كذب الإعلاميون ولو صدقوا !
17-12-2016, 08:41 PM
فهذه من أمراض العصر خاصة عند الإعلاميين يفرحون لأنهم كانوا هم أول من سمع بالخبر سواء كان الخبر سيئا أم خيرا، فالفرح ملازم لهم في كل حين، فلو كانوا عقلاء فهل يفرحون بالخبر السيء !، ولكن هي عقدة السبق، وعقدة الحصري، وغير ذلك من الألفاظ المستعملة في هذا المجال.
وهم في كثير من الأمور كذبة في ذلك، ومصداق ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم:«كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم. فالذي يحدث بكل ما سمعه فإنه يكذب لا محالة، لأنه لا يتروى ولا يتثبت مما سمع أصدق هو أم كذب المهم النشر والإذاعة،
وفي صحيح مسلم أيضا؛ عن سفيان بن حسين قال سألني إياس بن معاوية فقال إني أراك قد كَلِفْتَ بعلم القرآن[أي أُولِعْتُ به]، فاقرأ علي سورة وفسِّر حتى أنظر فيما علمت، قال: ففعلت فقال لي: احفظ علي ما أقول لك؛ إياك والشناعة في الحديث، فإنه قلما حملها أحد إلا ذل في نفسه وكذب في حديثه.
قال النووي في شرح مسلم:" ومعنى كلامه أنه حذره أن يحدث بالأحاديث المنكرة التي يشنع على صاحبها وينكر ويقبح حال صاحبها فيكذب أو يستراب في رواياته فتسقط منزلته ، ويذل في نفسه ، والله سبحانه وتعالى أعلم".
وفعلا قد وقع الإعلاميون في هذه الشناعة فهم كاذبون وإن صدقوا، وفعلا كذب الإعلاميون ولو صدقوا.
وهم في كل ذلك مخالفون للقرآن الكريم إذ ليس كل خبر يسمع ينشر بل لا بد من النظر في المصالح والمفاسد فإذا كان من المصلحة نشر الخبر ينشر، وإلا فلا.
يقول أصدق القائلين ربنا سبحانه وتعالى وهو يرشدنا إلى كيفية التعامل مع الأخبار :{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا } .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره :" هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لافيحجم عنه؟". (ا ه).
فعلى الإعلاميين في كل وسائل الإعلام مرئية أو مكتوبة أو مسموعة أن يتثبتوا في نشر الأخبار وإذاعتها، وألا يتشبهوا بالكفار في كذبهم ومكرهم ونفاقهم من أجل الحصول على المعلومة ولو بالكذب والتدليس والخداع، المهم الوصول إلى المعلومة بأي ثمن من أجل دراهم معدودة.
فأنت أيها الإعلامي مسلم فلا تكن كالكافر، وكن ذا حدود ومبادئ ولا تنظر نظر إكبار للكفار فأنت إن التزمت شرع ربك واتبعته فأنت خير منهم، ولو رميت بعدم الاحترافية وغير ذلك.
والله الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه أبو حذيفة الفضالي 20 ذو الحجة 1436 الموافق لـ 04 أكتوبر 2015
وهم في كثير من الأمور كذبة في ذلك، ومصداق ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم:«كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم. فالذي يحدث بكل ما سمعه فإنه يكذب لا محالة، لأنه لا يتروى ولا يتثبت مما سمع أصدق هو أم كذب المهم النشر والإذاعة،
وفي صحيح مسلم أيضا؛ عن سفيان بن حسين قال سألني إياس بن معاوية فقال إني أراك قد كَلِفْتَ بعلم القرآن[أي أُولِعْتُ به]، فاقرأ علي سورة وفسِّر حتى أنظر فيما علمت، قال: ففعلت فقال لي: احفظ علي ما أقول لك؛ إياك والشناعة في الحديث، فإنه قلما حملها أحد إلا ذل في نفسه وكذب في حديثه.
قال النووي في شرح مسلم:" ومعنى كلامه أنه حذره أن يحدث بالأحاديث المنكرة التي يشنع على صاحبها وينكر ويقبح حال صاحبها فيكذب أو يستراب في رواياته فتسقط منزلته ، ويذل في نفسه ، والله سبحانه وتعالى أعلم".
وفعلا قد وقع الإعلاميون في هذه الشناعة فهم كاذبون وإن صدقوا، وفعلا كذب الإعلاميون ولو صدقوا.
وهم في كل ذلك مخالفون للقرآن الكريم إذ ليس كل خبر يسمع ينشر بل لا بد من النظر في المصالح والمفاسد فإذا كان من المصلحة نشر الخبر ينشر، وإلا فلا.
يقول أصدق القائلين ربنا سبحانه وتعالى وهو يرشدنا إلى كيفية التعامل مع الأخبار :{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا } .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره :" هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لافيحجم عنه؟". (ا ه).
فعلى الإعلاميين في كل وسائل الإعلام مرئية أو مكتوبة أو مسموعة أن يتثبتوا في نشر الأخبار وإذاعتها، وألا يتشبهوا بالكفار في كذبهم ومكرهم ونفاقهم من أجل الحصول على المعلومة ولو بالكذب والتدليس والخداع، المهم الوصول إلى المعلومة بأي ثمن من أجل دراهم معدودة.
فأنت أيها الإعلامي مسلم فلا تكن كالكافر، وكن ذا حدود ومبادئ ولا تنظر نظر إكبار للكفار فأنت إن التزمت شرع ربك واتبعته فأنت خير منهم، ولو رميت بعدم الاحترافية وغير ذلك.
والله الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه أبو حذيفة الفضالي 20 ذو الحجة 1436 الموافق لـ 04 أكتوبر 2015
من مواضيعي
0 جوابُ مَنْ دَعَا إلى مناظرةٍ وهو غيرُ كفءٍ للشيخ البشير الإبراهيمي
0 رسالة من العلامة مبارك الميلي إلى كل من يخون وطنه
0 اتقوا الله أيها الجزائريون واصبروا على ضيق العيش وغلاء الأسعار
0 كذب الإعلاميون ولو صدقوا !
0 البراهين على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي
0 الاحتفال بمولد النبي محمد هل هو حرام أو بدعة ؟ والرد عجيب للغاية من د.ذاكر نايك
0 رسالة من العلامة مبارك الميلي إلى كل من يخون وطنه
0 اتقوا الله أيها الجزائريون واصبروا على ضيق العيش وغلاء الأسعار
0 كذب الإعلاميون ولو صدقوا !
0 البراهين على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي
0 الاحتفال بمولد النبي محمد هل هو حرام أو بدعة ؟ والرد عجيب للغاية من د.ذاكر نايك