بدعة منع الاعتكاف.للشيخ عبد الوهاب مهية
14-03-2015, 09:47 PM
بدعة المنع من الإعتكاف
في غير المساجد الثلاثة
للعلامة :عبد الوهاب مهية

هذه إحدى البدع التي طالعنا بها بعض طوائف هذاالزمان ... حيث زعموا أن الإعتكاف في غير المساجد الثلاثة ؛ الحرم و مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأقصى ،بدعة ...و عطلوا بذلك شعيرة من شعائر الدين . و أفرغوا المساجد من عمارها ، و حرموا الناس من خير كبير.
و مستند هؤلاء هو ما روي عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : " لقد علمتَ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ، أو قال : في مسجد جماعة ".
قال الشوكاني ( النيل 4/269 ) : أخرجه ابن أبي شيبة ، لكن لم يذكر المرفوع منه ... و هذا يدل على أنه لم يستدل على ذلك بحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ... و أيضا الشك الواقع في الحديث مما يضعف الإحتجاج...اهـ
قال ابن حزم ( المحلى 5/195 ) : هذا الشك من حذيفة أو ممن دونه ، و لا يقطع على رسول الله صلى الله عليه و سلم بشك .اهـ
قلت : و الدليل على جواز الإعتكاف في كل المساجد ، بلا استثناء ، قول الله تعالى :
( و أنتم عاكفون في المساجد ) فعمّ تعالى و لم يخصص.
و قول عائشة رضي الله عنها فيما رواه البيهقي و غيره :
" السنة فيمن اعتكف أن يصوم ، و لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة ". و روا ه أبو داود بلفظ : " إلا في مسجد جامع "
و روى أيضا عن ابن عباس قوله : " إن أبغض الأمور إلى الله تعالى البدع ، و إنّ من البدع الإعتكاف في المساجد التي في الدور "
و قد مر من حديث حذيفة أن عبد الله بن مسعود قال له حينما أنكر الإعتكاف في المساجد غامة :
" لعلك نسيت و حفظوا "
قال الهيثمي في ( الزوائد 3/173 ): رواه الطبراني في ( الكبير ) و رجاله رجال الصحيح .اهـ
فترك الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ، إهذار للسنة و استهتار بهدي السلف ، و تخريب لبيوت الله .
قال الله تعالى : ( و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى في خرابها ) الآية.
و منشأ كل هذه الأحكام القصور في الفهم ، و العجز عن إدراك فحوى النصوص ، و عدم التمكن من وسائل الفقه ... فما أقبح الجهل ، فإنه لا يزال بصاحبه حتى يزيّن له الباطل ، و يلبّسه عليه حتى لكأنه الحق الأبلج.