الثاني من جويلية..إهداء للأخت جود الكلمات
03-07-2014, 07:00 PM
وقد تعاظم الطموح وتوسعت الأحلام , لم أكن أعلم أنه سيأتي يوم ويتبعثر كل شيء كقوارير صفعتها كرة بولينغ , كان رجائي أن لا تتكسر أحلامي وان تجتمع مرة أخرى كما دأب تلك القوارير
احتويت الدهشة والصدمة بقلب المومن الرَضِيّ وصبر أيوب النبي
ويعطيني الطبيب فرصة عام إن لم يتغير شيء فلا هروب من التدخل الجراحي
أتصدقون حتى ولو لم أجرِ العملية فلن يؤثر ذلك على صحتي الجسدية ما حييت
ولكن ربما ستتدمر حياتي المعنوية
عام كامل وأنا أسأل الإختصاصيين وأدخل أشهر المواقع الطبية في النت خاصة الفرنسية , أنسخ وأترجم وأستخرج الرسومات التوضيحية
لم أكن أعلم أنه سيأتي يوم وأتعلم فيه كيفية قراءة التحاليل المخبرية وأبذل مجهودات مضاعفة لقراءة "إيكوغرافي-إيكودوبلر" والكثير من الأمور المتعلقة بالطب
عام كامل وأنا أصارع نفسي هل أخبر عائلتي بأني أتعالج وبأني مقبل على عملية جراحية
كنت أسافر بين الولايات خفية بحثا عن الخلاص عن أشهر الإختصاصيين وأرقى المخابر
كان الإحراج كبيرا حين اضطررت لتناول أحد الأقراص في منتصف الأكل والاستلقاء بعدها لنصف ساعة ومن عاداتي تناول الغذاء على مائدة الجمع العائلي وكادت الصورة تهتز حين أمسكتني في إحداها يد لم تكن حانية على غير عاداتها متلبسا بتناول قرص , إنها النظرات القاتلة لأم طيبة ربَّت ولدها أحسن تربية حتى صار مثلا يشار إليه بالبنان , وماكان القرص أبدا قرص مخدرات كما ذهب إليه خوفها الفطري , أنجاني الله من ذاك الموقف العصيب وقد ألهمني قوة التمسكن والإقناع
عام كامل وأنا أفكر بحلقة مفرغة هل أخبرهم أم لا؟؟ كنت في كل أحوالي أفكر بعمق سحيق , في صحوي , غفوتي , خلوتي , في كل لحظة أكون فيها أنا ونفسي وقلبي وعقلي وضميري على انفراد
مشكلتي أني طيب , خجول , مؤدب , مطيع وسعيد جدا , وأي عمل يخرج عن هذه الدائرة سيصيب الجميع بالدهشة والارباك
الثاني من جويلية ذات عام
كنت حسمت الأمر ودخلت المستشفى دون علم أحد
لا عائلتي
لا أصدقائي
لا زملائي في العمل
ولا
ولا
ولا
صُمتُ كما أمرني طبيبي
توضأت وصليت الفجر
وقد حان دوري لدخول غرفة العمليات , تركت وصيتي بين أشيائي , لا أولاد لي ولا زوجة بعد , فكانت للوالدة الحصة الكبرى من تبريراتي واعتذاراتي
فحصني وقاس ضغطي وسكب المخدر الحارق في عروقي , كأن النار كانت تهرول في ذراعي إلى باقي جسدي حتى دخلت الغيبوبة , نصف ساعة لا أكثر حتى انتهت العملية بنجاح , كنت أعول على ما قرأت , يمكنك القيام بأعمالك بعد يومين فقط من العملية وإذ بطبيبي يصدمني << وأنا في غرفة العمليات جاءتني فكرة أن اقوم لك بعملية ثانية , محظوظ أنت فلقد تجنبت دخول المستشفى مرة أخرى وتجنبت حرقة التخدير وسوسبانس الغيبوبة>> لم اعرف كيف أصرخ في وجهه لقد أفسدت عليَّ ما خططت له منذ عام
بدل العملية صارت عمليتين ولا يمكنني الخروج اللآن وحدي
أي إحراج آخر يا رباه
رفعت هاتفي وحادثت والدتي وكل لحظة أسمعها فيها وتسمعني تزيد هي إطمئنانا وأزيد أنا شجاعة , أنا بخير يا أمي ولكنني في المستشفى ...بالكاد نطقتها , كان أصعب موقف مرَّ عليَّ في حياتي
أخرجوني من المستشفى وهم لا يفهمون شيئا مما يدور , أوقعتهم في الصدمة , وألهمني الله أن أقسم من يعرفونني إلى حزبين , حزب يحييني وحزب ينكر عليَّ ما فعلت
نجحت العملية ولكن لا شيء تغير
واصلت نهج التداوي الخفي بصبر وحكمة
مرت سنوات وسنوات وأنا صابر محتسب راجيا من الله أن يعوضني خيرا عن عذابات التنقل بين الولايات والمرمدة بين الأطباء ومخابر التحليل والأشعة
