تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
هام جدا: القرآن والسنة بيننا
09-07-2015, 02:50 PM
هام جدا: القرآن والسنة بيننا



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



اطلعت على متصفح بعنوان:" القرآن بيننا!!؟"، فرابني أمره بسبب عدم ذكره للسنة النبوية الشريفة!!؟ - رغم أنها:" وحي من الله تعالى" مثل القرآن الكريم، وكنت قد رددت على ما جاء في ذلك المتصفح بمشاركتين مختصرتين، ولكن للأسف: لم نجد جوابا للمخالف، ورأينا تهربا من نقاش مسألة:" تعقل القلب" التي ينكرها هؤلاء – مع أننا أثبتناه لهم- بأدلة القرآن الذي طالبونا بجعله:" بيننا!!؟".
فكتبنا ردا على تهرب مخالفنا، لنلحقه بمتصفحه، وبعد إتمامه: تبين له طوله نسبيا، فرأينا:" تعميما للفائدة": نشره مستقلا، فإليكموه:


نتفهم عجز مخالفنا عن التعليق على تفصيلنا لمسألة:" تعقل القلب" التي ينكرونها، وقد أثبتناها له بأدلة قاطعة من:" القرآن الكريم" الذي دعانا بعنوان متصفحه لجعله:" بيننا!!؟"، فلما جعلناه بيننا، وقد خالف ما أتيناه به: ما أراد أن يثبته هو بمتصفحه ذاك!!؟: لم يجد حيلة سوى القفز على جوابنا بالهروب إلى الأمام: تحدثا عن افتراضات لا تزال إلى الآن في:" حيز الوهم المأمول!!؟".

عند قراءتي لأول مرة لعنوان متصفح مخالفنا:" القرآن بيننا!!؟": تذكرت مباشرة حديثا فيه برهان على:" إعجاز نبوته عليه الصلاة والسلام"، وقد تكلم فيه عن:" فرقة تأتي بعده: تدعو إلى التمسك بالقرآنفقط!!؟"، فتجعله:" بيننا بزعمها!!؟"، وتلغي السنة إجمالا، أو على الأقل: تلغي كل الأحاديث التي تزعم – حسب عقولها القاصرة- أنها تخالف القرآن!!؟، ليخلو لها المجال بعد ذلك، فتفهمه وتشرحه: وفقا لما تمليه عليها أفهامها المحدودة!!؟.

وقد سبق لنا: الرد على تلك الفرقة المسماة ب:" القرآنيين!!؟"، ومذهبها هنا جزء من منهج:" العقلانيين!!؟"، وذلك من خلال رد مؤصل على أحدهم، وقد رأينا بأنه من المناسب للمقام، وتعميما للفائدة: التذكير بتأصيلنا لمن قرأه ونسيه، وهي أيضا فرصة مناسبة، ليطلع عليه من لم يقرأه سابقا من الأعضاء الجدد وغيرهم، فإليكموه مع زيادات نافعة:

قولك:{ الأحاديث التي لا تتطابق مع النص القرآني لا يعتد بها}.
التعليق: هذه غريبة عجيبة منك؟؟؟، إن هذا:( التأصيل العقلي المجرد عن الأدلة الشرعية) يشكل:" تدميرا ممنهجا لأصول الشريعة!!؟"، لأنه يفتح باب شر مستطير أمام:" أهل الأهواء"، ليردوا ما ثبت من صحيح السنة: بحجة أنها لا تتطابق – حسب أهوائهم – مع النص القرآني؟؟؟، وصدق الله تعالى إذ يقول:[ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ].
إن تأصيلك: يفتح الباب مشرعا للطعن في السنة النبوية الشريفة، إذ أنه يتيح لكل من لم يوافق:" هوى معقوله":" صحيح الأحاديث": أن يطعن فيها، ويردها بتلك الحجة الواهية الواهنة؟؟؟.
إن من يتبنى هذا المذهب: يجهل أو يتجاهل بأن:" السنة وحي كالقرآن"، فالأحاديث الصحيحة هي:" الذكر المنزل للبيان": الذي قال عنه الله تعالى:
[ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ].
لقد استقر في عقل وقلب كل:" سليم الفطرة": أن ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أحاديث:" حق لا ريب فيه"، لأن قائله وصفه ربه جل وعلا بقوله:[ وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى].
إن علماءنا الأفاضل قد أصلوا:" قاعدة عظيمة": يشهد لصحتها:( النقل والعقل والفطرة والحس)، والمقصود هنا هو قولهم:" إن صريح المعقول: لا يخالف صحيح المنقول".
فحاشا الشريعة الغراء: أن تتناقض أدلتها، لأن الكل من عند:" الحكيم العليم الخبير"، ومن رأى أن فيها تناقضا؟؟؟، فإنما مرد ذلك إما:" لسوء فهمه، أو سوء قصده، أو لهما معا!!؟"، ومن وجد شيئا من ذلك، فليرجع على عقله بالاتهام، وليذكر قلبه بقول:" الرحيم الرحمن في محكم القرآن":
[ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً].
إن ما أصلته بكلامك هو مذهب:" العقلانيين!!؟" الذين:" حاكموا النقل والوحي إلى عقولهم القاصرة!!؟"حتى قال أحد الحنفية، وهو:" أبو الحسن الكرخي" – عفا الله عنه -:" كل آيةٍ وحديثٍ يخالف ما عليه أصحابنا، فهو مؤول أو منسوخ"!!؟.
وقد غلت طائفة من هؤلاء:" العقلانيين!!؟"، فألغوا الاحتجاج بالأحاديث مكتفين بالنص القرآني؟؟؟، لذلك سموا ب:" القرآنيين!!؟"، والمنطلق واحد بين هذه الطائفة، والطائفة الأخرى التي ذكرت تأصيلها في قولك:
{ الأحاديث التي لا تتطابق مع النص القرآني لا يعتد بها}؟؟؟.

