تلاميذ لا يعرفون الجهاد وطالبات يخلطن بين الحجاب و"الفولارة" !
29-04-2016, 11:42 AM
بلقاسم حوام
صحافي ورئيس قسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي
أدى إلغاء العديد من الدروس في مناهج مادة التربية الإسلامية في الطور الثانوي، إلى خلط المفاهيم الدينية وسط التلاميذ، الذين باتوا يتلقون دروسهم من الأنترنت والقنوات الفضائية، خاصة وأن العديد من المواضيع المهمة والعصرية على غرار الجهاد واللباس الشرعي، نظام الحكم في الإسلام، أحكام الطلاق، القضاء في الإسلام.. تم إلغاؤها نهائيا من دروس التربية الإسلامية، ما جعل التلاميذ لا يفرقون بين الجهاد والإرهاب، وطالبات يخلطن بين الحجاب و"الفولارة" !
أكد العديد من أساتذة التربية الإسلامية أن ظهور الحجاب المعاصر الذي تنوعت أسماؤه وأوصافه على غرار "حجاب ديكابوطابل، حجاب مودارن، حجاب الشاب خالد.."، ما هو إلا وجه من أوجه إفراغ مناهج التربية الإسلامية من محتواها الحقيقي .
وفي هذا الإطار، أوضح أساتذ التربية الإسلامية، بوجمعة شيهوب، أن إلغاء درس اللباس الشرعي في المنهاج الثانوي ساهم في جهل الكثير من الطالبات لمفهوم ومغزى وحكم الحجاب، "حيث ترى الفتاة تغطي رأسها وتترك جسمها متبرجا وتلقب نفسها متحجبة، وهذا ما جعل بناتنا يخلطن مابين الحجاب الذي يغطي ويستر الجسم، وبين الفولارة التي تغطي الرأس..".
وأضاف محدثنا أن التبرج المنتشر في شوارعنا ما هو إلا هدف تم تحقيقه من طرف الجهات التي ساهمت في إلغاء موضوع اللباس الشرعي في مقررات التربية الإسلامية، ما ساهم في تشويه الحجاب "الذي بتنا نرى له أشكالا وألوانا".
وكشف الأستاذ بوجمعة شيهوب "أن موضوع الجهاد أيضا تم حذفه نهائيا من منهاج التربية الإسلامية في الطور الثانوي، وهذا في إطار "الإصلاحات" الأولى سنة 2008، ما جعل التلاميذ يجهلون نهائيا كل الأحكام المتعلقة بالجهاد، وهذا ما جعلهم يستوردون أفكارهم في فهم هذا الموضوع من الفضائيات والانترنت، فتمخض عن ذلك خلط الكثير منهم بين الإرهاب والجهاد، خاصة بعد انتشار تنظيم "داعش" الذي بات تلاميذنا يسمعون ويشاهدون ويقرأون عنه يوميا في وسائل الإعلام، ومنهم من قد يتأثر بهذا التنظيم، الذي يسوق لفكرة الجهاد وإقامة دولة الإسلام، ما يجعل تلاميذنا وأبناءنا عرضة للعديد من الأفكار الهدامة التي يتم نشرها في المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية..".
إلغاء الجهاد من الثانوية يجعل تلاميذنا عرضة للتيارات التكفيرية
من جهته؛ أكد الأستاذ بن حواء محمد رئيس تنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية في الثانوي، أن إلغاء دروس الجهاد واللباس الشرعي والقضاء في الإسلام وأحكام الزواج والطلاق في المنهاج الثانوي لمادة التربية الإسلامية، هو تخلي المدرسة لدورها في تلقين الطلبة المفاهيم الصحيحة لدينهم، وهو ما يجعلهم عرضة للكثير من الأفكار التكفيرية الهدامة في عصر العولمة، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف محدثنا أن انتشار الانحلال الخلقي والتبرج في المجتمع ما هو إلا صورة عن حذف دروس اللباس الشرعي في المقررات المدرسة، وتأثر الكثير من الشباب بالتنظيمات الجهادية والإرهابية وانخراطهم فيها، ما هو إلا سبب من أسباب تخلي المدرسة عن مهمتها في تقديم صورة صحيحة عن ماهية الجهاد في الإسلام.
واستغرب الأستاذ بن حواء العذر الذي قدمته وزارة التربية لإلغاء موضوع الجهاد في المقررات المدرسية، حيث بررت فعلتها بتجنب تلقين التلاميذ الأفكار والمواضيع التي تحرضهم على العنف والتطرف، وأضاف "إذا سحبت الوزارة دور التعليم والتربية من الأستاذ فأكيد أن تلاميذنا سيتعلمون من الانترنت والقنوات الفضائية، وهذا ما وصفه المختصون بالخطر الكبير الذي يترصد شباب الجزائر، فالسن الحقيقي الذي يتطلب تلقين الطالب المفاهيم الصحيحة هو الطور المتوسط والثانوي، فإذا انتقل التلميذ إلى الجامعة فلا يمكن حينها تصحيح أفكاره التي يكون قد تشبع بها"..