بعد مرور 10 سنوات رميت تقريبا المنشفة حتى ساق الله لي أخا لم تلده أمي وأرشدني إلى طبيب بالعاصمة
عندما زرته , أتعبني هو الآخر بما سبقه أصدقاء مهنته الذين زرتهم
ولكنه كان طبيبا يمتاز عن غيره بالحسم , فاجأني حين قال لي قد أعيد لك العملية هنا بالعاصمة
قلت له لا أحتاجها ولن أجريها
قال ستندم ومادمت تتعالج عندي فضع في حسبانك من الآن أنك ستجريها
خرجت من عنده مقهورا
هذه المرة لا يمكنني أن أخفي عن عائلتي شيئا فالعاصمة بعيدة عني جدا
كنت أجوب شوارع العاصمة والدموع تذبحني , تحرقني , لم أستطع أن أمسحها , كنت مشلول الفكر واليدين , لا أذكر أني بكيت يوما كما بكيت ذلك اليوم , لم أبال بأحد من المارة , كنت أحس أن شيئا ثقيلا تراكم مع السنين ينزل مع كل دمعة
تذكرت لحظتها شعور والدي وهو يخرجني من المستشفى , أبي كان مثل صديقي ورغم هذا لم تشفع له هذي المرتبة بإخباره عن تهوري
تذكرت دخولي بعد شهر كامل إلى عملي وأنا أباسط زملائي إلى أن صدموني باعتذارهم المقزز <<لم نستطع زيارتك لضيق بيتك>>
تذكرت عقدا كاملا من العذاب النفسي والأسئلة الموجعة والمتاهات المدمرة
رجوت الله أن يرحمني
وتتدخل العناية الالهية مرة أخرى ويتحسن وضعي نوعا ما لتتأجل العملية إلى يوم غير معلوم أو ربما تُلغى يوما إلى الأبد
لم أشأ أن أدخل في تفاصيل كثيرة كادت تقلب حياتي
ولكن قد نُحرم في هذه الدنيا من أعز الأشياء
قد نُحرم من النجاح رغم تفوقنا
قد نُحرم من طعم الحياة رغم رؤية الناس لنا أننا ملح حياتهم
أروع درس تعلمته في حياتي أنني وفقت في العيش لأحبائي كما يريدونني هم وان أعيش لنفسي حتى يوفقني الله للوصول إلى مبتغاها
ـــــــــــــ
كلمات على عجالة بعد الاطلاع على هذا الموضوع http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=271478 والكثير من المواضيع في منتدى مشكلتي
وإلى أن يوفقني الله لإتمام مذكراتي لأنثرها هنا
ما عليَّ إلا نصيحتكم , أن عيشوا الحياة كما هي
احتويت الدهشة والصدمة بقلب المومن الرَضِيّ وصبر أيوب النبي
ويعطيني الطبيب فرصة عام إن لم يتغير شيء فلا هروب من التدخل الجراحي
أتصدقون حتى ولو لم أجرِ العملية فلن يؤثر ذلك على صحتي الجسدية ما حييت
ولكن ربما ستتدمر حياتي المعنوية
عام كامل وأنا أسأل الإختصاصيين وأدخل أشهر المواقع الطبية في النت خاصة الفرنسية , أنسخ وأترجم وأستخرج الرسومات التوضيحية
لم أكن أعلم أنه سيأتي يوم وأتعلم فيه كيفية قراءة التحاليل المخبرية وأبذل مجهودات مضاعفة لقراءة "إيكوغرافي-إيكودوبلر" والكثير من الأمور المتعلقة بالطب
عام كامل وأنا أصارع نفسي هل أخبر عائلتي بأني أتعالج وبأني مقبل على عملية جراحية
كنت أسافر بين الولايات خفية بحثا عن الخلاص عن أشهر الإختصاصيين وأرقى المخابر
كان الإحراج كبيرا حين اضطررت لتناول أحد الأقراص في منتصف الأكل والاستلقاء بعدها لنصف ساعة ومن عاداتي تناول الغذاء على مائدة الجمع العائلي وكادت الصورة تهتز حين أمسكتني في إحداها يد لم تكن حانية على غير عاداتها متلبسا بتناول قرص , إنها النظرات القاتلة لأم طيبة ربَّت ولدها أحسن تربية حتى صار مثلا يشار إليه بالبنان , وماكان القرص أبدا قرص مخدرات كما ذهب إليه خوفها الفطري , أنجاني الله من ذاك الموقف العصيب وقد ألهمني قوة التمسكن والإقناع
عام كامل وأنا أفكر بحلقة مفرغة هل أخبرهم أم لا؟؟ كنت في كل أحوالي أفكر بعمق سحيق , في صحوي , غفوتي , خلوتي , في كل لحظة أكون فيها أنا ونفسي وقلبي وعقلي وضميري على انفراد
مشكلتي أني طيب , خجول , مؤدب , مطيع وسعيد جدا , وأي عمل يخرج عن هذه الدائرة سيصيب الجميع بالدهشة والارباك
الثاني من جويلية ذات عام
كنت حسمت الأمر ودخلت المستشفى دون علم أحد
لا عائلتي
لا أصدقائي
لا زملائي في العمل
ولا
ولا
ولا
صُمتُ كما أمرني طبيبي
توضأت وصليت الفجر
وقد حان دوري لدخول غرفة العمليات , تركت وصيتي بين أشيائي , لا أولاد لي ولا زوجة بعد , فكانت للوالدة الحصة الكبرى من تبريراتي واعتذاراتي
فحصني وقاس ضغطي وسكب المخدر الحارق في عروقي , كأن النار كانت تهرول في ذراعي إلى باقي جسدي حتى دخلت الغيبوبة , نصف ساعة لا أكثر حتى انتهت العملية بنجاح , كنت أعول على ما قرأت , يمكنك القيام بأعمالك بعد يومين فقط من العملية وإذ بطبيبي يصدمني << وأنا في غرفة العمليات جاءتني فكرة أن اقوم لك بعملية ثانية , محظوظ أنت فلقد تجنبت دخول المستشفى مرة أخرى وتجنبت حرقة التخدير وسوسبانس الغيبوبة>> لم اعرف كيف أصرخ في وجهه لقد أفسدت عليَّ ما خططت له منذ عام
بدل العملية صارت عمليتين ولا يمكنني الخروج اللآن وحدي
أي إحراج آخر يا رباه
رفعت هاتفي وحادثت والدتي وكل لحظة أسمعها فيها وتسمعني تزيد هي إطمئنانا وأزيد أنا شجاعة , أنا بخير يا أمي ولكنني في المستشفى ...بالكاد نطقتها , كان أصعب موقف مرَّ عليَّ في حياتي
أخرجوني من المستشفى وهم لا يفهمون شيئا مما يدور , أوقعتهم في الصدمة , وألهمني الله أن أقسم من يعرفونني إلى حزبين , حزب يحييني وحزب ينكر عليَّ ما فعلت
نجحت العملية ولكن لا شيء تغير
واصلت نهج التداوي الخفي بصبر وحكمة
مرت سنوات وسنوات وأنا صابر محتسب راجيا من الله أن يعوضني خيرا عن عذابات التنقل بين الولايات والمرمدة بين الأطباء ومخابر التحليل والأشعة
بعد مرور 10 سنوات رميت تقريبا المنشفة حتى ساق الله لي أخا لم تلده أمي وأرشدني إلى طبيب بالعاصمة
عندما زرته , أتعبني هو الآخر بما سبقه أصدقاء مهنته الذين زرتهم
ولكنه كان طبيبا يمتاز عن غيره بالحسم , فاجأني حين قال لي قد أعيد لك العملية هنا بالعاصمة
قلت له لا أحتاجها ولن أجريها
قال ستندم ومادمت تتعالج عندي فضع في حسبانك من الآن أنك ستجريها
خرجت من عنده مقهورا
هذه المرة لا يمكنني أن أخفي عن عائلتي شيئا فالعاصمة بعيدة عني جدا
كنت أجوب شوارع العاصمة والدموع تذبحني , تحرقني , لم أستطع أن أمسحها , كنت مشلول الفكر واليدين , لا أذكر أني بكيت يوما كما بكيت ذلك اليوم , لم أبال بأحد من المارة , كنت أحس أن شيئا ثقيلا تراكم مع السنين ينزل مع كل دمعة
تذكرت لحظتها شعور والدي وهو يخرجني من المستشفى , أبي كان مثل صديقي ورغم هذا لم تشفع له هذي المرتبة بإخباره عن تهوري
تذكرت دخولي بعد شهر كامل إلى عملي وأنا أباسط زملائي إلى أن صدموني باعتذارهم المقزز <<لم نستطع زيارتك لضيق بيتك>>
تذكرت عقدا كاملا من العذاب النفسي والأسئلة الموجعة والمتاهات المدمرة
رجوت الله أن يرحمني
وتتدخل العناية الالهية مرة أخرى ويتحسن وضعي نوعا ما لتتأجل العملية إلى يوم غير معلوم أو ربما تُلغى يوما إلى الأبد
لم أشأ أن أدخل في تفاصيل كثيرة كادت تقلب حياتي
ولكن قد نُحرم في هذه الدنيا من أعز الأشياء
قد نُحرم من النجاح رغم تفوقنا
قد نُحرم من طعم الحياة رغم رؤية الناس لنا أننا ملح حياتهم
أروع درس تعلمته في حياتي أنني وفقت في العيش لأحبائي كما يريدونني هم وان أعيش لنفسي حتى يوفقني الله للوصول إلى مبتغاها
ـــــــــــــ
كلمات على عجالة بعد الاطلاع على هذا الموضوع http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=271478 والكثير من المواضيع في منتدى مشكلتي
وإلى أن يوفقني الله لإتمام مذكراتي لأنثرها هنا
ما عليَّ إلا نصيحتكم , أن عيشوا الحياة كما هي