لقد جاءت:" أحاديث صحيحة صريحة" تدحض مذهب:" القرآنيين" أصالة،
ومذهب:" العقلانيين!!؟" تبعا ، وإليكم بعض تلك الأحاديث:

جاء في:" صحيح الجامع":(1/518) قوله عليه الصلاة والسلام:
" ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني، وهو متكئ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله". (صحيح) عن المقدام بن معد يكرب، وانظر:( المشكاة: 163).
فتأملوا دليل إعجاز نبوته عليه الصلاة والسلام حين تنبأ بمعتقد فرقة:" القرآنيين" القائلين:{ فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله... }، وعنوان ذلك المتصفح:( القرآن بيننا)!!!؟؟؟.

وجاء في:" صحيح الجامع" أيضا: قوله عليه الصلاة والسلام تحت رقم:
(7172 – 2454):
" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".
(صحيح) [حم د ت هـ حب ك] عن أبي رافع، وانظر:( المشكاة: 162).

قال الشيخ المحدث العلامة:" الألباني" رحمه الله في رسالة:" منزلة السنة من الإسلام":(1/13) ما يأتي:
{ وجد في الوقت الحاضر طائفة يتسمون ب: (القرآنيين): يفسرون القرآن بأهوائهم وعقولهم دون الاستعانة على ذلك بالسنة الصحيحة، بل السنة عندهم تبع لأهوائهم!!؟، فما وافقهم منها تشبثوا به، وما لم يوافقهم منها نبذوه وراءهم ظهريا!!؟، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم: قد أشار إلى هؤلاء بقوله في الحديث الصحيح: " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " [رواه الترمذي]. وفي رواية لغيره: " ما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا وإني أتيت القرآن ومثله معه ". وفي أخرى: " ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ".
بل إن من المؤسف: أن بعض الكتاب الأفاضل ألف كتابا في شريعة الإسلام وعقيدته، وذكر في مقدمته أنه ألفه، وليس لديه من المراجع إلا القرآن!؟؟.
فهذا الحديث الصحيح: يدل دلالة قاطعة على أن الشريعة الإسلامية: ليست قرآنا فقط، وإنما هي:" قرآن وسنة"، فمن تمسك بأحدهما دون الآخر، لم يتمسك بأحدهما، لأن كل واحد منهما يأمر بالتمسك بالآخر كما قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }، وقال:{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} ، وقال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }.
وبمناسبة هذه الآية: يعجبني ما ثبت عن:" ابن مسعود" رضي الله عنه، وهو: أن امرأة جاءت إليه فقالت له: أنت الذي تقول:" لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات": الحديث؟. قال: نعم قالت: فإني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره، فلم أجد فيه ما تقول فقال لها: إن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. قالت: بلى. قال: فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لعن الله النامصات". [متفق عليه].

وجاء في:" موسوعة الألباني في العقيدة":(1/295):
{ في حقيقة الأمر: إن ادعاء أن القرآن هو: فقط المرجع الوحيد، وليس للسنة دخل في بيان القرآن!!؟، فهو كفر بالقرآن، الذي يقول بأني لا أؤمن إلا بالقرآن: هو يكفر بالقرآن؛ ذلك لأن القرآن مما قال فيه رب الأنام: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ}، ها نحن ذكرنا آنفاً الصلوات الخمس، وكيف أنها تنقسم إلى أقسام، من أين أخذت هذه الأقسام!!?، لا شيء منها بهذا التوضيح في القرآن الكريم، لكن هو بيان الرسول عليه السلام الذي أشار الله إليه في الآية السابقة:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، أي: إن هذه الآية تعني أن بيان الرسول عليه السلام ينقسم إلى قسمين:
بيان لفظي: وهو تبليغ القرآن إلى الأمة، والبيان الآخر هو: بيان بمعنى التفصيل، ولذلك جاء حديث الرسول عليه السلام في الصحيح.
وأنا بهذه المناسبة أقول: ينبغي انتقاء هذه الأحاديث، وتقديمها لطلابكم هناك حتى تستقيم العقيدة الصحيحة، ويعرفون قدر السنة، وأهمية الرجوع إليها مع القرآن الكريم، ذكرت حديثاً وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
" لا يقعدن أحدكم متكئاً على أريكته يقول هذا كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالاً حللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه .. ألا إنما حرم رسول الله مثلما حرم الله"؛ ذلك لأن الله يقول في القرآن الكريم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.

