حديث الصباح..البوليغراف polygraph والكشف عن الكذب
09-07-2018, 07:50 AM
هو جهاز كشف الكذب، ويعد وسيلة من وسائل الإثبات في القضايا المهمة والخطيرة لاسيما تلك التي تمس أمن الدولة، تستعملها بكثرة أجهزة المخابرات في عمليات الجوسسة، والإيقاع بالجواسيس، وقد ربطه البعض بالفِرَاسَة، فيما ذهب آخرون بالقول أن الإثنان لا يمكن أن يعول عليهما في الإثبات، تكشف الكتابات التي قام بها باحثون عسكريون أن بداية علم كشف الكذب تعود إلى اصول عسكرية أو بوليسية، عندما كانت أجهزة المخابرات بكل الدول تحصل على أسرى، فتقوم باستجوابهم بهدف الحصول على معلومات بدلا من استعمال العنف لانتزاع الحقيقة، مثلما جاءت به دراسة الدكتور جابر إسماعيل الحجاحجة من جامعة آل البيت المفرق الأردن، تشير الروايات أن الصينيين أول من استخدم هذا الجهاز، وقد فسر علماء النفس الحروف التي تشكل كلمة "كذب" كل حرف على حدا (الكاف، والذال، والباء)، فالكاف تعني الإحتكاك، وهي توحي بوجود صراع داخلي، والذال تعني الإهتزاز، توحي بالإضطراب النفسي، والباء قالوا أنها للحفر، ولذا كثيرا ما يفضح الكذاب نفسه بنفسه لما يعانيه من اضطراب في النفس والذهن. وتقوم عملية كشف الكذب بتسجيل التغيرات الفيسيولوجية والإتفعالات النفسية والإضطرابات العضلية في الجسم مثل ضغط الدم، نبضات القلب، التعرق وسرعة التنفس، التي تظهر على الشخص أثناء التحقيق معه، ويقوم الجهاز إلى ترجمتها إلى رسوم بيانية تمكن الخبير من قراءتها، غير أن أجهزة المخابرات المتطور تفطنت لطريقة تبطل بها فعالية هذا الجهاز من خلال تدريب عملائها عليه مرات عديدة حتى يصبح العميل مقاوما للجهاز، ولا يبدو عليه الإرتباك، و بالتالي لا يشعر بأي خوف في حالة تعرضه للإستجواب عن طريق هذا الجهاز، ويتمكن من مقاومته، بحيث تكون إجابته كلها بالسلب والنفي، وكأنه لا يعلم شيئا، لأنه اعتاد على سماع أسئلة نمطية معدة إعدادا خاصا، ناهيك أن الجاسوس المدرب والمؤهل عادة ما يتصف ببرودة وبلادة حسية يصعب على الجهاز تسجيل أيّ ردة فعل نفسية له.
تؤكد الأبحاث أن استعمال هذا الجهاز جاء بعد اتفاقية جنيف عام 1929 التي منعت تعذيب الجنود الأسرى، واتفاقيات حقوق الإنسان، غير أن بعض الدول المستعمِرة، داست على هذه الاتفاقيات ومارست كل أشكال التعذيب ضد الشعوب، بعض المؤسسات القضائية (مراكز الشرطة) استعملت البوليغراف على المتهمين لإستنطاقهم وكشف الحقيقة،، غير ان بعض الباحثين رأوا أن عملية كشف الكذب لا تحتاج إلى أجهزة، وإنما إلى فِراسة (بكسر الفاء)، وهي كما عرفها ابن الأثير تعني الإستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية، وهي مَلَكة يمتاز بها اناس دون آخرين بلا علم أو دراسة، فقد قال الدكتور جابر إسماعيل الحجاحجة، بوجود تشابه بين جهاز كشف الكذب والفراسة، غير أنه أوضح أن جهاز كشف الكذب أكثر صدقا من الفراسة، لأن هذه الأخيرة تخضع للتأثيرات الذاتية والعاطفية.
-----------------------------
غالبية الناس تكذب من الهرم إلى القاعدة، و لكل كذبة مرحلتها، الغالبية تكذب حتى الأطباء يكذبون، يقولون للمريض أنت بخير و هو يعد أيامه الأخيرة، اكذب و لا تخجل من نفسك و أنت تكذب، طالما الكذب أصبح مباحٌ و مُقَنَّنٌ، تحول الكذب إلى مؤسسة، لا يديرها إلا من يتفنن في إطلاق الكذبات


علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..