الالتزام بجلسة الاستراحة:للعلامة عبد الوهاب مهية
15-09-2013, 10:05 PM
الإلتزام بجلسة الإستراحة


لعلامة الجزائر :عبد الوهاب مهية




جلسة الاستراحة من السنن الغريبة التي اختلفت فيها أقوال أهل العلم ، فبينما يرى جمهور العلماء من السلف و الخلف أنها ليست من سنة الصلاة ، و إنما فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلة ككبر أو عجز ، و لهم في ذلك أدلة ، يرى الإمام الشافعي ، في المشهور عنه ، أنها من هيئة الصلاة لحديث ملك ابن الحويرث رضي الله عنه...
و يرى فريق من العلماء المحققين أنها سنة تُفعل أحيانا و تُترك أحيانا أخرى ، و كنت قد كتبت بحثا في الموضوع و نشرته و انتهيت إلى هذا و أنا أرى أنني انفردت به ، ثم رأيت العلامة الصنعاني قد سبقني إليه ...
فمما ينبغي أن يُتنبه له ، أنّ السنة ينبغي أن نتعامل معها ككل متكامل و ليست كأجزاء مبعثرة . فالناظر إلى صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم علما لا شك فيه أنه لم يكن يواظب على جلسة الاستراحة.

و إليك بعض الأحاديث الصريحة في ذلك :
قوله صلى الله عليه و سلم للمسيء لصلاته :" ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم قم ...الحديث " و في لفظ :" حتى تستوي قائما"
و لا يقال أن ملك بن الحويرث قد روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الجلسة ، فإنه قد تقر في الأصول أنّ قوله - صلى الله عليه وسلم- الذي يعلمه الأمة و يأمرها به مقدم على فعله المجرد ...
و حديث مالك واقعة حال لا عموم فيها ...
و عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت : " ثم سجد فأطال السجود ، ثم رفع ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم قام فأطال القيام ثم ركع... " إلى آخر الحديث و هو عند البخاري ...
و عن أبي مالك الأشعري في حديث طويل فيه شيء من صفة صلاته (صلى الله عليه و سلم) : " ثم كبّر و خرّ ساجدا ، ثم كبر فرفع رأسه ، ثم كبّر فسجد ، ثم كبّر فانتهض قائما...الحديث" رواه أبو يعلى بإسناد حسن و الحاكم و قال : صحيح الإسناد-
و عن النعمان بن أبي عياش قال : أدركت غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكان إذا رفع أحدهم رأسه من السجدة الثانية ، نهض كما هو و لم يجلس " ابن أبي شيبة في (مصنفه) ...

و هذا باب يطول بالتتبع ، و الشاهد منه أنّ جلسة الاستراحة ليست بالمكان الذي يعتقده ... المتمسكون بها
و هناك كلام آخر أرجأت ذكره إلى المناقشة و الإثراء . أرجو من الله تعالى أن يجعل لكلامنا نورا من الحق و أن يهدينا سواء السبيل آمين ...