وجاء في نفس الموسوعة:(5/524):
باب حكم منكري السنة!!؟:
السائل: سؤال فضيلة الشيخ: بما يُرَدُّ على من لم يحتج بالحديث الصحيح: نتيجة أنه لا يُصَرَّح في القرآن على هذا الأمر، أو يتأول الحديث على ما يوافق هواه!!؟.
الشيخ: كيف ... طبعاً هذا لا يكون مسلماً؛ لأن الله عز وجل قد أمر حينما يختلف الناس، ويتنازعون في شيء ما من الأحكام: أن يرجعوا إلى أمرين اثنين: إلى:( كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -)، كما قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، وقد اتفق علماء التفسير على أن الرد في هذه الآية إلى الله: إنما هو الرد إلى كتابه، وهذا من البداهة والظهور بمكان؛ لأن الرد إلى الله: لا يعني كما لو رد الأمر إلى حاكم أو قاضي، فيذهب المتخاصمان إليه، فربنا عز وجل: لا يمكن للبشر أن يرتدوا إليه لذاته تبارك وتعالى؛ ولذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى الله لتقدير مضاف محذوف أي: إلى كتابه.
كذلك بالنسبة للرد إلى رسوله: لا يمكن الرد إلى شخصه، وبخاصة لمن كان بعيداً عنه في حياته، وبصورة أخص بالنسبة للذين جاءوا بعد وفاته عليه السلام، فلا يمكنهم الرد إلى شخصه، فأيضاً: الأمر المقصود بالرد إلى الرسول: الرد إلى سنته.
فمن زعم بأنه يستكفي بالقرآن دون السنة، فقد كفر بالله ورسوله لهذه الآية، وبأمثالها من آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا}، وقوله تبارك وتعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، فمن لم يؤمن ببيانه عليه الصلاة والسلام الذي هو كما يضاف إليه هذا البيان للقرآن ... ، والآية الأشهر في هذا المجال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.
فالذي يزعم بأنه لا يتحاكم إلى سنته عليه السلام، وإنما إلى القرآن!!؟، فهو ليس مؤمناً بالقرآن، وإنما يصدق عليه ما قاله تعالى في بعض أهل الكتاب: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} ، ولذلك جاء التحذير الشديد من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الاعتماد على القرآن فقط دون السنة!!؟، فقال عليه الصلاة والسلام:" لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يقول: هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حراماً حرمناه، وما وجدنا فيه حلالاً حللناه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله"؛ لأنه كما جاء في القرآن: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.

وختاماً:
قد جمع المصدرين الأساسين للمسلمين:( كتابًا وسنةً) في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -:" تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
فمن صرح من المسلمين، ولو كان يصلي ويصوم، بأنه لا يعتمد في دينه إلا على القرآن الكريم، فهو كافر، وأول ما يدل على كفره وتناقضه: أنه يصلي صلاة إن كان مخلصاً في هذه الصلاة، هذه الصلاة لم تأت في القرآن، فمن أين جاءته هذه الصفة!!؟: من ركوع .. سجود .. وأذكار وتشهد، هذه التفاصيل كلها إنما جاءتنا من طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمن زعم أنه لا يعتمد إلا على القرآن، فلا يصح إسلامه، بل لو كان هناك حاكم ينفذ الشرع بجميع أحكامه: يستتاب، فإن أصر على أنه لا يعتمد في دينه على القرآن: قتل كفراً، وليس حداً، وإن تاب: تاب الله عليه}.
انتهى كلامه، وانظر:"رحلة النور": (10ب/00:29:25).

وبذلك: يتضح جليا لكل:" عاقل منصف": حقيقة دعوى:( القرآنيين والعقلانيين) بجعل:" القرآن وحده بيننا!!؟"، وذلك: بإهمال السنة النبوية الشريفة!!؟، أو: إلغاء الأحاديث التي تخالف عقول هؤلاء!؟ – وإن كانت تلك الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم!!؟-.

فالحمد لله على:" نعمة السنة المتممة المكملة الموضحة للقرآن الكريم".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
sabrina88
زائر
  • المشاركات : n/a
sabrina88
زائر
رد: هام جدا: القرآن والسنة بيننا
11-07-2015, 11:15 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
تذكير بالقاعدة العظيمة عند:" أهل السنة والجماعة":
" العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح".


و النقل لا يعتبر صحيحا ما لم يحكم العقل بذلك...يعني أن الأمور في النهاية ترجع الى العقل...

التعديل الأخير تم بواسطة sabrina88 ; 11-07-2015 الساعة 02:34 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: القرآن والسنة بيننا
11-07-2015, 03:27 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



أقول معقبا على المقولة:

" و النقل لا يعتبر صحيحا: ما لم يحكم العقل بذلك...".


