منقول : مقال رآئع جدا : طرقات على آذان الهداة والغافلين
19-07-2016, 06:04 PM
طرقات على آذان الهداة والغافلين
أ: سعيد الرحماني
الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم ولا تكلم لسان، والصلاة والسلام على خير الأنام، محمد صلى الله عليه وآله الصَّحب الكرام، ثم أما بعد:
قال الله تعالى في بيناته: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 38 - 47].
إن سَعَةَ عمر الإنسان مرهونة بما قدمه على صفحات كتابه إلى منتهاها، جرى عليها القلم وحط عليه أقدام ماضيه، يُحسَبُ له ما أجمَلَ مِن الحسن والسيِّئ فيه: إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًّا فبما صنع.
خطَب النبي صلى الله عليه وسلم مرة فقال: ((أيها الناس، إن لكم معالم فانتهُوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهُوا إلى نهايتكم، إن العبد المؤمن بين مخافتين: بين أجَلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه؛ فلْيأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الهَرم، ومن الحياة قبل الموت؛ فوالذي نفس محمد بيده، ما بعد الموت من مستعتَب، وما بعد الدنيا دار، إلَّا الجنة أو النار))[1].
طَرَقَاتٌ عَلَى آذَانِ الهُدَاةِ وَالغَافِلِينَ:
إن الخير والشر لهما أشرعةٌ بِيضٌ وسوداء مزروعة، بوادرها غير ظاهرةٍ وبما كسبت الأيدي مصنوعة، هي على سواعد الحسان مرفوعة، ومغانمها متبوعة، عليها أغطية ظليلة تقيهم مصارع سوءٍ مسموعة، نادوا وقالوا: "قد بعنا دنيانا بثمن بخس مدفوعة؛ رأينا المهانة فيها، فمن يشتري منا عجوزًا ثكلى موجوعة؟"، قُصَّ شريط ماضيك وغداة الحين عند ربك ألا فقومي مفزوعة، وأما سواعد الخِذلان فلها دوافع الحضر ممنوعة، إذا رأيتها على لهفها السائد دومًا تكون مطبوعة؛ آلَت بغُلُوِّها قِطعًا من الليالي همزًا ولمزًا غير مشروعة، وبرزت بذنوبها جهرةً غير مرةٍ وفي غيها طفرة ما منزوعة، تطاير شررها في الأرض إسرافًا ولم تستتر فهي مخدوعة، سيقتلع أمدك من جذوره يا نفس فخافي الوعيد فأنت مصروعة.
يا بن آدم:
هذه نفسك؛ قَوِّمْهَا تكن على البياض أو على سواد صفحات كتابك..
قد ألقت عليك عبئًا ثقيلًا تحمله على ظهرك..
ألا إن ساعة الحقيقة قد قربت من شراك نعلك، ووعد الله أنبأك أن سبيل الحق قد بينت طريقك؛ فاستغفر الله وتب من ذنبك، فقد أُمهِلتَ في عمرك.. أمهلتَ مُذ وطِئت قدماك الأرض ولم تنظر من خلفك.
دفعت تكاليفها وفواتيرها كاملة رغم طعمها المرير، فأنت الآن مقبلٌ على امتحان الدنيا وتقرير المصير، ليس للآن وقتُ عتابٍ تجربُ فيه حيلةً أو نوعية الضمير؛ تقلبْتَ في الدنيا بما يكفي فخذ منها العبر واترك الضير.
هذه طَرَقَاتٌ على سمعك خفيفة، وهزات على وجدانك رفيفة، فكن بها واعدًا واسْقِ جنتك سقاية طفيفة، تفز بها رِفعة في دار هي خير دار شريفة، لا يُسمع لها صوت أنين، حيث يسمو بها الحنين، إلى الأحباب من خلفك تركتَهم وأنت في الصندوق دفين.
[1] الديلمي في مسند الفردوس.
أ: سعيد الرحماني
الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم ولا تكلم لسان، والصلاة والسلام على خير الأنام، محمد صلى الله عليه وآله الصَّحب الكرام، ثم أما بعد:
قال الله تعالى في بيناته: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 38 - 47].
إن سَعَةَ عمر الإنسان مرهونة بما قدمه على صفحات كتابه إلى منتهاها، جرى عليها القلم وحط عليه أقدام ماضيه، يُحسَبُ له ما أجمَلَ مِن الحسن والسيِّئ فيه: إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًّا فبما صنع.
خطَب النبي صلى الله عليه وسلم مرة فقال: ((أيها الناس، إن لكم معالم فانتهُوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهُوا إلى نهايتكم، إن العبد المؤمن بين مخافتين: بين أجَلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه؛ فلْيأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الهَرم، ومن الحياة قبل الموت؛ فوالذي نفس محمد بيده، ما بعد الموت من مستعتَب، وما بعد الدنيا دار، إلَّا الجنة أو النار))[1].
طَرَقَاتٌ عَلَى آذَانِ الهُدَاةِ وَالغَافِلِينَ:
إن الخير والشر لهما أشرعةٌ بِيضٌ وسوداء مزروعة، بوادرها غير ظاهرةٍ وبما كسبت الأيدي مصنوعة، هي على سواعد الحسان مرفوعة، ومغانمها متبوعة، عليها أغطية ظليلة تقيهم مصارع سوءٍ مسموعة، نادوا وقالوا: "قد بعنا دنيانا بثمن بخس مدفوعة؛ رأينا المهانة فيها، فمن يشتري منا عجوزًا ثكلى موجوعة؟"، قُصَّ شريط ماضيك وغداة الحين عند ربك ألا فقومي مفزوعة، وأما سواعد الخِذلان فلها دوافع الحضر ممنوعة، إذا رأيتها على لهفها السائد دومًا تكون مطبوعة؛ آلَت بغُلُوِّها قِطعًا من الليالي همزًا ولمزًا غير مشروعة، وبرزت بذنوبها جهرةً غير مرةٍ وفي غيها طفرة ما منزوعة، تطاير شررها في الأرض إسرافًا ولم تستتر فهي مخدوعة، سيقتلع أمدك من جذوره يا نفس فخافي الوعيد فأنت مصروعة.
يا بن آدم:
هذه نفسك؛ قَوِّمْهَا تكن على البياض أو على سواد صفحات كتابك..
قد ألقت عليك عبئًا ثقيلًا تحمله على ظهرك..
ألا إن ساعة الحقيقة قد قربت من شراك نعلك، ووعد الله أنبأك أن سبيل الحق قد بينت طريقك؛ فاستغفر الله وتب من ذنبك، فقد أُمهِلتَ في عمرك.. أمهلتَ مُذ وطِئت قدماك الأرض ولم تنظر من خلفك.
دفعت تكاليفها وفواتيرها كاملة رغم طعمها المرير، فأنت الآن مقبلٌ على امتحان الدنيا وتقرير المصير، ليس للآن وقتُ عتابٍ تجربُ فيه حيلةً أو نوعية الضمير؛ تقلبْتَ في الدنيا بما يكفي فخذ منها العبر واترك الضير.
هذه طَرَقَاتٌ على سمعك خفيفة، وهزات على وجدانك رفيفة، فكن بها واعدًا واسْقِ جنتك سقاية طفيفة، تفز بها رِفعة في دار هي خير دار شريفة، لا يُسمع لها صوت أنين، حيث يسمو بها الحنين، إلى الأحباب من خلفك تركتَهم وأنت في الصندوق دفين.
[1] الديلمي في مسند الفردوس.
قمة العفة عند العرب الاقحاح :
سأترك ماءكم من غير ورد / وذاك لكثرة الوراد فيه
اذا سقط الذباب على طعام / رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الاسود ورود ماء / اذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن / ولا يرضى مساهمةالسفيه.gif)
سأترك ماءكم من غير ورد / وذاك لكثرة الوراد فيه
اذا سقط الذباب على طعام / رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الاسود ورود ماء / اذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن / ولا يرضى مساهمةالسفيه
.gif)
من مواضيعي
0 منقول : مقال رآئع جدا : طرقات على آذان الهداة والغافلين
0 علـــــى أعلـــــى اللائحـــــــــة تصدر هــــؤلاء ؟ بقلمــے
0 شعب الحياء ودورها في دعائم الحياة الأسرية المسلمة ~ بقلمے
0 نماذج مما يخفف والعامة تشدده
0 سُنَّة الفجر أول السنن الراتبة
0 جينية الإجرام هل هي طبيعة فطرية أم سلوكية أفراد ؟ بقلمي /للنقاش
0 علـــــى أعلـــــى اللائحـــــــــة تصدر هــــؤلاء ؟ بقلمــے
0 شعب الحياء ودورها في دعائم الحياة الأسرية المسلمة ~ بقلمے
0 نماذج مما يخفف والعامة تشدده
0 سُنَّة الفجر أول السنن الراتبة
0 جينية الإجرام هل هي طبيعة فطرية أم سلوكية أفراد ؟ بقلمي /للنقاش
التعديل الأخير تم بواسطة غايتي رضا الرحمن ; 19-07-2016 الساعة 06:13 PM
سبب آخر: ممنوع الروابط الخارجية










.gif)

