وحدة الأمة قبل التوحيد دون أن يخاف لومة أخيه موسى عليه السلام... لأنه رأى أن الوحدة فرض واجب مثل التوحيد... وهذا الموقف لا يعنى الفوضى. إنما يعنى سبق فقه الأولويات...}.
التعليق:":هل تستقيم وحدة أمة دون توحيد ربها!؟"،أعرف أن هذا المبدأ الخاطئ يتبناه كثير من منظري الفكر الإسلامي رغم أن الواقع قد أفهمهم مرارا وتكرار بأن: المسلمين لن توحدهم إلا راية التوحيد ،ولما أدرك العرب اليأس من توحدهم ذكروا مثلا سائرا يحفظه أكثرنا، وهو قولهم:"اتفق العرب على أن لا يتفقوا!!؟"، بل مر بهم زمن قالوا فيه: "اتفق العرب على أن لا يجتمعوا!!؟"، وتلك حقيقة ذكرها الرب جل وعلا في قوله:[ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ]، فالذي
يوحد القلوب هو التمسك بتوحيد علام الغيوب الذي يقول:[ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)]. ولو رجعت الكاتبة إلى تفسير العلماء المحققين لموقف سيدنا هارون مع موسى عليهما السلام و عباد العجل:لكان لها رأي مخالف لما أوردته هنا، وبيان ذلك كما يأتي:
من المعلوم أن"موسى"عليه السلام هو المرسل إلى بني إسرائيل ولفرعون وقومه لدعوة الجميع إلى التوحيد، قال تعالى:[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) ]،وهارون عليه السلام كان وزيرا وعضدا لموسى عليه السلام،وكان مشاركا له في الدعوة،قال تعالى:[وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا(35)]،وقال تعالى:[ وَاجْعَلْ
لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي(29) هَارُونَ أَخِي(30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) ]، فقد دعا الاثنان إلى التوحيد.
وقد أخطأ من زعم في آية:[ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي]:بأن هارون
عليه السلام قد:{ حرص على وحدة الأمة قبل التوحيد دون أن يخاف لومة أخيه موسى عليه السلام... لأنه رأى أن الوحدة فرض واجب مثل التوحيد}.
فإن هارون عليه السلام قد دعا قومه إلى التوحيد في غياب موسى عليه السلام، لكن القوم استضعفوه وكادوا أن يقتلوه، قال تعالى:[ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)]،وقال تعالى:[ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)]،وقد جاء في تفسير البغوي(5/290):" فاعتزلهم هارون في اثني عشر ألفا من الذين لم يعبدوا العجل"،وهذا ينسف تلك القاعدة الخاطئة الجائرة:(وحدة الأمة قبل التوحيد)،فهارون عليه السلام لم يكتف بدعوة عباد العجل إلى توحيد الله،بل أضاف إلى ذلك اعتزالهم!!؟، والاعتزال: نوع من المفاصلة والفرقة عن الطرف الآخر!!؟،مما ينافي ويناقض الوحدة،والذي دعا هارون عليه السلام إلى ترك اللحاق بموسى عليه السلام يوضحه قوله تعالى:[ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)].
فبعد أن دعاهم هارون عليه السلام للتوحيد،ونهاهم عن عبادة العجل ،وبلغ في ذلك مبلغا عظيما من الإنكار عليهم،حاولوا قتله:"لكفرهم وعنادهم"،عند ذلك رأى هارون عليه السلام اعتزالهم بمن معه من الموحدين حتى يرجع إليهم موسى عليه السلام،فكان هذا الموقف منه بعد أن دعاهم إلى التوحيد، واستنفذ جهده ونصحه، ولما لم يجد ذلك معهم نفعا:كف عن دعوتهم للتوحيد ثم اعتزلهم، فتركه لدعوتهم لم يصدر منه ابتداء، وإنما كان نتيجة لتعنت عباد العجل وتهديدهم له بالقتل، قال أحد أهل العلم في شرح موقف هارون عليه السلام ما يأتي:"... إنَّ هارون عليه السلام:إنما كف عن منع بني إسرائيل من عبادة العجل بعد أن بلغ في ذلك مبلغا عظيما،وخشي على الدعوة، وهو خليفة موسى عليهما السلام ، فلو أنه قتل، وليس فيهم موسى عليه السلام: لكانت آثار ذلك جدَّ فادحة على الدعوة، فأيقن بنور النبوة وحكمتها :أن الصبر عليهم وترك التصدي لهم، حتى يعود موسى عليه السلام:"أنفع وأعلى للدعوة وللأمة من الإقدام على التصدي والاستشهاد في سبيل الله"، فإن في الاستشهاد خيره وحده ، وهو إنما يريد الخير للأمة والدعوة ".