إن تلك المقولة تعتبر:" اكتشافا مذهلا، وخارقا للعادة": لم يطلع عليه:" جمهور محدثي أمتنا!!؟"، وبقي خفيا عليهم حتى من الله علينا في هدا العصر بمن فاق الأولين والآخرين، ليؤصل لنا هده القاعدة الهادمة للدين؟؟؟.

والسبب بسيط جدا كما يأتي:

لم تخبرنا صاحبة هذا:" الاكتشاف المذهل!!؟" من هو:" صاحب ذلك العقل الخارق": المؤهل يحكم على النقل بالخطأ أو الصحة!!؟:
هل هو عقل فلان أو فلانة؟؟؟، أو علان أو علانة؟؟؟.
لأن كل عاقل منا له عقل دون شك؟؟؟، وما يراه غيري بعقله نقلا خاطئا، أراه بعقلي نقلا صحيحا؟؟؟، ولا مزية لعقله على عقلي؟؟؟.
فما هو الفاصل بيننا إذن؟؟؟.
هل من جواب واضح مدعم بالأدلة الشرعية لا العقلية؟؟؟، لأنني بعقلي أخالف: ما أنتجه عقل من يخالفني؟؟؟، وأبسط دليل على ذلك هو: اختلاف عقلينا في هذه المسألة بالذات؟؟؟، ولنا أن نقول:[ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ].

" والله الذي لا إله غيره، ولا معبود بحق سواه ": لو تركنا الدين لعقول بعض الناس، لأفسدوه طولا وعرضا!!؟.
صدق:" الخبير العليم القائل في القرآن الكريم":
[وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ].

ولمن أرد التفصيل في مسألة:" عدم تعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح"، فإننا نحيله على رابط متصفحنا الذي فصلنا فيه الكلام في هذه المسألة، وستكون لنا هناك إضافات بحول الله تعالى حينما نجد متسعا من الوقت:
رابط المتصفح:
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=298394

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية فارس معمر اسامة
فارس معمر اسامة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-02-2014
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 161
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • فارس معمر اسامة is on a distinguished road
الصورة الرمزية فارس معمر اسامة
فارس معمر اسامة
عضو فعال
رد: هام جدا: القرآن والسنة بيننا
11-07-2015, 08:55 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



أقول معقبا على المقولة:


" و النقل لا يعتبر صحيحا: ما لم يحكم العقل بذلك...".


إن تلك المقولة تعتبر:" اكتشافا مذهلا، وخارقا للعادة": لم يطلع عليه:" جمهور محدثي أمتنا!!؟"، وبقي خفيا عليهم حتى من الله علينا في هدا العصر بمن فاق الأولين والآخرين، ليؤصل لنا هده القاعدة الهادمة للدين؟؟؟.

والسبب بسيط جدا كما يأتي:

لم تخبرنا صاحبة هذا:" الاكتشاف المذهل!!؟" من هو:" صاحب ذلك العقل الخارق": المؤهل يحكم على النقل بالخطأ أو الصحة!!؟:
هل هو عقل فلان أو فلانة؟؟؟، أو علان أو علانة؟؟؟.
لأن كل عاقل منا له عقل دون شك؟؟؟، وما يراه غيري بعقله نقلا خاطئا، أراه بعقلي نقلا صحيحا؟؟؟، ولا مزية لعقله على عقلي؟؟؟.
فما هو الفاصل بيننا إذن؟؟؟.
هل من جواب واضح مدعم بالأدلة الشرعية لا العقلية؟؟؟، لأنني بعقلي أخالف: ما أنتجه عقل من يخالفني؟؟؟، وأبسط دليل على ذلك هو: اختلاف عقلينا في هذه المسألة بالذات؟؟؟، ولنا أن نقول:[ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ].

" والله الذي لا إله غيره، ولا معبود بحق سواه ": لو تركنا الدين لعقول بعض الناس، لأفسدوه طولا وعرضا!!؟.
صدق:" الخبير العليم القائل في القرآن الكريم":
[وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ].

ولمن أرد التفصيل في مسألة:" عدم تعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح"، فإننا نحيله على رابط متصفحنا الذي فصلنا فيه الكلام في هذه المسألة، وستكون لنا هناك إضافات بحول الله تعالى حينما نجد متسعا من الوقت:
رابط المتصفح:
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=298394
النقل الصحيح لايختلف مع العقل الصحيح ...لكن احيانا يكون ما هوعقل مجرد شك وبعض الدين مجرد ظن وهن يتعارض الشك مع الدين او يتعارض او يتصادم الظن مع العقل ...كما ان العقل في حد ذاته كما الحواس قاصر عن إدراك كل شيء كما الحواس وقد تسآءل الفلاسفة هل العقل وحده كافي لإدراك الحقيقة المطلقة وما أدراني ان العقل يخطيء كما تخطيء الحواس ترى ماهو ليس حقيقي ولاترى ماهو هو حقيقي ..وهل بالعقل وحده نصل للحقيقة المطلقة ام ان هنا ماهو فوق فهم العقل وعلينا ان نسلم به ..
ليس للكاتب منصب وراتب بل قلم ومنبر

