أنــــا و الــبــــحر
09-09-2008, 12:40 AM
مررت بشواطىء عديدة لكنّها لم تستوقفني يوما هي مناطق عبور ليس إلاّ ،كثيرون اعتبروني غريب التّفكيرأو ربّما متحجّرا لا أرى في الطبيعة غير صخورها وأعمى عن رؤية بحورها، كنت أبتسم وأقول في نفسي بل أحبّ بحور الشّعر لكن كيف لكم أن تفقهوا بحور الصّفاء تلك التّي تطرب الآذان وقد ألفتم بحوركم القذرة التّي تلوّث النّفوس والأبدان ، كنت امشي دون أن أرمي طرفا أو ألقي بالا إلى أمواجها التّي تتمايل فتزيد من شغف المّارة بها، تلك الحركات البهلوانيّة التّي تشغل النّاس عن المضيّ فيما هم ماضون لأجله، كنت أتنهّد في كلّ مرّة وأقول: أما من طريق أسلكه غير هذا ثمّ أتذكّر أنّه لم يبق أمامي إلاّ عامين لتتغيّر بعدها وجهتي فأصبر وذات يوم كنت أبحر في تفكيري بعيدا أفكّر وأفكّر وعيناي شاخصتان في البحر، أحسست إحساسا غريبا لم أشعر به قبلا ، شعرت أنّه كان ينصت إليّ يسمع همسي بيني وبين نفسي لكأنّني كنت أناجيه فيفهمني، حملني ذلك الشّعور الجميل إلى التساؤل عن المعلّقة التّي انساب منها هذا البحر لاريب في أنّها كانت لفحل من فحول الشّعر الذّين ما تشرّفت بقراءة إبداعاتهم، أعجبت بالبحر وفي كلّ يوم كنت أراه أجمل من سابقه، أعجبني سكونه وهيجانه اتّساعه وعمقه وضوحه وغموضه يمكنني القول أنّ بذور إعجابي به نمت يوما بعد يوم فبعد أن كنت أمرّ به مرّ السّحاب أصبحت مع كلّ خطوة أخطوها إلى الأمام أتمنّى لو أرجع خطوتين للخلف لأمتّع ناظري وأحدّثه في صمت كلاما لا يملك حلّ شفراته غيره ومضت الأيّام وصرت أرى نفسي أتعلّق به وأقترب منه أكثر فأكثر فزاد ذلك من خوفي وقلقي، أنا من كان يردّد دوما أنّ البحور لا يؤتمن طرفها فكم أطعمت قروشا من لحوم البشر وكم قذفت شواطئها جثث أبرياء مساكين غرتهم السّباحة فيها فكان الموت نهايتهم ، ما كنت أجيد السّباحة وما حاولت بوما تعلّمها حتّى لا يغريني البحر فأسبح ومن ثمّ أغرق لأنّني أومن بأنّ للسّباحة مرادف واحد هو الغرق لكلّ هذه الأسباب قرّرت أن أغيّر مساري كان قرارا صعبا لكنّني اتّخذته ، سلكت طريقا غير طريق خلاّني، وجدت نفسي وحيدا أخطّ طريقي ذهابا و إيّابا كان طريقا شاقّا ومرهقا ما فكّرت في مشيه قبلا لكنّه جنّبني المرور بالبحر، البحر الذّي كان بعدي عنه لا يزيدني إلاّ شوقا إليه.
سافرت بعدها إلى مدينة أخرى فاشتقت إلى مدينتي وذات يوم مررت بأحد المرافئ وتأمّلت البحر وخاطبته قائلا سأركبك يا بحر، أنت نفسه البحر الذّي عشقت أمواجه وطيوره ونسماته وكلّ شيء فيه ذات يوما لقد علّمتني معنى أن أحبّ البحر بعد أن كنت أكره كلّ البحور.أنت ملاذي فأعدني إلى أهلي وأحبّتي أنت الأمل الذّي أتشبّث به فخذ بيدي ولا تدعني خشيتك وخفت منك على الدّوام وها أنا أستنجد بك اليوم هاأنذا أرفع صوتي عاليا لأقول لك أنا بعدُ لا أجيد السّباحة لذا سأستعين بزورق صغير لا أسهل من تحطيمه ، ها أنذا في حماك إن شئت أوصلتني إلى برّ الأمان حيث الأحبّة والخلاّن وإن شئت قتلتني.
سافرت بعدها إلى مدينة أخرى فاشتقت إلى مدينتي وذات يوم مررت بأحد المرافئ وتأمّلت البحر وخاطبته قائلا سأركبك يا بحر، أنت نفسه البحر الذّي عشقت أمواجه وطيوره ونسماته وكلّ شيء فيه ذات يوما لقد علّمتني معنى أن أحبّ البحر بعد أن كنت أكره كلّ البحور.أنت ملاذي فأعدني إلى أهلي وأحبّتي أنت الأمل الذّي أتشبّث به فخذ بيدي ولا تدعني خشيتك وخفت منك على الدّوام وها أنا أستنجد بك اليوم هاأنذا أرفع صوتي عاليا لأقول لك أنا بعدُ لا أجيد السّباحة لذا سأستعين بزورق صغير لا أسهل من تحطيمه ، ها أنذا في حماك إن شئت أوصلتني إلى برّ الأمان حيث الأحبّة والخلاّن وإن شئت قتلتني.
من مواضيعي
0 النّــــور في قلبـــي
0 رسالتي إلى ولدي
0 أنــــا و الــبــــحر
0 نــم قريــر العيــن حــبّي
0 لسـت المـــلام
0 لا تلمني
0 رسالتي إلى ولدي
0 أنــــا و الــبــــحر
0 نــم قريــر العيــن حــبّي
0 لسـت المـــلام
0 لا تلمني