المولد النبوي بين التقليد والاجتهاد
11-12-2015, 08:35 PM
المولد النبوي بين التقليد والاجتهاد
للشيخ ابو احمد
بلقرد
اختلف "الناس" في فهم عبارة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء: (فتعطيم المولد و اتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده و تعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم) فقال فريق :ابن تيمية لا يحرم المولد النبوي. ويصر فريق أخر على أنه يحرمه ويتأول له هذه العبارة داعما رأيه بوصف شيخ الاسلام للمولد قبل هذا النص بالبدعة.
وهكذا صارت هذه المسالة موضوع أخذ ورد بين أشباه طلبة العلم وأنصاف المتعلمين وإلا فابن تيمية رحمه الله ليس هو نبي هذه الأمة ولا هو المجتهد الوحيد في دائرة أهل السنة حتى نقف عند أقواله رحمه الله ونجعل منها منشأ التبديع والتفسيق و الخصومات.
وهذا الموقف دليل على أن المختلفين مجرد مقلدة ليسوا أهل تحقيق وإلا نظروا بأنفسهم في الأدلة المعروضة ونظرهم كما هو معهود من الائمة .والمقلد لا حق له في الدعوة الى ما يعتقده فضلا عن أن يحمل الناس عليه فضلا على أن يبدع مخالفه فيه وإلا فما الذي جعل تقليده لابن تيمية أولى من تقليد غيره لغير ابن تيمية لولا الهوى الطاغي وقلة الحياء
لأن المولد جرى به العمل عند المسلمين وأفتى به كبار العلماء كالحافظ العراقي في كتابه المورد الهني في المولد النبوي وهو مطبوع وكذا الحافظ ابن كثير في كتابه المولد النبوي وهو مطبوع وكذا الحافظ السيوطي في كتابه حسن المقصد في عمل المولد وغيرهم كثير
ومعلوم أن تقليد الجمهور مقدم على تقليد الواحد اذا فرضنا ان شيخ الاسلام حرم الاحتفال بالمولد
وهناك صنف ثالث وهو أخطرهم يقرون أن ابن تيمية لا يحرم الاحتفال المولد ولكن يقولون نحن لا نقلده في هذا مع انهم يقلدونه في كل شيء بل يبدعون كل من خالفه بل اضحى معيار الاهتداء لديهم ابن تيمية وابن القيم.
فهم يقلدون شيخ الاسلام فيما وفق أهواءهم ويخالفونه فما لا يروقهم فهم حكم حتى على فقه شيخ الاسلام مع أنهم لم يسبق لهم أن درسوا الاجرومية ولا البيقونية ولا غيرها من الكتب المبسطة فضلا عن المطولات العلمية من الكتب. فهؤلاء هم العائق الاساسي الذي يعتمد عليه الغرب والحكام الفاسدين في تعطيل نهضة الاسلام والمسلمين بما يحدثونه من الخصومات والتقاطع و الفوضى الفكرية بين المسلمين شعروا بذلك أو لم يشعروا
و بودي أن أقول لهؤلاء المتمجهدين أنتم بمخالفتكم لشيخ الاسلام في هذه المسألة أو أي مسألة أخرى كعدم تكفيره رحمه الله لبعض الطوائف لم تخرجوا من أهل السنة والجماعة فلماذا يخرج من خالف ابن تيمية لدليل قام لديه فيما توافقونه أنتم فيه اللهم إلا إذا كنتم تعتبرون أنفسكم الوحي والهدى. وكفى بهذا ضلالاو بعدا عن منهج أهل السنة.
هذا هو غرور العوام الذين لم يتربوا تربية إسلامية حينما يتسلطوا على الدعوة والاسلام وغالبا ما يتساقطون اثناء الطريق ولكن بعد أن يؤخروا العمل الاسلامي سنين كما جربناه مرارا.