مع تحياتي وإلتزامي فارس معمر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: القرآن والسنة بيننا
13-07-2015, 01:46 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



الأخ الفاضل:"معمر فارس أسامة".
بارك الله على ما دبجه يراعك في مشاركتك رقم:(5)، وهذا تعليق بسيط عليه:



إن:" العقول تتحير في تصور بعض القضايا"، لأن لها حدا تنقطع دونه، وإدراك هذا الأمر الهام جدا هو:" أول جرعة علاجية" لمن لم يستوعب عقله مدلولات بعض النصوص الشرعية الثابتة!!؟.
أخرج أبو نعيم في الحلية بسنده إلى الشافعي أنه قال: قال ابن عباس لرجل:" أي شيء هذا؟"، فأخبره، قال: ثم أراه شيئا أبعد منه، فقال: أي شيء هذا؟، قال: انقطع الطرف دونه، قال:" فكما جعل لطرفك حد ينتهي إليه، كذلك جعل لعقلك حد ينتهي إليه".
وهذا مما لا يخالف فيه العقلاء قاطبة.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: القرآن والسنة بيننا
13-07-2015, 01:48 PM
وأما بخصوص مسألة:" العقل الصريح: لا يخالف النقل الصحيح"، فإليكم تفصيلا ماتعا للمسألة نعيد التذكير به لمناسبته لهذا الحوار:

يحاول بعضهم جاهدا:" خلق إشكالية بين النقل والعقل في الإسلام!!؟"، وحقيقة الأمر: مخالفة لما يروج له هؤلاء لسبب أو لآخر!!؟.
وهذا مبحث نفيس يدحض:" دعوى العقلانيين"، فإليكموه:

من أصول:" أهل السنة والجماعة" العقدية العظيمة أن:
( العقل الصّريح لا يُخالف النّقل الصّحيح ).
وهذا الأصل من:" أنفع وأهمّ أصول الاعتقاد"، فلا يمكن أن:" يتعارض العقل الصّريح والنّقل الثّابت الصّحيح أبدًا".
فإذا وجد عقل أحدهم:" ما يوهم التعارض بين النّقل والعقل!!؟"، فليعلم أنّ هناك أحدَ أمرين:

- إمّا أن يكون النصّ غيرَ صحيحٍ.
- أو أن يكون العقل غيرَ صريح.

ويجب البحث عن صحّة النصّ[1]، فإن ثبت بالسّند الصّحيح: لزم أن يُحكم على العقل: أنّه غير سليم صريح، و:" العقل الصّريح" هو:" القلب السّليم الّذي نهل من ينابيع الكتاب والسنّة وآثار سلف هذه الأمّة".
فإذا توفّر هذا الشّرطان:( صحّة النص وسلامة العقل )، فلا يمكن أبدًا أن يكون هناك تعارض أو تناقض.
ويدلّك على ذلك: أنّ كلّ من ادّعى التّعارض بين العقل والنّقل: تراهم من المخالفين لمعتقد:" أهل السنة والجماعة"، فخالفوا بذلك الأصلين السّابقين، ولم يُسمع حرفٌ واحدٌ عن أهل السنّة والجماعة: أنّهم ردُّوا نصّا صحيحا لأنّه خالف العقل، كلّ هذا لتوفّر هذين الشّرطين:

- " صحّة النّقل": فهم لا يبنون الاعتقاد إلاّ على النّقول الثّابتة كما مرّ.
- و" سلامة العقل من الآفات الدخيلة عليه": كالتّعصّب للمشايخ، والتّأثّر بعلم الكلام، والوقوع في فلسفات الغربيّين، ونحو ذلك.

ولأهمّية هذا الأصل أفرده شيخ الإسلام:" ابن تيمية" رحمه الله بمؤلّف خاصّ ماتع رائع، وهو كتابه الكبير المفيد:" درء تعارض العقل والنقل ".
وإنّما ركّز أهل العلم على هذه القاعدة: لرواج المذهب الكلامي القائم على المقدّمات الفلسفيّة، ومن أخطر ذلك: ما وضعه الرّازي:(544هـ/606هـ) في مؤلفه: " أساس التّقديس".
وملخّص ما قاله في:" أساس التّقديس ":
{ أنّه إذا تعارض العقل والنّقل، فلا يخرج عن أن يكون أحد أربعة أحوال، إمّا:
- أن نقبلهما معا، وهذا محال، لأنّ النّقيضين لا يجتمعان، ومن أمحل المحال اجتماع الضدّين في الحال.
- أن نردّهما معا، وهذا محال، لأنّ في ذلك طعنا في النّقل والعقل معا.
- أن نقدّم النّقل على العقل، وهذا محال أيضا، لأنّ العقل هو الطّريق إلى معرفة صحّة النّقل، فلو طعنّا فيه: لطعنّا في النّقل أيضا، فلم يبق إلاّ:
- أن نقدّم العقل على النّقل، بضرب من التّأويل.