فكيف تصح الوحدة قبل التوحيد!!؟أيتها الكاتبة، والله تعالى يقول عن وحدة غير الموحدين:[تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى]. إن الوحدة الحقيقية هي في الاتحاد على التوحيد، وقد حذرنا الله تعالى من الاجتماع على غيره،لأن مآله حتما التفرق، قال تعالى:[ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) ]،بل إنه أمرنا بترك ود من لم يجتمع معنا على التوحيد،ولو كان أقرب الناس إلينا فقال تعالى:[ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)].
وليتأمل العاقل في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام،وقد قال لنا بشأنه ربنا تبارك وتعالى:[ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)]،ونطرح هنا سؤالا: هل حرص عليه الصلاة والسلام في دعوته على:"وحدة الكلمة أم على كلمة التوحيد!!!؟؟"، ألم تجتمع قريش يوما ،وقالت عنه عليه الصلاة والسلام:"انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه."،وقد عرضوا عليه أمورا دنيوية عظيمة إغراء له وحفاظا على جماعتهم،فقد ورد في كتاب:"فقه للسيرة" بتعليق الشيخ الألباني رحمه الله،وقال عنه:"حسن":(قام عتبة حتى جلس إلى رسول الله فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم: فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها، لعلك تقبل منا بعضها،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد أسمع،قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر: مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا: سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه)، فرفض عليه الصلاة والسلام منهم ذلك،وكان بإمكانه أن يقبل منهم عرضهم،فيولى ملكا عليهم،ثم يبدأ التغيير من الأعلى بعد أن استولى على كرسي الرئاسة!!؟،هذا المسلك الذي يتبناه وينتهجه كثير من منظري الحركات الإسلامية اليوم،قد تركه عليه الصلاة والسلام،وقد أثبت الواقع فشله،وإن كان قد حصل به نصر مؤقت،فإنما هو:"فقاعات صابون!"،كما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله لبعض الإسلاميين المنتشين بفوزهم بانتخابات برلمانية،وصدق رحمه الله في حدسه،حيث انفض جمع هؤلاء،وكسرت شوكتهم،وأشد من ذلك أدخلوا وطنهم في فتنة عمياء صماء بكماء لعقد من الزمن،وكان قد حذرهم ابتداء من مغبة صنيعهم ومخالفتهم لهدي نبيهم عليه الصلاة والسلام،ولكنها المراهقة السياسية التي خالفت الأسس الشرعية، فقادت أمة إلى الهاوية، والله المستعان.
وأذكر موقفا آخر من هديه عليه الصلاة والسلام في تقديمه:"كلمة التوحيد على توحيد الكلمة"، وذلك في أحلك الظروف، وأصعب المواقف في أثناء المعركة التي يكون فيها القائد أحوج إلى وحدة صفوف مقاتليه
لأن منازعتهم ومخالفتهم قد تؤدي إلى انشقاق الصفوف،وسريان الفشل بينهم،كما قال تعالى:[وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)]،ومع صعوبة الموقف وشدته إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين حذر بعض أصحابه حديثي العهد بالإسلام من الشرك بالله تعالى،فعن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة حنين مر بشجرة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط . فقالوا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله هذا كما قال قوم موسى ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )
والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ". رواه الترمذي
قال الألباني رحمه الله في المشكاة:(2/174):"صحيح"
إن الاجتماع الحقيقي والوحدة الصحيحة هي:"التمسك بالتوحيد اعتقادا وقولا وعملا، وما عدا ذلك فهو تفرق، وإن زينه المزينون، وبهرجه المبهرجون، قال تعالى:[ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)].
لعل فيما ذكرته دليلا وافيا، وبرهانا كافيا:لإبطال شبهة من قال:( وحدة الأمة قبل التوحيد)، فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك:"أن وحدة الأمة الحقيقية،إنما تصح وتصدق وتدوم إذا اتحدت حول كلمة التوحيد".
