ليلى وصاحباتها
18-01-2015, 04:36 PM
ليلى وصاحباتها

قالت لهنّ تراني صرتُ عاشقةً
ياصاحباتي ولمْ أشعرْ بماعندي


وقد تركتُ لعقلي الأمرَ وانتبذتْ
روحي مكانا قصيّا مُفرطَ البُعدِ


وكنت أسمع منكنَّ الهوى قصصًا
ولاأبالي..ولـــو باليتُ لم أُبْـدِ


ومادريتُ بأنّ السّحرَ في غزلٍ
قد يفتنُ العقلَ مهما زاد في الصّدِّ


أو قدْ يَمسّ شغافَ القلبِ في دعةٍ
فلايقاومُ أو يقوى على الردِّ


وقد وُهِبتُ جمالَ القدّ أغلبَهُ
بل كنتُ أشبهَ أهلِ الحسنِ بالوردِ


ولي قوامُُ عجيبُُ زدتُـه ـ دلعاـ
وإذْ مشيتُ تثنّى الغصنُ في قدّي


وللغرور نصيبُُ زادني ثقةً
أنْ ليس يبلغ منّي آدمُُ وُدّي


لكنْ شعرتُ بأنّ القلبَ يخذلني
وازْدادَ نبضًا وغنّى تائهَ الوجْدِ


فهل جوارُ ذواتِ العشقِ سبَّبه ؟
وماقرأتُ بأنَّ العشقَ قد يُعْدي


حتى التقيتُ بمجنونٍ وأنشدني
وقد شُــغِفتُ بما أبْدَى ومايُبدِي


وكان ينظمُ في وصفي قصائدَه
أشهى من العسلِ الشّافي ومن شهْدِ


وكان ينظرُ في عينِي ويأسِرني
وحين عانقني خفّفتُ منْ عِنْدي


وصرتُ أشعرُ أنّ الأرضَ مملكتي
وكلُّ من ملكَ الدّنيا غدا عبْدي


ياصاحباتي أفي كشفِ الهوى عتبُُ؟
وهلْ ألامُ على ماليس من قصدي؟
. .
فقلن:لالومَ فيما قلتِ فاحْتملي
إنّا سواسية ُُفي محْملِ الجدِّ


ومانراكِ على جهلٍ وقد كَتبتْ
لنا المقاديرُ مانشكو من السّهدِ


إنّا نرى الرّجلَ الصيّادَ يرقبُنا
مثل الظباءِ ولا مَنْجى من الصّيدِ


وحين تكتملُ الدّنيا ويملكنا
نهيمُ فيهِ بلا شرطٍ ولاقيْد


فادْعِي لعلّ الهوى يحنو وينصِفنا
بمن إذا وعدو ماتوا على الوعدِ


ومن إذا اقتربوا ظلّوا بروعتهم
ومن إذا اغتربوا ظلّوا على العهدِ
..
قالتْ: وقد سَرَدَتْ أحداثَ قصّتها
أراحكنَّ الهوى باليُمنِ والسّعدِ


فاكْتُمْنَ أمري ولاتبْدينَه أبدا
إنّي أخاف من الحُسّادِ والكيْدِ


وسوف أبذلُ مافي القلبِ من سَعةٍ
ولستُ مُبقيةً شيئا من الجهدِ


حتى أنالَ الهوى وصْلاً ومكتملاً
ويصبحُ الشّاعر المجنونُ لي وحدي


وسوف أجعلُهُ عمْرًا بأكملهِ
ولن يفكّر في مجنونةٍ بــعدي
كان ولازال في داخلي إيمان أنّني مخلوق من طين أنفطر أحيانا وأتشقّق فأحتاج إلى سند لأستعيد به صلابتي...وأتماسك أحيانا وأقوى لأسند من هو في حاجة إليّ ...وهكذا كنت أرى غيري فصرت أعذر النّاس للنّاس.