وقد راج هذا الكلام بين أتباعه حتّى عدّوه:" فتحا عظيما، ونصرا عزيزا!!؟"،فجاء شيخ الإسلام:" ابن تيمية" رحمه الله، فنقض هذا الكلام من أساسه، وذلك في كتب عديدة له، أشهرها:"درء تعارض العقل والنّقل" في أحد عشر مجلّدا، و:"بيان تلبيس الجهميّة" في جزئين، وترى كثيرا من تلك:" التّأصيلات العلمية" في مواضع كثيرة من مجموع الفتاوى وخاصّة المجلّد الخامس والسّادس.
وملخّص كلام:" ابن تيمية" رحمه الله في ردّه، أنّ ما قاله الرّازي وغيره مردود من طريقين:

1- الطّريق الأوّل: طريق المنع:
- وهو أنّ النّقل الصّحيح: لا يمكن أن يخالف العقل الصّريح، وذلك ما سبق بيانه آنفا.
- وهو أنّ العقل: لا ينضبط، وما علّق على ما لا ينضبط: لا ينضبط أيضا؛ بدليل أنّنا نرى كثيرا منهم ينفي بدلالة العقل: ما أثبته الآخر بدلالة عقله!؟.
- أنّه يمكن أن نجعل القسمة أكثر من ذلك، بأن يقال: يقدّم النّقل أحيانا، ويقدّم العقل أحيانا أخرى، والرّاجح هو: ما دلّت القرائن على صحّته.

2- الطّريق الثّاني: طريق التّسليم:
سلّمنا أنّ القسمة رباعيّة، ثمّ سلّمنا أن العقل الصّريح :قد يخالف النّقل الصّحيح، فيقال: قولكم:
إنّهما لا يقبلان معا، صحيح.
وإنّهما لا يطرحان معا، صحيح.
أمّا قولكم: لو قدّمنا النّقل على العقل: كان ذلك طعنا في العقل الّذي به عرفنا صحّة النّقل، فهذا غير صحيح، من وجهين اثنين:

أوّلهما: ما فررتم منه: وقعتم فيه!!؟، لأنّ تقديم العقل على النّقل: فيه اتّهام أيضا للعقل، لأنّ العقل شهد بصحّة النّقل، ثمّ ادّعى غلطه!!؟.

ثانيهما: كون العقل دليلا على النّقل: لا يعني أنّه صواب في جميع أحيانه، ومثل ذلك:" مثل من سأل عن طبيب ماهر حاذق، فدلّه أحدهم عليه، وبعد ذلك أراد هذا الدالّ على الطّبيب أن تُعرض عليه آراء الطّبيب وأحكامه!!؟، فما قبله كان صوابا، وما رفضه كان باطـلا!!؟، ولا ريب أنّ هذا لا يقول به عاقل!!؟.

* من المسائل الفرعيّة تحت هذا الأصل:
وحتّى يتّضح هذا الأصل أكثر، فإليك بعض ما أوردوه من النصوص الّتي ادّعوا أنّها تعارض العقول، ونبيّن أنّ هذه النّصوص: إن ثبتت صحّتها، فإنّها لا يمكن أن تعارض العقل.

- المثال الأوّل: قـوله تعـالى:[أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ]، وقول النـبيّ صلّى الله عليه وسلّم للجارية:" أَيْنَ اللهُ ؟". قالت: فِي السَّمَاءِ. (رواه مسلم).
فقالوا: لو أخذنا بظاهر هذا الحديث والآية: للزِم من ذلك أن يكون الله تعالى داخلَ السماء لأنّ حرف ( في ) في اللّغة العربية للظّرفية، وهذا محال.

والجواب على ذلك من وجهين: بالمنع والتّسليم:

أمّا المنع فيقال: ليس بالضّرورة أن تكون ( في ) هنا للظّرفية، بل هي بمعنى (على)؛ فإنّ ( في ) تأتي في اللّغة العربيّة بمعنى على، ومصداق ذلك قول الله تعالى:[هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا]، وقوله حكاية عن فرعون:[ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ]، [طـه: من الآية71]: على الأرض، وعلى جذوع النّخل.

وأمّا الجواب بالتّسليم فنقول: إن سلّمنـا أنّ المراد بـ: ( في ) هو الظّرفية، فإنّنا لا نسلّم بأنّ المراد بـ ( السّماء ) هي ذات الأطباق الزّرقاء، بل المراد بها:" العلوّ"، فإنّ كلّ ما علاك، فهو سماءٌ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى:[ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً]، وقوله:[يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ].
والماء: لا ينزل من السّماء الزّرقاء، بل من السّحاب المسخّر بين السّماء والأرض.
والأمر المنزّل من عند الله تعالى: يُقبض من تحت العرش فوق السّماوات السّبع.
فعلى هذا: لا يكون في الآية ما يتعارض مع العقل، بل هي موافقة له كل الموافقة؛ لأنّ العقل السليم يفرض صفة العلو المطلق لله تعالى.

- المثال الثّاني: ما يُروى عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم:" الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمِينُ اللهِ تَعَالَى فِي الأَرْضِ، فَمَنْ قَبَّلَهُ وَصَافَحَهُ فَكَأَنَّمَا قَبَّلَ يَدَ اللهِ تَعَالَى وَصَافَحَ يَمِينَهُ".
فقالوا: هذا الحديث يتعارض مع العقل؛ لأنّه يثبت عقيدة الحلوليّة، وأن الله تعالى حالّ معنا، فهو يثبت أنّ أحدًا يصافح الله تعالى.
والجواب أن يقال:
لا يجوز الحكم قبل النّظر في صحّة النّقل، وفي صراحة العقل.
* فهذا الكلام إذا نظرنا إليه من حيث الثّبوت، فهو لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإسناده مظلم[2].
وقد رُوِي عن ابن عبّاس رضي الله عنه بسند ضعيف أيضا.
إذًا فإنّ هذا النّقل فَقَدَ أحد الشّرطين وهو: صحّة السّند.
* ثمّ لو سلّمنا بأنّه صحّ عن ابن عبّاس رضي الله عنه، وأنّه ليس للرّأي فيه مجال، وابن عبّاس ليس ممّن يأخذ عن أهل الكتاب، وثبت له حكم الرّفع، فإنّه لا يتعارض مع العقل من وجوه:

أولها: أنّ ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" يَمِين اللهِ تعالى فِي الأرْضِ"، ولم يطلق هذه اليمين، فهي يمين مقيّدة بأنّها في الأرض، ويمين الله تعالى ليست في الأرض، وإنّما هي في السّماء، فعلم أنه لم يرد حقيقة يمين الله تعالى.

والثّاني: أنّه قال:" فمن صافحه وقبله فكأنّما صافح"، وغاية ما في هذا: أنّه تشبيه، ومن المعلوم بالعقل: أن المشبه ليس هو المشبّه به، فدل هذا على أنه أراد التقريب، وضرب المثل فقط لا إرادة التّمثيل، وذلك لأنّ عادة الملوك إذا دخل عليهم رعاياهم: قبّلوا أيديَهم، ولله المثل الأعلى".انظر:( مجموع الفتاوى:6/397).

- المثال الثّالث: ما رواه أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم:" إِنَّ الْإِيمَانَ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةَ يَمَانِيَةٌ، وَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ".

فقالوا: ظاهر هذا الحديث يدعو إلى الحلول، إذ فيه إثبات أنّ الرّحمن حالٌّ ببعض مخلوقاته.
والجواب:
إنّ الحديث ضعيف أيضا، فقيل منكر، وقيل شاذّ[3].
ثمّ إنّه لو صحّ، فإنّ كلمة ( نفَس ): ليس المقصود منها:" النّفس المعروف"، بل هي من: نَفَّس يُنفِّس تنفيسًا، أي من: التفريج.
أي: إنّ تفريج الله لعباده: يكون من قِبل اليمن، وهذا هو الذي حصل، فإن الله تعالى نفَّس على عباده في حروب الردّة بأهل اليمن، فهم أهل إيمانٍ وحكمة.
فعلى هذا المعنى الصحيح الّذي هو ظاهر اللفظ، لا يكون في الحديث أي إشكال، ولله الحمد والمنة".انظر:( مجموع الفتاوى:6/398).

( فائدة ) أوّل قياس فاسد عُورض به النّصوص..
قال:" ابن القيّم" رحمه الله في:(الصّواعق المرسلة:3/998):
"إنّ معارضة الوحي بالعقل: ميراث عن الشيخ أبي مرّة [وهو من ألقاب الشّيطان]، فهو أوّل من عارض السّمع بالعقل، وقدّمه عليه، فإنّ الله سبحانه لما أمره بالسجود لآدم: عارض أمره بقياس عقلي مقدّماته:[خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ]، إذن فـ:[أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ]، و: الفاضل لا يسجد للمفضول!!؟".
وقد ردّ عليه من وجوه عديدة، فلا تفوّتها عليك، وانظرها للاستفادة.

الهوامش:
[1] والمراد بالنصّ هنا هو النصّ من السنّة، لأنّ القرآن كلّه متواتر.

[2] " منكر، أخرجه أبو بكر بن خلاّد في " الفوائد " (1/224/2)، و ابن عديّ (17/2)، وابن بشران في " الأمالي " (2/3/1)، والخطيب (6/328)، وعنه ابن الجوزي في " الواهيات " (2/84/944) " [ الضّعيفة (1/223)].

[3] كما في " الضّعيفة " (3/ص 96) رقم 1097.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام جدا: القرآن والسنة بيننا
02-08-2015, 05:30 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

لا نكاد نسترجع أنفاسنا من إبطال صورة من صور:" كيد أعداء الإسلام والجزائر": إلا ونفتح أعيننا على:" صورة أخرى من صور المبطلين!!؟".

لقد كنا نظن بأن محل:" طائفة القرآنيين" هو:" بطون الكتب!!؟"، أو:" سرداب الشبكة العنكبوتية!!؟"، فإذا بهم يخرجون:" بدعوتهم الآثمة المشؤومة إلى أرض الواقع!!؟": إمعانا في تضليل المسلمين بإسقاط:" السنة النبوية كأصل من أصول شريعة الإسلام!!؟"، وهذا ما حدث في ولاية:" تلمسان" كما سيأتي بيانه من المتصفح الذي نشره أخونا الفاضل:" أبو أسامة"، ويظهر بأن:" الأمر جد، ورب الكعبة".

ويحسن بنا ههنا: أن نذكر بالحملة الشرسة التي شنت قبل أشهر على:" صحاح كتب السنة" للطعن فيها وإسقاطها، وأهمها:" صحيح البخاري".
فمن اعتقد بأن:" حملة القرآنيين": لا علاقة بها بحملة:" إسقاط البخاري"، فهو:" واهم!!؟".
وكان أحدهم قد نشر متصفحا بعنوان:" القرآن بيننا؟؟؟"، فرددنا عليه بمتصفحنا هذا:" القران والسنة بيننا"، وقد أبطلنا فيه بحمد الله كيده، فلم ينبس ببنت شفه!!؟.

وهذا الآن المتصفح الذي نشره أخونا الفاضل:" أبو أسامة" ننقله بكامله، لتتضح الصورة لدى إخواننا الجزائري، فيأخذوا حذرهم من هذه الطائفة المنحرفة، وإلى المقصود:

حذّر أول أمس:" إمام مسجد بتلمسان" من بعض الفتاوى الخبيثة التي أصبحت تجد طريقها إلى المصلين، والتي يعمل أصحابها على ترويجها في أوساط المواطنين، وهي تلك التي تدعو إلى:" الاكتفاء بالقرآن الكريم في التشريع دون الاعتماد على السنة النبوية!!؟": مشيرا في خطبة الجمعة إلى وجود أشخاص بيننا يعملون على زرع هذا الفكر التضليلي.
وأكد الإمام أنه على المواطنين: الابتعاد قدر المستطاع عما تبثه بعض القنوات الفضائية، وما ينشر عبر وسائط الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.
إمام المسجد: الذي خصص خطبة الجمعة لهذا الموضوع، اكتفى بذكر بعض الأمور المتعلقة بكون:"هؤلاء المرتدين" حسب وصفه: ينكرون السنة النبوية، وأن من يعمل على الترويج لمثل هذه الأفكار الخبيثة هم:" اليهود من الإسرائيليين": دون أن يقدم تفاصيل أكثر حول هذا التيار الديني الذي يبدو أنه أخذ طريقه، وجدد نشاطه بتلمسان، بعدما وجد من يتقبل مثل هذه الإدعاءات المغرضة في حق القرآن الكريم والسنة النبوية.
دعاة هذا المذهب التضليلي هم طائفة "القرآنيين"، أو ما يعرف بـ"أهل القرآن": ممن يكتفون بالقرآن الكريم: مصدرا للإيمان والتشريع في الإسلام، وتعود جذور ما يوصف بـ"التيار القرآني" إلى الخوارج، قبل أن يجد من يؤصل له، ويؤسس له داخل مجتمعاتنا الإسلامية من أمثال:" أحمد خان بالهند"، و:"عبد الله جكرالوي من باكستان"، كما يعد:" أحمد الدين الأمر تسري": أحد مؤسسي هذا المنهج، مثله مثل:" أحمد صبحي منصور": الملقب بالزعيم الروحي للقرآنيين بمصر، وغيرهم من أتباع هذه المزاعم.
وقد شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة - خاصة بالغرب الجزائري-: نشاطا ملموسا لـ"القرآنيين" بكل من ولايات:( معسكر، سعيدة وعين تموشنت): قبل أن يمتد نشاط هذه الطائفة إلى تلمسان، وقد سبق لعناصر الدرك الوطني بولاية عين تموسنت في:( سنة 2008): فتح تحقيقات معمقة حول المنتسبين إلى هذا التيار الديني، قبل أن يختفي أنصار هذا الفكر المرتد، ليعود من جديد، ولكن هذه المرة من عاصمة الزيانيين: محاولين زرع بذور الشك والتشكيك في أوساط الناس: علما أن هذه الطائفة الدينية تدعو إلى أمور خطيرة وخبيثة مثل:( أنه لا عصمة للرسول الكريم، ولا تجيز رجم الزاني الثيّب، وأن الله لا يعاقب حسب زعمهم أصحاب المعاصي إن كانت معاصي شخصية لا تضر بالآخرين)- وهي دعوة صريحة لارتكاب المعاصي التي حرّمها الله-، وهو ما حاول إمام المسجد إقناع المواطنين به: داعيا إياهم إلى التصدي لهم من خلال:( الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي، والسنة النبوية، والمذاهب الأربعة، والاعتماد على المذهب المالكي باعتبار أن الجزائريين ينتسبون إلى هذا المذهب، والابتعاد قدر المستطاع عما تبثه بعض الوسائل الإعلامية من مثل هذه التوجهات التضليلية).
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:51 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى