من لم يستعد لرمضان - قبل دخوله - : ثبطه الله وأقعده عن القيام بمراضيه فيه ؛ فاحذر!!؟
30-05-2015, 02:55 PM
من لم يستعد لرمضان - قبل دخوله - : ثبطه الله وأقعده عن القيام بمراضيه فيه ؛ فاحذر!!؟
هذه موعظة:" صغيرة المبنى، عظيمة المعنى": خطها يراع أخينا الفاضل:" محمود بن غازي" بارك الله فيه، فإليكموها:
1 –) قال ابن القيم - رحمه الله – في:( مفتاح دار السعادة: 1 / 136):
{ومن أراد شيئا: هيأ له عدته ، قال تعالى:[ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ]}.
وقال - رحمه الله – في:( شفاء العليل: 101 ):
{ والتثبيط: رد الإنسان عن الشيء الذي يفعله. قال ابن عباس: "يريد خذلهم وكسلهم عن الخروج"... ولم يريدوا الخروج في طاعة الله، ولم يستعدوا له، ولا أخذوا أهبة ذلك: كره سبحانه انبعاث من هذا شأنه}.
وقال - رحمه الله – في:( مدارج السالكين:2 / 140):
{فهذا مكر الله بالعبد:أن يقطع عنه مواد توفيقه، ويخلي بينه وبين نفسه، ولا يبعث دواعيه، ولا يحركه إلى مراضيه ومحابه }.
2 –) قال ابن القيم - رحمه الله – في:( بدائع الفوائد:3 / 699 ) : { حذار حذار .. من أمرين لهما عواقب سوء ..
والثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به: ثبطك الله، وأقعدك عن مراضيه وأوامره: عقوبة لك.
قال تعالى:[ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبدا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ].
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين، فلتهنه السلامة}.
3 –) قال ابن القيم - رحمه الله – في:( الفوائد:90 - 91) : {الاستجابة: أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب ، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه، فيعلم هل استجاب له قلبه ، وهل أضمر ذلك ،أو أضمر خلافه.
وعلى القول الأول، فوجه المناسبة:أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة، وأبطأتم عنها، فلا تأمنوا أن الله يحول بينكم وبين قلوبكم ، فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة: عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته ، فيكون كقوله:[ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة]، وقوله:[ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم]، وقوله:[ فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل].
ففي الآية: تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب، وإن استجاب بالجوارح".
فـــ: يا باغي الخير أقبل .. أقبل .. فهذه:{ أسرار المحبين في رمضان}.
تعال - يرعاك الله - قبل دخول شهر رمضان المبارك نستعد، ونطالع أسرار المحبين، ونفحات المقربين في رمضان حتى لا نحرم من ذلك.