هل التفكير الفلسفي الإسلامي تفكير تميز بطابع التقليد أم التجديد؟
03-06-2018, 06:46 PM
هل التفكير الفلسفي الإسلامي تفكير تميز بطابع التقليد أم التجديد؟
طريقة المعالجة جدلية
طرح الاشكالية
اختلط المجتمع الإسلامي بالمجتمعات الأخرى فتعرفت على ثقافاتها وعلومها ومن بين هذه الشعوب المجتمع اليوناني الذي عرف بفكره الفلسفي القائم على أساس المنهج التأملي فحاول المسلمين دراسة فلسفتهم فى الوقت الذي توجهوا فيه إلى إيجاد علوم تهتم بدراسة الدين الإسلامي و عقيدة التوحيد هذا ما اوجد مشكلة حول طبيعة الفلسفة الإسلامية ومصدرها لدى الدارسين لها و المهتمين بها حيت اعتقد البعض أنها مجرد تقليد للفلسفة اليونانية والبعض الأخر عارض هذا الرأي ويرى أنها تميزت عن الفلسفة اليونانية بما قدمته من جديد وإبداع ومنه هل الفلسفة الإسلامية مجرد تقليد أم أنها إبداع؟
عرض الأطروحة:
الفلسفة الإسلامية تعتبر تقليد لما جاءت به الفلسفة اليونانية عن طرق حركة الترجمة التي قام بها الفلاسفة المسلمون لمختلف كتب اليونان وأراء فلاسفتهم سواء حول مجال مصدر الأشياء أو قضايا الحرية
يميل نفر من المستشرقين إلى تجريد العقلية الإسلامية من كل لون من ألوان الإبداع الفكري، وينكرون على فلاسفة الإسلام الجدة والأصالة في تفكيرهم، ويعتبرونهم مجرد نقلة للتراث اليوناني الفلسفي. وتقوم هذه الدعوى على أساس عنصري يقســم الشعوب إلى ساميين وآريين. فالعرب ـ وهم من الجنس السامي ـ لا قدرة لهم على التفكير الفلسفي وتناول الأمور المجردة. أما الشعوب الآرية ـ ومنهم اليونانيون القدماء ـ فهم وحدهم أصحاب المقدرة على ذلك و يصرح ( رينان) في كتابه ( تاريخ اللغات السامية ) بأنه أول من قرر هذا الرأي الذي يذهب إلى جعل الجنس السامي دون الجنس الآري. وبناء عليه فإن ما لدى العرب من فلسفة ليس إلا اقتباساً صرفاً وتقليداً للفلسفة اليونانية، وبمعنى آخر : إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بحروف عربية وذهب ( كارل هينريش بيكر) إلى أنه بينما تخضع الروح الإسلامية للطبيعة الخارجية فتفنى الذوات الفردية في كل لا تمييز فيه، فلا تتصور الأفكار إلا على الإجماع نجد أن الروح اليونانية تمتاز بالفردية واحترام الذاتية، وهما محل النظر الفلسفي. ولهذا فقد كان اليونان أقدر على التفلسف من المسلمين ، فيقول ارنست رينان :"الفلسفة الإسلامية مجرد نقل و تكرار لفلسفة اليونان " فالعرب كانوا مترجمين فقط حيث ترجموا كتب أفلاطون مثل الجمهورية و أرسطو مثل كتاب الطبيعة و غيرها من كتب اليونان
النقد
لا يمكن القول ان التفكر الفلسفي الإسلامي مجرد تقليد للفلسفة اليونانية لان المجتمع اليوناني والمجتمع الإسلامي بينهما اختلاف وهري و هو العقيدة الإسلامية و الإبداع الخاص بها
عرض نقيد الأطروحة:
التفكير الفلسفي الإسلامي لم يتميز بطابع التقليد بل بطابع التجديد و الإبداع فى نشوء علوم اهتمت بدراسة الدين الإسلامي وفق منهج عقلي مثل علم الكلام كما أن الفلسفة الإسلامية لم تختلف حول مصدر الوجود ككل لان إيمانهم بالله الواحد الأحد يحرم الأخذ فى مثل هذه الأمور الغيبية و اللاهوتية لذا فهو تفكير خالص مصدره الوحيد هو الدين الإسلامي كما يؤكد المستشرق الألماني كريستوف دوغا في كتابه "شمس العرب تسطع على الغرب "إن الفلاسفة المسلمين أبدعوا في جميع المجالات الفكرية و العلمية منها لذا يقول :" هل يظن ضانا أن عقل كعقل ابن سينا لم ينتج شيء " و بالتالي عرفت الحضارة الإسلامية تنويرا علميا في مختلف الميادين فاشتهرت بالطب و الفيزياء و الكيمياء و حتى النظر الفلسفي كما يعتبر علم الكلام من اكبر إبداعات المسلمين فقد تميز بالنظر العقلي في العقيدة و تولى الدفاع عنها ضد غير المسلمين
النقد :التفكير الإسلامي ليس تفكير خالص وأحادي المصدر بل اعتمد على المرجعية اليونانية واخذ منها
التركيب:
الفلسفة الإسلامية فعلا إسلامية لان مرجعيتها الأولى والأخيرة هي الدين الإسلامي وعقيدة التوحيد لكنها اخدت من التفكير اليوناني منهج التأمل العقلي الذي اعتمد عليه فى فهم تعاليم الدين و أحكامه فكانت أراء فلاسفتهم عقلية الطابع دينية المصدر .
حل الإشكالية:
الفلسفة الإسلامية مرحلة من مراحل التفكير الفلسفي حيث حافظت على استمرارية التراث اليوناني عن طريق اعتمادها على التأمل العقلي وفى نفس الوقت قدمت الجديد للفكر الإسلامي وهدا يعني أنها متعددة من حيث المصدر ومتميزة من حيث توجهها وأفكارها


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع