التواضع يجعلك تنجح في المجتمع
13-03-2016, 02:09 PM
التواضع يجعلك تنجح في المجتمع

عبد المجيد قناوي
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
كشفَت دراسة عن منافع حياتية عملية لـ: التواضع، أو ما يسمى بـ:" الأنا الهادئة يمكن أن تفعل فِعلَها بطرق مدهشة حقًّا، فتحقق لك النجاح الاجتماعي الذي تتوق إليه.
فإذا كنتَ متواضعًا، فإنك تتحصل على سبعة (7) منافع، وهي:

الأولى: التواضع يُهدِّئ النفس:
يميل المتواضع إلى اعتماد رؤية مُختلفة ومفيدة للحياة والطريقة التي يجب أن يَعيش بها.

الثانية: التمَيُّز في القيادة:
القائد المتواضِع ليس فقط الأفضل؛ إنَّما هو أيضًا: أكثر فعالية وإنتاجية، إنَّه مستعدٌّ دومًا للاعتِراف بأخطائه، وتَسليط الضَّوء على أتباعه، وهو يُقبِل على التعلُّم من الآخرين، وهذه الصِّفة هي من صَميم القيادة المتواضِعة.

الثالثة: قدرة عالية على ضَبط النَّفس:
ضبط النَّفس هو: أحد مَفاتيح الحياة النَّاجحة؛ فالغريب أنَّ التركيز على الذَّات يؤدِّي إلى تَراجع القدرة على ضبط النفس.
المتواضع يُعطي أهمِّيةً أقل لنفسه، وبالتالي يتمتَّع بقدرة أكبر على ضبطها في كثيرٍ من المواقف المستفِزة؛ لعلَّ ذلك يعود إلى أنَّ المتواضع يَعرف حدودَه ويحترمها.

الرابعة: نتائج أكاديمية أعلى:
كشفَت دراسة تمَّت على 55 طالبًا أنَّ الذينكانوا أكثر تواضعًا: كان أداؤهم الأكاديمي أفضَل.
التواضع بالتالي: يمكن أن يَجعلَك أكثر نجاحًا في المدرسة والجامعة.

الخامسة: تَسامح أكبر:
الشخص المتواضِع لا يَعتقد أنَّ العالم يَدين له بشيء، ولا أنَّ موقعه أفضل من مَوقع غيره، إنَّه يَعتقد أنَّ عليه أن يَقبل أي مركز أو مَكانة يكون فيها، وهذا يؤدِّي إلى تراجع العدائيَّة حيالَ الآخرين؛ ما يجعله أكثر تَسامحًا وأقلَّ دفاعًا عن معتقداته الخاصَّة.

السادسة: علاقات أفضل:
المتواضِع غالبًاتكون حاله أفضَل في العلاقات؛ لأنَّه يتقبَّل الآخرين على ما هم عليه، تواضعُه يسهل له التواصُل وبناء روابط أقوى مع الآخرين.

السابعة: أداء مهني أفضل:
المتواضِع لا يشكِّل مديرًا أفضل فحسب؛ بل موظَّفًا أفضل أيضًا، الموظفون الصَّادقون والمتواضعون غالبًا ما يكون أداؤهم الوظيفي أفضَل.

وهذا مثال عن التواضع:
مِنَ الذي خَلقَ السموات والأرض، وخلق الإنسانَ يقولُ على لسانه محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4] ، وهو ما اشتمَل عليه القرآن الكريم من مكارم الأخلاق، ثمَّ يقول:
﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 7].

شرح الآية 7 من سورة الفرقان:
وقال المشركون: ما لِهذا الذي يَزعم أنَّه رسول الله (يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم) يأكل الطَّعامَ مثلَنا، ويمشي في الأسواق لطلَب الرِّزق؟ فهلَّا أَرسل اللهُ معه مَلَكًا يشهد على صِدقه، أو يَهبط عليه من السماء كَنزٌ من مال، أو تكون له حديقةٌ عظيمة يأكل من ثمرها؟ وقال هؤلاء الظَّالمون المكذِّبون: ما تتَّبعون أيها المؤمنون إلا رجلًا به سِحر غلب على عقله.