ماذا يقع إن اصبحت مسؤولا؟!
06-11-2014, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
ما معنى أن تكونَ مسؤولاً عند بني يعربِ؟
طبعًا أنت مسؤولٌ، إذاً ستسأل عن كل شيء عملته أو اقترفته ولكن ليس الآن، ولا في هذه الدار، بل عند مليكٍ مقتدرٍ.
ومع ذلك فكل مشروعٍ مثمرٍ؛ فالسؤال عنه مؤجلٌ في بلاد العربان.
وفي انتظار ذلك.
فالمسؤولية في تلك البلدان تعني أنّ الخلائقَ كلها تسأل وتستفسر عنكَ، و "تطمئن" على أحوالك.
وأنت في حِلٍّ منَ المساءلة والسؤال، حتى وإن كانت الخلائقُ تحيا في شظفِ العيشِ، وقساوة ِالحياة، وسوءِ المنقلبِ والمنوال.
فأما إن كنتَ من المقربين من" ولي الأمر" " فروْحٌ وريحانٌ "، ويا لِحظّكَ من مقامٍ كبيرٍ! ويا بشرى لك في الدنيا من" جنة نعيم".
ستسقط وتلغى عنك كل الأسئلة الكبيرة والمحرجة، ولا ينشغل بالك إلاّ بالأشياء الجميلة، وسيكون جدول أعمالك عامرًا باللقاءات المثمرة ذهباً وفضةً.
وأمّا إن كنت المسؤول الأول في البلاد، وكبير العائلة، و" ولي الأمر" العباد، فأنت الآمر الناهي.
و ستجدُ من يقول لك؛ وعلى رؤوس الأشهاد بلسان الحال ولا المقال:
ما شئتَ لا كما شاءتِ الأقدار** فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد ** وكأنّما أنصارك الأنصار
استغفر الله العظيم.
وسوف تجد الأصوات تعلو فتسعمها هاتفة ً:
أنت قائد البلاد المفدى، وأنت " سادس الخلفاء الراشدين "، وأنت، .. وأنت،.. وأنت
ويحقُّ لك أن تنهرَ وتزجرَ المسؤولين الكبار أمام الكاميرات.
وهؤلاء بدورهم سينهرون ويزجرون المسؤولين الأقل منهم رتبة، والمسؤولون الأقل رتبةً بدورهم سينهرون ويقمعون الشعب المغلوب على أمرهِ، والذي لم يجد حتى قوت يومه.
وسيعود النهر إلى مجراه الطبيعي وتهنأ أنت بالعيش الرغيد ويغرق "المنهرون " في أنهار الدماء.
ولك أن تجد الفروق السبعة بين النهر والنهر.
وأما اذا لم تكن مسؤولاً، ولا بمسؤولٍ كبيرٍ. فمحلُّكَ من الإعراب في بلاد العربان:
أن تكون متروكًا لحالك مكسور الخاطرِ، وعلامة الكسر خواء بطنك الظاهر للعيان.
والذي فعل لك هذا، يعني " الفاعل " فهو نصَّابٌ..عفواً أقصد منصوبًا ومُنصّبًا عليك.. ـ فقد تعوّدنا أن يكون الفاعل مرفوعًا؛ عن كل شبهة ـ "فالفاعل "هنا هو منصوبٌ ومُنّصبٌ على جماجم الشعوب رغم أنوفهم وعلامة نصبه الرعيّة المنبطحة على بطنِها.
ومع ذلك ليعلم هؤلاء وأولئك " أنها أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة "
كما قالها المعصوم ــ صلى الله عليه وسلم ــ و رب العزة يقول:
" إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا "
آهٍ! وكم كان أرسطو مصيباً في وصفه لنظامِ الحكمِ الشرقي بأنه النموذج الحقيقي للطغيان.
من مواضيعي
0 من ثقب الروح كانت أمنية
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
0 هكذا قال: فولتير
0 وأرغم المعزَّى بالانتقال إلى المعزِّي
0 هل سيصبح " خاشقجي" " البوعزيزي " آخر؟
0 والقادم أقبح وألعن .. حتى خارج " مضارب العرب"
0 قال قائلهم" السيادة خط أحمر" فجاءه الرد من الذي " يحميه"
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 07-11-2014 الساعة 11:28 AM