سنة التدافع بين دين الحق وعلمانية الباطل
16-11-2017, 09:38 AM
سنة التدافع بين دين الحق وعلمانية الباطل
د. عبد الرحمن بن عقيل

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

انطلقت الثورتان الصناعية والفرنسية عن (عقيدة) أصبحت فيما بعد مذهبا عالميا له (الغلبة) والظهور.
اصْطُلِحَ على تسميته باسم (العلمانية).
وأراد (المستعمر) أن يفرضه على العالم (الإسلامي) من خلال حملات الاستعمار (العسكرية) و (الفكرية) بعد أن نجح في فرضه على العالم (الغربي) حتى صار مع تتابع الليالي والأيام هو: سمته الظاهرة وصفته البارزة.
وتقوم فكرة هذا المذهب على أركان ثلاثة:
الركن الأول:
- (تقديس) الحياة الدنيا والعيش (لها).
- وتعظيم علومها النظرية والتجريبية، وجَعْلِها (غاية) مقصودة.
- و (إهمال) الحياة الآخرة ونسيانها.
- و (تهميش) علومها الروحية الإيمانية، وجعلها حرية (شخصية).

الركن الثاني:
- نبذ التدين.
- وتعزيز جانب (الإلحاد).
- وذلك بالدعوة إلى (اللادينية) تحت مظلة الحرية (الشخصية) في كل شيء حتى في الأفكار والعقائد والرغبات والشهوات.

الركن الثالث:
إعطاء مفهوم جديد (للدين) و (التدين)، (فالدين) في العلمانية:
- علاقة خاصة بين العبد وربه.
- ولا علاقة له بما يمارسه الناس في حياتهم (العامة) و (الخاصة) السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية والاجتماعية والفكرية والثقافية والعقائدية…الخ.
و (التدين) في العلمانية: (حرية) شخصية يمارسها العبد متى (شاء) وذلك من خلال أداء (طقوس) خاصة في دور العبادة.
فإذا سمعت علمانيا يصف رجلا (بالتدين)، فاعلم أنه ينفي عنه (الإلحاد) ليس إلا!!؟.
فكان من نتائج ذلك:
- أن سَخَّرَ الفرنجة تلك الثورتين وذلك المذهب لمعركة (المدافعة):
- فتمكنوا من السيطرة على العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وعلميا وفكريا وثقافيا.
- وتمكنوا من بسط نفوذهم عبر غزوات (عسكرية) و (فكرية) عرفت باسم الاستعمار.
وكان الهدف من تلك الغزوات ثلاثة أمور:
1) إظهار القوة العسكرية والصناعية.
2) السيطرة على ما في الدول المُسْتَعْمَرَةِ من ثروات.
3) وتغيير نمط الحياة فيها، وذلك بفرض المذهب العلماني الإلحادي من خلال عمليات (التغريب) الفكرية والثقافية والتعليمية مما نتج عنه:
- قيام عدد من المذاهب الفكرية تحت مسميات مختلفة خرج من عباءتها أحزاب سياسية آلت إليها الأمور في تلك البلاد المستعمرة فيما بعد.
- وبعضها كان في وفاق مع المذاهب والأحزاب الأخرى، وبعضها كان في عداوة شديدة معها.
- إلا أنها ترجع كلها إلى أم واحدة، واشتركت معها في معركة المدافعة.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.