قولك:{ إن الناطق الرسمي باسم الإله على الأرض هو الذي صنع الإرهاب الذي أصبح متربصا بحياتنا...}.
التعليق:لقد أخطأت في قولك:"الناطق الرسمي باسم الإله على الأرض".
فالله تعالى لم ينصب ناطقا رسميا باسمه على الأرض، وليس محتاجا لذلك، فقد أنزل علينا كلامه قرآنه الخالد الذي من اتبعه اهتدى، ومن أعرض عنه ضل وزاغ.
إن مجمل ما ذكرت عن الإرهاب صحيح، لكن كان من الأفضل لو فصل الأمر فقيل بأن:" الإرهاب فكر ضال منحرف، والإسلام منه بريء رغم محاولة الكفار إلصاقه به عنوة!"،ولم تخل أمة من الأمم من هذا السلوك المنحرف ،بل هو عند بعض الأمم عقيدة متأصلة،كما هو شأن الصهاينة وقد ذاق أجدادنا من الفرنسيين علقمه،وهو اليوم بامتياز صناعة غربية ،فلا يغب عن ذهننا أسماء منظمات أوربية،مثل:"الإيرا"الأيرلندية، و"إيتا"الباسكية الإسبانية،و"الكورسكيين الانفصاليين"الفرنسيين،فقد حفظ لنا التاريخ جرائمهم إلى وقت قريب جدا!!؟، وقلت: إن الإرهاب مجسدا في:"تخريب القاعدة": صناعة غربية، لأن الواقع المعاصر أثبت لنا بأن الغربيين إذا أرادوا تدمير بلد - مسلم طبعا – لم يرضخ لإملاءاتهم صنعوا فيه:" فزاعة القاعدة!!!!!؟؟؟؟؟؟".
فمن صنع "القاعدة": هو من بعثها إلى الصومال ليشتتها، ثم أرسلها إلى أفغانستان ليدمرها،ثم"فاكساها" إلى العراق ليقسمها،وهو قطعا دون شك الذي:"فليكساها!" إلى جارتنا مالي: ليهدد الجزائر ووحدتها واستقرارها وسيادتها، نسأل الله تعالى أن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم ويحفظنا من شرورهم، وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم، آمين يا رب العالمين. هذا ولست ناسيا للدور المساعد الذي يلعبه التكفيريون السذج المغفلون الضالون المستعلمون من قبل أعداء المسلمين لتخريب بيوتهم بأيديهم ،ولكن يلزم التنبه والتنبيه إلى: "وجوب عدم الخلط بين التكفيريين والسلفيين الحقيقيين" بحجة أنهم كلهم:"إسلاميون!!؟"، فالسلفيون بحمد الله من أحرص الناس على وحدة وطنهم واستقراره، ولا يفهم من وراء ذلك مزايدتهم في الوطنية على غيرهم، بل هو واجب شرعي يمليه عليهم دينهم، والغريب أن البعض يتهمهم بأنهم أعوان للسلطة!!؟، لا لشيء سوى أنهم رفضوا مغامرة التغيير الفوضوي بنسخة الربيع العربي المشوهة، ولله في خلقه شؤون!!!!.
ولعلي أختم بنقطة أراها هامة،لأن الكثير يدندن حولها،ويطنطن حواليها!
وأقصد هنا:"قضية الحرية!!؟"،التي جعلت مطية لأغراض أخرى.
ودفعا لأي التباس أو سوء فهم أقول:"لست ممن يعارض أصل مبدأ الحرية"، فديننا الحنيف هو من حرر الناس من عبادة العبيد إلى توحيد رب العبيد، وقد أرسى بذلك قواعد العدل في تعامل الناس فيما بينهم،
وقصة عمر رضي الله عنه مع والد الشاب القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص بالعصا شهيرة،وكلمته التي قالها لعمرو حفظها التاريخ:"يا عمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً!!!؟"
وأريد من خلال هذه الكلمات المختصرة:التحذير من الخروج عن المعنى
الأصيل الثابت للحرية المضبوط في الشريعة إلى المعنى العبثي الهلامي الذي يريده البعض دون ضابط أو قيد، لذلك أعتب على الكاتبة قولها:
:{ وهذا يعني القدرة والتحرر من كل قيد وحدٍّ...}،وذلك بعد أن قالت عن"حي بن يقظان":{ إن حي بن يقظان - قصة فلسفية - جهد في معرفة كوامن نفسه ليعرف حقيقة الوجود،... ولم يعرف إلا حين انتبه إلى أعماقه وخاطب بذرة الخير الكامنة فيها فنماها وحرر روحها، واكتشف الحقيقة التي كان يطمح، وتطوَّر من كائن تابع، إلى إنسان عارف...}.
التعليق:يبدو أن الكاتبة متأثرة بأدبيات:"الفلسفة الإشراقية"،ومن مفرداتها: "الدعوة إلى الوصول للمعرفة عن طريق الذوق والكشف الروحاني بمعزل عن نور الوحي!!؟"،فقد يقبل هذا التوجه إذا صدر عن غير المسلم، فالنصرانية مثلا: صادرت في وقت سابق العقل الأوربي، وأجبرته على التبني بإكراه للفكر الكهنوتي الكنسي المنغلق المتحجر الذي يلغي الفكر الآخر إلى حد إعدامه، كما حصل مع كثير من العلماء الأوروبيين في قرونهم الوسطى المظلمة،فغلب على مفكريهم العزلة عن الدنيا،مع الإغراق في الروحانيات هروبا من الجحيم الكنسي،بينما قروننا الوسطى كانت زاهرة بالعلوم: يعطى فيها من يترجم كتابا إلى العربية وزنه ذهبا،كما كان يفعله الخليفة العباسي:"المأمون"،وهي حقيقة تاريخية لا ينكرها حتى منصفوا مؤرخي الغرب،وقد ذكرت هذه الحقيقة فضحا لمغالطة التغريبيين عندنا بوصف المستقيمين على الدين:"أنهم يريدون إرجاعنا إلى عصر القرون الوسطى"،فلنتنبه لهذه المغالطة.
وبما أن الكاتبة مسلمة: ما كان ينبغي لها أن تتبنى فكرة كهذه، فإن عندها الكتاب الخالد الذي من اتبعه سعد، ومن خالفه شقي، قال الله تعالى:[فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)]،وقال تعالى:[ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) ]،وقال تعالى:[ من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97)]،فالحياة الطيبة والسعادة الحقيقية لا تحصل إلا لمن عرف الله تعالى حق المعرفة الشرعية،لا معرفة الذوق المجردة عن نور الوحي ،ولا يكتفي العبد بمجرد المعرفة، بل يجب عليه دوام ذكر ربه،والعمل الصالح له،وتلك هي حقيقة الإيمان:"اعتقاد بالجنان،وقول باللسان وعمل بالأركان،يزيد بطاعة الرحمن،وينقص بطاعة الشيطان"،ولا يستقيم إيمان الإنسان وقوله وعمله:إلا إلا باتباع شرعه تعالى والاهتداء بهدي رسوله عليه الصلاة والسلام، فبطاعة الله وطاعة الرسول تحصل الهداية التامة الكاملة للإنسان،فماذا يريد العبد بعدها!!؟،قال تعالى:[ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54)]،ويحصل نتيجة لذلك إذا قرأنا تمام الآية:[ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)]،فماذا يريد الإنسان أكثر من أن:"يستخلفه الله تعالى في الأرض، ويعزه ويمكن له دينه الإسلام،ويبدله بعد خوفه أمنا،كل ذلك ممكن بشرط وحيد:[ يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا]،إنه شرط:"تحقيق توحيد الله تعالى بعبادته وحده لا شريك له"،فمرة أخرى:"كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة"،لأن في تحقيق كلمة التوحيد: حصولا على جائزة التمكين للأمة الموحدة على الأرض إنه:" وعد من الله":[والله لا يخلف الميعاد].
وهذا نداء رباني للذين يريدون الرخاء الاقتصادي،والأمن الاستراتيجي: [فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف].
أكتفي بهذا القدر وأرجئ الكلام عن قضية:"الحرية"،وما تعلق بها للمقال القادم بإذنه تعالى.
بارك الله في الجميع،ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه،اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه،وآخر دعائنا أن الحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: أعتذر عن تأخر تعقيباتي على تعليقات إخواننا الأفاضل التي تتعلق بما أكتبه على المنتدى، والسبب أنني لا أبحر على الانترنيت إلا مرة واحدة أسبوعيا تقريبا، وشكرا لتفهمكم.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:28 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى